أجرى ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان محادثات واسعة النطاق مع الرئيس الفرنسي الزائر إيمانويل ماكرون في قصر اليمامة بالرياض مساء الاثنين.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا، وبحث الجهود المشتركة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وتم خلال اللقاء بحث فرص استثمار الموارد المتاحة في كلا البلدين بما يحقق المصالح المشتركة.

كما تناولت المناقشات التطورات الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة لمعالجتها.

وحضر الاجتماع الموسع وزراء ومسؤولون رفيعو المستوى من المملكة العربية السعودية وفرنسا. وقدم ولي العهد الرئيس الفرنسي إلى الوزراء السعوديين خلال حفل استقبال رسمي أقيم في القصر.

وعقب اللقاء شهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي مراسم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين حكومتي السعودية وفرنسا. 

ووقع الاتفاقية وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو.

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، وصل ماكرون إلى الرياض في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من ولي العهد. وكان في استقبال الرئيس لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن. 

كما ضم الذين استقبلوا ماكرون والوفد رفيع المستوى المرافق له وزير التجارة ماجد القصبي وأمين منطقة الرياض الأمير فيصل بن عبد العزيز بن عياف وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا فهد الرويلي والسفير الفرنسي لدى المملكة باتريك ميزوناف وعدد من المسؤولين الآخرين. .

وسيحضر ماكرون قمة المياه الواحدة التي تعقد في الرياض الثلاثاء في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD).

ووصفت مصادر قصر الإليزيه، في بيان سابق، زيارة ماكرون الثالثة للسعودية بأنها زيارة دولة “استثنائية” على أعلى مستوى دبلوماسي، تعكس جودة العلاقات بين البلدين، لا سيما العلاقات الخاصة والشخصية بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي.

وتأتي الزيارة، بحسب باريس، في “لحظة حاسمة” حيث يسعى الطرفان للارتقاء بهما إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية” التي سيتم الإعلان عنها رسميًا خلال الزيارة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرياض إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قصر اليمامة المزيد المزيد السعودیة وفرنسا الرئیس الفرنسی ولی العهد

إقرأ أيضاً:

لماذا خيب ماكرون الآمال؟

عندما تم انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً فرنسياً لأول مرة في ربيع 2017، تم تقديمه بصفته مستقبل التعددية الليبرالية، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إن فوزه كان "رفضاً للموجة الشعبوية المناهضة للمؤسسة" في ذلك الوقت.

يقدم ماكرون درساً عملياً في استنزاف الليبرالية

وكان "الزعيم القادم لأوروبا" وفق غلاف مجلة تايم، وذهبت مجلة إيكونوميست أبعد من ذلك، فسألت عبر غلافها عما إذا كان "منقذ" أوروبا، وأعلنت أنه كان يقود ثورة في السياسة الديمقراطية "بدون رمح أو مذراة".

وبعد 7 أعوام، أصبحت "ثورة" ماكرون "السلمية" و"الديمقراطية" في حالة خراب، حيث يكافح الرئيس للتعامل مع أزمة سياسية من صنعه، كما كتب الصحافي أوليفر هاينز في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

سلسلة خسائر

في يونيو (حزيران)، دعا ماكرون إلى انتخابات تشريعية كانت غير ضرورية، فخسرها، ورفض الاعتراف بالهزيمة.

وخلال الصيف، مرت فرنسا بثاني أطول فترة من دون حكومة في تاريخها الحديث، ولم تتمكن الحكومة التي قادها ميشال بارنييه من البقاء إلا لفترة قصيرة بفضل اتفاق مع أقصى اليمين، قبل أن تنهار بعد تصويت بحجب الثقة في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وبالرغم من أن ماكرون عين الآن فرانسوا بايرو رئيساً للوزراء، من غير الواضح كيف يحل هذا المشكلة الأساسية المتمثلة في أن الرئيس وأجندته مكروهان على نطاق واسع في البلاد، ويواجهان معارضة واسعة في البرلمان. 

"If his economic record undermines the narrative that Macron was the candidate of innovation and sound finances, his social and political record demonstrates that the Macron revolution was neither peaceful, nor particularly democratic." - @reality_manager https://t.co/C5Nx4fQLea

— Phineas James (@PhineasJFR) January 2, 2025

تفسر الموازنة العامة للماكرونية سلسلة خسائره. فعندما تولى منصبه، كان عجز فرنسا 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بلغ العجز 6.2%.

من هم المستفيدون من هذا التبذير؟ بالتأكيد ليسوا طلاب المدارس العامة ومعلميهم المرهقين الذين يتعين عليهم العمل مع أكبر الصفوف في أوروبا. ولا هم الأعداد المتزايدة من الناس الذين يعيشون في "صحارى طبية"، حيث لا وجود لوصول كافٍ إلى الأطباء أو الجراحين.

لكن أداء الأثرياء كان جيداً جداً، حيث زادت ثروات الأربعة الأوائل في فرنسا بنسبة 87% منذ 2020 وفق منظمة أوكسفام.

وكان برنامج ماكرون برنامجاً لتخفيضات ضريبية غير ممولة للأثرياء، وافترض موالو الرئيس خطأ أنه سيزيد من النشاط الاقتصادي وبالتالي تحصيل الضرائب، ووفق الملهم الاقتصادي الخاص لماكرون، "لم تكن هذه استراتيجية سيئة، لكنها لم تنجح".

