حكاية من داخل قسم للأمراض النفسية في بريطانيا.. فتاة تتواصل مع الموتى
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تتمتع قصص أقسام الأمراض النفسية بسحر مخيف، لا يضاهيه أي قصص أخرى مثيرة للرعب، تحمل العنابر المظلمة سيناريوهات وقصص تجعل أشد القلوب صلابة تفكر في إشعال الضوء كل ليلة من الخوف.
ويعتبر الكثيرون مستشفيات الأمراض النفسية المهجورة مخيفة أو مستوحاة مباشرة من قصة رعب، لكن بناءً على القصص التي يرويها العاملون الفعليون في أقسام الأمراض النفسية، فإن تلك التي لا تزال مأهولة بالمرضى أسوأ بكثير، يحمل كل فرد قصة غريبة يمكن أن تصبح فيلما، ومن بينها قصة فتاة تتوهم أنها تتواصل مع الموتى، ماذا تقول؟
ممرضة تعمل وسيط نفسيميليسا هوبيشي، ممرضة بريطانية في أحد المستشفيات النفسية، بدأت حكايتها الغريبة من ادعائها بأنها تعمل كوسيط نفسي؛ إذ تساعد الأشخاص المفجوعين بعد وفاة عزيز عليهم على تلقي رسائل من الأقارب والأصدقاء المتوفين، وظهرت في لقاءات نادرة قبل أن ينتهي بها المطاف إلى العزل في أحد المستشفيات النفسية، محاطة بجدران العنبر تتحدث إلى غرباء مجهولين، وفق موقع «nowtolove».
وقبل المصير المفزع الذي وصلت إليه السيدة الثلاثينية، تحدثت بكلمات غريبة عن كونها وسيط روحي قادر على التواصل مع الأرواح، وسألها المذيع: «أنت تنقل للناس رسائل من شركائهم في الجانب الآخر، هل الأرواح هي المركبات التي يمكن للأحباء من خلالها التواصل، وهل تتواصل أحيانًا بشكل مباشر مع أحد أحبائك؟».
وردت قائلة: «قد يكون الأمران مختلفين، فأنا عادة ما أتلقى رسائل من مرشديني، لكن في كثير من الأحيان يأتي أحد أحبائي ويبدأ حوارا معي، يخبرني أو يُظهر لي أشياء، مهما كانت تافهة، لأنقلها إلى أحد أفراد أسرته أو صديقه أو أحد أحبائه، حتى نتمكن من التعرف على من أتواصل معه».
وبالعودة إلى الماضي، وبداية هذه الحالة الغريبة التي تعيش فيها ميليسا وهم التواصل مع الموتى، قالت: «عرفت موهبتي في التواصل مع الأموات في سن صغيرة نسبيا، وكنت أفكر في أشياء غير عادية، ثم تحدث، لم أكن أفهمها حينها، لذا كان الأمر مخيفا بعض الشيء».
وأضافت: «لم أفهم الأمر بالقدر الكافي لأهتم به، أعتقد أنني كنت خائفة بعض الشيء من الجانب الآخر، لأن الكبار من حولي كانوا كذلك، لذا، أثناء نشأتي، كنت أشعر بالخوف من المجهول إلى أن كبرت قليلًا، وبعد ذلك زرت وسطاء روحانيين لأني أردت التواصل مع والدتي».
وأوضحت ميليسا: «لم أكن اعرف الطريقة لأنني كنت صغيرة آنذاك، بعد ذلك أصبحت أعرف متى يكون أحبائي بالقرب مني، على سبيل المثال، أشم رائحة مألوفة، أو أسمع أغنية مفضلة من بعيد، ثم يظهرون لي، ويشيرون إليّ إلى أشياء مألوفة، أو قد تظهر كلمات رنانة من العدم أو تحدث في الحلم».
مدة طويلة عاشتها الفتاة في وهم، هناك من صدقها وآخرون كذبوها، ومع انتقالها لحياة جديدة في أحدى المقاطعات اعتبرها الناس مريضة، وانتهت حكايتها في أحد العنابر المخيفة.
