تحركات دولية وإقليمية بشأن سوريا ودعوات لوقف التصعيد
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
سرايا - شهدت الساعات الأخيرة تحركات دولية وإقليمية إزاء تطورات الأوضاع في سوريا بعد تقدم فصائل المعارضة المفاجئ والسريع وسيطرتها على أجزاء واسعة من شمال سوريا، بما فيها مدينة حلب ثاني كبرى المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد، وسط دعوات لوقف التصعيد والقتال والعودة للمسار السياسي.
وقد نشطت اتصالات إقليمية ودولية بين العواصم الإقليمية والدولية، لا سيما أنقرة وطهران وموسكو.
وفي أحدث التطورات، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إنه من المحتمل أن تحتضن الدوحة الأسبوع المقبل اجتماعا يضم قطر وإيران وتركيا وروسيا لبحث الوضع في سوريا في إطار عملية أستانا.
يأتي هذا التصريح بينما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة ومفتوحة بشأن الأوضاع في سوريا الثلاثاء.
وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء التصعيد في شمال غرب سوريا، ودعا إلى وقف القتال فورا، والعودة للمسار السياسي.
ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن غوتيريش تذكيره للأطراف بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ودعوته العاجلة إلى العودة للعملية السياسية، وفقا للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن عام 2015.
ودعا غوتيريش الأطراف إلى وقف العنف فورا والبقاء على اتصال مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون.
من جهته، دعا بيدرسون الأطراف السورية والدولية الرئيسة إلى المشاركة في مفاوضات جدية وموضوعية لإيجاد طريقة للخروج من الصراع والتركيز على الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254.
وبدأت فصائل المعارضة السورية المسلحة الأربعاء الماضي، هجوما عسكريا حمل اسم عملية "ردع العدوان"، هو الأوسع منذ سنوات، سيطرت خلاله على مساحات واسعة ومدن وبلدات رئيسة شمال غربي البلاد، شملت معظم مدينة حلب بما فيها مطارها الدولي، واستكملت سيطرتها على كامل مساحة محافظة إدلب وعشرات القرى والبلدات في ريف حماة وباتت على بعد 10 كيلومترات من مدينة حماة.
دعوات لخفض التصعيد
في غضون ذلك، دعت الخارجية الأميركية إيران وروسيا لوقف ما وصفته بالسلوك المزعزع للاستقرار في سوريا والمنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن ما تريد الولايات المتحدة أن تراه في سوريا على المدى القصير هو خفض التصعيد وحماية المدنيين.
وأضاف المتحدث أن ما تريد واشنطن أن تراه على المدى البعيد هو عملية سياسية في سوريا تقود إلى انتهاء الحرب، حاثا كلّ الدول على استخدام نفوذها.
وكشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن أن واشنطن لم تتفاجأ من استغلال المعارضة السورية المسلحة الظروف الجديدة التي تعاني منها الحكومة السوري وداعموه لتحقيق مكاسب على الأرض.
ونفى سوليفان أن تكون القوات الأميركية طرفا في ما يحدث في سوريا، مشيرا إلى أن واشنطن تراقب الوضع، وأنها على تواصل مع شركائها في المنطقة بهذا الشأن.
من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي الاثنين، جميع الأطراف إلى خفض التصعيد في سوريا، وقال في بيان "ندعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، فضلا عن وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق".
ودان المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان، الغارات الجوية الروسية على مناطق ذات كثافة سكانية عالية، ودعم روسيا المستمر للحكومة السورية.
تعليق تركي
من ناحيته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تراقب عن كثب التطورات في سوريا، مؤكدا أن بلاده لن تسمح بأي تحرك في سوريا يضر بالأمن القومي التركي.
وجدد أردوغان موقف أنقرة الداعم للحفاظ على وحدة أراضي سوريا والتوصل إلى اتفاق يلبي مطالب الشعب السوري المشروعة.
وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن بلاده حذرت أكثر من مرة أن عدم رغبة الحكومة السورية في التفاوض مع الشعب ومع المعارضة المشروعة "سيؤدي لاشتعال الحرب الأهلية في سوريا من جديد".
وأضاف فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في العاصمة التركية أنقرة، أن الأحداث الأخيرة أثبتت ضرورة جلوس الحكومة السورية للتفاهم مع الشعب، وشدد فيدان على أنه "من الخطأ في هذه المرحلة محاولة تفسير هذه الأحداث في سوريا على أنها تدخل أجنبي".
كما نفى مسؤول تركي لرويترز الاثنين، منح أنقرة الإذن أو الدعم للهجوم الذي تنفذه فصائل المعارضة السورية.
