سياسيون وإعلاميون يمنيون وعرب: رحيل الشهيد محمد عفيف خسارةٌ لا تقبل التعويض
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
يمانيون../
عقد ملتقى كتاب العرب والأحرار بالشراكة مع عدد من الاتّحادات والملتقيات العربية الإلكترونية، مؤتمرًا دوليًّا إلكترونيًّا ضم عددًا من الإعلاميين والمحللين السياسيين والعسكريين اليمنيين والعرب.
وحمل المؤتمر عنوان “اللقاء التأبيني للمجاهد الشهيد محمد عفيف النابلسي -مدير العلاقات العامة لحزب الله”، وافتتح بالنشيد الوطني للجمهورية اليمنية ونشيد حزب الله، وتم قراءة الفاتحة لروح الشهيد الإعلامي والقائد في بوصلة الجبهة الإعلامية محمد عفيف النابلسي ولأرواح كُـلّ شهداء المقاومة الإسلامية.
وناقش المشاركون تقييم مسارات الانتصار واغتيال قيادات محور الجهاد والمقاومة الذين ارتقوا شهداء على طريق القدس نحو التحرير، وتقييم جبهات الجهاد والمقاومة وجبهات الإسناد لفلسطين ولبنان بعد اغتيال قيادات حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية.
وفي المؤتمر تحدث مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف، عن انتصارات المقاومة الإسلامية في لبنان، مؤكّـدًا أنه مهما استهدف العدوّ الصهيوني القادة في حزب الله لن يؤثر على مقاومة الحزب، حَيثُ هناك الآلاف من المجاهدين في حزب الله.
وأوضح أن العمليات مُستمرّة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، مُشيرًا إلى أن اليمن تقوم بمناصرة فلسطين بحركة مُستمرّة في مختلف الميادين.
بدوره رحّب مستشار رئاسة الوزراء العميد حميد عبد القادر عنتر، بكل المشاركين ولخص حديثه بأن شهيد الإعلام المقاوم محمد عفيف النابلسي ارتقى شهيدًا على طريق القدس، مؤكّـدًا على أن العدوّ الصهيوني لم يستطع تحقيق أهدافه المعلنة التي كان يتصور أنه باستهدافه لقادة المحور سينتصر، غير أن ما حدث هو العكس، فالانتصار كان للمقاومة الإسلامية في لبنان.
وأكّـد العميد عنتر على أن الجبهة الداخلية لحزب الله لا تزال متماسكة، وأن العدوّ الصهيوني خضع للتسوية ووقف إطلاق النار بشروط حزب الله، حَيثُ صواريخ حزب الله هي التي انتصرت، وأخضعت العدوّ الصهيوني للتفاوض.
من جانبه، تحدث عضو مجلس الشورى الخبير العسكري اللواء عبد الله الجفري، عن شجاعة وبطولة شهيد الإعلام محمد عفيف النابلسي، قائلًا إنه “عقد 4 مؤتمرات صحفية في وسط المعركة وصدح بالحق ونقل الحقيقة والصورة”.
وأوضح الجفري أن “استهداف الشهيد عفيف يأتي نتيجة إفلاس العدوّ وانهزامه لذلك قرّر استهدافه لإسكات صوته”، مردفًا: “كان الإعلامي محمد عفيف مقاومًا ويتحدى نتن ياهو وينقل أحداث الطيران التي استهدفت نتنياهو وتستهدف كُـلّ فلسطين المحتلّة”.
بدورها قالت مستشارة مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية لشؤون المرأة، الدكتورة نجيبة مطهر: إن “العدوّ الصهيوني يستهدف حرية الكلمة وجهاد الكلمة ويستهدف الإعلام المقاوِم لمحاولة طمس الحقيقة”، منوّهةً إلى أن “العدوّ استهدف الجسد ولكن لم يستطع تحقيق هدفه، حَيثُ والروح باقية”.
وأكّـدت المطهر أن إرادَة المقاومة منتصرة ولن تنكسر، واصفة تحَرّك الشهيد محمد عفيف النابلسي بأنه “كان أيقونة الإعلام وكان يتحدث عن المقاومة بأنها أُمَّـة ويعتبر رحيله خسارة غير قابلة للتعويض”.
أما الناشط السياسي محمد حسن زيد، فقد لخّص الأمر بـ “هزيمة العدوّ الصهيوني وإفلاسه ومحاولته تغييب الحقائق، ولذلك استهدف الشهيد محمد عفيف النابلسي”، مؤكّـدًا أنه من خلال هذا الاستهداف اتضح أن العدوّ في مأزقٍ وهزيمة.
فيما تحدث عدد من الإعلاميين والسياسيين من دول محور المقاومة وهم: “مدير تحرير صحيفة المسيرة أحمد داوود – وبدور الديلمي -حميد عبدالقادر عنتر -أحمد الزين -شفيعة عبدالكريم – خميس القطيطي -عبدالكريم الشرعي –نور الدين أبو لحية -أشرف ماضي -دينا الرميمة -حنان ملاطف عوضة -مريم أبو دقة -محمد حسن زيد -ربحي أحمد التماوي – عبدالله الذارحي -هشام عبدالقادر -رباب تقي -ماجدة الموسوي”، بكلماتٍ أكّـدت بمجملها على أهميّة الجبهة الإعلامية ودورها الصادح في مجابهة قوى الطاغوت والاستكبار.
