تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية وأنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، عُقد مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة في القاهرة في ٢ ديسمبر ٢٠٢٤، وشارك فيه أكثر من ١٠٠ وفد يمثلون الدول ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المالية الدولية والمنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية.

 

عكست النقاشات التي دارت خلال المؤتمر التزام المشاركين الثابت بالاستجابة للكارثة الإنسانية الحالية في قطاع غزة، والتخفيف من محنة الشعب الفلسطيني ووضع حد لمعاناته الشديدة، كما سلطت المناقشات الضوء على الجهود المصرية المبذولة على مختلف الأصعدة الإنسانية وأكدت على الحاجة لدعم هذه الجهود.

 

شدد المؤتمر على أهمية الزيادة الفورية للمساعدات الإنسانية وايصالها بصورة فعالة ومستدامة الي الفلسطينيين المحتاجين في غزة، بما في ذلك، الغذاء والماء، والإمدادات الطبية، والوقود والمأوى.

 كما ألقى الضوء على الحاجة لاستراتيجية قوية للتعافي المبكر وتطبيقها بمجرد أن تسمح الظروف بذلك، بما يمهد الطريق لجهود إعادة الإعمار طويلة المدي بقيادة الحكومة الفلسطينية وبدعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

 

تم خلال المؤتمر الاعراب عن القلق العميق تجاه الوضع الإنساني الكارثي في غزة، حيث انتجت العمليات العسكرية الإسرائيلية الراهنة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك مرافق الأمم المتحدة وموظفيها، خسائر فادحة في الأرواح والضحايا المدنيين، وترتب عليها حجم دمار غير مسبوق، وذلك مع استمرار الحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وتهجير أكثر من ١٬٩ مليون فلسطيني.

 

تستمر إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، في تقييد النفاذ الإنساني إلى قطاع غزة، وتبقى معابرها إما مغلقة أو تعمل بقدرة محدودة للغاية. كذلك، فرضت إسرائيل حصارا فعليا على شمال غزة من خلال بناء جدار عازل، مما جعل المدنيين إما محاصرين في الداخل وغير قادرين على الوصول إلى الخدمات والاحتياجات الأساسية، أو عالقين وغير قادرين على العودة إلى منازلهم.

 

لا يوجد مكان آمن في غزة، ويتم ارتكاب هذه الانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني على الرغم من النداءات العديدة التي وجهها المجتمع الدولي، وقرارات مجلس الأمن التي تطالب بنفاذ كاف للمساعدات الإنسانية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار، ويتم ارتكاب هذه الانتهاكات أيضا على الرغم من  التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية.

 

وفي هذا السياق، تجدد مصر مطالبتها لإسرائيل بالاحترام الكامل لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وباعتبارها القوة القائمة بالاحتلال. وستستمر مصر في العمل بلا هوادة من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين. 

كما تشدد مصر على الحاجة إلي توفير المساعدات الانسانية وتهيئة الظروف الملائمة لتوزيعها وضمان وصولها إلى المدنيين المحتاجين اليها فى كافة انحاء قطاع غزة وضمان تسهيل النفاذ الإنساني السريع والآمن دون عوائق أو عقبات من خلال كافة المعابر.

 كما قدمت مصر منذ بداية الحرب أكثر من ٩٤٠٦٤ طنا من المساعدات الإنسانية، والخدمات الطبية لأكثر من ٩١٧٧٠ فلسطينيا، بالإضافة إلى المساعدة في إجلاء أكثر من ٧٤ ألف من مزدوجي الجنسية ومواطني الدول الثالثة.

عكست المناقشات خلال المؤتمر الدور المحوري والعمل البطولي للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وجميع العاملين في المجال الإنساني والطبي في قطاع غزة. 

وأعربت العديد من الوفود عن خالص تعازيها لمن فقدوا أرواحهم خلال هذا النزاع، وأعادوا التأكيد على أهمية تطبيق منظومة لفك الاشتباك لضمان حماية العاملين في المجال الإنساني وضمان حرية تنقلهم بأمان وسلامة في جميع أنحاء غزة.

 

في هذا السياق، يجب حماية الدور المحورى الذي لا غنى عنه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، باعتبارها أقدم وأكبر وكالة تعمل في القطاع، وتوفر الإمدادات والخدمات الأساسية لإنقاذ أرواح الفلسطينيين، كما يجب أن يتضمن ذلك توفير الدعم والتمويل اللازمين للحفاظ على دورها الأساسي وغير القابل للاستبدال.

