حميدتي آخر المشاهدات (1-2) : نقل الضغوط إلى كينيا؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
قبل اسبوعين روجت منصات مليشيا الدعم السريع لمؤتمر صحفى فى العاصمة الكينية نيروبي ، وساد همس بأن محمد حمدان دقلو قائد المليشيا سيكون المتحدث الرئيسي ، وفى 18 نوفمبر 2024م انعقد المؤتمر دون حميدتي ، وماتت سيرة الحدث لغياب الأثر..
ولم يكن الهمس عن فراغ ، فقد شوهد حميدتى فى كينيا خلال تلك الفترة ، وكان المؤتمر فرصة لاحداث نقلة فى الصورة المكانية والسياسية للمليشيا ، ونقل حمل الضغوط العالمية والاقليمية إلى منطقة اخرى ، وتوسيع مساحة وجود المليشيا ، كما أن كينيا خيار جيد لثلاثة اسباب:
– علاقات جيدة بين قائد مليشيا الدعم السريع والرئيس الكيني وليم روتو ، فقد ساهم المال الفاسد فى صعود الاخير للسلطة ، كما ربطته علاقات مريبة فى تهريب الذهب من السودان ، وقصة وصوله بطائرة خاصة للسودان معلومة ومشهورة.
– وثانيا: تتوفر فى كينيا امكانية إلتقاء فريق عمل المليشيا ، واغلبهم من المطاردين والمطلوبين دوليا ، ويصعب انتقالهم خارج حدود الاقليم والمقصود هنا (حميدتي وعبدالرحيم والقوني) ..
– وثالثا: فإن كينيا احد مراكز الاعلام العالمي فى القارة الافريقية ، ومسرح للكثير من المنظمات والشركات الكبري ، والكثير من الصلات المعقدة والدوائر المشبوهة.. كل ذلك يجعل منها الخيار الأوفق لرجل يكافح للبقاء..
ومما يعزز هذه الفرضية ، ذهاب عبدالرحيم دقلو إلى كينيا ، واللقاء مع الرئيس الكيني ، واشارت المصادر إلى اجتماعه مع سلفاكير حيث اوردت قناة “الشرق” فى يوم 6 نوفمبر 2024م ( إن الرئيس الكيني وليام روتو رفقة قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وصلا إلى جوبا، للقاء رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت ولبحث ملفات عدة.
وقد نشرت وسائل إعلام بجنوب السودان خبر وصول الرئيس الكيني وحده إلى العاصمة جوبا في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا، حيث كان في استقباله سلفا كير ميارديت).. وهذا هدف فى حد ذاته لتعزيز الانفتاح فى المنطقة.. وقد زار وفد أماراتي ذات الاقليم فى وقت لاحق..
وسبب آخر يدعو حميدتي للخروج من قوقعة (أبوظبي) هو الامساك بأوراق التأثير ، فقد تلاحظ فى الاوانة الأخيرة سيطرة اخيه عبدالرحيم دقلو على القرار السياسي والعسكرى ، فقد اطاح فى وقت سابق بأحد المقربين من حميدتي ومستشاره السياسي يوسف عزت ، وشكل عبدالرحيم تنسيقية سياسية تتبع له مباشرة ، واختار مقرها فى العاصمة اليوغندية كمبالا ، حيث يسهل الوصول لها جوا أو برا عبر جنوب السودان.. وقد اغضب ذلك أطراف كثيرة ، ولكنه عزز التنسيق مع تنسيقية (تقدم) ، واصبح خطابها اقرب للمليشيا ، بل تمثل اسناد واضح لها ومدافع عنها ، كما حدث فى مسرحية (الادارة المدنية) والغزل الذى سكبه مداد قادة (تقدم) عن ممارسة ديمقراطية فى (بيوت اشباح) ..
ومن الواضح أن حميدتي اصبح خارج المشهد كليا ، وآخر حديث له عن تفاصيل الميدان فى 10 فبراير 2024م متحدثا عن (انتصارات مهمة فى المهندسين وفى بابنوسة وتوعد ب (طق نضيف)) ، بينما كانت قواته فى واقع الأمر قد تعرضت لهزائم نكراء فى تلك الأيام وفى هاتين المنطقتين تحديدا ، وكنت قد كتبت حينها (من اى عالم يتحدث حميدتي) ، وحديثه اللاحق فى 9 اكتوبر 2024م ، بعد هزيمة قواته فى جبل مويه هو محاولة لتسجيل حضور وبحث مبررات وابتزاز لدولة جارة (أى مصر) ، وواضح أنها كانت نصيحة من تنسيقية (تقدم) لتمهيد تواصل مع القاهرة وقد فشلت..
