شهدت الساعات الأخيرة تحركات دولية وإقليمية إزاء تطورات الأوضاع في سوريا بعد تقدم فصائل المعارضة  المفاجئ والسريع وسيطرتها على أجزاء واسعة من شمال سوريا بما فيها مدينة حلب  ثاني أكبر المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد. وسط دعوات لوقف التصعيد والقتال والعودة للمسار السياسي.

وقد نشطت اتصالات إقليمية ودولية بين العواصم الإقليمية والدولية لا سيما أنقرة وطهران وموسكو.

وفي أحدث التطورات قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن من المحتمل أن تحتضن الدوحة الأسبوع المقبل اجتماعا يضم قطر وايران وتركيا وروسيا لبحث الوضع بسوريا في إطار عملية آستانا.

يأتي هذا التصريح بينما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة ومفتوحة بشأن الأوضاع في سوريا اليوم الثلاثاء.

وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء التصعيد في شمال غرب سوريا، ودعا إلى وقف القتال فورا، والعودة للمسار السياسي.

ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن غوتيريش تذكيره للأطراف بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ودعوته العاجلة إلى العودة للعملية السياسية وفقا للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن عام 2015.

ودعا غوتيريش الأطراف إلى وقف العنف فورا والبقاء على اتصال مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون.

إعلان

من جهته، دعا بيدرسون الأطراف السورية والدولية الرئيسية إلى المشاركة في مفاوضات جدية وموضوعية لإيجاد طريقة للخروج من الصراع والتركيز على الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254.

وبدأت فصائل المعارضة السورية المسلحة الأربعاء الماضي هجوما عسكريا حمل اسم عملية "ردع العدوان"، هو الأوسع منذ سنوات سيطرت خلاله على مساحات واسعة ومدن وبلدات رئيسية شمال غرب البلاد، شملت معظم مدينة حلب بما فيها مطارها الدولي، واستكملت سيطرتها على كامل مساحة محافظة إدلب وعشرات القرى والبلدات في ريف حماة وبات على بعد 10 كلم من مدينة حماة.

دعوات لخفض التصعيد

في غضون ذلك دعت الخارجية الأميركية إيران وروسيا لوقف ما وصفته بالسلوك المزعزع للاستقرار في سوريا والمنطقة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن ما تريد الولايات المتحدة أن تراه في سوريا على المدى القصير هو خفض التصعيد وحماية المدنيين. وأضاف المتحدث أن ما تريد واشنطن أن تراه على المدى البعيد هو عملية سياسية في سوريا تقود إلى انتهاء الحرب. حاثا كلّ الدول على استخدام نفوذها.

وكشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن واشنطن لم تتفاجأ من استغلال المعارضة السورية المسلحة الظروف الجديدة التي يعاني منها النظام السوري وداعموه لتحقيق مكاسب على الأرض. ونفى سوليفان أن تكون القوات الأميركية طرفا في ما يحدث في سوريا، مشيرا إلى أن واشنطن تراقب الوضع، وأنها على تواصل مع شركائها في المنطقة بهذا الشأن.

من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين "جميع الأطراف إلى خفض التصعيد" في سوريا، وقال في  بيان "ندعو جميع الأطراف على وقف التصعيد وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، فضلا عن وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق".

وأدان المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنور العنوني في بيان الغارات الجوية الروسية على مناطق ذات كثافة سكانية عالية "ودعم روسيا المستمر للقمع (الذي يمارسه) نظام الأسد".

إعلان تعليق تركي

من ناحيته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تتعقب عن كثب التطورات في سوريا، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بأي تحرك في سوريا يضر بالأمن القومي التركي.

وجدد أردوغان موقف أنقرة الداعم للحفاظ على وحدة أراضي سوريا والتوصل إلى اتفاق يلبي مطالب الشعب السوري المشروعة.

وفي السياق قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده حذرت أكثر من مرة أن عدم رغبة النظام السوري في التفاوض مع شعبه ومع المعارضة المشروعة "سيؤدي لاشتعال الحرب الأهلية في سوريا من جديد".

وأضاف فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في العاصمة التركية أنقرة أن الاحداث الأخيرة أثبتت ضرورة جلوس النظام السوري للتفاهم مع شعبه. وشدد فيدان "من الخطأ في هذه المرحلة، محاولة تفسير هذه الأحداث في سوريا على أنها تدخل أجنبي".