وانتهى المؤتمر بعدد من التوصيات التي أكّـدت أن الإعلام سيظل على طريق الشهادة والنصر باقٍ وحي يرتفع إلى الأعلى، مؤكّـدةً أنه كلما ارتفع شهيد ارتفع الإعلام وارتفعت المعنويات، وأن الإعلام سلاح قوي لطالما راهن العدوّ عليه لصنع نصر وتزييف الواقع وتغييب الحقائق.
وأكّـدت التوصيات أن “الإسناد الإعلامي جهاد مقدس وصوت للحق ولن يموت ولن تموت الكلمة ولن يستطيع العدوّ إسكاتها كما لن يستطيع محو ذكر الشهداء ولن يميت وحي الحق؛ فالحق كلمة الله الباقية والعليا بينما كلمة الذين كفروا هي السفلى”.
المسيرة: أصيل نايف حيدان
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: محمد عفیف النابلسی الشهید محمد عفیف حزب الله شهید ا
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد: صوت الحق وشعلة المقاومة
تعجز الكلمات عن الإحاطة بمقام رجلٍ ارتقى بفكره وجهاده، وتُبهر العقول عند تأمل مسيرة قائدٍ جعل من حياته وقودًا للكرامة، ومن دمه نبراسًا للحرية. إنه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، رجلٌ صاغ بصدقه وإخلاصه ملحمة مواجهة المشروع الأمريكي وأدواته، وأسس بوعيه مدرسة ثورية وفكرية لا يزال نورها يهدي أجيالًا بعد أجيال.
ففي زمنٍ عمّ فيه الخنوع واستفحل فيه الطغيان، أتى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لينفض غبار الذل عن الأمة، ويبعث فيها روح العزة والإباء. لم يكن مجرد خطيبٍ أو منظّرٍ، بل كان قائدًا ميدانيًا، ومفكرًا ناضجًا، عرف أبعاد المؤامرة التي تستهدف أمة الإسلام في عقيدتها وكرامتها، ورفع راية الحق في وجه الطغاة والمستكبرين، متصدياً لكل مشاريعهم الخبيثة التي أرادت الهيمنة على مقدرات الأمة وسلب إرادتها.
وما ميّز الشهيد القائد هو مصداقيته المطلقة التي جعلت من كلماته نبراسًا يهدي من استجابوا لندائه. لم يكن حديثه عن التضحية مجرد شعارات، بل كان انعكاسًا لحياة عاشها بكل تفاصيلها. قدّم روحه الطاهرة على مذبح الحرية، وأثبت بدمه الزكي أن طريق الحق يحتاج إلى رجالٍ لا تأخذهم في الله لومة لائم، رجالٍ يدركون أن التضحية هي السبيل الوحيد لإحياء الأمة وإعلاء كلمتها.
كانت رؤيته للمشروع الأمريكي شاملة ودقيقة، إذ أدرك مبكرًا أن هذا المشروع لا يستهدف مجرد السيطرة العسكرية أو الاقتصادية، بل يهدف إلى تفريغ الأمة من هويتها وقيمها، وجرّها إلى هاوية الانحلال والتبعية. وقف الشهيد القائد في وجه هذه المخططات بكل شجاعة، وأعلن صرخة الحق في زمن الصمت، ليوجه رسالة للعالم أجمع أن الإسلام المحمدي الأصيل لن ينكسر، وأن المقاومة هي خيار الشعوب الحرة التي تأبى الضيم.
لم يكن الشهيد القائد رضوان الله عليه مجرد قائد عابر في تاريخ الأمة، بل كان مدرسة متكاملة في الفكر والعمل. ترك إرثًا فكريًا عظيمًا يتمثل في محاضراته وخطبه التي تحث على العودة الصادقة إلى القرآن الكريم كمنهج حياة. كان يرى في القرآن خارطة طريق شاملة لكل أزمات الأمة، وكان يدعو إلى استلهام القوة من الإيمان والثقة بالله.
لقد أسس الشهيد القائد منهجًا يرتكز على ثلاثية الإيمان، الوعي، والعمل. ولم يكن هذا المنهج مجرد نظريات، بل كان برنامجًا عمليًا نهض من خلاله أتباعه ليغيروا معادلات الواقع، ويواجهوا أعتى الطغاة بقلوبٍ لا تعرف الخوف، وإرادةٍ لا تنكسر.
كان الشهيد القائد رجل المرحلة بحق، إذ حمل هموم الأمة الإسلامية على عاتقه، وسعى بكل صدق لإنقاذها من براثن الهيمنة والاستعمار. لم يكن يخشى مواجهة الطغاة، ولم يساوم على مبادئه، بل ظل ثابتًا كالجبل، رابط الجأش، يوجه كلماته كسيوفٍ تقطع أكاذيب المستكبرين، ويزرع في قلوب أتباعه الإيمان بالحق والقدرة على التغيير.
يا أيها القائد الشهيد، يا باعثنا من سباتنا ومخرجنا من مواتنا، لك منا أزكى التحايا، بقدر ما زرعت في قلوبنا من وعي وبصيرة، وبقدر ما أحييت فينا من عزيمة وكرامة. لن تنطفئ شعلة الحق التي أوقدتها بدمك، ولن يزول نور المبادئ التي أحييتها في الأمة.
سلامٌ عليك يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيًا. ستظل اسمًا خالدًا في ذاكرة الأحرار، ورمزًا لكل من يرفض الانكسار، ودليلًا للأمة في طريق الحرية والكرامة حتى النصر الموعود.