موقع النيلين:
2024-09-07@20:01:34 GMT

مكي المغربي: رسالتان من البرهان في عيد الجيش!

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

مكي المغربي: رسالتان من البرهان في عيد الجيش!


قرأ الناس خطاب قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من زوايا مختلفة، وقبل تسليط الضوء على ما اخترته، لا بد من التأكيد على أن الخطاب يضعنا مجددا أمام الصورة الحقيقية الناصعة، وهي .. قائد جيش ظاهر غير مستتر، نعم صحيح هو في حالة مواجهة مع العدو، ويأكل العدس لأيام ويشرب “موية البحر” ولا يجوب بالمروحية أرجاء العاصمة حاليا، ولا يتنقل بالبر إلا في سياق الحرب والعمليات العسكرية، ولكنه قائد حقيقي لجيش متماسك، وليس ذكاءا اصطناعيا أورجلا مجهول الحال والمصير، هو قائد قوات نظامية وليس مجموعات متشرذمة منقسمة على خطوط العشائر ومتوجسة من بعضها، مجموعات كانت يوما مليشيا شبه نظامية، وكانت يوما ما لديها غطاء سياسي ومطبلاتية يجوبون السفارات والعالم ويأكلون السحت لتخريب وطنهم، والآن، لا شيء لهم سوى السمعة السيئة ولعنات الشعب وخذلان العالم.


نعم صحيح المقارنة ذاتها بين جيش ومليشيا ليست محبذة، مثل مقارنة السيف بالعصا، ولكن لا بد من ذلك بغرض الإيضاح لأن رجلا مثل حمدوك (بعد ١٤ سنة خدمة في ثانوي) أطل علينا في بواكير المخطط زاعما أن هذه حرب بين (جيشين) متجاوزا بذلك أسوأ (القحاتة) الذين قالوا هي حرب بين (جنرالين) واستحوا أن يقولوا بين جيشين.
الرسالة الأولى التي أخترتها في خطاب البرهان حديثه عن مجازر دارفور والعدالة الواجبة ضد مليشيا الدعم السريع، وأعجبني جدا سرده لأسماء المناطق في الفقرة (فكيف يمكن أن تأتي الديمقراطية بإرتكاب جرائم الحرب في الخرطوم والجنينة وكتم وطويلة وسربا وصليعة ومنواشي وكاس وكل شبر وطأته أقدام المتمردين في البلاد منذ تمردهم المشؤم).
يأتي هذا الحديث من البرهان بعد تشكيل لجنة انتهاكات مليشيا الدعم السريع إذ لا بد ان يتم توطين القضية والإجراءات أولا داخل السودان ثم التحرك بعد ذلك في التعاون والتوضيح الخارجي بما لا يؤثر في سيادة البلد واختصاص القضاء الوطني، وذلك موضوع آخر سيأتي شرحه وتناول محاذيره، ولكنني اختصارا أقول أن هذه اللجنة معنية بالانتهاكات كلها وبالمنتهكين كلهم سودانيين كانوا أم مرتزقة، ومن عاونهم أفرادا كانوا أم مؤسسات داخل أو خارج السودان، لأن الدم الذي أريق دم سوداني وحمايته واجب على الحكومة السودانية ونظامها العدلي.
الرسالة الثانية التي أخترتها من خطاب البرهان في عيد الجيش هي رسالة محلية ووطنية وصادقة، وهي إشادته بالقوات النظامية وبالمتطوعين والمستنفرين من المواطنين الذين امتزجت دماؤهم -والحديث للبرهان- بدماء أشقائهم من القوات المسلحة والأمن والشرطة.
الآن الآن، عزيزي المواطن وأنت تقرأ هذا العمود، هنالك جندي لزوم يصوب سلاحه نحو العدو الذي يرغب في سرقة ممتلكاتك وانتهاك عرضك في أي مكان في السودان وليس الخرطوم وحدها، الآن الآن عزيزي المواطن، هنالك متطوع مدني .. ودع أمه وزوجته أو خطيبته لأنه يؤمن بالدفاع عن الوطن والانحياز الخالص للجيش، يفعل ذلك تقربا إلى الله .. وقد مضى إلى الله منهم عدد كبير .. وفي ذات الوقت هنالك من يجتمع مع المليشيا في أديس وغيرها ويتلقى الرشوة حتى يبصق على الجيش ويقارنه بالميليشيا ويزعم أن الجيش لا خيار له سوى القبول بدمجهم معه.
البرهان .. أرسل تحياته واعلن افتخاره بالنظاميين والمتطوعين .. فالاستنفار الشعبي سيمضي للأمام حتى نهاية المعركة، وما بعدها.
ختاما شغل الناس وحق لهم أن ينشغلوا ويقلقوا هو عبارة قائد الجيش في الخطاب (لم نكن يومها نتصور أن تمتد يد الغدر والخيانة من قيادة قوات الدعم السريع…) لم يروق لكثير من الناس مفردة (نتصور) .. لأن الأمر ليس بالتصورات بل بالمعلومات والقراءة الاستخبارية والتي يقال أنها كانت موجودة.
ولكنني إذا رغبت تجويد العبارة فإنني أعلق على أن الغدر لم يكن من حميدتي وحده .. الدائرة تتسع لتشمل أحزاب سياسية وقيادات .. غدرت وستغدر كلما رأت “ربطة من الدولارات” أيضا هنالك شخصيات تنفيذية وسيادية غدرت .. والأخطر من ذلك دول كبيرة وصغيرة غدرت، بعضها توقف وأنكر وبعضها مستمر.
إن “حرب أم قرون” كانت قرونا من الشر والخيانة ولم تكن تشبه الضفائر المنسدلة على جانبي وجه الحسناء، كانت صولة لقرون الشيطان، كانت ولا تزال كذلك.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

