هل ينتج عن حوار باسيل وحزب الله قبولٌ بفرنجية؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
يعرف رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أكثر من غيره أن أي موافقة مبدئية من قِبَل "حزب الله" على ورقته المكتوبة، التي تقدّم بها مؤخرًا، والتي تضمّنت بالتفصيل ما سبق أن طالب به عبر الاعلام حول شرطي اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني، تعني في مكان ما قبوله الضمني بالسير بترشيح رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، الذي أكد في آخر زيارة له للديمان إصراره على هذا الترشح، مع ما أعلنه "الثنائي الشيعي" عن تمسّكه بهذا الترشيح أكثر من أي يوم مضى، وبالأخص بعد حادثة الكحالة، التي أثبتت، كما تقول أوساط "الثنائي"، أن البلاد تحتاج إلى رئيس لديه الحكمة والشجاعة، اللتان يتحّلى بهما فرنجية، وهو الذي يعرف أكثر من غيره أهمية التعاطي مع الأمور الحسّاسة والدقيقة بمنطق وعقلانية وحكمة ودراية.
وقد يستجد في مسيرة الأيام المقبلة ما يشبه حادثة الكحالة وغيرها من الحوادث، التي يتطّلب التعاطي معها بواقعية وبعيدًا عن المزايدات والغرائز الانفعالية. في المقابل هناك منطق آخر في مقاربة التطورات السياسية والميدانية، ويقول أصحابه، وهم من فريق "المعارضة"، إن أي حوار، ثنائيًا كان أم ثلاثيًا أم جماعيًا، لن تكون له مفاعيل عملية وواقعية ما لم يترافق هذا الحوار مع ما يبديه عدد لا بأس به من اللبنانيين من هواجس تتعلق في مبدئية السيادة، التي تبقى ناقصة ما لم تضع الدولة بكل أجهزتها يدها على قرار "السلم والحرب"، وما لم تكن حصرية السلاح في يد القوى العسكرية اللبنانية الشرعية. ويعتبر هؤلاء أن أي كلام آخر هو مضيعة للوقت واستمرارًا لحال الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية وفي مواقع أساسية في الدولة. فالنائب باسيل متأكد أنّ "الحزب" لن يتخلى عن ترشيح فرنجية، أقله في المدى المنظور، لا بل تزيده التطورات الحاصلة، محليًا واقليميًا، تصلبًّا واندفاعًا في اتجاه التشدد لا التراخي، خصوصًا أنّ حادثة الكحالة قد تدفعه إلى عدم التراجع إلى الوراء. وانطلاقًا من هذه الوقائع والمعطيات يتصرف باسيل، مع حرصه على ألا يتأثرّ حواره مع "الحزب" بالأجواء المشحونة التي خلّفتها واقعة الكحالة، والتي أحرجته، وجعلت مهمة تسويق ما يمكن التوصّل إليه من نتائج حواره مع "الحزب" صعبة بعض الشيء، خصوصًا إذا قبِل فعلًا بالسير في مشروع ترشيح فرنجية. وهذا التطور في موقف باسيل يعوّل عليه "حزب الله" كثيرًا عشية عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الشهر المقبل، وذلك من أجل إقناع الفرنسيين وغيرهم من أعضاء مجموعة الدول الخمس، بأن فرنجية لم يعد محاصرًا في بيئته المسيحية، وبأنه مرشح جدّي أمس واليوم وغدًا. إلاّ أن هذا المعطى الجديد لن يقنع أعضاء مجوعة الدول الخمس الذين عارضوا فرنسا في دعمها ترشيح فرنجية، وبالتحديد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية. وهذا ما يعرفه فرنجية قبل غيره، ومعه بالطبع "الثنائي الشيعي"، ولكنهما يراهنان على عامل الوقت، ويعتبران أنه كفيل على تبديد مخاوف البعض، خصوصًا إذا تمّ التوافق على صفقة متكاملة بين الرياض وطهران على تقاسم النفوذ الممتد من اليمن حتى بيروت، مرورًا بالعراق وسوريا. وبالعودة إلى الحوار القائم على قدم وساق بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" فإن "حارة حريك" لم تقطع الأمل في إقناع باسيل بالاستدارة نحو تأييده لفرنجية، اعتقادًا منها بأن هذه الاستدارة د قد تعيد خلط الأوراق الرئاسية التي ستكون حاضرة على طاولة اللقاءات التي سيعقدها لودريان في زيارته المرتقبة لبيروت ما بين 15 و17 أيلول المقبل، وعلى جدول أعمالها تحديد المواصفات التي يُفترض أن يتمتع بها رئيس الجمهورية العتيد. وفي المقابل، فإن "حزب الله" يعترف بأنه لا يستطيع أن يقدّم لباسيل ما لا يملكه، لأنه ليس هو المقرر الوحيد في قضايا تتعلق بإعادة تركيب النظام اللبناني، ويدرك سلفًا أن ثنائيته مع باسيل لن تنوب عن الآخرين في الاستجابة لشروطه، لأنها في حاجة إلى تفاهم وطني. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
صحيفة: الإمارات تعمل على اتفاق سياسي يجبر مصر على قبول خطة التهجير
كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن جهود إماراتية تتعلق ببلورة اتفاق سياسي، لدفع القاهرة إلى قبول خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولاقت ردودا عربية رافضة لا سيما من مصر والأردن.
