تحليل لـCNN: لماذا تواجه أمريكا موقفا صعبا في سوريا مع تقدم الفصائل المسلحة ضد نظام الأسد؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تحليل بقلم هالي بريتسكي من شبكة CNN
(CNN)-- ترك الهجوم المفاجئ على حلب من قبل الجماعات المتمردة السورية الولايات المتحدة في موقف صعب من عدم دعم أي من الجانبين بشكل كامل مع الحفاظ على قوة قوامها حوالي 1000 جندي في سوريا كجزء من المهمة الجارية لمحاربة تنظيم داعش.
ونأى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بات رايدر، الاثنين، بالولايات المتحدة عن الهجوم الذي حدث الأسبوع الماضي، حيث تقدمت الجماعات المتمردة بسرعة واستولت على حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، لأول مرة منذ سنوات.
وقال: "اسمحوا لي أن أوضح أن الولايات المتحدة ليست متورطة بأي حال من الأحوال في العمليات التي ترونها تجري في حلب وحولها في شمال غرب سوريا، والتي كما تعلمون يقودها هيئة تحرير الشام، وهي منظمة إرهابية"، مضيفا أن الولايات المتحدة "تحث على خفض التصعيد".
وسلط مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الضوء على المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة، حيث قال لـCNN، الأحد، إن "هيئة تحرير الشام تصنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية لذا، لدينا مخاوف حقيقية بشأن أهدافها".
وأضاف سوليفان: "في الوقت نفسه، بالطبع، لا نأسف بشأن حقيقة أن حكومة الأسد، بدعم من روسيا وإيران وحزب الله، تواجه أنواعًا معينة من الضغوط، لذا، فهو وضع معقد نراقبه عن كثب، ونظل على اتصال وثيق بالشركاء الإقليميين بشأنه".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الروسي الجيش السوري الحكومة الروسية الحكومة السورية الخارجية الأمريكية العنف بسوريا بشار الأسد تنظيم القاعدة جبهة النصرة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الصيد في ماءٍ عكر.. الجماعات المسلحة في سوريا تستغل "الفراغ" لتنفيذ مخططات "هدوم الدولة الوطنية"
◄ محللون: المعارضة السورية استغلت الفراغ الذي تركه "حزب الله"
◄ "وول ستريت جورنال": تأثر القوة القتالية لـ"حزب الله" تسبب في خسارة الجيش السوري لحلب
◄ "حزب الله" أعاد انتشار قواته مع بدء الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي
◄ انشغلا روسيا في حرب أوكرانيا أثر على دعم الأسد
◄ بشار الأسد يتعهد بـ" استخدام القوة للقضاء على الإرهاب"
الرؤية- غرفة الأخبار
تواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة تقدمها في عدد من البلدات والقرى جنوبي مدينة حلب، إذ تمكنت من السيطرة على بلدة خناصر في محاولة لقطع طريق الإمدادات الرئيسي للجيش السوري إلى المدينة.
وكانت هذه الفصائل المسلحة التي تقودها "هيئة تحرير الشام" أطلقت، الأربعاء، عملية أسمتها "ردع العدوان"، وسيطرت على مساحات واسعة في شمال غرب سوريا، بما في ذلك مُعظم مدينة حلب.
ويرى محللون أن الفصائل السورية المسلحة سعت لاستغلال الفراغ الذي تركه حزب الله في سوريا، لإحراز تقدم عسكري واستعادة مناطق فقدت السيطرة عليها عام 2016 بعد هجوم للقوات الحكومية السورية بدعم من حليفتها روسيا.
ومنذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، تصاعدت الغارات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق على الأراضي السورية، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله.
وقال أحد كبار المحللين المختصين بالشأن السوري، ننار حواش، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية إن "الفصائل المسلحة ترى فرصة لاختبار الخطوط الأمامية مع إضعاف حزب الله، وضغوط على إيران، وانشغال روسيا بأوكرانيا، وفوجئوا بالنجاح الذي حققوه، وفاق ما كانوا يتوقعونه، ليبدأوا بعدها بالضغط بقوة".
وأوضح حواش أن الفصائل المسلحة أقدمت على ذلك بعد أن رأت "تحولاً ملحوظاً بميزان القوى".
وسلط تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" الضوء على الأسباب التي جعلت المعارضة السورية المسلحة تحقيق تقدم كبير ومفاجئ أمام الجيش السوري.
وأشار التقرير إلى أن حالة الضعف التي يُعاني منها حزب الله اللبناني والذي كان يعد القوة القتالية الأكثر فاعلية لدعم نظام الأسد، لعبت دورا كبيرا في خسارة النظام لحلب، حيث أعاد الحزب انتشار قواته في حربه ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول التقرير إنَّ هذه المواجهة مع إسرائيل تركت فراغا عسكريا في سوريا، وكشف عن أن قوات الأسد تفتقر إلى التدريب والانضباط لمواجهة قوى المعارضة، مما أدى بالنتيجة إلى انسحاب فوضوي من حلب.
كما لفت إلى تأثر قدرة روسيا على دعم نظام الأسد بصورة كبيرة بسبب حرب أوكرانيا، إذ أثّرت الحرب الطويلة على روسيا عسكرياً واقتصادياً، مما جعل ضرباتها الجوية في سوريا قليلة التأثير في تقدم المعارضة.
وفي المقابل، شدد الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، على أن "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة"، في الوقت الذي يشهد فيه شمال بلاده قصفاً مكثفاً لصد هجوم الفصائل المسلحة.
وشدَّد في اتصال هاتفي مع بادرا غومبا القائم بصلاحيات الرئيس في جمهورية أبخازيا، على أن "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها أيا كان داعموه ورعاته.. كما أن الإرهابيين لا يمثلون لا شعباً ولا مؤسسات يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم".