السودان يكشف تفاصيل خطيرة عن صواريخ وطائرات مسيرة إنتحارية وأسلحة متطورة من تشاد والإمارات
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
بورتسودان – متابعات – تاق برس – كشفت القوات المسلحة السودانية، معلومات تفصيلية موثقة تؤكد تورط الإمارات ومشاركتها في حرب قوات الدعم السريع على السودان ، واعلن السودان عن تزويد الإمارات قوات الدعم السريع بأسلحة متطورة تشتمل على مسيرات استراتيجية وصواريخ موجهة لا تمتلكها الا الدول .
وقالت القوات المسلحة في تنوير قدمه وزير الدفاع السوداني للصحفيين ببورتسودان الاثنين ان دولة الإمارات زودت قوات الدعم السريع بمسيرات من طراز (SGPR) حصلت عليها في عام ٢٠١٥ من شركة صرببة ومسيرات اخرى من شركة الإمارات للأبحاث المتقدمة والتكنولوجيا القابضة حصلت عليها في عام ٢٠١٩ .
وأوضحت أنه تم شحن هذه الطائرات المسيرة مباشرة من الإمارات الى مطار ام جرس في دولة تشاد ومن ثم تم تسليمها للمتمردين ، مشيرة الى إشراف خبراء من الإمارات على تدريب إعداد كبيرة من المرتزقة والمتمردين في الإمارات وفي مواقع في الخرطوم ودارفور .
وأبانت بالوثائق والتقارير المثبتة ان دولة الإمارات درجت وبشكل مستمر على إمداد القوات الدعم السريع حتى الآن بالمسيرات ، وذكرت أن شركة فلاي اسكاي ايربص ومقرها الإمارات العربية المتحدة نفذت اكثر من ٥٠ رحلة جوية في شهر واحد في عام ٢٠٢١ من الإمارات الي دولة مجاورة .
وأكدت القوات المسلحة انها استطاعت تحييد هذه المسيرات بالكامل واسقاطها في محاور القتال المختلفة عن طريق المضادات وأجهزة التشويش المتطورة، مبينة ان المسيرات الانتحارية النسخة الأولى يتم الاطلاق عن طريق عربة مسرعة مشيرا ان طول الجناح ٣ أمتار والمدي الاقصي ٤٠٠كم وارتفاعها اكثر من ١٦٠٠ متر والمتفجر دانة من عيار ١٢٠ ملم .
وأكدت ان القوات المسلحة استطاعت تحييد وضرب كافة مناطق الإطلاق التي تستخدمها قوات الدعم السريع المتمردة في تنفيذ هجماتها على المواقع والمدن الآمنة، مشيرا الى ان القوات المسلحة استطاعت التعامل مع جميع هجمات المسيرات وتم اسقاطها بنجاح ولم تحقق هذه المسيرات أي نجاح ميداني للقوات الدعم السريع .
وقال بعد فشل النسخة الأولى للمسيرة الانتحارية زودت الإمارات قوات الدعم السريع بنوع جديد من المسيرات المتطورة الكبيرة أرسلتها بإعداد كبيرة عبر تشاد ثم إلى الحدود السودانية خلال شحنات متكررة عبر معبر ادري الحدودي ، مبينا ان المسيرات الاخيرة تعمل بمحرك بنزين وتحمل ٥٠ كيلو جرام من المتفجرات مزودة بجهاز مقاوم للتشويش .
وأشارت القوات المسلحة ان قوات الدعم السريع قامت باستهداف مناطق جديدة بإطلاق المسيرات الانتحارية من النوع الجديد استهدفت بها مدن عطبرة وشندي وامدرمان واخيرا مدينة مروى الا انها فشلت في جميع الهجمات ولم تحقق أهدافها وذلك بسبب نجاح المضادات الأرضية وأجهزة التشويش في اسقاطها .
واعلن الناطق الرسمي بإسم الحكومة خالد الاعيسر وزير الثقافة والإعلام ان الحرب في السودان اخذت منحىً آخرا وتطورا خطيرا بظهور أسلحة استراتيجية تشتمل على مسيرات تنطلق من دولة تشاد .
