عثمان جلال: قيادات قحت المجلس المركزي حالة اعاقة فكرية ام خيانة وطنية؟؟؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
(١). الإلهام التاريخي وعبرة الازمة الوطنية المتراكمة منذ الاستقلال ينبئنا أنه عندما يئست كل الاحزاب السياسية الوطنية من الانقلابات العسكرية كخيار لادارة الخلافات حول قضايا البناء الوطني والديمقراطي ، وتعززت لديها القناعات الراسخة ان هذا الطريق سيؤدي الى تعميق الازمة السياسية الوطنية . وينبئنا ايضا انه عندما يئست الحركات المسلحة الفاعلة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق والشرق من خيار العمل المسلح للتعبير عن قضاياها المطلبية المشروعة وتبنت خيارات السلمية والحوار الذي توج باتفاقيات سلام نيفاشا ٢٠٠٥، والقاهرة ٢٠٠٦، واسمرا ٢٠٠٦م، والدوحة ٢٠١١، واتفاقية جوبا للسلام اكتوبر ٢٠٢٠م ، ثم بدأت الحركات المسلحة في التحول الى احزاب سياسية قومية،وبدأ الاندماج الهوياتي والقومي وثقافة الوحدة في التنوع في التفاعل والتشكل.
(٢)
والإلهام التاريخي اثبت ان المؤسسة العسكرية الوطنية تمثل المعيارية المهنية والقومية والملكية الخالصة لكل الشعب السوداني وذلك عندما ضحت بكل رموزها وقياداتها في الرئاسة، الفريق عبود ، والمشير النميري والبشير وانحازت لتطلعات الشعب في الثورة والتغيير ، ثم شاركت بهذا الوعي في ادارة المراحل الانتقالية حتى تسليم الامانة لحكومات منتخبة وفق ممارسة ديمقراطية شفافة وذلك في التجربة الديمقراطية الثانية مارس ١٩٦٦م.والتجربة الديمقراطية الثالثة ١٩٨٦م. والالهام التاريخي ينبئنا بقرار اللجنة الامنية لنظام شبه عقائدي عزل رمزها الاول المشير البشير عن الرئاسة ، وقرار التنظيم السياسي العقائدي المدني انحيازه لتطلعات الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية ،وتبنى خط التموضع في دور المعارضة السياسية البناءة والداعمة للمرحلة الانتقالية حتى بلوغ الانتخابات والتحول الديمقراطي، ثم يكلف البروف غندور المطبوع بالحكمة والعقلانية لقيادة الحزب في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان ، وهو ذات التنظيم العقائدي الذي بدأ دورته في الحكم بالشعارات القطبية من شاكلة ابادة ابادة لعرش السادة ثم اعاد كل السادة والرموز السياسية في مهاد العزة والإباء والكبرياء لارض الوطن، ثم تقاسم السلطات المركزية والولائية مع شركاؤه في الوطن بنسبة ٥١٪ الى ٤٩٪
(٣).
ان الالهام التاريخي يؤكد ان تنازل تنظيم عقائدي طوعا عن السلطة لم يحدث في المحيط العربي والافريقي إلا في السودان مقارنة بالتجارب الدموية للاحزاب العقائدية مثل تجربة حزب البعث في العراق من لدن عبد السلام وعبد الرحمن عارف عام ١٩٦٣م واحمد حسن البكر ١٩٦٨ الى صعود الرئيس صدام حسين وسقوطه عبر الغزو الامريكي في الفترة من ١٩٧٩ الى ٢٠٠٣م ، وكذلك التجربة الدموية لحزب البعث في سوريا في الفترة من ١٩٦٣ الى ١٩٧٠ والتي انتهت باقصاء رموز الحزب العسكرية والفكرية ، امثال صلاح جديد، ومحمد عمران، وميشيل عفلق ، ثم صعود حافظ الاسد للسلطة في انقلاب عام ١٩٧٠ واختزال شعارات البعث في الملكية المطلقة لآل الاسد والطائفة العلوية، وعندما تفجرت الثورة السورية عام ٢٠١١ تمت ابادة الشعب السوري بالسلاح الكيماوي في اكبر مأساة انسانية في العصر الحديث .
والالهام التاريخي المعاصر ينبئنا قرارات الفريق البرهان القاضية بانسحاب المؤسسة العسكرية من العملية السياسية ودعوته للقوى السياسية للتوافق واستلام مهام المرحلة الانتقالية.
وذات الالهام ينبئنا بنزوع حميدتي للتحرر من الطاقات الهدامة والتحول الى طاقات ايجابية داعمة لقضايا البناء الوطني والديمقراطي ،فبدلا من تعزيز هذه الروح العقلانية على مستوى سلوكه السياسي، وحفزه لدمج قواته في الجيش الوطني المهني الموحد واقناعه بالاستمرار في توظيف طاقاته الايجابية في العمل السياسي السلمي والمدني وسط المجتمع لتحقيق طموحاته في الحكم على اساس انها المعادلة الحكيمة التي تؤكد انحيازه للمشروع الوطني الديمقراطي.
لكن ماذا صنعت قيادات قحت المجلس المركزي ازاء هذا الإلهام التاريخي من الوعي والتجارب السياسية؟؟؟
(٤).