يقول الأطباء: «إنها ليست حالة طبيعية من التحدث أثناء النوم؛ إذ تظل عيناها مفتوحتين، وفي بعض الأحيان تجلس، وفي بعض الأحيان يكون من المستحيل معرفة متى انتقلت من النوم إلى اليقظة، حتى تلتفت إليك وتسألك عما إذا كنت قد رأيت الفتاة الصغيرة التي كانت هنا للتو، تلك التي كانت تتحدث إليها، وتتحدث عن الناس الذين يتواجدون هناك طوال الوقت، بما في ذلك صبي صغير مات».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الموتى المستشفى النفسية الأمراض النفسية التواصل مع مع الموتى فی أحد
إقرأ أيضاً:
حكاية محمود أبو عمشة.. اختطف الاحتلال روحه وبكاه أطباء مصر بحرقة
نعت نقابة أطباء مصر برئاسة النقيب العام د. أسامة عبد الحي، الطبيب الشاب الدكتور محمود أبو عمشة (27 عامًا)، الذي ارتقى شهيدًا في قطاع غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي الغادر.
وقالت نقابة الأطباء، إن الدكتور محمود أبو عمشة كان يتنقل بين مستشفيات غزة من الشمال إلى الجنوب منذ أن شن العدو حربه على القطاع في 2023، ويُجري العمليات الجراحية، ويُضمد الجراح في ممرات تعجّ بالمصابين، وبقلب أثقله الحصار والجوع وفقد الأحبة، لكنه لم يتراجع يومًا، ولم يتقاضَ أجرًا، بل كان جنديًا متطوعًا، يحمل قلبًا نابضًا بالإيمان، ورسالة إنسانية لا تعرف التراجع.
استشهاد محمود أبو عمشةوأضافت نقابة الأطباء، أن الدكتور محمود أبو عمشة، استشهد وترك وراءه سيرة عطرة ترويها جدران المستشفيات ودموع زملائه، مردفة: مضى وقد ترك معاناة الأرض خلفه، وما فيها من وجعٍ وقهرٍ وعجزٍ وصمتٍ دولي مريع.
وأشارت الأطباء المصرية، إلى أن الراحل لم يكن يحمل سلاحًا، بل كان يحمل سماعته، وابتسامته، ويدًا ممدودة بالرحمة، وكان صوتًا للحياة وسط الركام، ونبضًا من نور في ظلمة القصف، مؤكدة أنه استُهدف لأنه طبيب، ولأنه إنسان.
ولفتت نقابة الأطباء، ألى أنه استُشهد وهو يؤدي أنبل ما يمكن للإنسان أن يفعله، وهو "يحاول إنقاذ حياة".
وقالت نقابة الأطباء: نتقدم بأحر التعازي لعائلة الشهيد وزملائه في الميدان، ونعاهد روحه الطاهرة بأن تبقى ذكراه منارةً في طريق الشرف والمروءة، ولعل عزاؤنا
أنه ترك معاناة الأرض، ليصبح نجمة في سماء الشهداء.
وشددت نقابة أطباء مصر، على أن ما يَجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة ضد الإنسانية تُرتكب أمام أنظار العالم، وما استهداف الأطباء والطواقم الطبية إلا جزءًا من جريمة أوسع تُمارس تحت غطاء صمت المجتمع الدولي.
وأكدت نقابة أطباء مصر، أن العالم لا يزال يقف متفرجًا، تاركًا فلسطين وأهلها تحت وطأة القتل والدمار في وقت كان من الواجب على المؤسسات الدولية أن تتخذ موقفًا حازمًا لوقف هذا الإجرام.
وشددت نقابة الأطباء: نحن ندين هذا الصمت المُخجل الذي يضفي شرعية على جرائم الاحتلال، ونطالب بتحرك فوري لرفع الحصار، وحماية المدنيين، وتقديم المجرمين إلى العدالة.
واختتمت بيانها قائلة، إن "دماء الشهيد د. محمود أبو عمشة وكل شهداء الإنسانية ستكون شاهدة على هذا الصمت المخزي".