نظم منتدى إفريقيا برئاسة الكاتب الصحفي خالد محمود، بالتعاون مع اتحاد الفنانيين السودانيين احتفالية فنية ونقاشية للاحتفاء بذكرى الشاعر محمد الفيتوري. حيث يعد الفيتوري من الشخصيات العظيمة التي قدمت ثقافة خاصة للسودان ولعموم إفريقيا.

ورحب الكاتب الصحفي خالد محمود، ممثلا لمنتدى إفريقيا بالحاضرين، وعبر عن ساعدته بعمل هذه الأمسية بالشراكة مع اتحاد تجمع الفنانيين السودانيين مع المنتدي، فالمنتدى قائم على إيجاد أو رعاية حالة ثقافية وفكرية مشتركة وإيجابية وتضامنية مع مثقفي الشعوب الأفريقية.

وقال خالد محمود في كلمته، نحن نحاول أن نفعل بالثقافة ما فشلت أن تفعله السياسة، ونحاول أن نقدم قراءات مشتركة في الأدب والتاريخ والفن بين مثقفينا في مصر وفي إفريقيا، خاصة بيننا وبين الأشقاء السودانيين.

وذكر محمود أن منتدى إفريقيا سبق وأن أقام عددا من الفعاليات، حيث أقمنا ليلة عن السينما السودانية وليلة أيضا عن شهادات المرأة السودانية في الحرب، كما أقمنا ليلة على التعتيم الصحفي لمأساة الحرب في السودان.

وأضاف خالد محمود رئيس منتدى إفريقيا، أن المنتدى يخطط لأقامة ليلة شعرية كبري عن شعراء العامية في مصر والسودان من خلال الشاعرين الكبيرين المصري عبد الرحمن الأبنودي والسوداني محجوب شريف، ونطمح بأن يستمر التعاون بيننا وهذا مبتغانا.

احتفالية محمد الفيتوري

وتابع، أن منتدى إفريقيا يتشرف بالاحتفاء بالفيتوري ابن الجينية الدارفوري الليبي المصري الاسكندراني المغربي ليس فقط بأنه شاعر إفريقي ولكن لأنه الشاعر صاحب الهوية المنفتحة على الشعوب فهو الشاعر الإفريقي البيروتي الشاعر الدمشقي، ورغم إفريقيته، إلا أنه شاعر العرب والثقافة العربية، وهو شاعر إفريقيا والثقافة الإفريقية، ولكن عنده سمة انفتاح نادرا ما نلقاها عند غيره فهو رمزا لإفريقيا والوطن العربي معا.

ووصف خالد محمود الفيتوري، بأنه شاعر الثورة والحرية في كل مكان فكان ضد الرق، كتب عن التحرر وناهض الاستعمار، ونعتبره شاعر القضية الفلسطينية، وكانت جميع أشعاره تحمل روح الثورة.

وأوضح خالد أن الفيتوري أول من تحدث عن الزنجية بقوله: زنجي أنا وأمي زنجية، لأول مرة، وهذه العبارة تكتسب من التحدي والرقي والتحدي ومنازلة العالم وقصد بذلك أن يعبر عن كل أفريقيا في شعره.

قدم فقرات الاحتفالية الإذاعي السوداني طارق كابلو الذي قال، إن الشاعر محمد مفتاح الفيتوري كثيرون قد اطلعوا على أعماله، وربما سمعوا مغناه، وربما احتفظوا بالكثير من المخطوطات والدواوين التي ضمت كلماته وأشعاره، هذه الليلة بعنوان «الدوريش المتجول.. قراءة في تجربة الشاعر محمد مفتاح الفيتوري».

كلمة الاتحاد

ثم تلى ذلك كلمة اتحاد تجمع الفنانيين السودانيين التي قدمها زهير عبد الكريم الأمين العام للاتحاد وقال "ونحن في حضرة قامة من قامات بلادي جيث إن الشاعر محمد مفتاح الفيتوري يعد رمزا لكثير من المعاني الإنسانية والحياتية، نحن سعداء باتحاد تجمع الفنانيين السودانين التابع لاتحاد الفنانين العرب بأن نرثو ونحتفي في ذات الوقت بهذه القامة العظيمة بتواجد متنوع مصري سوداني لما تركه الفيتوري للوطن العربي والأفريقي من كثير من المعاني الجيدة بقيمة الحياة وشأن الفنان ورسالته السامية.

وأشار عبد الكريم إلي سعادته بأن يكون بيننا عدد كبير من القامات المصرية والسودانية وهم يحاورن ويتحاورون في هذا الفنان العظيم الشاعر والمفكر والأديب الجليل، هذا الاسم العظيم حاول دائما أن يتجاوز جغرافية المكان والزمان وأن يعيش وحتى وإن رحل جسدا بل سيظل حيا بإبداعاته ومساهماته الفكرية.

كما عبر عبد الكريم أيضا عن سعادته بأن الاتحاد يدخل في أول شراكة مبادرة مع منتدى إفريقيا وأبدى الاستعداد للمزيد من الشراكة مع المؤسسات المصرية الفنية والثقافية ذات الصلة كل ما هو من شأنه أن الفنون الإبداعية والإنسانية.

احتفالية فنيةكلمة منتدى أفريقيافيلم تسجيلي

تم خلال الاحتفالية عرض فيلم تسجيلي قصير شمل مادة توثيقية تتناول حياة الفيتوري منذ ميلاده في مدنية الجنينة عام 1936م وحتي وفاته في 2015م بالمغرب، تخللتها قراءت بصوته ومقتطفات عن حياته، المادة التوثيقية من اخراج عبادي محجوب وإعداد عبد المنعم الكتيابي وعلقت عليها المذيعة ميادة هباش ومونتاج محمد عليش.

فيلم تسجيليجلسة نقاشية

وخلال الفقرة الثانية من الاحتفالية أدار الشاعر الصحفي علي سعيد ندوة جلسة نقاش حول شعر الفيتوري، حيث قال نجتمع اليوم في هذا اللقاء المميز تحت سقف الإبداع وفي ضيافة اتحاد الفنانين السودانيين، لنستحضر معا عوالم شاعر فد مزج بين الإنسانية والقومية، وبين معاناة الفرد وأحلام الجماعة، أنه الشاعر الكبير محمد فيتوري صوت أفريقيا الصارخ، ورائد الشعر الحر الذي نسج بالكلمات ملاحم تتجاوز حدود الزمان والمكان.

وأشار سعيد إلي أن الفيتوري ولد ونشأ بين ثقافتين، عربية وإفريقية، ليصبح صوته الشعري تجسيدا لهذه الثنائية، حيث تغنى بالآلام القارة السمراء، وصاغ رؤى ثورية تنشد الحرية والتحرر من أغلال الاستعمار والاضطهاد، يقول في إحدى قصائده:

أنا زنجي

قلها لا تجين

قلها في وجه البشرية

أنا أسود.. أنا أسود

لكني حر

أمتلك الحرية

احتفالية فنية

كما ألقى سعيد أبياتا من قصيدته «وصية الشاعر القديم» التي حملت في طياتها معاني التمرد والحكمة الممتزجة بالسخرية من السلطة والتاريخ الإنساني المتكرر في ظلم الطغاة.

وأوضح سعيد أن الفيتوري لم يكن شاعرا للثورة فحسب، بل كان شاعرا للإنسانية يبحث عن العدالة ويغني للحب وللحياة وللكرامة، حيث رأس في الشعر رسالة تنويرية تتجاوز الشكل الفني إلي الفعل المقاوم والوعي الجمعي.

وقال سعيد بعد مرور عقود علي إرثه الشعري تبرز اليوم تساؤلات مهمة، وهي كيف نقرأ شعر الفيتوري في سياق قضايا العدالة الاجتماعية والهوية في عالمنا المعاصر؟

هل ما تزال كلماته تحمل الزخم الثوري ذاته، أم أن العالم تغير بما يجعلنا نعيد تأويل إرثه؟

وكيف يمكننا استخدام أدبه لتقريب الثقافات وتجاوز الحدود؟.

احتفالية فنية

وختم سعيد قائلا: دعونا نتأمل هذه الأسألة، سويا ونفتح النقاش والتفكير في عظمة هذا الشاعر الذي لم يكن يوما مجرد شاعر، بل كان ضميرا متحركا يعبر عن احلام أمة وأحلام قارة كاملة بل الإنسانية جمعاء.

