صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-05@04:53:24 GMT

عبدالحي يوسف: ما وراء إفاداته!؟

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

عبدالحي يوسف: ما وراء إفاداته!؟

محمد القاضي

قال عبد الحي يوسف “إن الله (سبحانه، وتعالى) ساق هذه الحرب ليعيد للحركة الاسلامية ألقها وقوتها”! ومن الغريب في الأمر _ ابتداء_أن عبد الحي عبر عن ذلك، في ندوة (إخوانية) في مركز علي عزت بيجوفيتش. وهنا تقفز إلى الذهن مقارنة حتمية، بين تراث علي عزت بيجوفيتش الوطني، ضد جارة سيطرت على بلدة، وشنت عليها حرب هي أقرب للإبادة؛ فكان مسوغ ظهور شخصية وطنية مثل بيجوفيتش منطقياً.

وحتى كتبه التي ألفها تعبر عن نسخة متسامحة للإسلام؛ بينما نجد أن عبد الحي يستثمر وضعيته الدينية المصنوعة على يدي نظام الإنقاذ، ولا يعبر عن نزعة وطنية، ولا يساهم في خدمة القضية الوطنية، ناهيك عن تقديم رؤية متسامحة للإسلام، وهذا ما تعبر عنه أطروحاته وسيرته الداعية للعنف في أكثر من موضع. وهو يساند بقوة إعادة إنتاج نظام الإسلاميين على جثة الوطن ومواطنيه. شتان ما بين بيجوفيتش، وعبد الحي الذي أتيحت له الفرصة، ليجلس في مركز يخلد ذكرى الأول؛ ليمارس دوراً لصالح جهة سياسية تتعارض رؤيتها ومصالحها، مع سلامة ومصلحة الوطن.!

وبعيداً عن نسبته أمر الحرب لله، وقوله على الله، ما ترغب فيه نفسه؛ فإن الرجل_ وبالطبع_ لم/ولن يجب على السؤال الذي يتبادر للذهن: لماذا فقدت هذه الحركة ألقها وقوتها؟! ذلك أن هذا السؤال سيطرح كيفية هذا الفقد وملابساته، وهو سيقود بالضرورة للتطرق للثورة التي اندلعت على نظام الإنقاذ الفاسد، مما سيفتح الباب أمام أسئلة علاقاته بالنظام الإنقاذي. وخسارته للمال والمكانة بفعل الثورة. والتي_ أي الثورة_ قد أدخلته في امتحان: الصدق والمصداقية، والولاء للقيم، والذي فشل فيه.

كان جلياً رغبة القوم في محاربة الثورة وضمان عدم الوصول لغاياتها. وبالتالي نهاية تأثير الحركة الإسلامية التاريخي، ونهاية إمكان تسلطها سياسياً في المستقبل، ولو ديمقراطياً. بدا ذلك في السعي الحثيث لاستعادة هذا الألق والقوة والهيمنة_ ولو حرباً_ عبر تحركات القوم، المتتالية، من لدن: الزحف الأخضر، مروراً بمواكب الكرامة، وانتهاء بالافطارات الرمضانية، وبالطبع الفعاليات غير المعلنة. وانتهى ذلك بشن الحرب، والتي سبقتها تهديدات معلنة على لسان رموز الحركة، أبرزهم: أنس عمر، الناجي عبدالله، الحاج آدم وآخرون!.

ولكن كيف ستعيد الحرب للحركة ألقها وقوتها؟! أوضح عبد الحي ذلك عبر ما يسمى بـ(المقاومة الشعبية) وهي تسمية بديلة للجهاد كما قال، من باب المخادعة المزدوجة، وهي تستهدف طرفين: أطراف خارجية كما يظنون، وداخلية تستهدف عامة السودانيين، مستثمرين في انتهاكات أفراد الدعم السريع، لدعوة الناس لحمل السلاح_ دون وعي منهم بمن أطلق تلك الدعوة وأهدافه_ تحت راية ما يسمى (بالمقاومة الشعبية).