ماذا عن السجل الاجتماعي والسياسي؟

وفق الكاتب، إذا كان سجله الاقتصادي يقوض السردية القائلة إن ماكرون مرشح الابتكار والمالية السليمة، فإن سجله الاجتماعي والسياسي يبرهن أن ثورة ماكرون لم تكن سلمية ولا ديموقراطية بشكل خاص.

وشهد عهد الرئيس ماكرون تصاعداً ملحوظاً في عنف الشرطة، مع زيادة أعداد الرصاصات التي أطلقتها قوات الأمن، وارتفاع طفيف في عدد القتلى نتيجة تدخل الشرطة، فضلًا عن استخدام مكثف للرصاص المطاطي ضد الحشود.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت سياساته في تطبيع خطاب اليمين المتطرف، من خلال تناول مواضيعهم المفضلة، واعتماد لغتهم، وتمرير قانون الهجرة الذي وصفته مارين لوبان بأنه "انتصار أيديولوجي".  

My piece in the Guardian on Macron's failures and what it says about liberalism more generally. https://t.co/WKBW9ZOCYn

— Olly (@reality_manager) January 2, 2025

علاوة على ذلك، حكم ماكرون بطريقة معادية للديمقراطية بشكل متزايد، ودفع بتدابير غير شعبية للغاية عبر استخدام المادة 49.3 من الدستور لتمرير القوانين بدون تصويت برلماني، وحاول إبعاد التحالف اليساري للجبهة الشعبية الجديدة عن الحكومة، بالرغم من فوزه بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية هذا الصيف.

من هي فانيسا لانغار التي باتت فرنسا تشبهها؟

حسب الكاتب، باتت فرنسا أشبه بفانيسا لانغار، إحدى المحتجات من مسيرات السترات الصفراء والتي التقى بها مؤخراً.

وكانت لانغار تعمل في مجال الديكور واضطرت إلى قبول وظيفة ثانية للمساعدة في دفع تكاليف رعاية جدتها.

وأصيبت لانغار برصاصة مطاطية في وجهها وأعمتها خلال احتجاج في ديسمبر (كانون الأول) 2018، وعندما تحدث الكاتب إليها، كانت في حالة من الذهول، وكانت تبكي وهي تصف غضبها من رفض الدولة الفرنسية تصنيفها ضحية لعنف الشرطة، وكيف علقت والدتها بأنها أصبحت أكثر ضعفاً منذ الاعتداء. وتُظهر حياة فانيسا آثار الماكرونية في صورة مصغرة. لقد وقعت ضحية لحملته القمعية على المعارضة، وأعمتها الأسلحة العسكرية التي تنشرها الدولة بشكل متزايد ضد مواطنيها. وهي الآن في الأربعين من عمرها وغير قادرة على العمل وتعيش على المزايا الضئيلة التي تُدفع للأشخاص ذوي الهمم في فرنسا، وهي واحدة من مئات الآلاف الذين دفعهم ماكرون إلى حالة من عدم الاستقرار.
وتحتاج فانيسا إلى الرعاية وبالتالي تعتمد على نظام صحي متزايد الإجهاد وتريد الحكومة خفضه أكثر، وهي واحدة من 56% من الفرنسيين الذين يقولون إن الحياة أصبحت أصعب بسبب انخفاض الدخول وارتفاع التكاليف، وواحدة من 85% من الناس الذين يخشون أن تؤثر الموازنة المقبلة سلباً على وضعهم المالي، وواحدة من 77% يفهمون أن هذه نتيجة لقرارات سياسية.

درس عملي

لدى ماكرون أكثر من عامين حتى الانتخابات المقبلة، لكنه لا يُظهر أي علامة على تغيير المسار.

ويقدّم ماكرون درساً عملياً في استنزاف الليبرالية، حيث يبقى شكلها ومظهرها، لكن يتم تفريغها من محتواها وقيمها. والنتيجة هي كيان أجوف وهش، عاجز عن تحسين حياة أي شخص باستثناء الأثرياء، وغير قادر على مواجهة حقائق مزعجة مثل نتائج الانتخابات المخيبة، أو حتى تقديم نقد أخلاقي لليمين المتطرف الذي يهددها، فضلًا عن عجزه السياسي عن وقف صعود هذا التيار.

وكما قال هاينز: "الماكرونية فشلت".

مقالات مشابهة

  • السعودية.. شقيقة الأمير الوليد بن طلال وابنة الأميرة منى رياض الصلح تعلق على خبر وفاتها
  • الكويت.. تفاعل مع لقطات من تكريم ولي العهد للاعبين سابقين في نهائي خليجي 26
  • الرئيس سليمان: الطلب الى ايران اعلام اللبنانيين عن ماهية الاستراتيجية الجديدة للمقاومة
  • حزب طالباني:فلسفة الحكم وآليات الشراكة ضمن مناقشات تشكيل حكومة الإقليم
  • متغطرس ويتعالى على الرؤساء.. لماذا تعادي أفريقيا ماكرون وفرنسا؟
  • لماذا خيب ماكرون الآمال؟
  • وزارة الخارجية السعودية تكشف ما دار في لقاء الأمير فيصل بن فرحان ونظيره السوري أسعد الشيباني
  • وزارة التخطيط تستعرض أبرز تطورات الشراكة المصرية الأوروبية خلال عام 2024
  • "التخطيط" تستعرض أبرز تطورات الشراكة المصرية الأوروبية خلال 2024
  • السعودية تعود إلى لبنان في 2025 ومؤشراتها الرئاسية تصب عند الرئيس السيادي