وابتدأ النقاش الناقد الدكتور صلاح السروي، والذي أوضح أن شعر الفيتوري اتسم بالثورية رغم أنه عاش في العالم العربي لكنه كان يحمل هم أفريقيا وكان مختلفاً عن جيله، وصادف ميلاد أول ديوان له الثورة المصرية عام 1954م، والديوان صدر في 55، وهو من رواد مدرسة التجديد في الشعر الحر، حيث انتقل من الشعر التقليدي الذي يلتزم بالتفعيلة والقافية إلى الشعر الحر، كما أنه انتقل به من مرحلة الرومانسية إلى الثورية، فجميع قصائده كانت قضايا ذات مدلول، وكان التركيز على مضمون القصيدة وليس جمال الجرس الموسيقي للقافية الشعرية كما كان يفعل الشعراء قبل ذلك، لذا كانت القصيدة مضمون ثوري وقضية ذات أبعاد مختلفة.

وأضاف السرور، أن شعر الفيتوري حمل مضامين الغربة بين كلماته رغم أنه نشأة في القاهرة ودرس في كلية دار العلوم، والتجانس الذي وجده إلا انه كان يحمل غربة عن الوطن داخله، تحسها من خلال أشعاره، وازادت تلك الغربة بعد أن أقدم الرئيس جعفر نميري بسحب الجنسية السودانية منه، كانت هناك لمسة حزن وغصة تحسها بين كلمات قصائده.

وقال، إن الفيتوري عاش ثائراً ومات ثائراً وهو رمز من رموز الشعر العربي الإفريقي وأحد ركائز الثورات العربية.

وتناول الدكتور عادل حربي الجانب المسرحي في شعر الفيتوري حيث أشار إلى أن مسرحية «سولارا» والتي أبدع فيها الشاعر حيث نقل المسرح من المسرح الشعري إلى الشعر المسرحي، وهو بذلك أسس لضرب جديد في كتابة المسرح تبعه بعد ذلك الراحل هاشم صديق في مسرحية نبتا حبيبتي، وتعتبر مسرحية سولار نموذجا للمسرح الغنائي بأمتياز، فهي مسرحية ذات مدلول أجتماعي وسياسي دافعت عن المستضعفين في ذلك الوقت، أستفاد الفيتوري من البناء الدرامي في شرح القضية، باستخدام أسلوب مسرحي بديع، وهو أحد رواد المسرح الشعري.

خلال الندوة قدمت نماذج شعرية لقصائد الفتيوري قدمها رحاب إبراهيم، ووليد الخولي، وعبد المنعم الكتيابي، و طارق كبلو.

تكريم مستحق

وفي نهاية الاحتفالية قدم منظموالاحتفالية درعا تكريميا لابنة الشاعر الكبير سولارا محمد مفتاح الفيتوري، والتي شكرت الحضور على هذه الندوات لإحياء ذكرى والدها، وتمنت أن تشمل الندوات جميع المبدعين السودانيين، بعدها قدم الفنان هاشم كمال فقرة غنائية من أشعار الفتيتوري أفاضت روحا من البهجة والشجن بين الحاضرين.

اقرأ أيضاًبإقبال كبير.. مسرح السامر يشهد احتفالية «الثقافة» بتسعينية فيروز (صور)

5 بنوك تكشف عن خدماتها المجانية بمناسبة احتفالية ذوي الهمم

«آنكر إنوفيشنز» تنظم احتفالية ضخمة بالمتحف المصري الكبير

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السينما السودانية منتدى إفریقیا الشاعر محمد خالد محمود

إقرأ أيضاً:

«أمير الشعراء» يختتم المرحلة الأولى من منافسات الموسم الحادي عشر

اختتم برنامج «أمير الشعراء» الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، المرحلة الأولى من موسمه الحادي عشر، بالحلقة المباشرة الخامسة التي بُثت مساء أمس «الخميس» من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي على قناتي «أبوظبي» و«بينونة»، وتنافس فيها الشعراء أسماء الحمادي من الإمارات، وسرى علوش من مصر، وفارس صالح من فلسطين، ومحمد زياد شودب من سوريا.

حضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وعضوَا اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.

وقررت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو، تأهيل الشاعر محمد زياد شودب بحصوله على 47 درجة من 50، والشاعرة أسماء الحمادي بحصولها على 42 درجة من 50، فيما نالت سرى علوش 40 درجة، وفارس صالح 40 درجة، وسيحجز الفائز منهما بتصويت الجمهور خلال الأسبوع القادم، مقعداً له ويكمل في المرحلة الثانية من البرنامج.

وأعلن في بداية الحلقة عن انتقال الشاعر عماد أحمد أبو أحمد من ألمانيا إلى المرحلة التالية بعد أن حصد 77 من 100 درجة بتصويت الجمهور خلال الأسبوع الماضي، ليرافق المتأهلين بقرار لجنة التحكيم في الحلقة الماضية الشاعرين عثمان الهيشو قرابشي من المغرب، وعلا خضارو من لبنان.

أسماء الحمادي من الإمارات كانت المتبارية الأولى في الأمسية بقصيدتها «أغنيةٌ لقلوب مبتلّة» التي أشاد الدكتور علي بن تميم بمطلعها، ووصفها بأنها كتبت عن الطفولة وليس لها، وقال إن فيها ميلاً للتناص مع التراث ومع القرآن الكريم، وأشار إلى أن القصيدة اعتمدت على الغنائية الكاملة، لكنه نوه إلى عدم مناسبة بعض أوصافها.

الدكتور محمد حجو قال إن القصيدة جريئة في اختيار الموضوع، وفيها مداعبة لغوية لمعلقة امرئ القيس تمثلت في تناصات غير متكلفة أكسبت بعض الأبيات مسحة تراثية، مشيداً بالتركيبة البلاغية للنص، لكنه أشار إلى وجود بعض التعابير اللغوية غير المتناسبة مع روح القصيدة، التي وصفها بأنها جديلة من اللغة ضفرت فيها الشاعرة سيلاً من الأحاسيس المبهجة بلغة تصويرية ممتعة. 

أما الدكتور وهب روميّة فأشاد بمطلع القصيدة وبصورها، وقال إن في القصيدة أبياتاً كثيرة لا تخطئ العين أو الأذن جمالها، لكنه أشار إلى أن كثرة التناص مع قصيدة امرئ القيس أضاع صوت الشاعرة وأخفاه، مؤكداً أن التناص الديني في القصيدة كان جيداً، ونوه إلى أن التناص يكون بالألفاظ وبالسياق الذي على الشاعر أن يوائمه مع سياق قصيدته حتى لا تتفكك على نحو ما ظهر في آخر بيت.  

وكانت المشاركة الثانية في الحلقة للشاعرة سرى علوش من مصر بقصيدتها «حكاية ناقصة للحبّ الأول» التي قدم الدكتور محمد حجو قراءة في جمالياتها، وقال إنها لا تخلو من بعد رمزي فلسفي في استحضارها للشخصيات، مشيراً إلى أنها تنطلق من نظرة الذات. 

الدكتور وهب روميّة من جهته قال إن المدخل الصحيح إلى القصيدة هو قراءتها في ضوء نظرية الأنماط الأولية التي تذهب إلى أن كل أمر يبدو عصرياً يستمد جذوره من أنماط أولية عميقة في التاريخ والأساطير، لكنه تساءل عن العنصر التاريخي الذي أضافته القصيدة إلى قصة آدم وحواء؟ واصفاً القصيدة بأنها تتميز بلغتها العالية وصورها البديعة، وقال إن تدوير الأبيات وتنويع قافيتها وفر لها ثراء موسيقياً جعلها أقرب إلى الغناء الشجي.

الدكتور علي بن تميم أوضح أن هناك تأثراً واضحاً للشاعرة بمحمود درويش من خلال جمل كثيرة في القصيدة، وأشار إلى أن الشاعرة بحاجة إلى هضم شعر درويش حتى تنصهر هذه الجمل في النص، كما تناول الدلالات التي تحملها القصيدة في عنوانها، وموضوعها، ورموزها، لكنه أشار إلى معاناة القصيدة من ارتباك في بعض المقاطع.

