شنّ الجيش السوري والطيران الروسي غارات دامية على مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في شمال غربي سوريا، (الاثنين)، مع السعي لاستعادة مناطق استحوذت عليها «هيئة تحرير الشام» وفصائل حليفة لها، في هجوم واسع بدأته الأسبوع الماضي.

اقرأ ايضاًقواعد إسرائيلية في غزة.. هل نتوقع نهاية قريبة للحرب؟


وسيطرت فصائل عملية «ردع العدوان» التي تقودها «هيئة تحرير الشام» على قرى الجبين وتل ملح وجلمة والجبين وبريديج، واستعادت سيطرتها على بلدة كرناز في ريف حماة الشمالي.

ووصلت الفصائل المسلحة إلى مدخل قلعة المضيق بعد السيطرة على قرية الكركات؛ حيث تدور اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بين القوات الحكومية من جهة، وقوات «ردع العدوان» من جهة أخرى التي تحاول إحراز تقدم على محور قلعة المضيق الاستراتيجية للسيطرة على سهل الغاب، بعد فشل هجوم متطرفين في كسر الخطوط الأمامية للجيش النظامي في سهل الغاب.

وشنّ الطيران الحربي أكثر من 32 غارة في ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى ضربات جوية من الطائرات المروحية تركزت على كرناز والقرى التي تمكنت قوات «ردع العدوان» من السيطرة عليها.

وفي ريف حماة الشرقي، حقّقت «هيئة تحرير الشام» والفصائل تقدماً ميدانياً في بادية حماة؛ حيث تمكّنت من السيطرة على قرية قصر أبو سمرة، تزامناً مع غارات جوية من الطيران الحربي على قرية سنجار. واستهدفت «الهيئة» والفصائل المشتركة معها، بواسطة عدد من الطائرات المسيّرة، تجمعاً كبيراً لقيادات عسكرية من القوات السورية في منطقة جبل زين العابدين شمال مدينة حماة، وسط معلومات عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم. وتستخدم «الهيئة» سلاح المسيّرات بشكل مكثف خلال معاركها مع قوات الحكومة، مستهدفة مواقع عسكرية وآليات.

وعدّ الرئيس السوري بشار الأسد الذي تلقّى دعماً متجدداً من حليفتيه روسيا وإيران، أن الهجوم -وهو الأوسع منذ أعوام- محاولة «لإعادة رسم خريطة» المنطقة. في حين قالت تركيا الموجودة عسكرياً في شمال سوريا والداعمة لفصائل مسلّحة، إن الهجوم ليس «تدخلاً أجنبياً».


وبدأت «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة») وفصائل حليفة لها، هجوماً واسعاً، الأربعاء، أسفر عن خروج حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، بالكامل عن سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2011. وقُتل 11 مدنياً على الأقل، بينهم خمسة أطفال، الاثنين، جراء غارات نفّذها سلاحا الطيران، الروسي والسوري، على محافظة إدلب (شمال غرب)، أبرز معاقل الفصائل المسلحة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأفاد المرصد بأن الغارات استهدفت «مناطق عدة، بينها مدينة إدلب ومخيم للنازحين شمالها»، مما أسفر عن مقتل «11 مدنياً، بينهم خمسة أطفال وسيدتان، وإصابة العشرات بجروح».

 

وقال المدرّس حسن أحمد خضر (45 عاماً)، المقيم في المخيّم قرب مدينة إدلب: «كنت وجيراني نقف في الشمس، لنحصل على بعض الدفء وسط الجو البارد... عندما حصل القصف»، مضيفاً أنه استهدف «عائلات مهجرة تقطن عند أطراف المخيم»، مما أسفر عن مقتل طفل من تلاميذه مع شقيقاته الأربع، في حين نُقل الوالدان إلى المستشفى للعلاج.

في حماة التي تسيطر عليها الحكومة، قال «المرصد» إنّ هجوماً صاروخياً نفّذه المسلّحون أسفر عن مقتل 6 مدنيين، الاثنين. وأظهرت مقاطع فيديو لـ «وكالة الصحافة الفرنسية» مسلّحين يتقدّمون باتجاه محافظة حماة في وسط سوريا. كذلك، أشار «المرصد» إلى أنّ غارة على مدينة حلب أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم طفلان، مضيفاً أنّ الغارات الجوية استهدفت أيضاً حياً تقطنه غالبية مسيحية.

