ازدواجية العدالة.. وديون الليث والوحدة
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
يبرز الإعلام الرياضي؛ كأداة مؤثرة في تشكيل الرأي العام، وتوجيه الجماهير. ومع ذلك، تظهر في بعض الأحيان ازدواجية واضحة في تناول قضايا العدالة والنزاهة، تتأثر بالمواقف الشخصية أو الانتماءات للأندية، ومن الملاحظ أن بعض الإعلاميين يتحدثون عن” العدالة” عندما تجانب مصالح فرقهم، لكنهم يتجاهلون هذا المبدأ في وقت الاستفادة من هذا الجانب.
على سبيل المثال، عند وقوع خطأ تحكيمي يخدم فريقًا معينًا، نجد بعض الأصوات الإعلامية تلتزم الصمت، متجنبة انتقاد الموقف. بينما إذا تعرض فريق آخر، وتحديدًا الهلال لأي موقف مشابه، ترتفع شعارات العدالة والإنصاف بشكل لافت. هذا التناقض لا يساهم فقط في إضعاف مصداقية الإعلام، بل يعمق الانقسام بين الجماهير، ويزيد من حدة التعصب.
الإعلامي صاحب الرسالة، يجب أن يكون محايدًا، ناقدًا للخطأ ومدافعًا عن العدالة في كل الأحوال، بعيدًا عن الانتماءات. التحيز الإعلامي- حتى لو كان غير مقصود- يضر بسمعة الإعلام، ويُضعف ثقة الجمهور في ما يطرح ، وإذا كان التناقض في الطرح هو السمة التي تتجلى في تناول الكثير، وتحديدًا ممن تجاوزوا العقد الخامس والسادس، كما أن على الإعلام يفترض أن يتحمل مسؤوليته في تسليط الضوء على هذه القضايا بعيدًا عن الانتماءات؛ لضمان وجود رقابة جماهيرية تسهم في تحسين المشهد الرياضي، والعدالة الإعلامية ليست خيارًا أو شعارات ترفع بالمزاج، بل ضرورة لتحقيق بيئة رياضية صحية. والإعلامي الحقيقي هو من يرفع شعار الحق دائمًا، بعيدًا عن الأهواء الشخصية، مع التزامه بدوره في معالجة الجوانب الجوهرية التي تهدد مستقبل الرياضة. أيضًا ما يقلق من القضايا الكبرى التي تثير التساؤل في المشهد الرياضي السعودي ديون الأندية، خاصة الثلاثي في سلم الكبار( الشباب، الوحدة، ضمك)، حيث تشير التقارير الصادرة عن الفيفا أن هذه الأندية وأخرى، يصل عددها إلى 11 ناديًا تعاني من التزامات مالية كبيرة تجاه اللاعبين والمدربين السابقين. هذه الأزمة ليست جديدة، لكنها وصلت إلى نقطة حرجة قد تؤدي إلى فرض عقوبات قاسية؛ من أبرزها منع تسجيل اللاعبين لفترات طويلة؛ فالشباب على سبيل المثال- رغم نجاحاته الرياضية- يواجه ديونًا تتطلب حلولًا جذرية للحفاظ على استقراره المالي، وعميد الأندية السعودية الوحدة كذلك يعاني من قضايا مالية مشابهة، حيث تتراكم عليه قضايا في الفيفا قد تعيق خططه المستقبلية. أما الشباب، فرغم تاريخه الكبير، يواجه تحديات مالية تستدعي تدخلاً سريعًا؛ لتجنب تداعيات أكبر.
ويتطلب الأمر من الأندية تعزيز الشفافية المالية والالتزام بإدارة مالية رشيدة. يجب أن يكون هناك تعاون بين إدارات الأندية ووزارة الرياضة؛ لضمان توفير حلول طويلة الأمد، وأعتقد أن خصخصة هذه الأندية سيسهم بشكل كبير في سلخ الديون؛ لأن العمل المالي المحكم سيكون السائد في مثل تلك الجوانب. ختامًا كنا نسمع في السابق أن الديون تحاصر النصر والاتحاد والأهلي، غير أنها انتقلت لمساحة أخرى، نتمنى سلخها وتحديدًا فيما يتعلق بالقطبين الشباب والوحدة؛ لأن الأول يمثل تاريخًا في المنطقة الوسطى، ويُعد النادي الأول، في حين أن الوحدة يمثل جوانب مهمة؛ كونه في أطهر بقعة، علاوة على تمسكه بعمادة الأندية السعودية. والله من وراء القصد.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: عبدالمحسن الجحلان
إقرأ أيضاً:
لوبوان: هذه أسرار مالية الفاتيكان
قالت صحيفة لوبوان إن ثروة الفاتيكان تقدر بمليارات اليوروهات، وذلك ما يبدو جليا لكل من زار متاحفها وكاتدرائية القديس بطرس، ولكن عجز الميزانية العامة يتراكم فيها عاما بعد عام رغم ذلك.