وقالت الصحيفة إن "أبو ظبي تعمل على بلورة اتفاق سياسي يتناسب مع مطالب القاهرة، كي تقبل بمخطط التهجير"، موضحة أنها تتوسط بين الولايات المتحدة ومصر لإقناع الأخيرة بالقبول بمخطط التهجير مقابل تلقيها دعما ماليا.
ولفتت إلى أن ذلك يندرج ضمن اتفاق سياسي يضمن الحد الأدنى من المطالب المصرية، والمتمثلة في بقاء المقاومة داخل قطاع غزة وعدم تفريغ القطاع بالكامل من سكانه.
التصور الإماراتي
وذكرت أن "التصور الإماراتي يبدو دعاما للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، ولكن في حقيقته يهدف إلى تفريغ القطاع بالكامل من مقاتلي المقاومة، إلى جانب وضع تصورات متكاملة تدعم الخطط الإسرائيلية لتحييد غزة، وإيقاف تحولها إلى مركز يهدد الاحتلال الإسرائيلي في المستقبل".
وأشارت الصحيفة إلى أن المخطط الإماراتي يسعى لدعم مخطط التهجير مقابل الدعم المالي الاستثنائي الذي ستحصل عليه مصر، من أجل تسهيل خروج الفلسطينيين.
ونوهت إلى أنه "تم طرح هذه التفاصيل خلال زيارة أجراها الرئيس الإماراتي محمد بن زايد إلى القاهرة، فيما تتواصل الاتصالات بين البلدين من أجل إعادة ترتيب الوضع بصورة قد تبدو مقبولة للجانب المصري".
وأوضحت أن "لإمارات تتحدث عن السماح بخروج جميع أفراد المقاومة إلى وجهات ثالثة وليس إلى مصر بالتنسيق مع إسرائيل، وعدم السماح بعودتهم إلى غزة مرة أخرى، إضافة إلى السماح لعائلاتهم من كبار السن بالبقاء في القطاع في حال أرادوا ذلك، على أن تتم إعادة بناء غزة وفق ترتيبات أمنية محددة تطلبها إسرائيل".
دعم إسرائيلي
ولفتت إلى أن تصورات أبو ظبي التي تتضمن استثمارات عدة في غزة تلقى دعما إسرائيليا، وقد نوقشت خلال زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد الأخيرة إلى واشنطن.
وكان مسؤولون أمريكيون ومصريون قد كشفوا في وقت سابق لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن الإمارات تضغط على إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لنسف خطة ما بعد الحرب على قطاع غزة، والتي صاغتها مصر وأقرتها جامعة الدول العربية.
وأشار الموقع إلى أن "ذلك يعكس تزايد التنافس العربي على من يتخذ القرارات في مستقبل حكم قطاع غزة وإعادة إعماره، بالإضافة إلى اختلاف الآراء حول مدى النفوذ الذي ينبغي أن تحتفظ به حركة حماس هناك".
وذكر أن "الضغط الإماراتي يشكل معضلة للقاهرة؛ لأن كلا من الإمارات ومصر تدعم بشكل عام نفس الوسيط الفلسطيني المؤثر في غزة، وهو محمد دحلان، المسؤول السابق في حركة فتح".
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي، أنه "لا يمكن أن تكون الإمارات الدولة الوحيدة التي عارضت خطة جامعة الدول العربية عند الاتفاق عليها، لكنها تعارضها بشدة مع إدارة ترامب".
وتابع: "تستغل الإمارات نفوذها غير المسبوق في البيت الأبيض، لانتقاد الخطة، باعتبارها غير قابلة للتنفيذ، واتهام القاهرة بمنح حماس نفوذا كبيرا".
وقال مسؤول أمريكي ومصري مطلعان على الأمر لموقع "ميدل إيست آي"، إن "سفير الإمارات العربية المتحدة القوي لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، يضغط على الدائرة المقربة من ترامب والمشرعين الأمريكيين، لإجبار مصر على قبول الفلسطينيين النازحين إليها بشكل قسري".