3 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: في خضم القلق الاقتصادي الذي يحيط بالعراق، تصاعدت المخاوف بشأن تداعيات استمرار منظمة (أوبك+) في سياسة الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية للنفط دون أي تخفيضات، مما قد يؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار النفط في العام المقبل. وفقاً لتوقعات الخبراء الاقتصاديين، فإن أسعار النفط قد تنخفض إلى مستويات تتراوح بين 30 و40 دولاراً للبرميل، ما يشكل تهديداً مباشراً لاستقرار الاقتصاد العراقي الذي يعتمد بشكل أساسي على عائدات النفط.

وقد أفادت تحليلات اقتصادية صادرة عن مؤسسات متخصصة في شؤون الطاقة بأن هذا التوجه سيؤدي إلى ضغط إضافي على موازنة الدولة العراقية، مما سيؤثر بشكل كبير على خطط التنمية والإصلاح الاقتصادي التي تتبناها الحكومة. “إذا استمر هذا الوضع، ستكون العراق أمام تحديات كبيرة في الحفاظ على استقرار الدينار العراقي وقدرته الشرائية”، بحسب ما ذكر أحد المحللين الاقتصاديين في تقرير له.

وفي هذا السياق، أكد النائب أحمد سليم الكناني، رئيس لجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة في مجلس النواب العراقي، في تصريحاته أن الوضع يتطلب تبني خطط اقتصادية بديلة عاجلة. وقال الكناني: “على الحكومة تبني استراتيجيات واضحة لتنويع الاقتصاد الوطني بعيداً عن النفط، من خلال دعم القطاعات الأخرى مثل الصناعة والزراعة، إضافة إلى ضرورة تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي في المشاريع التنموية الكبرى”.

وأضاف: “نحتاج إلى رؤية طويلة الأمد تضمن الاستدامة الاقتصادية وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات.”

وعند الحديث عن قطاع الصناعة، تذكر الكناني بفخر تاريخ العراق الصناعي، مشيراً إلى أن البلاد تمتلك قاعدة صناعية قوية تمتد جذورها إلى عقود مضت. وقال: “نعود بذاكرتنا إلى تأسيس معمل فتاح باشا للغزل والنسيج في عام 1926، والذي كان أول منشأة صناعية في الشرق الأوسط تختص بصناعة السجاد والمفروشات.

وتابع: “تأسيس اتحاد الصناعات العراقي في 1956 كان خطوة مهمة لدعم الصناعة الوطنية، ونحن بحاجة للعودة إلى هذه المبادئ لبناء عراق صناعي مستدام.”

وأضافت المصادر الاقتصادية أن عراق اليوم يواجه تحديات اقتصادية كبيرة، ولكن هناك فرصة لتجاوز هذه الأزمة إذا تم الاستثمار في تطوير الصناعات المحلية.

وقالت إحدى التغريدات الاقتصادية على منصة “إكس” (تويتر): “إن إعادة تأهيل الصناعات العراقية وبناء مشاريع صناعية كبرى يعدان السبيل الأنجع للتقليل من تأثير التقلبات النفطية على الاقتصاد الوطني.”

وفيما يتعلق بمعالجة تأثيرات تقلبات سعر الدينار والدولار، تحدثت مصادر مطلعة على شؤون المال العام بأن العراق بحاجة إلى تكثيف الجهود في دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، التي تعتبر ركيزة أساسية لتوفير فرص العمل، خاصة في ظل البطالة التي يعاني منها الشباب العراقي.

وأوضحت المصادر: “زيادة الإنتاج المحلي من السلع والمنتجات الوطنية سيقلل من الاعتماد على الدولار ويؤدي إلى استقرار أكبر في سعر الدينار.”

وتزداد أهمية بناء بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب من خلال سنّ القوانين المحفزة و التركيز على المشاريع الصناعية الكبرى .

ومن جهة أخرى، اعتبر مواطنون في بغداد أن انخفاض قيمة الدينار قد يضر بالمواطن العادي بشكل مباشر، في وقت أصبحت فيه الأسعار المحلية مرتبطة بشكل متزايد بالدولار. وقال أحد المواطنين: “إذا لم تجد الحكومة حلولاً بديلة، فإن الدينار سيظل رهين التغيرات في أسواق النفط العالمية.”