كما نفى مسؤول تركي لرويترز أمس الاثنين منح أنقرة الإذن أو الدعم للهجوم الذي تنفذه فصائل المعارضة السورية.

موقف إيراني روسي

وفي المؤتمر الصحفي نفسه مع نظيره التركي، قال وزير الخارجية الإيراني إن ما يحدث في سوريا هو نتيجة ما وصفه بالمخطط الصهيوني الأميركي من أجل صرف الأنظار عن المجاز وأعمال الاحتلال التي تحصل في غزة.

وتعليقا على التطورات في سوريا، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه لا يجب السماح مرة أخرى لمن وصفهم بالإرهابيين بإشعال الحروب في المنطقة، مشيرا إلى أن طهران تسعى للحد من ذلك ديبلوماسيا، و أضاف بأن بلاده ستعمل ما في وسعها لمكافحة الإرهاب و تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس الإثنين خلال اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان إن الهجوم في شمال البلاد محاولة "لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد".

وأكد، بحسب بيان للرئاسة السورية، أن "التصعيد لن يزيد سوريا وجيشها إلا إصرارا على المزيد من المواجهة".

إعلان

وتعهّد بزشكيان للأسد مواصلة تقديم الدعم، وقال "نأمل بفضل براعتكم وقوتكم وصمودكم بأن تستطيع سوريا أن تتخطّى هذه المرحلة بنجاح وانتصار".

كذلك، تعهّد بزشكيان في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تقديم "دعم غير مشروط" للأسد.

ووفق الكرملين، أكد الرئيسان أيضا "أهمية تنسيق الجهود بمشاركة تركيا" الموجودة عسكريا في شمال سوريا.

وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي أن وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا "كان قائما في الماضي وسيستمر في المستقبل"، بحسب ما تطلبه الحكومة السورية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المتحدث باسم مع نظیره فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة ودول غربية تدعو إلى خفض التصعيد في سوريا

دعت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، الأحد، جميع الأطراف في سوريا إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين.

وحثت الدول الأربع  على الحفاظ على البنية التحتية في المناطق التي تعرف اشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة "من أجل منع مزيد من النزوح".

وقالت الدول في بيان مشترك، نشره مكتب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركي  "نُراقب الوضع عن كثب".

البيان أكد أن التصعيد الحالي لا يبرز سوى الحاجة الملحة لحل سياسي بقيادة سورية للنزاع، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

ومنذ الأربعاء، بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة)، مع فصائل معارضة أقل نفوذا، هجوما مباغتا يُعدّ الأعنف منذ سنوات بمحافظة حلب حيث تمكّنت من التقدّم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة المجاورتين.

وأصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في 2011، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام، حسبما أفاد المرصد الأحد.

وكانت القوات الحكومية استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية فيها والتي شكلت معقلا للفصائل المعارضة منذ صيف 2012.

وسعى الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، للحصول على دعم حلفائه إثر هجوم المعارضة الذي خلّف أكثر من 410 قتلى وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقلت الرئاسة السورية عن الأسد تشديده خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدمشق على "أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج وإفشال مخططاتها".

مقالات مشابهة

  • فصائل المعارضة السورية تقترب من حماة وسط البلاد
  • اليوم 424 للعدوان| حصيلة شهداء جديدة ودعوات مصرية دولية لإنهاء الاحتلال.. تفاصيل
  • فصائل المعارضة السورية تقترب من حماة  
  • «البنتاجون»: لا علاقة لنا بما يحدث في سوريا وندعو الجميع لوقف التصعيد
  • في بيان مشترك.. واشنطن وباريس ولندن وبرلين يدعون إلى "خفض التصعيد" في سوريا
  • بيان أمريكي فرنسي ألماني بريطاني يدعو لوقف التصعيد في سوريا
  • الولايات المتحدة ودول غربية تدعو إلى خفض التصعيد في سوريا
  • تحركات الجيش السوري ورده على فصائل المعارضة في حلب.. شهود يروون لـCNN
  • المعارضة السورية: قادة في النظام يتواصلون معنا لتنسيق سيطرتهم على سوريا