ونوه في حديثه إلى أن انخراط الشباب في هذه الحالة (الجهادية) يماثل ذات الحرب الجهادية، التي وصف بها نظام الإنقاذ معاركه آنذاك مع الحركة الشعبية. هنا يتضح التمثل بما كان، والرغبة في استعادة ما مضى، طلباً لاستعادة السلطة على جماجم المستنفرين، والذين يمثلون _ كذلك في آن _وسيلة وغاية استقطابية جماهيرية داعمة، لغاياتهم لما بعد الحرب، أي: الهيمنة على السلطة بدعم شعبي!

الوسوممحمد القاضي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: محمد القاضي عبد الحی

إقرأ أيضاً:

الجنرال العطا مرشد عسكري لفلول الحركة الاسلامية

بثينة تروس

عادةً ما يعلو صوت الجنرال ياسر العطا بعاطفته، ويظهر اهتمامه بتلميع أزرار بزته العسكرية بحثًا عن رضا فلول الإخوان المسلمين. وقد تزامن تهريجه الأخير مع تهديد المدعو (الانصرافي) من منصته على "تيك توك"، حيث زعم أن القوات المسلحة والجنرالات البرهان والعطا غير مؤهلين لقيادة المعارك العسكرية. وذلك لسماحهم لأبي عاقلة كيكل، قائد قوات درع السودان، الذي انسلخ من الدعم السريع ورجع لصفوف الجيش بأنه ينسب الانتصارات الأخيرة في الجزيرة إلى قواته، بدلاً من نسبها إلى قوات العمل الخاصة وفرقة رجال حلفا والدينارية، التي هي جميعًا مليشيات استحدثت مؤخرًا من رحم الجيش لقتال مليشيات الدعم السريع. وبنفس التهريج، وجه الانصرافي استجواباته المتكررة للجنرال ياسر العطا في صميم عمله العسكري، وبشكل مهين، عن مصير صناديق الدوشكا والمتحركات، حتى يُخيَّل للسامع أنه مجند تحت قيادته!
خطاب العطا، كعهده، متهافت يكثر فيه الهذيان، حيث يزعم بطولات متوهمة في زمن الحرب، مؤكدًا أنه بمناسبة استقلال البلاد. رغم أن الواقع يكشف أن السودان استبدل الاستعمار بحكامً مستعمرين من بني جلدته، ظلوا يسرقون دون خجل، يفسدون دون استغفار، يأكلون خيراته ولا يشبعون، ويدمرون ولا يعمرون. وفي غمرة انفعال الجنرال، وهو يتبع خطابات الإخوان المسلمين، تناسى أنه لم يتبقَّ هنالك شعب يخاطبه أو يهنئه، في ظل استمرار حربهم التي أسفرت بحسب اَخر احصائيات عن 130 ألف قتيل، منهم 19 ألفًا ضحايا مباشرين، فضلًا عن 111 ألف ضحية نتيجة الجوع والأمراض. أما النازحون داخل السودان فقد بلغ عددهم 14.8 مليون، بينما تجاوز عدد اللاجئين 3.3 مليون في دول الجوار. كما ان المواطنون في الداخل لا يستطيعون تحمل الفقر والظروف المعيشية الصعبة، ويقفون في صفوف "البليلة" طوال يومهم دون القدرة على الاستماع إلى خطابه الترفي هذا. بينما لا يزال آلاف السودانيين يهربون إلى الخارج بحثًا عن الأمان، تزداد العلاقات تعقيدًا مع دول الجوار، ومنها دولة الإمارات، التي استأسد العطا على حكامها متهمًا إياهم بالسعي لاحتلال بلادنا، على طريقة "أمريكا وروسيا قد دنا عذابها" علي أي حال ما هكذا تورد الإبل في السياسة ودهاليز مصالحها لو كانوا يعلمون!