وجدد الناطق الرسمي باسم الحكومة في التنوير الخاص الذي قدمته وزارة الدفاع ببورتسودان الاثنين، اتهام السودان للإمارات ومؤكدا أن الحكومة لديها أدلة دامغة حول تورط الإمارات ،مشيرا إلى أن الامارات بخلاف دعمها بالسلاح والتمويل تقود حراك سياسي دولي وإقليمي لتجيير الأشياء للتغطية على تورطها في هذه الحرب .
وكشف الاعيسر عن ظهور صواريخ موجهة ومسيرات استراتيجية تستخدمها القوات الدعم السريع في هذه الحرب ،مشيرا إلى أن ذلك لم يحدث على مر التاريخ الا في حرب السودان ،مؤكدا ان الدول المنتجة لهذه الأسلحة الاستراتيجية تشترط عدم تسرب مثل هذه الأسلحة ، وان وصولها ليد القوات الدعم السريع يؤكد تورط دول كبيرة .
واعلن الاعيسر باسم الحكومة عن عدوان واضح ضد السودان من قبل دولتي الإمارات وتشاد وقال ان الحكومة تحمل الدولتين المسؤولية تجاه هذه الإنتهاكات ،مبينا ان الإمارات تقوم بتوفير الأسلحة والتمويل بينما تعتبر تشاد منصة للعدوان.
وقال “لدينا ما يؤكد تزويد الإمارات للقوات الدعم السريع بهذه الأسلحة” باعثا تطمينات لجميع السودانيين بأن القوات المسلحة قادرة على الرد بالكيفية التي تراها مناسبة .
ووجه الناطق الرسمي بإسم الحكومة رسائل لإجهزة الإعلام الداخلية والخارجية بأن تلتزم الحياد في تغطيتها الإعلامية للقضية السودانية ومراعاة الموضوعية ومواثيق الشرف الإعلامي وقال “رسالتنا للإعلام أن عودوا الى الحياد وعلى وسائل الإعلام التي تغطي الأنشطة السودانية نقول لهم نحن كحكومة لن نقبل بأي جهاز إعلامي داخلي او خارجي يمرر أجندة تساهم في تفكيك الدولة والوطن”.
وأعلن عن تعاون الحكومة مع الاعلام النزيه مبينا أن الحكومة ستفتح كل أبواب السودان للتغطية لأجهزة الإعلام التي تراعي مواثيق العمل الصحفي المهني وأن الدولة ستقدم لها كل المساعدات داعيا الإعلام الى التعاون مع السودان وفق اسس مهنية موضوعية .
وقال الناطق الرسمي إن من يخالف القيم المهنية والصحفية لن يكون له مكانا في السودان وزاد “مستعدين لإصدارالقرار بايقاف أي مؤسسة إعلامية تخالف القيم الصحفية في تغطيتها للأحداث في السودان ولن نتردد في ذلك.
وأشار الى أن البلاد تخوض حربا اعلامية وأن هناك بعض المؤسسات الإعلامية لعبت دورا موازيا مساندا لقوات الدعم السريع بدعم من دول تريد أن ترهن السودان لقوات الدعم السريع التي وصفها بـ”المليشيا”.
وعبر الاعيسر عن رفض الحكومة لتمرير أية أجندات إعلامية تضرب في عضض الدولة وتفتتها ، داعيا جميع أبناء الوطن الى العمل معا لتفويت الفرصة على المتربصين، مبينا أن المعركة هي معركة الشعب والجيش معا .
أسلحة من تشاد والإماراتوزير الاعلام خالد الاعيسروزير الدفاع السوداني
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: وزير الاعلام خالد الاعيسر وزير الدفاع السوداني قوات الدعم السریع القوات المسلحة الناطق الرسمی
إقرأ أيضاً:
إدارات الدعم السريع وتقسيم السودان
تثير إدارات الدعم السريع المدنية التي أُعلن عن تشكيلها في المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات، مثل الخرطوم ودارفور، تساؤلات حول أهدافها وتأثيرها على وحدة السودان، لا سيما في ظل سيناريو التقسيم الذي يلوح في الأفق.