موقف إيراني روسي
وفي المؤتمر الصحفي نفسه مع نظيره التركي، قال وزير الخارجية الإيراني إن ما يحدث في سوريا هو نتيجة ما وصفه بالمخطط الصهيوني الأميركي من أجل صرف الأنظار عن المجازر وأعمال الاحتلال التي تحدث في غزة.
وتعليقا على التطورات في سوريا، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه يجب عدم السماح مرة أخرى لمن وصفهم بالإرهابيين بإشعال الحروب في المنطقة، مشيرا إلى أن طهران تسعى للحد من ذلك دبلوماسيا.
وأضاف أن بلاده ستبذل ما في وسعها لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين خلال اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، إن الهجوم في شمال البلاد محاولة "لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد".
وأكد، حسب بيان للرئاسة السورية، أن "التصعيد لن يزيد سوريا وجيشها إلا إصرارا على المزيد من المواجهة".
وتعهّد بزشكيان للأسد بمواصلة تقديم الدعم، وقال "نأمل بفضل براعتكم وقوتكم وصمودكم أن تستطيع سوريا أن تتخطّى هذه المرحلة بنجاح وانتصار".
كذلك، تعهّد بزشكيان في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تقديم "دعم غير مشروط" للأسد.
ووفق الكرملين، أكد الرئيسان أيضا "أهمية تنسيق الجهود بمشاركة تركيا" الموجودة عسكريا في شمال سوريا.
وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا "كان قائما في الماضي وسيستمر في المستقبل"، حسب ما تطلبه الحكومة السورية.إقرأ أيضاً : إيران: اجتماع رباعي محتمل في الدوحة لبحث الوضع بسورياإقرأ أيضاً : الأمم المتحدة: تدهور الأمن الغذائي في غزةإقرأ أيضاً : بايدن يصل إلى أنغولا في زيارته الوحيدة لإفريقيا خلال ولايته الرئاسية
وسوم: #روسيا#إيران#المنطقة#الوضع#قطر#مدينة#مجلس#سوريا#تركيا#الحكومة#غزة#الاحتلال#الشعب#بوتين#الرئيس#القوات#الخاص
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 03-12-2024 08:15 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: سوريا مدينة قطر الوضع سوريا مجلس سوريا مجلس الخاص سوريا مجلس مدينة مدينة إيران سوريا سوريا سوريا الحكومة القوات المنطقة روسيا الرئيس سوريا سوريا الشعب الحكومة الشعب سوريا الحكومة سوريا سوريا الاحتلال الرئيس الرئيس المنطقة سوريا سوريا بوتين سوريا الحكومة روسيا إيران المنطقة الوضع قطر مدينة مجلس سوريا تركيا الحكومة غزة الاحتلال الشعب بوتين الرئيس القوات الخاص المتحدث باسم فی سوریا مع نظیره إلى أن
إقرأ أيضاً:
مظاهرات تعم المدن السورية ومعلومات جديدة بشأن علاقة بشار وماهر الأسد بالأحداث
أعلنت إدارة الأمن العام في سوريا حظر التجوال في اللاذقية وحمص، في حين عمت المظاهرات مختلف المدن السورية تأييدا لعمليات وزارة الدفاع وقوات جهاز الأمن الداخلي في ريف اللاذقية لملاحقة فلول النظام المخلوع والتي بدأت مساء الخميس في ريف اللاذقية وجبلة، وقد حصلت الجزيرة على معلومات بشأن علاقة بشار وماهر الأسد بالأحداث الجارية.
فمن جهتها أعلنت إدارة الأمن العام في مدينة حمص فرض حظر تجوال عام، اعتبارا من الساعة 10 مساء الخميس، وحتى الساعة 8 صباحا من يوم الجمعة، كما أعلنت إدارة الأمن العام في اللاذقية فرض حظر تجوال من الساعة 10 مساء وحتى الساعة 10 صباحا في محافظة اللاذقية وريفها.
مظاهرات حاشدة مؤيدة للحكومةفي الأثناء عمت المظاهرات مختلف المدن السورية دعما لعمليات وزارة الدفاع السورية والقوات الأمنية ضد فلول النظام السابق في ريف اللاذقية، حيث أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بخروج مظاهرات كبيرة في مدن دمشق وريفها وحمص وحماة وحلب ودرعا ودير الزور والبوكمال.
وأضاف مراسل الجزيرة أن المتظاهرين رددوا هتافات ورفعوا لافتات داعمة للعملية الأمنية وللحكومة السورية في مساعيها بإعادة الأمن والاستقرار على كامل التراب السوري.