ونؤكد أنه لا ينكر وطني مخلص حق بلاده في صيانة حدودها، واستقلالها، وصون أراضيها، وحمايتها من التدخلات الخارجية، مهما كانت أواصر العلائق والروابط عميقة وحميمية بين دول الجوار! ولكن نقول لهؤلاء الجنرالات المتشدقين بصون البلاد، هل لكم لسان صدق يُؤتمن؟ من الذي فرَّط في حماية البلاد؟ ومن الذي باعها رخيصة من أجل البقاء في السلطة؟ إلى متى سيظل الإخوان المسلمون يتكئون على ذاكرة الشعب السوداني المتسامحة، التي يتم تجييشها بالخطاب الحماسي الوطني والعاطفة الدينية؟ ألم يهدروا دماء أبناء الوطن، حين تحالفوا مع حكام الإمارات بنفس أدوات الخديعة التي وصلوا بها إلى سدة الحكم، وقت أن ادعوا أنهم تائبون توبة نصوحًا عن منهجهم في الإسلام السياسي، وأنهم يحاربون الإرهاب؟ ثم طلقوا علاقتهم مع إيران، وقايضوا دماء السودانيين بالأموال حين شاركوا في "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، وضعوا أيديهم في يد حكام الإمارات الذين يسبونهم اليوم. وقتها، أرسلوا 30 ألف مقاتل من الجيش السوداني بقيادة قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي، وعرب الشتات.
أيها الجنرالات، أنتم على دراية تامة بأن السودان بعد حربكم أصبح محل طمع جميع دول العالم، بما في ذلك دول الجوار الإقليمي! ليس فقط من أجل أراضيه الشاسعة الخصبة، الحبلى بالبترول، والغاز الطبيعي، والذهب، والمعادن، ومياهها العذبة، والثروة الحيوانية. ولكنهم طامعون أكثر في عمالتكم وارتزاقكم، وأنتم من أجل مطامعكم الشخصية تبيعون البلد بأجمعها لمن يدفع أكثر. فلقد نفضتم اليوم أيديكم عن الإمارات، ليس ثأرًا لأطماعهم، وخوفاً من احتلالهم، ولكن لأن ابنكم، قوات الدعم السريع، قد خرج عن طوعكم! وكيف تحدثوننا عن أنكم لا تقبلون الإهانة! وأنتم تضعون أيديكم مع الرئيس السيسي وسياسات مصر التي تنتهك سيادة السودان حرفيًا، باحتلال مناطق حيوية من حيث الموارد والموقع الجيوسياسي، مثل مثلث حلايب، أبو رماده، وشلاتين، التي تخطط مصر لإنشاء خزان فيها لتخزين مياه النيل التي عجزتم عن الاستفادة منها؟ بل إن مبلغ الإهانة أن مصر لا تسمح حتى بوضع لافتة في مطعم كتب عليها (حلايب سودانية)، حيث كان مصير صاحبها الاستتابة عن هذا القول وإغلاق محله.
أيها الجنرال المحتال، أنتم اليوم تقايضون روسيا السلاح والذخيرة مقابل مواقع عسكرية على سواحل البحر الأحمر. ووزير خارجيتكم علي يوسف، لا يرى مانعًا في إنشاء قواعد عسكرية روسية أو أمريكية أو فرنسية، بل وحتى عشرين قاعدة وفقًا لتصريحاته. إذًا، كيف تلومون الطامعين وأنتم البائعون؟ ولتعلموا أن الشعب السوداني جدير بحماية سيادته الوطنية لو عدتم الي ثكناتكم.

tina.terwis@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • عمقها 15 مترًا.. مصرع"سوهاجي" داخل حفرة أثناء التنقيب عن الآثار بالشواشنة
  • صورة ممزقة لـ حافظ الأسد في هذا الحي لأول مرة منذ 5 عقود
  • تفسير حلم عدم القدرة على الحركة والكلام
  • السودان.. نظام رعاية صحية يئن تحت الحرب
  • بعد الحديث عن تجمعات وتظاهرات... كيف هي الحركة على مداخل المطار؟
  • حسام أبو صفية.. الطبيب والشهيد الحي
  • الجنرال العطا مرشد عسكري لفلول الحركة الاسلامية
  • المطران يوسف متى يترأس قداس عيد ختان السيد المسيح
  • انتشال جثة غريق مجهول الهوية من الترعة الإبراهيمية بأسيوط.. صور
  • حزب الحركة الوطنية: لا حل للأزمة الليبية دون توافق دولي