باريس تريد أكل "الشوك" بفم مجموعة "إكواس"
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
يقول الجنرال الفرنسي المتقاعد برونو كليمون إن التدخل العسكري لـ "إكواس" في النيجر "ليس بمقدوره الذهاب بعيدا ما لم يتم إسناده من قبل القوات الغربية"، وفي ذلك تأكيد بأن "الحل لا يراد له أن يكون إفريقيا" مثلما أريد تسويقه في بداية الأزمة، من خلال إقحام مجموعة "إكواس" لدول غرب إفريقيا في قلب هذه الأزمة الجارية في النيجر.
وبقدر مرافعة الجنرال الفرنسي لضرورة إسناد الغرب للقوة العسكرية لدول "إكواس" التي يراد إرسالها إلى النيجر لإعادة الرئيس بازوم للحكم، بقدر تحذيره من أنه "يجب أن يكون ذلك الدعم والإسناد سريا ولا يظهر للعيان"، فلماذا لا يقوم الغرب بتنفيذ العملية العسكرية بنفسه طالما أنه مقتنع بضعف إمكانيات القوات الإفريقية لـ "إكواس"، ويفضل دفع هذه الأخيرة لتكون في فوهة المدفع؟
الحقيقة التي يراد تغييبها أن ضعف "إكواس" ليس عسكريا، إذ بمقدور دول غرب إفريقيا بمجموعها "التغلب" على دولة واحدة مثل النيجر، وإنما ضعفها سياسي في عدم تجانس مواقف دولها بخصوص التدخل العسكري المرفوض من طرف دول أعضاء فيها، على غرار الرأس الأخضر والطوغو، وهذا الإجماع الغائب هو ما جعل أغلبية دول المجموعة تراجع حساباتها للحيلولة دون التورط في مستنقع النيجر.
لكن ما هي الدول الغربية التي أبدت استعدادها لحد الآن لدعم التدخل العسكري في النيجر، ويطالب الجنرال الفرنسي المتقاعد بأن يكون دعمها للعملية العسكرية في النيجر "سريا ولا يظهر للعيان"؟.
باستثناء فرنسا التي رحبت بقرار "إكواس" وأعلنت رسميا دعمها "اللوجستي" لهذه العملية العسكرية، فلا الولايات المتحدة الأمريكية ولا إيطاليا ولا ألمانيا ولا حتى الاتحاد الأوروبي أبدت استعدادها لإسناد هذه الخطوة العسكرية، وهو ما يعني أن باريس تريد "أكل الشوك ولكن بفم مجموعة إكواس"، أي الحفاظ على مصالحها العسكرية والاقتصادية في الساحل من دون أن تظهر في الصورة، ليس رغبة منها، وإنما لكون ظهورها في المشهد سيفشل العملية ويزيد من الشعور بالعداء ضدها شعبيا في المنطقة برمتها.
ويكون هذا الأمر وراء اتهام المجلس العسكري بالنيجر لرئيس كوت ديفوار بـ "التحريض" لأجل تنفيذ التدخل العسكري ضد النيجر، في رسالة منه على أنه يتحرك بإيعاز من فرنسا داخل مجموعة "إكواس"، ما يرجح أزمة ثنائية في العلاقات بين كوت ديفوار والنيجر مستقبلا.
موازاة مع مساعي باريس لفرض الحل العسكري في النيجر، فإنها تقوم بالمقابل منذ نجاح الوفد الديني المبعوث من نيجيريا في فتح نافذة للحوار مع المجلس العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس بازوم، بالضغط باستعمال عدة أوراق من أجل أن لا تستغرق مفاوضات "إكواس" وقتا كبيرا، لأن ذلك من شأنه تفويت الفرصة وتقويض حظوظ المرور للعملية العسكرية، لأن "الحديد يُضرب وهو ساخن".