 

ستواصل مصر دعم الشعب الفلسطيني، ونضاله المشروع من أجل نيل حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير، وتحقيق تطلعاته المشروعة في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، ومتواصلة الأراضي وقابلة للحياة على أساس خطوط عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

تتوجه جمهورية مصر العربية بالشكر والتقدير للدول والمنظمات التي شاركت في المؤتمر دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني، وتثمن دعمها السياسي وتعهداتها المالية لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المنظمات الإقليمية والدولية رئيس جمهورية مصر الحكومة فلسطين محكمة العدل الأمم المتحدة الاحتلال الفلسطينيين الشعب الفلسطينى السيسي الحرب وكالات الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش

إقرأ أيضاً:

الثقافي البريطاني يدعم NileTESOL لتعزيز تعليم اللغة الإنجليزية

في إطار التزامه المستمر بتطوير تعليم اللغة الإنجليزية، رعى المجلس الثقافي البريطاني فعاليات المؤتمر التاسع والعشرين لـ NileTESOL، الذي يُعد الحدث الأبرز لمعلمي اللغة الإنجليزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

أُقيم المؤتمر خلال الفترة من 31 يناير إلى 1 فبراير، بحضور أكثر من 4000 عضو من مجتمع NileTESOL، بهدف تبادل المعرفة، والاطلاع على أفضل الممارسات، واستكشاف فرص التنمية المهنية.  

مشاركة رفيعة المستوى لتعزيز استراتيجيات التعليم

 

استضاف المؤتمر بيلار أرامايو، رئيس قسم اللغة الإنجليزية في التعليم على المستوى العالمي بالمجلس الثقافي البريطاني، كمتحدثة رئيسية في الجلسة العامة. 

وقدمت أرامايو للمشاركين رؤى استراتيجية حول تصميم المناهج، وتطوير المعلمين، والسياسات التعليمية العالمية، مستندةً إلى خبرتها الواسعة في هذا المجال.  

التزام بتطوير مهارات المعلمين في مصر

 

في خطوة تعكس التزامه بدعم الكوادر التعليمية، قام المجلس الثقافي البريطاني برعاية مشاركة 140 معلماً من مختلف أنحاء مصر في المؤتمر، تأكيدًا على حرصه على توفير فرص التنمية المهنية للمعلمين وتعزيز جودة التدريس في البلاد.  

أكد مارك هوارد، مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر، أهمية المؤتمر قائلاً: "يُعد مؤتمر NileTESOL منصة مثالية لجمع معلمي اللغة الإنجليزية في مصر، ونحن فخورون بدعمه، فالمعلمون هم حجر الأساس في ضمان جودة التعلم، وهذا الحدث يتيح فرصة قيّمة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات".

يُعد المجلس الثقافي البريطاني شريكًا رئيسيًا لمؤتمر NileTESOL منذ عام 2010، حيث يواصل تقديم دعمه الفعّال لتعزيز تعليم اللغة الإنجليزية في مصر. وشهد المؤتمر الأخير حضورًا مميزًا للمجلس من خلال جناح خاص استعرض فيه جهوده الواسعة في هذا المجال، وقدم للزوار معلومات حول برامجه التعليمية المتنوعة.  

تؤكد هذه الرعاية التزام المجلس الثقافي البريطاني المستمر بتطوير مهارات معلمي اللغة الإنجليزية في مصر، وتعزيز جودة العملية التعليمية، بما ينعكس إيجابيًا على قطاع التعليم في البلاد والمنطقة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الشباب والأنشطة الكنسية بدير درنكة
  • الأورومتوسطي .. الأزمة الإنسانية تتفاقم ولا تغيير ملموس في الواقع الإنساني رغم وقف إطلاق النار
  • الاستجابة لـ 360 شكوى بالشرقية خلال شهر يناير الماضي
  • الثقافي البريطاني يدعم NileTESOL لتعزيز تعليم اللغة الإنجليزية
  • مشاركة أممية ودولية بارزة بمؤتمر التسامح والأخوة الإنسانية
  • أوضاع إنسانية متردية في دير الزور وسط ضعف الاستجابة الإنسانية
  • وزير الخارجية التركي: تهجير الفلسطينيين من غزة يناقض القانون الدولي
  • تفاصيل أنشطة الطفل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر التسامح والأخوة الإنسانية الأربعاء
  • نهيان بن مبارك يفتتح الدورة الخامسة لمؤتمر التسامح والأخوة الإنسانية الأربعاء