قبل رحيل الزعماء الكبار امثال الدكتور الترابي والاستاذ نقد والامام الصادق الى الحياة الابدية توافقوا جميعا رغم التباين الفكري والسياسي ان تطاول الازمة الوطنية منذ الاستقلال وتنوع التجارب السياسية في الحكم والمعارضة قد اكسبها خاصية الاحتشاد المستمر والنضج ومقاربات الحلول ،وان العبر المستلهمة من هذه التجارب رسخت من ان الديمقراطية هي الخيار الامثل للحكم في السودان، وان وحدتنا في تنوعنا السياسي والثقافي والديني والاثني ،وان ترسيخ ومأسسة النظام الديمقراطي في بنية الدولة والحكم والاحزاب السياسية يجب ان يرتكز علي هوادي العقلانية والسلمية والحوار والاجماع الوطني الشامل دون عزل او اقصاء لاي تيار فكري او سياسي، وهكذا ينبغي ادارة القضايا التأسيسية الوطنية بعقلية القادة العظماء وعزم الرجال الكبار
(٥).
ولكن ماذا صنع ابالسة واقزام قحت المجلس المركزي لصيانة هذا الالهام التاريخي في التجربة السياسية الوطنية؟؟
صمموا الاتفاق الاطاريء ، ولم ينزعوا لحشد التأييد والتوافق حوله بالحوار والسلمية ، بل مارسوا الارهاب الفكري والسياسي ضد الاجتماع السياسي الوطني عندما رفعوا شعار يالاتفاق الاطاريء او الحرب ، ثم نسجوا منوال التحالف مع دويلة الشر الاقطاعية الامارات ، ثم أوفوا بوعدهم بتسعير جنون بندقية ال دقلو بعد الكمون والعقلنة وذلك لتحطيم الجيش السوداني، وقهر القوى السياسية والمجتمعية المناهضة للاتفاق الاطاريء،وحل الاحزاب السياسية ، ثم تشييد الدولة المدنية والديمقراطية المستحيلة!!!!
ثم يأتي ذات الاقزام الابالسة ويدفعون بالمبادرات لانهاء الحرب وانجاز مهام ادارة المرحلة الانتقالية والتحول الديمقراطي.
ان هؤلاء الأقزام الابالسة اما أنهم في حالة اعاقة فكرية مزمنة، بالتالي يجب محاسبتهم وفصلهم عبر قواعدهم من احزابهم، او هم ارتكبوا في كامل الوعي والاهلية جنحة الخيانة الوطنية العظمى ،بالتالي فان مكانهم الطبيعي المحاكمة والسجن والحجر السياسي وللابد .
عثمان جلال
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
اليمن.. المجلس السياسي الأعلى يؤكد جهوزيته لتنفيذ عمليات عسكرية بحرية ضد الملاحة الإسرائيلية
#سواليف
أعلن #المجلس_السياسي_الأعلى التابع للحوثيين في #اليمن جهوزيته لتنفيذ #العمليات_العسكرية_البحرية ضد #الملاحة_الإسرائيلية بعد انتهاء “مهلة الأيام الأربعة” التي منحتها صنعاء للوسطاء.
وأكد المجلس السياسي الأعلى في اليمن الجهوزية الكاملة للقوات المسلحة وكل الأجهزة المعنية لتنفيذ توجيهات عبد الملك الحوثي في حال انتهاء مهلة الأيام الأربعة التي منحها اليمن للوسطاء لإدخال المساعدات إلى غزة ومماطلة إسرائيل تجاه التزاماتها وفشل الوسطاء في منع التجويع الذي يراد فرضه على أبناء غزة الذين أفشلوا التهجير وأسقطوا أهداف الكيان الصهيوني وكل من يدعمه.
وقال المجلس السياسي في بيان “إن هذا الموقف ينطلق من الواجب الديني والإنساني والمبدئي، كما أنه ترجمة لما سبق وأعلنته الجمهورية اليمنية بأنها ستظل تراقب التزام الكيان الصهيوني بتنفيذ التزاماته حسب الاتفاق المبرم مع فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس”.
مقالات ذات صلة بعد 17 ساعة من التحدي.. نزول رجل يحمل علم فلسطين من برج إليزابيث في لندن (فيديو) 2025/03/09وذكر المجلس في البيان أن “العمليات البحرية ضد إسرائيل هدفها فرض الحصار عليها ومنعها من ممارسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني خصوصا في ظل ضعف المواقف العربية التي لم ترتق إلى مستوى المسؤولية تجاه القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية بينما الأمريكي والبريطاني ودول الغرب يتعاونون بكل صفاقة مع الكيان المحتل الغاصب لأرض فلسطين والمستمر في نقض المواثيق والعهود”.
وشدد المجلس على أن إسرائيل وكل من تواطأ معها يتحمل المسؤولية الكاملة عن استئناف العمليات البحرية اليمنية وما سينجم عنها.
والجمعة، أمهل زعيم أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي الوسطاء 4 أيام قبل استئناف العمليات العسكرية البحرية ضد إسرائيل إذا لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمة مصورة مساء الجمعة، أنهم سيستأنفون العمليات البحرية ضد العدو إذا استمر بعد المهلة في منع دخول المساعدات إلى غزة والإغلاق التام للمعابر.
وشدد على أنه “لا يمكن أن نتفرج على ما يحصل من تصعيد ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة والعودة إلى التجويع من جديد”.
وأفاد بأن “العدو الإسرائيلي انتقص من التزاماته كثيرا على مستوى الكم وعلى مستوى النوع وأن هناك انتقاص كبير في مقابل ما تم الاتفاق عليه بخصوص خروج المرضى والجرحى للعلاج وفيما يتعلق بالانسحاب من محوري رفح”.
وصرح بأن إسرائيل تريد العودة إلى الإبادة الجماعية من خلال التجويع وهذه الخطوة لا يمكن السكوت عليها.
وأوضح في كلمته أن التوجه الإسرائيلي والأمريكي هو التصعيد على مستوى الضفة والقدس وهذا يعني أنهم بعيدون عن مسار السلام.