فهل يتم ترحيل تراكمات مليشيا الدعم السريع من (أبوظبي) إلى ادغال القارة الافريقية ؟ والاجابة فى رأي نعم..
وهل تتحول مليشيا آل دقلو الارهابية من بندقية اطماع الى قميص لقوى سياسية ؟ والاجابة عندى نعم ، فلم يعد بالإمكان تحقيق نصر عسكري والخيار هو حصاد كسب سياسي مهما قل وهو ما تكافح من اجله (تقدم) ..
لم يبق من حميدتي إلا جسد ممزق وكيان مشتت يبحث عن مستقر.. (يتبع)
د.ابراهيم الصديق على
2 ديسمبر 2024م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
صربيا تُناصر الإمارات في دعوى قدمها السودان لمحكمة العدل الدولية
قدمت جمهورية صربيا طلبًا للتدخل في الدعوى التي رفعها السودان ضد الإمارات العربية المتحدة بمحكمة العدل الدولية.
الخرطوم ــ التغيير
وبحسب طلب التدخل الذي قدمه كبير المستشارين القانونيين بوزارة الخارجية الصربية، ألكسندر غايتش، فإن بلاده ترى أن تحفظ دولة الإمارات العربية المتحدة على البند التاسع في قضايا الإبادة الجماعية “يمنع المحكمة من إثبات اختصاصها في القضية”، على حد قوله.
وكان السودان قد اشتكى الإمارات في محكمة العدل الدولية.
ويتّهم السودان الإمارات بالإخلال بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية التي تعود إلى العام 1948، من خلال “السعي إلى ارتكاب إبادة جماعية أو التواطؤ على ارتكابها أو الحضّ عليها أو المشاركة فيها أو عدم منعها أو المعاقبة عليها”.
ويهدف تدخل جمهورية صربيا إلى تفسير اتفاقية منع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها، ولا سيما المسائل المتعلقة بتفسير المادة التاسعة. وبحسب الطلب المقدم أمام المحكمة، ترى صربيا أن الدول المتحفظة على البند التاسع لها الحق بتقديم الموافقة أو الرفض قبل أن يُعرض أي نزاع يتعلق بهذه الاتفاقية أمام محكمة العدل الدولية.
وتتحفظ الإمارات وصربيا ومجموعة من الدول على البند التاسع من اتفاقية الإبادة الجماعية، التي تنص على أن “تعرض على محكمة العدل الدولية، بناء على طلب أي من الأطراف المتنازعة، النزاعات التي تنشأ بين الأطراف”. ويرى السودان أن تحفظ الإمارات العربية المتحدة على هذه المادة باطل لأنه يتعارض مع أهداف اتفاقية منع الإبادة الجماعية وغاياتها.
وانطلقت جلسات الاستماع العلنية في 10 أبريل الحالي، وقدم السودان جملة من البيانات التي تثبت تورط الإمارات في حرب السودان من خلال “تزويدها لمليشيا الدعم السريع المتمردة بالأسلحة والعتاد الحربي، الذي مكنها من ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غرب دارفور، وجرائم الحرب والكثير من الانتهاكات الجسيمة”.
والخميس، أبلغ السودان محكمة العدل الدولية أن الإمارات كانت “القوة الدافعة” وراء ما أطلق عليه إبادة جماعية في دارفور، وذلك من خلال دعمها المفترض لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني.
وهاجمت الخرطوم الإمارات أمام محكمة العدل الدولية متهمة إياها بالتواطؤ في إبادة جماعية بحق قبيلة المساليت بسبب دعمها المفترض لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ 2023.
وقال معاوية عثمان وزير العدل السوداني بالوكالة في مستهل جلسات المحكمة إن “الدعم الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة، وهو دعم يستمر اليوم لقوات الدعم السريع والمليشيات الحليفة لها، يبقى المحرك الرئيسي للإبادة الجماعية التي تجلت في عمليات قتل واغتصاب وتهجير قسري ونهب”.
لكن ريم كتيت التي تشغل منصبا رفيعا في الإمارات وصفت القضية بأنها “استغلال صارخ لمؤسسة دولية محترمة”، مؤكدة أنها “تفتقر بالكامل إلى أي أساس قانوني أو فعلي”.
وقالت كتيت في بيان: “ما يحتاج إليه السودان اليوم ليس مسرحية سياسية، بل وقف فوري لإطلاق النار والتزام جدي للطرفين المتنازعين بالتفاوض من أجل حل سلمي”.
الوسومالإبادة الجماعية شكوى السودان صربيا محكمة العدل الدولية