تحليل بقلم هالي بريتسكي من شبكة CNN 

(CNN)-- ترك الهجوم المفاجئ على حلب من قبل الجماعات المتمردة السورية الولايات المتحدة في موقف صعب من عدم دعم أي من الجانبين بشكل كامل مع الحفاظ على قوة قوامها حوالي 1000 جندي في سوريا كجزء من المهمة الجارية لمحاربة تنظيم داعش.

ونأى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بات رايدر، الاثنين، بالولايات المتحدة عن الهجوم الذي حدث الأسبوع الماضي، حيث تقدمت الجماعات المتمردة بسرعة واستولت على حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، لأول مرة منذ سنوات.

وقال: "اسمحوا لي أن أوضح أن الولايات المتحدة ليست متورطة بأي حال من الأحوال في العمليات التي ترونها تجري في حلب وحولها في شمال غرب سوريا، والتي كما تعلمون يقودها هيئة تحرير الشام، وهي منظمة إرهابية"، مضيفا أن الولايات المتحدة "تحث على خفض التصعيد".

وسلط مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الضوء على المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة، حيث قال لـCNN، الأحد، إن "هيئة تحرير الشام  تصنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية لذا، لدينا مخاوف حقيقية بشأن أهدافها".

وأضاف سوليفان: "في الوقت نفسه، بالطبع، لا نأسف بشأن حقيقة أن حكومة الأسد، بدعم من روسيا وإيران وحزب الله، تواجه أنواعًا معينة من الضغوط، لذا، فهو وضع معقد نراقبه عن كثب، ونظل على اتصال وثيق بالشركاء الإقليميين بشأنه".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الروسي الجيش السوري الحكومة الروسية الحكومة السورية الخارجية الأمريكية العنف بسوريا بشار الأسد تنظيم القاعدة جبهة النصرة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

سوريا تغير قواعد اللعبة بين القوى الكبرى

قال أنيل تريغونايات، باحث أول في مؤسسة فيفيكانادا الدولية الهندية، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات جيوسياسية عميقة، حيث تركز القوى العظمى على سوريا باعتبارها محوراً للتغيير في المنطقة.

تواجه روسيا التي دعمت نظام الأسد منذ 2015، تحديات كبيرة

وأضاف تريغونايات، وهو سفير هندي سابق، في مقالة مطولة نشرتها المؤسسة البحثية الهندية إن التغيرات التي حدثت منذ بداية الحرب السورية وحتى الأيام الأخيرة تشير إلى تأثيرات كبيرة على اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة، وإسرائيل، وإيران، وتركيا، ودول الخليج، إضافة إلى دور القوى الكبرى مثل روسيا والصين. وتبرز التغيرات في سوريا ضمن سياق ديناميكي يعكس صراعات معقدة وتفاعلات متشابكة بين هذه القوى، مما يؤثر في الاستقرار الإقليمي والعالمي.
الاحتلال الإسرائيلي والهجمات على غزة

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّت حركة حماس هجمات ضد إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز العديد من الرهائن. على الرغم من عدم التوقع الإسرائيلي لهذه الهجمات، فقد كانت نتيجة للخلافات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، خاصةً بسبب السياسات المثيرة للجدل لنتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف.

Yes, yes, diplomacy is no match for proxy wars waged by Al Qaeda that is funded and armed by a global empire and its vassals.

However, in the long run, countries will pivot to China precisely because of this geopolitical philosophy.#Syria #Assad pic.twitter.com/SeWmaeKsQi

— S.L. Kanthan (@Kanthan2030) December 11, 2024

أشعلت الهجمات الصراع مجدداً في المنطقة، وأسفرت عن تدمير شامل في غزة لكن بنجاح محدود. وواجهت إسرائيل تهديداً من حزب الله في الشمال، واضطرّت في النهاية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار عبر وساطة أمريكية-فرنسية.


الضعف الروسي 

من جانبها، تواجه روسيا التي دعمت نظام الأسد منذ 2015، تحديات كبيرة في سياق الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية التي أفقدتها القدرة على التأثير الجيوسياسي في المنطقة. في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، سقط نظام الأسد أمام هجوم من هيئة تحرير الشام، التي حققت انتصاراً سريعاً على دمشق والمدن الكبرى دون مقاومة تُذكر من الجيش السوري. هذا الانتصار يعكس تحولاً جذرياً في موازين القوى داخل سوريا ويضع الروس في موقف ضعف استراتيجي.


التدخلات الإقليمية في سورية

إسرائيل، التي كانت تُعزز سيطرتها على هضبة الجولان، في ظل انهيار النظام السوري، شنت غارات جوية في سوريا لتدمير منشآت استراتيجية خشية من وقوعها في أيدي المتطرفين. هذا التدخل الإسرائيلي فاقم الوضع وأدى إلى توترات مع المجتمع الدولي. في الوقت ذاته، بدأت إيران التي كانت تشكل جزءاً من "محور المقاومة" وتمدّ النظام السوري بالمساعدة، تواجه صعوبات في الحفاظ على نفوذها في المنطقة بسبب تصاعد الضغوط الداخلية والعقوبات.