وأفاد الجيش السوري، من جهته، في بيان، بأن قواته تتحرّك «على عدة محاور في أرياف حلب وحماة وإدلب؛ للالتفاف على الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل، وتثبيت نقاط تمركز جديدة، للتحضير للهجوم التالي، مع استمرار وصول مزيد من التعزيزات العسكرية».

وأدّت المعارك والقصف، منذ الأربعاء، إلى مقتل 514 شخصاً، غالبيتهم من المسلحين، بالإضافة إلى 92 مدنياً، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». في مدينة حلب، أظهرت فيديوهات لـ «وكالة الصحافة الفرنسية» مقاتلين مسلحين يجوبون الشوارع في سيارات عسكرية أو سيراً على الأقدام. وأحرق بعضهم العلم السوري، في حين رفع آخرون «علم الثورة».


وكان القيادي في الفصائل السورية المسلحة، حسن عبد الغني، قد قال، الاثنين، إن مقاتلي الفصائل يتقدّمون على أكثر من محور في ريف حماة، وإنهم سيطروا على سبع مناطق هناك، في الوقت الذي تستمر فيه الغارات على مواقع «الفصائل» في ريفي حلب وإدلب. وقال «تلفزيون سوريا»، التابع للفصائل المسلحة، إن قذائف صاروخية سقطت على حي البعث بمدينة حماة؛ مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. ولم يُعرف على الفور عدد ضحايا القصف.

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قالت القوات المسلحة السورية إنها قتلت أكثر من 400 مسلح في ريفي حلب وحماة في آخر 24 ساعة، وذلك في عمليات مشتركة مع القوات الروسية.

وشنّت فصائل مسلحة في شمال غربي سوريا، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، هجوماً عسكرياً على مدينتي حلب ومعرة النعمان، وتواصل التقدم باتجاه مدينة حماة. وتؤمّن الفصائل الموالية لتركيا مواقعها في تلك المنطقة، وشنّت عملية عسكرية ضد تنظيمات مسلحة كردية والقوات الحكومية.

«حزب الله» ينأى بنفسه

اقرأ ايضاًجلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن سوريا.. الثلاثاء

في الأثناء، ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على تفكير «حزب الله» اللبناني، الاثنين، أن الجماعة لا تنوي حالياً إرسال مقاتلين إلى شمال سوريا لدعم الجيش السوري هناك. وقالت المصادر لوكالة «رويترز»، إن «حزب الله» لم يُطلب منه ذلك بعد، وإن الجماعة «ليست مستعدة لإرسال قوات إلى سوريا في هذه المرحلة»، بعد أن أنهى وقف إطلاق النار عاماً من الأعمال القتالية مع إسرائيل، بما في ذلك اشتباكات برية مكثفة في جنوب لبنان.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع السورية، الاثنين، مقتل عشرات المسلحين في قصف سوري - روسي على تجمعاتهم في أرياف حلب وإدلب. كما ذكر بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء في سوريا أن سلاحَي الجو، السوري والروسي، قصفا مواقع تسيطر عليها الفصائل السورية المسلحة في ريف حلب الشرقي؛ مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من قواتها.

وجاء في البيان أن «الطيران الحربي السوري - الروسي المشترك يوجّه ضربات متتالية على تجمعات الإرهابيين ومحاور تحركهم على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي، مُوقعاً عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، بالإضافة إلى تدمير عدة عربات وآليات كانت بحوزتهم».

Via SyndiGate.info


Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند الإعلان عن مناطق جديدة سيطرت عليها المعارضة في سوريا تصور خاطئ.. الجيش الإسرائيلي يكشف نتائج تحقيق جديد لـ 7 أكتوبر حملة تبرعات وهمية بإسم تامر حسني و النجم يلجأ الى القضاء طليقة سعد الصغير تفضح المستور بعد سجنه: (اللهم لا شماتة!) نانسي عجرم تشارك جمهورها تحضيراتها وعائلتها لموسم الأعياد Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: هیئة تحریر الشام أسفر عن مقتل فی ریف حماة مما أسفر عن

إقرأ أيضاً:

مسارات “الثورة”.. دروس ليبية تحذر سوريا من فخ الفوضى والانتقام

ليبيا – تقرير تحليلي: دروس ثورية يمكن أن يستفيد منها السوريون

سلّط تقرير تحليلي نشرته موسسة “كارنيغي” للسلام الدولي الأميركية الضوء على “دورس” يمكن أن يستفيد منها السوريون من “الثورة الليبية”. وتناول التقرير، الذي تابعتها وترجمت أهم ما ورد فيه من رؤى تحليلية لصحيفة “المرصد”، أهم العبر والمخاطر التي أفرزتها التجربة الليبية.