ثالث شعراء الأمسية كان الشاعر فارس صالح من فلسطين وقصيدته «نشيد الخلود»، التي قال عنها الدكتور وهب رومية إن فيها أموراً كثيرة تستحق الإشادة، وأشار إلى أن الشاعر حاول تقديم رؤيته للصراع في بلاده، برسم مشهد أسطوري لقمّة شاهقة يحيط بها من أسفلها سور تتكسر عليه الأمواج، ووصف القصيدة بأن فيها سرداً شعرياً بديعاً، وأن في خاتمتها طاقة رمزية ضخمة، ولكل صورة من صورها مذاقها الخاص، كما أشار إلى حضور التناص الديني والشعري، لكنه قال إن الشاعر لم يوفق في محاولة التناص مع درويش بجعل الأعداء غماماً، ودرويش جعلهم عابرين.

الدكتور علي بن تميم أشاد بالعنوان الذي قال إنه يدل على الملحمية، لكنه أشار إلى أن القصيدة مرتبكة وتخلو من بصمتها الخاصة، ووصفها بأنها سلسلة من المبالغات، منوهاً إلى أنه كان على الشاعر وصف بطل من عامة الناس وليس بطلاً خارقاً، وعاد ليصف النص بأنه خطابي مباشر. فيما قدم الدكتور محمد حجو قراءة في جماليات القصيدة وقال إن في نسيجها شيئاً من روح محمود درويش، وأشاد بالتصوير الجميل فيها باستلهام النص الديني.  

وكان آخر المتنافسين في الحلقة الشاعر محمد زياد شودب من سوريا بقصيدته «العائد» التي لم يخف الدكتور علي بن تميم إعجابه بها وبما فيها من لحظات تقوم على المفارقة، وقال إن الشاعر أبدع وجعل العودة أمراً مجسداً يمكن الإحساس به، وأضاف أنه كان من الأفضل أن يقدم الشاعر في القصيدة رموزاً وإشارات ترتبط بالتاريخ السوري. 

الدكتور محمد حجو أشاد بالقصيدة مشيراً إلى أن معمارها متماسك إلى حد كبير، وتنمو تركيبتها اللغوية والدلالية بتصوير الصراع النفسي بين الشعور بالإحباط والحزن والألم والشعور بانفراج المصير واقتراب الأمل بالعودة. 

وقال الدكتور وهب روميّة إن مما يلفت النظر في القصيدة، توظيف الشاعر للأحداث التاريخية توظيفاً فنياً راقياً، وأن صوره في القصيدة كانت بارعة وتجانست مع الحالات النفسية التي تصورها، كما صوّر العودة في القصيدة بصور فنية بصرية وسمعية فسيحة.  

وفي فقرة «أثر شاعر» اختار الشعراء المشاركون في الأمسية، عدداً من الشعراء الذين كان لهم الأثر في تجاربهم الشعرية، فتحدث محمد زياد شودب عن الشاعر السوري نديم محمد (1908-1994م) الذي قال إنه تناول في شعره العديد من القضايا مثل المرأة، ووصف الطبيعة، والقصائد الوطنية، فيما اختارت سرى علوش الشاعر فؤاد حداد (1928-1985م) الذي وصفته بأنه من أهم رواد الشعر الشعبي في مصر وقالت إنه أخذ على عاتقه أن يكون صوتاً للفقراء والمظلومين، وأرجعت تأثرها به إلى هويته المركبة.

وتحدث فارس صالح عن الشاعر الفلسطيني سميح القاسم (1939-2014م) الذي قال إنه كان شاعراً يحارب من أجل هويته وإن قصائده كانت شعلة متقدة. واختارت أسماء الحمادي أن تتحدث عن الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري الحاصلة على وصافة برنامج «أمير الشعراء» بموسمه الثامن، ووصفتها بأنها شاعرة التفاصيل الدقيقة وأن لها القدرة على تحويل كل تفصيل صغير إلى قصيدة بديعة.