ولذلك خرج وزير خارجية حكومة محمد بازوم، حسوني ماسودو الذي هرب إلى نيجيريا بعد الانقلاب العسكري في بلاده، بتصريح لوسائل الإعلام الفرنسية (قناة إذاعة فرنسا الدولية، وقناة "فرانس 24")، يؤكد فيه بأنه لا يوجد في عقد مجموعة "إكواس" ما يدفعها للتفاوض على مرحلة انتقالية مع المجلس العسكري، وهو تصريح يحمل رسالة فرنسية إلى دول غرب إفريقيا بشأن "الخطوط الحمراء" التي تريد باريس رسمها للحل الدبلوماسي المضطرة للتعامل معه على مضض، بعد الذي حدث لها في مالي وبوركينافاسو، وأيضا جراء جعلها عودة الرئيس بازوم للسلطة شرطا غير قابل للتنازل، وهو ما أغلق عليها كل أبواب الحوار مع حكام النيجر الجدد، ما يكشف سبب تفضيلها التدخل العسكري على الدبلوماسي الذي يلقى الإجماع حاليا، ليس لدى دول القارة الإفريقية فقط، بل وسط الدول الأوروبية والغربية والآسيوية.
المصدر: الخبر
كلمات دلالية: التدخل العسکری فی النیجر
إقرأ أيضاً:
كابل تندّد بـعنف باكستاني ضد لاجئين أفغان تريد طرهم
اتهمت حكومة حركة طالبان في أفغانستان السلطات الباكستانية باتباع نهج "عنفي" في طرد آلاف من الرعايا الأفغان بعدما ألغت إسلام آباد تصاريح الإقامة الممنوحة لهم. وطالبت بعدم استخدامهم "أدوات لتحقيق غايات سياسية".
وكانت إسلام آباد أعلنت مطلع مارس/آذار أنها ستلغي تصاريح إقامة 800 ألف أفغاني في إطار المرحلة الثانية من خطة طردت في مرحلتها الأولى نحو 800 ألف من المهاجرين الأفغان غير النظاميين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منظمة حقوقية دولية: خفض المساعدات الأميركية يودي بأطفال جنوب السودانlist 2 of 2معتقلو قضية "التآمر" بتونس يقررون الدخول في إضراب عن الطعامend of listوجاء في منشور على منصة إكس لوزارة اللاجئين والعودة في حكومة طالبان أن "إساءة بلدان مجاورة معاملة هؤلاء (الأفغان) أمر غير مقبول"، مطالبة باتفاق مشترك من شأنه تسهيل عمليات العودة.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة لوكالة الصحافة الفرنسية إن ما معدله 4 آلاف أفغاني عبروا الحدود من باكستان يومي الأحد والاثنين، مشيرة إلى أن الرقم "أعلى بكثير مقارنة بالمعدل اليومي المسجل في مارس/آذار والبالغ 77".
ووفق المنظمة، فإن المرحلة الجديدة من حملة باكستان لإعادة أفغان موجودين على أراضيها إلى بلادهم "يمكن أن تطال في العام 2025 ما يصل إلى 1.6 مليون شخص من المهاجرين الأفغان غير النظاميين ومن الأفغان الذين يحملون تصاريح إقامة".
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 3 ملايين أفغاني يعيشون في باكستان، ألغيت تصاريح إقامة 800 ألف منهم في أبريل/نيسان، وإن هناك 1.3 مليون يحملون تصاريح إقامة صالحة لغاية 30 يونيو/ حزيران لأنهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإن هناك من لا يحملون أي تصاريح.
إعلانوقالت وزارة اللاجئين في حكومة طالبان "للأسف الشديد يتعرض لاجئون أفغان لعنف". وتابعت "يجب أن يسمح لكل اللاجئين بأن يأخذوا معهم إلى بلادهم أموالهم وممتلكاتهم ومستلزماتهم المنزلية".
وشددت على وجوب "عدم استخدام اللاجئين أدوات لتحقيق غايات سياسية".
وقال أفغان عبروا الحدود مؤخرا إنهم غادروا من دون أن يتمكنوا من أخذ كل ممتلكاتهم أو أموالهم، في حين تم اعتقال آخرين واقتيادهم مباشرة إلى الحدود.
وفي سبتمبر/ أيلول 2023، سارع مئات آلاف اللاجئين الأفغان غير النظاميين للعودة إلى أفغانستان قبل أيام من موعد نهائي حُدد لهم لمغادرة باكستان بعد عمليات دهم نفذتها الشرطة استمرت أسابيع.