أهمية الاستثمار في التعليم وأثره على التنمية المجتمعية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء مستقبل الأمم، وتحقيق طموحاتها التنموية. فهو ليس فقط وسيلة لنقل المعرفة، بل أداة لتحّفيز الإبداع، وتعّزيز القُدرات، وتهيئة الأفراد لمواجهة تحدّيات المستقبل. من هذا المنطلق، تُخصص الحكومات ميزانيات ضخمة لدعم قطاع التعليم، إدراكاً منها لدوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة.
فعلى سبيل المثال، خصصت المملكة العربية السعودية 201 مليار ريال لقطاع التعليم، ممّا يعكس رؤية استراتيجية، تستهدف بناء منظومة تعليمية متكاملة، تدعم الاقتصاد الوطني، وتُسهم في تنمية رأس المال البشري.
مرتكزات تطوير منظومة التعليم:
ضمن جهود تطوير قطاع التعليم، أطلقت المملكة العديد من المبادرات التي تستهدف تعزيز كفاءة النظام التعليمي، وربطه باحتياجات المجتمع وسوق العمل. وأبرز هذه المبادرات تتمحور حول أربع ركائز رئيسية:
– إنشاء المركز الوطني لتطوير المناهج
يمثل هذا المركز خطوة استراتيجية تهدف إلى تحديث المناهج التعليمية بما يواكب المتغيرات العالمية ومتطلبات التنمية المستدامة. يعمل المركز على تطوير مناهج تعليمية تركّز على تعزيز التفكير النقدي، الإبداع، وحل المشكلات. هذا التطوير ليس فقط لتحسين جودة التعلم، بل أيضاً لإعداد الطلاب ليكونوا منافسين على الصعيدين المحلي والعالمي.
– برنامج ريادة الجامعات
يُعد هذا البرنامج نقلة نوعية تهدف إلى تحويل الجامعات إلى مراكز ريادية تُسهم في تعزيز البحث العلمي والابتكار، ومن خلال هذا البرنامج، تُصبح الجامعات مراكز للإنتاج المعرفي والتطوير التكنولوجي، مما يُسهم في تلبية احتياجات التنمية الوطنية. كما يدعم البرنامج الشراكات بين الجامعات وقطاعات الأعمال لتوفير حلول عملية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
– إعادة هيكلة وحوكمة المؤسسة العامة للتعليم التقني والمهني
يُعتبر التعليم التقني والمهني، أحد أهم محرِّكات النمو الاقتصادي، إذ يوفر المهارات اللازمة لتلبية احتياجات القطاعات الإنتاجية. تسعى هذه المبادرة إلى تعزيز الحوكمة وتحسين أداء المؤسسات التقنية والمهنية بما يضمن توافق مخرجاتها مع احتياجات السوق، إضافة إلى دعم التوسع في التخصصات الحديثة التي تُسهم في دعم الاقتصاد المعرفي.
– مبادرات تنمية القدرات البشرية
تأتي هذه المبادرات ضمن رؤية المملكة 2030، حيث تستهدف تنمية المهارات الشخصية والمهنية للأفراد من خلال برامج تدريبية وتعليمية متخصصة. تهدف المبادرات إلى تحسين جودة التعليم على مختلف المستويات وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، ممّا يضمن استمرارية التنمية وتحقيق الاستدامة.
الأثر التنموي للاستثمار في التعليم:
إن الاستثمار في التعليم يمتد أثره ليشمل جميع أبعاد التنمية.:على المستوى الاقتصادي، يُسهم التعليم في رفع إنتاجية الأفراد وتحقيق التنويع الاقتصادي من خلال تأهيل كوادر وطنية قادرة على الابتكار والقيادة في مختلف المجالات. كما أن تطوير التعليم يعزّز من جاهزية القوى العاملة، ممّا يُسهم في جذب الاستثمارات وتوسيع الفرص الاقتصادية.
أما على المستوى الوطني، فإن التعليم يعزِّز من قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات المستقبلية من خلال بناء أجيال تتمتع بالمهارات والمرونة اللازمة للتكيُّف مع التحولات العالمية. كما يُسهم التعليم في دعم الهوية الوطنية وتعزيز الإنتماء من خلال إعداد أفراد واعين بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه مجتمعهم ووطنهم.
