تكثر الضغوط النفسية على الأفراد ويكثر معها القلق و التوتر ويصبحان أكثر حدِّة، حيثُ يؤثران على المزاج السائد، ويتحكمان أيضا بمدى الانتاجية الخاصة بالأفراد، حيث أن تراجع الأداء يتعلق بقوة التوتر و القلق، واللذين هما من جانبها ينتجان عن الضغوط، فهي عملية متصلة ببعضها، و تظهر كردود أفعال متتابعة لدى الفرد.
إن عملية التشافي، لا تقتصر فقط على الشفاء من الأمراض الجسدية التي يصاب بها الفرد، و من ثم يتلقى العلاج، بل تمتد ليشمل الشفاء النفسي والعاطفي وهي عملية نفسية يحتاج إليها كل فرد ليستعيد توازنه النفسي، ويعيد ترتيب نفسه بشكل سليم، دون أن تترك الضغوط في ذاته أية تراكمات.
وتبدأ رحلة التشافي من الوعي الذاتي، عندما ندرك مشاعرنا واحتياجاتنا، وكيف يمكننا اتخاذ خطوات فعّالة نحو تحسين حالتنا النفسية، يمكن أن تشمل هذه الخطوات ممارسة التأمل أو الكتابة أو حتى التحدث مع الأصدقاء المقربين، كما أن التعبير عن المشاعر، يساعد في تخّفيف الضغوط، ويعزِّز من شعور الراحة والسكينة.
تعتبر الراحة جزءًا لا يتجزأ من عملية التشافي، فهي تمنح الجسم والعقل الفرصة للتجدُّد والإسترخاء، كما تساعد على تقّليل مستويات التوتر وتعزِّز من الشعور بالسعادة والرضا، ورفع مستوى الإنتاج الفردي و لذا ينبغي على الفرد، أن لا يتجاهل حاجته إلى الراحة للتخلُّص من الأعباء، و مثقلات الكواهل.
إن التشافي والراحة هما عمليتان متكاملتان تتطلبان منا الوعي والاهتمام بأنفسنا. من خلال تخصيص الوقت للتأمل، والاسترخاء، والاستفادة من الدعم الاجتماعي، يمكننا تعزيز صحتنا النفسية والجسدية بشكل أفضل، و لنرفق بذواتنا في فهم احتياجاتنا، ومساعدتها على التجاوز، وتحّفيزها بشكل إيجابي حتى نضمن سلامنا، و شفاءنا، لأن هذا يعدّ ضرورة من الضروريات التي نحتاج إليها لتحقيق التقدم .
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الصحة النفسية: تسجيل 101 ألف زيارة للمنصة الإلكترونية منذ إطلاقها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة الصحة والسكان، تسجيل 100 ألف و897 زائر للمنصة الإلكترونية التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وذلك منذ إطلاقها في مارس 2022 وحتى اليوم.
يأتي ذلك في إطار توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، بإتاحة خدمات الدعم النفسي والاستشارات النفسية وعلاج الإدمان، والعمل على توعية المواطنين بكيفية الحصول على الاستشارات الطبية الخاصة بالصحة النفسية، عبر المنصة الإلكترونية.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن عدد استمارات الاستبيان الإلكترونية، التي تم استكمال بياناتها من قبل المستخدمين بلغت 23 ألف و744 استبيان، بينما بلغ عدد الجلسات العلاجية «الافتراضية» التي تم تقديمها لزائري المنصة أكثر من 10 آلاف و767 جلسة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة منن عبدالمقصود الأمين العام لأمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن نسبة زائري المنصة من الإناث بلغت 69% مقابل 31% من الذكور، مؤكدة أن زوار المنصة بينهم 18% من المتزوجين، مقارنة بـ 82% من غير المتزوجين، مشيرة إلى أن أكثر الفئات العمرية التي استخدمت المنصة كانت فئة المراهقين والشباب، بينما بلغت نسب المستخدمين من غير العاملين 63% مقابل 37% من العاملين على مستوى محافظات الجمهورية.
وأكدت أن المنصة الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، تهدف إلى توفير خدمات مجانية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، لجميع الفئات العمرية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، والتي تُعد الأولى من نوعها في إقليم شرق المتوسط، داعية جميع المواطنين إلى زيارة المنصة والاستفادة بالخدمات المتنوعة، التي تقدمها الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان عبر الرابط التالي:
https://mentalhealth.mohp.gov.eg/mental/web/ar.
وأضافت «عبدالمقصود» أن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، تعقد اجتماعات دورية للمعالجين القائمين على المنصة الوطنية، لمناقشة آليات تطوير العمل والمعوقات التقنية والفنية لتذليلها، بالإضافة إلى زيادة أعداد الأطباء المؤهلين والأخصائيين النفسيين كمعالجين جدد، وتفعيل جلساتهم مع المترددين على المنصة الوطنية، بهدف التطوير المستمر لمستوى الخدمة المقدمة للجمهور.