دور تركيا في تغيير المعادلة

أما تركيا، فقد كانت تسعى منذ البداية لإضعاف نظام الأسد وتحقيق مصالحها الجيوسياسية في سوريا، خاصةً في ظل المواجهات مع قوات سوريا الديموقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. فمع تراجع دور الأسد، أصبحت تركيا طرفاً رئيساً في المشهد السوري، مستفيدة من ضعف النظام وتحقيق أهدافها الأمنية، لكن ذلك وضعها في مواجهة مباشرة مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي، الولايات المتحدة.


دول الخليج وصراع القوى

وزعم الكاتب أن دول الخليج كانت تدعم المعارضة السورية بهدف إضعاف نظام الأسد، إلا أن التدخل الروسي جعل الوضع أكثر تعقيداً. مع مرور الوقت، بدأت الدول الخليجية تُدرك أن الأسد قد عاد إلى الساحة السياسية، مما دفعها إلى إعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق في محاولة للانخراط في عملية إعادة الإعمار والمساهمة في الاستقرار الإقليمي. ورغم هذا التقارب، تظل الخلافات مستمرة بشأن وحدة الأراضي السورية والسيادة على الهضبة. ومن المرجخ مستقبلاً أن تظهر قطر وتركيا بوصفهما طرفين رئيسين على الساحة. ومع ذلك، قد تحمل الاستراتيجيات المتباينة لدول الخليج في سورية متغيرات معقدة خاصة بها تقتضي متابعة دقيقة.

#Syria’s new leadership under Ahmed al-Jolani signals a #geopolitical shift. #America’s approach focuses on power dynamics rather than #counterterrorism: @KabirTaneja explains: https://t.co/FYdLOh1447

— ORF (@orfonline) January 4, 2025
الصين والاهتمام المتزايد

أما الصين، فقد توسعت مصالحها في المنطقة عبر الانضمام إلى مبادرة "الحزام والطريق"، ودعمت دمشق في الساحة الدولية. الصين تعاملت مع الأوضاع في سوريا بحذر، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على استقرار البلاد دون التدخل المباشر في الشؤون الداخلية. ومع ذلك، يبدو أن بكين قد تصبح لاعباً رئيساً في المرحلة المقبلة، خاصةً بعد أن قدّمت الدعم في التخفيف من حدة التوترات بين السعودية وإيران.


الهند، التي دعمت دائماً سيادة سوريا ووحدة أراضيها، تستمر في تقديم المساعدة الإنسانية لسوريا، لكنها في الوقت نفسه كانت حريصة على التعامل مع الأوضاع الداخلية في بمرونة، مع ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل. وقد أكدت على أهمية ضمان سلامة وأمن العمال الهنود في سوريا خلال التحولات الأخيرة.


الآفاق المستقبلية

مع كل هذه التحولات، يقول الباحث، يبدو أن عام 2025 سيكون عاماً حاسماً في تحديد مستقبل سوريا والمنطقة. وتشكل الصراعات المستمرة في اليمن وليبيا وسوريا ولبنان والعراق تحديات كبيرة للمؤسسات الدبلوماسية العالمية. وستظل التدخلات الخارجية المتباينة من قوى إقليمية وعالمية تؤثر بشكل كبير في استقرار المنطقة.
من جهة أخرى، يبقى المستقبل غامضاً في ظل تزايد التوترات بين القوى الكبرى، مثل إيران وإسرائيل، وتغيرات سياسية قد تؤدي إلى تحديات أكبر في السياسة الإقليمية والعالمية. والمأمول هو أن يؤدي التفاعل بين هذه القوى إلى تسوية سلمية تعزز من استقرار المنطقة وتحقق تطلعات شعوبها، رغم التحديات التي ما زالت تواجهها.
وخلص الباحث إلى القول بأن الأزمة السورية لم تنتهِ بعد، وما زال الصراع مستمراً، لكن المنطقة قد تكون على أعتاب تغيير استراتيجي كبير. التغيرات في سوريا ليست مجرد صراع داخلي، بل هي ساحة لتنافس القوى العظمى. والتحديات المستقبلية تفرض على الجميع أن يتعاملوا بحذر مع الديناميكيات المتغيرة، التي سيكون لها تأثيرات بعيدة المدى على استقرار الشرق الأوسط والعالم.



مقالات مشابهة

  • سوريا تغير قواعد اللعبة بين القوى الكبرى
  • السؤال المهم عن سوريا!
  • قبل الحوار الوطني..سوريا: انطلاق المباحثات لدمج الفصائل المسلحة في الجيش
  • سوريا: ضبط مستودع ذخيرة في حمص تابع لـ فلول الأسد
  • وزارة الدفاع في سوريا تعلن بدء ضم الفصائل المسلحة تحت مظلتها
  • سياسي كردي:أمريكا تطالب بحل الحشد لأنه إيراني العقيدة والولاء وضد استقرار العراق
  • فرع فلسطين.. لماذا سمّي بهذا الاسم؟!
  • كيف تبحر أمريكا في حقل الألغام السوري؟
  • إسرائيل تواجه واقعاً إستراتيجياً جديداً في سوريا
  • اللغز الأوكراني في سوريا