الأخطاء المأساوية في الثورة الليبية

أشار التقرير إلى أن “الثورة الليبية” تسببت في ارتكاب خطأين مصيريين، قدما دروساً حول تأثير الخيارات السياسية المبكرة. فقد أدت آمال الديموقراطية المدعومة من حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى سقوط ليبيا في فوضى وصراعات بين الميليشيات المسلحة، مما ألقى بظلاله على مستقبل البلاد.

التحذيرات والتداعيات المحتملة على سوريا

حذر التقرير من أن ما شهدته ليبيا قد ينذر سوريا بمصير مشابه، بل وأسوأ، رغم أن الوضع السوري يتسم بتنوع وفتت أكبر من الحالة الليبية. فقد اعتمد الاقتصاد الليبي إلى حد ما على النفط في فترة صعبة مدتها 8 أشهر فقط من الصراع، بينما تتأرجح سوريا بين تحديات سياسية واجتماعية معقدة.

الحسابات الانتقامية والفساد السياسي

أبرز التقرير أن القادة الانتقاليين في ليبيا، بعد الإطاحة بالعقيد الراحل القذافي، أصبحوا مهووسين بمعاقبة من هم مرتبطون بالنظام السابق. وقد تحولت هذه المسألة إلى ذريعة لتصفية الحسابات والانتقام الشخصي، حيث انخرط القادة في معارك داخلية حول كيفية محاسبة المسؤولين وتحديد من يستحق المشاركة في بناء النظام الجديد.

كما أشار التقرير إلى أن إقرار المؤتمر الوطني العام “قانون العزل المؤقت” في عام 2013 ساهم في حرمان فئات واسعة من الليبيين من حقوقهم السياسية والاقتصادية، مما أثار صراعات عنيفة بين المؤيدين والمتضررين من هذا التشريع. وأكد التقرير على الخطأ القاتل الذي ارتكبته السلطة الليبية المؤقتة بتعزيز وجود الميليشيات المسلحة “المفترسة” غير الخاضعة للمساءلة، وذلك تكريماً لها لدورها العسكري في عام 2011 واسترضاءً لفصائل سياسية رئيسية.

تحول الميليشيات إلى قوة مهيمنة

أوضح التقرير أن تعزيز الميليشيات المسلحة وإدراج عناصرها في قوائم مرتبات الدولة وربطها بالوزارات أدى إلى بروز أمراء الحرب على حساب إضعاف القوات الشرطية والمسلحة الرسمية، خاصةً في ظل نقص التمويل. هذا التحول مهد الطريق لاحتكار الميليشيات للسلطة والثروات النفطية، مما عرقل أي تحرك نحو تحقيق ديموقراطية شاملة.

ترجمة “المرصد” – خاص

مقالات مشابهة

  • الاثنين القادم .. مؤتمر يستعرض دور الفقه الإسلامي في تعزيز السلم الدولي
  • ضغوط أمريكية للدمج أو إعادة الهيكلة.. مستقبل الحشد الشعبي: إلى أين؟ - عاجل
  • خطر ترامب المبالغ فيه: هل يحاول الإعلام إشاعة القلق في العراق؟
  • مقتل جندي اثناء صد هجمات للحوثيين في مأرب والجوف
  • زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتخلي عن فلسطين.. ما علاقة سوريا؟
  • نواب امريكيون يطالبون ترامب بوضع فصائل عراقية بينها بدر في قائمة الإرهاب والعقوبات
  • مقتل لبناني داخل سوريا.. معلومات تكشف التفاصيل
  • مسارات “الثورة”.. دروس ليبية تحذر سوريا من فخ الفوضى والانتقام
  • وزير الدفاع السوري: روسيا يمكنها البقاء في سوريا بشرط واحد
  • وزير الكهرباء السوري يبحث مع وفد إماراتي مشاريع توليد الكهرباء والحلول العاجلة للقطاع في سوريا