كاشفا استراتيجية التوغل في كورسك داخل روسيا.. قائد الجيش الأوكراني الجديد يتحدث لـCNN بأول مقابلة تلفزيونية

(CNN)-- كانت روسيا تخطط لشن هجوم جديد على أوكرانيا من منطقة كورسك قبل توغل كييف المفاجئ عبر الحدود، حسبما صرح القائد العام للجيش الأوكراني، الجنرال أولكسندر سيرسكي لشبكة CNN في مقابلة حصرية، الخميس.

وفي أول مقابلة تلفزيونية له منذ أن أصبح قائداً للجيش في فبراير/ شباط، قال الجنرال لكريستيان أمانبور من شبكة CNN إنه يعتقد أن عملية كورسك كانت ناجحة.

وفي الشهر الماضي، اقتحمت القوات الأوكرانية مدينة كورسك في عملية توغل عبر الحدود فاجأت حتى المسؤولين الأميركيين. ملقية الضوء على أنه ورغم تفوق روسيا من حيث عدد الرجال والدروع، إلا أن جيشها يعاني من نقاط ضعف.

وفي التفسير الأكثر تفصيلاً للأساس المنطقي وراء التوغل، أوجز سيرسكي الأهداف الرئيسية للعملية: منع روسيا من استخدام كورسك كقاعدة انطلاق لهجوم جديد، وتحويل قوات موسكو عن مناطق أخرى، وإنشاء منطقة أمنية. ومنع قصف الأهداف المدنية عبر الحدود، وأخذ أسرى الحرب، ورفع معنويات القوات الأوكرانية والأمة بشكل عام.

وفي حديثه إلى أمانبور في مكان غير معلوم بالقرب من خط المواجهة، قال الجنرال، إن موسكو نقلت عشرات الآلاف من القوات إلى كورسك، بما في ذلك بعض أفضل قواتها الهجومية المحمولة جواً.

وبينما اعترف سيرسكي بأن أوكرانيا كانت تحت ضغط هائل في المنطقة المحيطة ببوكروفسك، المدينة الاستراتيجية التي كانت لأسابيع مركزًا للحرب في شرق أوكرانيا، قال إن قواته تمكنت الآن من وقف التقدم الروسي هناك، مشيرا إلى أنه "على مدى الأيام الستة الماضية، لم يتقدم العدو مترا واحدا في اتجاه بوكروفسك. وبعبارة أخرى، استراتيجيتنا ناجحة".

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائدي كتيبتين لـ "الجهاد" في دير البلح
  • حميدتي: البرهان الانقلابي قائد قوات الحركة الإسلامية سعى لاستغلال تواجده في الصيني لادعاء شرعية متوهمة، وتقديمه خطاب أجوف ملئ بالأكاذيب
  • الجيش الإسرائيلي: استهداف منصات صاروخية كانت جاهزة للإطلاق جنوب لبنان
  • السودان: الرئيس الصيني يستقبل قائد الجيش عبدالفتاح البرهان
  • قائد الجيش: المساس بالسلم الأهلي ممنوع
  • القوانين الاساسية للغباء البشري .. البرهان نموذجاً !
  • في مقابلة نادرة.. قائد الجيش الأوكراني يوضح أهداف الهجوم على روسيا
  • كاشفا استراتيجية التوغل في كورسك داخل روسيا.. قائد الجيش الأوكراني الجديد يتحدث لـCNN بأول مقابلة تلفزيونية
  • قائد الجيش بحث مع نظيره الايطالي في التطورات عند الحدود الجنوبية
  • يا ايها البرهان، ما هي الرسالة التي تنتظر وصولها من الله ابلغ مما وصلتك من رسائل؟