حرمة القتال في الأشهر الحرم .. الذنب مضاعف في رجب
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
الله تعالى قال في كتابه العزيز "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ" والأشهر الحرم لها مكانة وحرمة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ، لذلك جاءت الشريعة الإسلامية بحرمة القتال فيها.
ويحرم القتال فى الأشهر المحرمة ما لم يعتد العدو على بلاد المسلمين، مصداقا لقوله تعالى "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" سورة التوبة:آية 36: مدنية.
معنى الآية: إن عدد الشهور المعتبر عند الله تعالى اثنا عشر شهرا فيما كتبه الله وقدره يوم أبدع السماوات والأرض وأوجد الليل والنهار فلا يصح أن يزاد عليها كما كان يفعله المشركون، والمراد منها الشهور القمرية التى يعرفها العرب وعليها يدور كثير من الأحكام الشرعية.
وقوله تعالى: "مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ" أى ومن هذه الشهور الأثنى عشر أربعة حُرُم، حرّم الله فيها القتال منذ شريعة إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) وهى ثلاثة متوالية هى (ذو القعدة – ذو الحجة – المحرم ) وواحد منفرد وهو(شهر رجب)، والإشارة فى قوله "ذَلِكَ" راجعة إلى تحريم الشهور الأربعة المحرمة فى مواضعها.
الذنب مضاعف في شهر رجبوقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الإثم زيادة وذنبين، لأن مضاعف تعني أن العشرة تبقى عشرين والمضاعفة هذه عند الله سبحانه وتعالى، لما يصاحب الذنب من الاستهانة والتكبر والمجاهرة وغيرها من مغضبات الله نحاول الابتعاد عنها”.
وأشار علي جمعة إلى أن شهر رجب هو شهر حرام، لهذا فهو فرصة لعمل الطاعات والبعد عن المعاصي والذنوب، فقد ضاعف الله سبحانه وتعالى فيه الثواب والعقاب لذا على المسلم أن يهم بالفرار إلى الله، موضحاً أن شهر رجب الحرام يكون من بعده شهري شعبان فرمضان، لذا فطن المسلمون إلى مكانته.
وأكد أهمية تعظيم هذه الأشهر، خاصة وأن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وهو بركة في الليل والنهار وتصفد فيه الشيطان وكثير النفحات وفي عقبه نحتفي بالعيد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شهر رجب الأشهر الحرم المزيد المزيد شهر رجب
إقرأ أيضاً:
هل السحر يخرب البيوت ويؤذي؟.. احذر الخوف منه لـ3 أسباب
لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل السحر يخرب البيوت ويؤذي ؟ هو خوف وقلق الكثيرين ووجود ضعاف النفوس والإيمان الذين يلجأون إلى أعمال السحر ، وحيث إن حفظ استقرار الأسر له أهمية كبيرة على المجتمع بل والأمة بأسرها، من هنا ينبغي الوقوف على حقيقة هل السحر يخرب البيوت ويؤذي ؟.
هل وجود النمل في البيت يدل على الحسد أو السحر؟.. اعرف الحقيقةهل السحر يخرب البيوتقال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن عبادة التسليم والتفويض لله عز وجل هي من أعظم أنواع العبادة التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، حيث أمرنا الله في القرآن الكريم في سورة الأنعام، الآية 71، أن نُسلم أمورنا لله ونستسلم له في كل ما يقدره لنا.
وأوضح “ عبد المعز ” في إجابته عن سؤال: هل السحر يخرب البيوت ويؤذي ؟، أن التسليم الكامل لله هو جوهر الإيمان، وأن المؤمن لا يكون مؤمناً حتى يقبل حكم الله تعالى في كل شيء.
واستشهد بما ورد في سورة النساء في قوله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الآية 65.
وأكد أن هذا التسليم يجب أن يكون مطلقًا، حيث نؤمن بأن كل ما يقدره الله لنا سواء كان خيرًا أو شرًا هو في مصلحتنا، وأنه لا يوجد ما هو أفضل لنا من إرادة الله.
وأضاف: حتى ما يمنعنا الله من الحصول عليه يجب أن نؤمن بأنه خير لنا، فالله تبارك وتعالى رحيم ورؤوف، كما قال في كتابه الكريم: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) الآية 155 من سورة الأعراف.
ونبه إلى أنه بالتالي لا يجب أن نيأس من رحمة الله، فالذين ييأسون من رحمة الله هم القوم الكافرون، منوهًا بأن أعظم الناس وأغناهم هو من يملك الإيمان بالله عز وجل وبالقضاء والقدر، ويعتمد على تسليم قلبه لله في كل أمر من أمور الحياة.
وأشار إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا هذا حين قال: 'واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".
ولفت إلى أن بعض الناس قد يشعرون بالقلق من تأثير السحر، وهو ما تحدثت عنه سورة البقرة، حيث قال الله تعالى: ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه) الآية 102 من سورة البقرة.
وأردف: معتبراً أن السحر يمكن أن يؤدي إلى تدمير العلاقات والأسر، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، موضحًا أن لا أحد يستطيع أن يضرنا أو ينفعنا إلا بما كتبه الله لنا.
وأفاد في النهاية، بأنه لا يجب على المؤمن أن يخاف مما يقدر الله له، لأن أقصى ما يمكن أن يفعله الناس هو تنفيذ إرادة الله فينا، والله تعالى هو المولى والقادر على كل شيء".
حقيقة السحرتعدّدت آراء العلماء عن حقيقة السحر والأصح في ذلك أنّ السحر حقيقة، قال الإمام المازري: "مذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة خلافًا لمن أنكر ذلك"، والأدلة على ذلك كثيرة منها: قوله -تعالى-: ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾، و قال -تعالى- عن سحرة فرعون: ﴿وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ﴾، وأمر الله -تعالى- بالاستعاذة من السحرة فقال: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾.
علاج السحروأفاد الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سحره لبيد بن الأعصم من يهود زريق، وكان أثر السحر إنه يشعر بالإرهاق، وكان يشعر إنه صلى وهو لم يصل، فالله سبحانه وتعالى أنزل على سيدنا النبي محمد، الفاتحة والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وآية الكرسي".
ولفت إلى أن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول إن الشيطان يجرى في البنى آدم مجرى الدم، فضيقوا عليه مجاريه بالجوع، يعنى لما تصوم لا يستطيع يجرى في الدم، والأقوى قراءة المعوذتين والفاتحة وسورة الإخلاص، وآية الكرسي، وهذا الحل وليس الذهاب للدجالين، يبقى عليها بالصلاة والدعاء وأذكار الصباح والمساء، حتى يذهب عنها كل هذا".