وبدأت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كقوة شبه عسكرية ذات دور محدود، لكنها تحولت تدريجيًّا إلى لاعب رئيسي في المشهد السوداني. ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، سيطرتِ القوات على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وبعض الولايات، وبدأت محاولات لتأسيس إدارات مدنية موازية للحكومة المركزية.
وتُعَد الخرطوم من أبرز المناطق التي شهدت تأسيس إدارة مدنية بإشراف الدعم السريع، تضم مجلسًا تشريعيًّا ومجلسًا قضائيًّا. برغم الادعاء بأنها تسعى لتقديم الخدمات للمواطنين وتخفيف وطأة الحرب، يرى مراقبون أن هذه الخطوات تعكس طموحات سياسية تهدف إلى شرعنة سيطرة الدعم السريع في مناطق نفوذها، وهو أمر قد يؤدي إلى انقسام فعلي في السودان.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء ولاية الخرطوم، بينما يظل الجيش محاصَرًا في بعض الجيوب. أما في دارفور وجنوب السودان، فالوضع لا يقل تعقيدًا، حيث باتت مناطق النفوذ العسكري تحدد طبيعة الإدارة. وهذا الوضع يذكّر بتجارب مماثلة في دول مثل ليبيا واليمن، حيث أدى النزاع المسلح إلى تقسيم واقعي وتأسيس حكومات متوازية.
ورغم إعلانها عن نجاحات خدمية مثل إعادة تشغيل مستشفيات ومحطات مياه، تواجه إدارات الدعم السريع تحديات كبرى، أبرزها غياب الأمن وثقة المواطنين. فالكثيرون يرون هذه الإدارات امتدادًا لعنف الميليشيات، ما يجعلها غيرَ قادرة على كسب الشرعية الشعبية.
ولا يمكن فصل الأزمة السودانية عن التدخلات الخارجية. فالدعم الذي تحصل عليه قوات الدعم السريع من جهات إقليمية ودولية يعزز موقفها العسكري، لكنه يفاقم أيضًا من الأزمة الوطنية. وهذه التدخلات تهدف غالبًا لتحقيق مصالح اقتصادية وچيوسياسية في السودان، مستغلة موارد البلاد وموقعها الاستراتيچي.
وفي ولاية الجزيرة، تسعى قوات الدعم السريع إلى ترسيخ إدارتها المدنية. ورغم بعض النجاحات الإدارية المعلنة، يرى مراقبون أن الهدف الحقيقي هو تقديم نموذج لإدارة بديلة يمكن استخدامُها كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية مع الجيش.
ومع تزايد الإدارات المدنية التي تنشئها قوات الدعم السريع، يخشى كثيرون من سيناريو تقسيم البلاد إلى حكومات متوازية، كما حدث في ليبيا. هذا السيناريو يهدد بإضعاف الدولة المركزية، ويفتح الباب أمام صراعات طويلة الأمد.
ومن خلال إدارتها المدنية، تسعى قوات الدعم السريع لإثبات قدرتها على إدارة العمل المدني والعسكري، في محاولة لاستمالة المجتمع الدولي وإظهار الجيش السوداني كطرف غير قادر على الحفاظ على الأمن أو تقديم الخدمات.
والتقسيم الفعلي لمناطق النفوذ في السودان يعمّق من الانقسامات الاجتماعية، ويزيد من حدة التوترات العِرقية والإثنية، خاصة في مناطق مثل دارفور والجزيرة، مما قد يؤدي إلى صراعات أهلية تهدد النسيج الاجتماعي.
وختامًا، يواجه السودان تحديًا وجوديًّا يتمثل في خطر الانقسام بسبب إدارات الدعم السريع واستمرار التمرد.