وأفاد المراسل بخروج مواطنين سوريين للساحات في دمشق وريفها دعما لعملية قوات وزارة الدفاع في اللاذقية، ورافق ذلك انتشار مكثف للأمن العام وقوات وزارة الدفاع السورية في ساحة الأمويين بدمشق.
إعلان
وفي حماة رصدت الجزيرة نت مظاهرات شعبية لأهالي حماة عقب صلاة التراويح وسط مدينة حماة تأييدا لعمليات وزارة الدفاع السورية وقوات جهاز الأمن الداخلي في ملاحقة فلول النظام المخلوع.
ودعا الأهالي خلال المظاهرة إلى ضرورة ملاحقة مجموعات الفلول التابعة لنظام الأسد، وضرورة محاسبتهم بعد عمليات تهديد استقرار الأمن والسلام في الساحل السوري. كما أيد المتظاهرون الأرتال العسكرية التابعة لوزارة الدفاع التي انطلقت من محافظة حماة باتجاه ريف اللاذقية ومدينة جبلة، والتي مرّ بعضها وسط جمهرة الأهالي في ساحة العاصي.
وشدّد المتظاهرون خلال هتافاتهم على استعدادهم للوقوف إلى جانب وزارة الدفاع السورية، للدفاع عن وحدة الأراضي السورية ومحاسبة المجموعات التي تهدد هذه الوحدة.
وفي دير الزور احتشد جمع غفير من المواطنين تعبيرا عن دعمهم لوزارة الدفاع وقوات الأمن العام في محاربة فلول ميليشيات الأسد والعصابات الخارجة عن القانون بمنطقة جبلة وريفها.
كما تجمع حشد كبير من أهالي حمص عند دوار الساعة الجديدة دعما لقوات الأمن العام ووزارة الدفاع في عمليتها لبسط الأمن والاستقرار في مدينة جبلة وريفها.
وفي حلب أكد أهالي المدينة وقوفهم إلى جانب قوى الأمن العام ووزارة الدفاع وجهودها لبسط الأمن والاستقرار على كامل الأراضي السورية.
علاقة بشار وماهر الأسد بالأحداثعلى الصعيد الميداني، حصلت الجزيرة على معلومات من مصادر أمنية خاصة تتعلق بتحركات خلايا تابعة للنظام السابق التي نفذت عمليات في ريف اللاذقية.
وذكر مصدر أمني للجزيرة أن الرئيس المخلوع بشار الأسد على علم بالتنسيق الجاري بين جميع المجموعات المسلحة بدعم وإشراف دولة خارجية.
كما قال إن المجلس العسكري الذي شكله العميد غياث دلا بدأ بتوسيع نفوذه على الأرض وأنشأ تحالفات مع قيادات سابقة في جيش المخلوع، وأضاف أن دلا تلقى دعما ماليا من حزب الله والمليشيات العراقية، كما حصل على تسهيلات لوجستية من قوات سوريا الديمقراطية.
إعلانكما ذكر المصدر الأمني ان دلا أنشأ تحالفا مع محمد محرز جابر قائد قوات صقور الصحراء سابقا والمقيم حاليا بين روسيا والعراق، وأقام أيضا تحالفا مع ياسر رمضان الحجل الذي كان قائدا ميدانيا ضمن مجموعات سهيل الحسن التابع للنظام المخلوع.
وأضاف أن دلا فرض سيطرته الميدانية على ريف قوتلي بالساحل وهو اليد التنفيذية لماهر الأسد في العمليات الجارية حاليا، مشيرا إلى أن ماهر الأسد غادر الأراضي العراقية يوم أمس الاربعاء متجها إلى روسيا لمقابلة بشار الأسد.
من جهة أخرى أشار المصدر إلى اعتقال اللواء إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق الذي كان ينسق مع تلك الخلايا بشكل مباشر، كما أكد إفشال هجوم من فلول النظام على الأمن الجنائي في مدينة اللاذقية ومقتل أحد المهاجمين واعتقال 3 آخرين .
وكان مصدر أمني سوري أفاد للجزيرة في وقت سابق بارتفاع عدد قتلى الأمن العام إلى 15 في كمائن مسلحة لفلول النظام في ريف اللاذقية شمال غرب سوريا، في وقت أعلن فيه مصدر في إدارة الأمن العام السوري اعتقال اللواء إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق بالنظام المخلوع.
وقال المصدر الأمني إن المجموعات المتحصنة باللاذقية تضم "مجرمي حرب" تابعين للضابط بالنظام السابق سهيل الحسن، وإن وزارة الدفاع وقوات الأمن تنفذان عمليات ميدانية لضبط الأمن وملاحقة المجرمين في المحافظة.