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

السوداني يعلن مخططاً: بيجي ستصبح مدينة صناعية نفطية الأكبر على مستوى العراق والمنطقة

شبكة أنباء العراق ..

كشف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، عن مخطط لجعل بيجي مدينة صناعية نفطية هي الأكبر على مستوى العراق والمنطقة.

وقال السوداني في كلمة له خلال افتتاح وإطلاق لعدة مشاريع في القطاع النفطي بقضاء بيجي في محافظة صلاح الدين: إن “الحكومة عملت منذ الأيام الأولى لمباشرتها بمهامها، على إعادة النظر بفلسفة الاقتصاد العراقي القائمة على الريعية، ووضع خطوات عملية وليست تنظيرية في مسألة تنويع الاقتصاد”.

وأشار إلى أن “الكفاءات العراقية بدأت تصنع وتنشئ الوحدات في المصافي، وهو أمر يعطي قيمة للمنتج ويدفع لاستقرار السوق، ولا يمكن لبلد ينتج أكثر من 4 ملايين برميل يومياً الاستمرار باستيراد المشتقات النفطية والغاز”.

وأضاف: “بدأنا بعدة مشاريع إستراتيجية تنفذ لأول مرة في البلد وفي تاريخ الصناعة النفطية، وقطعنا شوطاً كبيراً في حل المشاكل، ولاسيما في موضوع حرق الغاز، من خلال العقود والاتفاقيات المبرمة، وحددنا سقفاً لا يتجاوز 2028 لإيقاف حرق الغاز وبنسبة صفر بالمئة في حرق الغاز المصاحب، ومستمرون بالترويج للرقع والحقول الخاصة بالغاز الحر”.

وبين أن “خط أنبوب بصرة- حديثة الاستراتيجي الذي صوت عليه مجلس الوزراء، بطاقة أكثر من 2 مليون برميل، سيعطي مرونة في النقل الداخلي للنفط”، لافتا إلى “التوجه لتوفير النسبة الأكبر من انتاج النفط الخام بدلاً من بيعه في الأسواق العالمية لاستخدامه في الصناعات النفطية لفائدته، وتوفير فرص عمل”.

وأكد أن “المشاريع التي افتتحت وأطلقت الإعمار فيها اليوم مهمة لتحقيق نقلة في الصناعة النفطية”، موجهاً “وزارة النفط بإكمال الدراسات لمشروع البتروكيمياويات ومشروع اف سي سي في بيجي”.

وأعلن السوداني عن “مخطط لجعل تكون بيجي مدينة صناعية نفطية هي الأكبر على مستوى العراق والمنطقة”، مشيراً إلى “العمل على اعتماد المعايير الدولية والجودة الصديقة للبيئة”.

وأشار إلى “العمل على إنجاز مشروع الجنوب المتكامل الستراتيجي، الذي ينفذ لأول مرة في مجال تطوير النفط واستثمار الغاز، وإنشاء محطة كهرباء ومصفى ومصنع للبتروكمياويات في مكان واحد”.

user

مقالات مشابهة

  • خبراء لـ"الرؤية": "ميزانية 2025" "مُتحفِّظة" في الإنفاق الإنمائي.. والتركيز على دعم الصناعات التحويلية يجب أن يكون "أولوية قصوى" لدى الحكومة
  • السعودية ترفع أسعار الوقود.. كيف ستؤثر هذه الخطوة على الاقتصاد العالمي؟
  • النفط يتجه لمكاسب أسبوعية.. برنت يصعد إلى 76.15 دولار للبرميل
  • النفط يرتفع فوق أعلى مستوى في شهرين.. برنت إلى 76.09 دولار للبرميل
  • تواصل ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 76.09 دولارًا للبرميل
  • النفط العراقي يواصل الحفاظ على مكاسبه
  • التفاؤل بتعافي اقتصاد الصين يقود أسعار النفط للارتفاع
  • أسعار النفط تقفز فوق 75 دولاراً للبرميل بعد تصريحات للرئيس الصيني
  • السوداني يعلن مخططاً: بيجي ستصبح مدينة صناعية نفطية الأكبر على مستوى العراق والمنطقة
  • النفط والذهب يرتفعان والدولار يستقر في أولى جلسات 2025