وتساءلت الصحيفة -في تقرير بقلم مارك فورني- "هل البابا غني؟"، لترد بأنه غني نظريا، ولكنه ليس كذلك عمليا، رغم أنه صاحب سيادة مطلقة على رأس مدينة مستقلة ذات إرث لا يقدر بثمن، وهو ينتخب رئيسا للكنيسة الكاثوليكية لرعاية "أرواح المؤمنين"، وإدارة مالية دولته الصغيرة على أفضل وجه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: الانقسام والشرخ الداخلي أخطر ما يواجهناlist 2 of 2معظم الإسرائيليين يريدون إنهاء حرب غزة وإجراءات أميركية لمنع انتقاد تل أبيبend of listالبابا -كما تقول الصحيفة- لا يتقاضى راتبا مباشرا مقابل مهامه، وكل ما عليه هو طلب المساعدة والإعانات لأداء مهمته، لكن الكرادلة، وهم أمراء الكنيسة، يتقاضون حوالي 4500 يورو شهريا، والعديد منهم يعمل بالحكومة البابوية برتبة وزير.
ولا يخفى على كل من زار كاتدرائية القديس بطرس وكنيسة سيستين ومتاحف الفاتيكان، أن الكنيسة الكاثوليكية تمتلك أعمالا فنية لا تقدر بثمن (حوالي 70 ألف قطعة مدرجة)، من العصور القديمة إلى عصر النهضة، ومنحوتات ولوحات فنية، وقطعا نادرة للغاية، فضلا عن كنوز مجموعة المكتبة الرسولية، ولكن هذه الأصول الاستثنائية يصعب بيعها في السوق، لأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ المسيحية.
إعلان أصول تقدر بـ5 مليارات يوروولكن الفاتيكان لديه أيضا أصول قابلة للتسويق، وهي عقارات واستثمارات مالية، تقدر قيمتها الإجمالية بـ5 مليارات يورو، معظمها "يقع في إيطاليا، وهي تشمل مباني للإيجار ومستشفيات ومدارس وبعض الشركات"، حسب مجلة جيو هيستوار.
إضافة إلى ذلك لدى الفاتيكان أكثر من ألف عقار في الخارج، واستثمارات في أحياء راقية في لندن وجنيف وباريس، تديرها جميعها إدارة تراث الكرسي الرسولي التي حققت ربحا قدره 46 مليون يورو عام 2023، حسب أرقام الفاتيكان.
هذه الإيرادات تسهم في ميزانية الفاتيكان التي تبلغ أكثر من مليار يورو سنويا -حسب الصحيفة- تضاف إليها إيرادات "بنس بطرس"، وهو صندوق يجمع من خلال حملة تبرعات عالمية تعقد سنويا في نهاية يونيو/حزيران، وكذلك التبرعات ووصايا الأفراد.
ومع أن المبالغ التي كانت تجمع في السابق من هذا الصندوق تصل إلى 100 مليون يورو، فإنها لم تعد الآن تتجاوز 50 مليونا، ويعزى هذا الانخفاض إلى جائحة كوفيد-19، وكذلك إلى مواقف اعتبرت مثيرة للانقسام اتخذها البابا فرانشيسكو، وإلى الفضائح المتكررة التي هزت الكنيسة.
وذكرت الصحيفة بوجود أموال تتبرع أغنى أبرشيات العالم من الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا والبرازيل وكوريا الجنوبية، إضافة إلى دخل السياحة والحجاج ومتاحف الفاتيكان الكبيرة، ثم مبيعات المقتنيات والهدايا التذكارية والشموع.
مكافحة غسل الأموالأما النفقات فتتمثل في رواتب ومعاشات حوالي 5 آلاف موظف، والتكاليف الإدارية والعامة، بالإضافة إلى دعم البابا الشخصي للأعمال الخيرية والمشاريع، حيث وزع مبلغ 13 مليون يورو عام 2023 في 76 دولة.
وقالت مجلة جيو هيستوار إن "الفاتيكان يجد صعوبة في الحفاظ على ميزانية متوازنة منذ الأزمة الصحية"، إذ بلغ العجز السنوي ما بين 30 مليونا و70 مليون يورو في السنوات الأخيرة، كما أن صندوق معاشات الموظفين تراكم لديه عجز مالي لا يقل عن 350 مليون يورو.
إعلانوقد جعل البابا فرانشيسكو من الميزانية أولويته على أمل تحقيق "عجز صفري"، ولكنه فشل في تحقيق ذلك، إلا أنه نجح في ضبط أوضاع مالية كانت غامضة، وتفاخر عام 2019 قائلا "أنا سعيد لأن هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها الغطاء من الداخل لا من الخارج".
وبالفعل كانت إدارة فرانشيسكو أكثر صرامة وشفافية، وجعل مكافحة غسل الأموال عمليا أولوية، فأصبحت مؤسسات الفاتيكان تمتثل للمعايير الدولية، وأغلق ما يقرب من 5 آلاف حساب مشبوه داخل بنك الفاتيكان، وأعاد توجيه الاستثمارات نحو صناديق أكثر أخلاقية، ولكن رياحا معاكسة عاتية واجهته، إضافة إلى المنافسات الداخلية وعقيدة السرية المتجذرة.