خاتمة:
تُظهر الاستثمارات الضخمة في قطاع التعليم، مثل تلك التي قامت بها المملكة العربية السعودية، أهمية التعليم كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة وصناعة المستقبل. المبادرات التي تركز على تطوير المناهج، ريادة الجامعات، وتعزيز التعليم التقني والمهني تمثل استراتيجيات شاملة تستهدف بناء منظومة تعليمية متكاملة تُسهم في تحقيق الأهداف الوطنية.
التعليم ليس مجرد أداة للنمو الاقتصادي، بل هو استثمار طويل الأمد في بناء الإنسان، الذي يُعدّ الثروة الحقيقية لأي أمة.
drsalem30267810@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: ت سهم فی من خلال
إقرأ أيضاً:
«التعليم العالي»: إنشاء عدد من الكليات والمعاهد المُتخصصة لرعاية ذوي الإعاقة
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، التوسع في إنشاء كليات ومعاهد متخصصة في مجال رعاية ذوي الإعاقة، هدفها إعداد وتأهيل خريجين متخصصين قادرين على التعامل الأمثل مع هذه الشريحة الهامة من المجتمع بشكل علمي واحترافي.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور أيمن عاشور في الجلسة النقاشية التي عُقدت ضمن فعاليات المؤتمر السنوي للمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بعنوان «الجهود الوطنية لتضمين قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية»، بالتزامن مع احتفالات مصر والعالم باليوم العالمي لذوي الإعاقة والذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام وفق ما حددته الأمم المتحدة منذ عام 1992، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والدكتور محمد جبران وزير العمل، والدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة.
إتاحة المناهج الدراسية بوسائل تساعد الطلاب ذوي الإعاقة على التحصيلوأضاف الوزير، أن العمل مستمر على تطوير المناهج الدراسية وإتاحة المواد التعليمية للطلاب ذوي الإعاقة بطرق مناسبة تساعدهم على التحصيل الدراسي بسهولة ويسر، فضلًا عن تدريبهم على سبل الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة لتمكينهم من تجاوز حدود الإعاقة سواء كانت سمعية أو بصرية، وتنفيذ سبل الإتاحة داخل الأحرم الجامعية لذوي الإعاقات الحركية.
تدريب الطلاب على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة لتجاوز حدود إعاقتهمواستعرض جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال دعم ورعاية الطلاب ذوي الإعاقة بمختلف الجامعات المصرية، والتي تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الملف، مؤكدًا استمرار التعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة؛ بهدف استكمال خطط وبرامج الدعم والرعاية وإتاحة كافة الخدمات للطلاب ذوي الإعاقة في جميع الجامعات والمعاهد؛ بما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية.
وأشار «عاشور»، إلى أوجه الرعاية والدعم التي يتلقاها الطلاب ذوي الإعاقة داخل الجامعات، ومن أبرزها التأهيل النفسي لضمان دمجهم داخل المجتمع الجامعي وتعزيز مشاركتهم بمختلف الأنشطة الطلابية (الثقافية، الرياضية، العلمية، الفنية)، وكذلك الاتحادات الطلابية)، إلى جانب رفع الوعي لدى كافة أعضاء المجتمع الجامعي من أعضاء هيئة تدريس وطلاب وإداريين؛ لخلق بيئة تعليمية إيجابية ومحفزة للطلاب ذوي الإعاقة.
كما أوضح الوزير دور المبادرة الرئاسية «تمكين» في التوعية بحقوق وواجبات الطلاب ذوي الإعاقة داخل الجامعات المصرية، وتوفير فرص متكافئة لهم، حيث انطلقت المبادرة في الأقاليم الجغرافية السبعة وفق التقسيم الجغرافي الذي وضعته مبادرة “تحالف وتنمية” ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا أن هناك خطة طموحة لتوسيع نطاق مبادرة «تمكين» وتحويلها إلى مبادرة دولية.
ووجه الوزير الدعوة للمشاركة في الفعاليات الختامية للمبادرة والتي ستُقام بمدينة الأقصر في الفترة من 7 إلى 12 ديسمبر بمشاركة دولية لطلاب من العديد من دول العالم وتتضمن فعاليات ثقافية وترفيهية وفنية ورياضية وعلمية يتشارك فيها شباب من ذوي الإعاقة مع أقرانهم الطبيعيين.