واستضافت الحلقة المباشرة الخامسة الفنان الإماراتي محمد المنهالي الذي قدم أداء جمع فيه بين أصالة الشعر الفصيح وعذوبة الشعر النبطي من خلال أغنية «أدرتِ طرفَكِ» التي كتب كلماتها الشاعر علاء جانب، الحاصل على لقب «أمير الشعراء» في الموسم الخامس. والأبيات النبطيّة في الأغنية هي من كلمات الشاعر سيف المنصوري، الحاصل على لقب «شاعر المليون» في الموسم السادس، ومن ألحان عبدالله الشحي. كما تحدث المنهالي عقب أدائه عن فكرة الأغنية والتحديات التي واجهته فيها بوصفها تجربة جديدة عليه، معبراً عن تقديره لما يقدمه برنامج «أمير الشعراء» للمشهد الشعري. 

وعرض في الحلقة تقرير مصور عن الزيارة التي قام بها الشعراء المشاركون في الأمسية الخامسة إلى مهرجان «أم الإمارات» بأبوظبي، حيث أوضح الشعراء أن أكثر ما لفت انتباههم في المهرجان أنه يمثل بيئة جاذبة للأسر ولا سيما الأطفال الذين تتوفر لهم تجربة ترفيهية متميزة رفقة ذويهم، كما أشاروا إلى أن مثل هذه الفعاليات في أبوظبي سيكون لها تأثير كبير في الأجيال الحديثة التي ستتأثر بها إيجابياً. 

يذكر أن آلية التنافس في الموسم الحادي عشر من برنامج «أمير الشعراء» تشمل عدة مراحل للوصول إلى إمارة الشعر، حيث تتكون المرحلة الأولى التي اختتمت أمس من خمس حلقات بمشاركة عشرين شاعراً، ينتقل منهم خمسة عشر شاعراً إلى المرحلة التالية.

وتتكون المرحلة الثانية من ثلاث حلقات يتنافس في كل حلقة خمسة شعراء، تؤهل منهم لجنة التحكيم شاعراً واحداً مباشرة إلى المرحلة المقبلة، وتكون درجات اللجنة في هذه المرحلة 50% مثل سابقتها، ونسبة تصويت الجمهور 50% يتنافس عليها الشعراء الأربعة الباقون طيلة أيام الأسبوع ليتأهل في النهاية الشاعر الحاصل على أعلى نسبة تصويت من المشاهدين، مضافة إلى ما حصل عليه من لجنة التحكيم.

أما المرحلة الثالثة قبل النهائية، فيتنافس فيها الشعراء الستة المتأهلون من المرحلة السابقة، وتضع لجنة التحكيم الدرجات بنسبة 60%، تقسم إلى 30% تُمنح في هذه الحلقة، والثلاثين في المئة الأخرى تُمنح في الحلقة النهائية، في حين يجري التصويت لهم مع نهاية الأمسية ولمدة أسبوع من قبل المشاهدين الذين لهم التصويت بنسبة 40% من الدرجات.

وفي المرحلة النهائية يواصل الشعراء الستة التنافس للظفر باللقب، وتمنح اللجنة الشعراءَ نسبة الـ 30% المتبقية من الدرجات، ويتم في نهاية الحلقة جمع درجات اللجنة مع درجات التصويت، لتعلن النتائج النهائية، وتحدد المراكز من السادس وصولاً إلى المركز الأول الفائز بـ مليون درهم ولقب «أمير الشعراء» للموسم الحادي عشر. 

مقالات مشابهة

  • أحمد بن سعيد: رؤية محمد بن راشد أساس نجاح دبي
  • الشعر.. بين جاذبية «المنصات» وأصالة الكتاب المطبوع
  • أحمد الشهاوي: الشعر كتاب للروح.. والمكان في نسيج الكتابة
  • دورة محمد إبراهيم أبو سنة.. الأعلى للثقافة يطلق جائزة لجنة الشعر 2025
  • فعالية احتفالية في الجامع الكبير بصنعاءاحتفاء بجمعة رجب
  • «أمير الشعراء» يختتم المرحلة الأولى من منافسات الموسم الحادي عشر
  • "لا يوجد أحد بالمنزل" أمسية شعرية فى مكتبة مصر الجديدة.. غدا
  • "أمير الشعراء"يضيء على المؤثرين في تجارب فرسانه
  • "لا يوجد أحد بالمنزل" أمسية شعرية في مكتبة مصر الجديدة.. غدًا
  • برنامج أمير الشعراء يختتم المرحلة الأولى من الموسم الـ11