أمريكا في ربيعها المظلم: انكسارات القوة العظمى وهشاشة السيادة العالمية
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
يمانيون../
تسيّدت أمريكا العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً مع مطلع الألفية الثالثة للميلاد؛ هذه السيادة تحتاج بالتأكيد إلى عقل وحكمة لإدارتها لضمان ديمومتها لكن جنون العظمة الذي أعماها جعل أمريكا تخفق في تلك الإدارة.
اتضح ذلك من سلسلة الهزائم التي لحقت بأمريكا في العديد من الأماكن التي تتواجد فيها، وأدق مثالين على ذلك انسحابها المهين مع بقية دول الناتو من أفغانستان مؤخراً، والهزيمة المذلة لها في معركة البحرين الأحمر والعربي على يد القوات المسلحة اليمنية، وسلسلة الانكسارات والهزائم التي يتلقاها الكيان الصهيوني وحليفته أمريكا وبريطانيا في قطاع غزة على أيدي أبطال حركة حماس.
يقول المفكر الكبير ابن خلدون إن للدول أعماراً كأعمار البشر تمر بمراحل إلى أن تصل إلى القمة، وهنا تكمن الحكمة في البقاء في القمة أو الانهيار، وهذا ماحدث للولايات المتحدة الأمريكية التي لم تُحسن الحفاظ على موقعها في القمة لتبدأ عملية تراجعها، وهو مايحدث الآن، إذ لا يمكن حكم العالم اعتماداً على القوة العسكرية وسياسة الترهيب.
يجب أن يقوم الحكم على سياسة تتسم بالحكمة، وفي نظرة عميقة لمسيرة التاريخ يتضح لنا أن أمماً كثيرة وحضارات متعددة بلغت القمة ثم انهارت بفعل مجموعة من العوامل أبرزها تغليب لغة القوة على لغة الحكمة في إدارة البلاد.
أمريكا دولة استعمارية بنت حضارتها من الغزوات والحروب ونهب خيرات وثروات الشعوب واستغلال إمكانياتها ومواقعها وسرقة مكوناتها لخدمة مصالحها الاستعمارية، أمريكا دولة لا تستطيع العيش في ظل السلام لأن ذلك يتناقض مع تكوين هذه الدولة ونشأتها القائمة على الحروب والغزوات ولذلك تسعى دائماً إلى إثارة الفتن والحروب لكي تعتاش عليها وتستفيد منها اقتصادياً وعسكرياً.
وفي العصر الحديث برز مصطلح الإرهاب الذي أحسنت أمريكا استغلاله وتطويعه لخدمة مصالحها وأصبحت تطلق هذا المصطلح على كل من يعارضها وينتقد سياستها.. طوّعت مفهوم الإرهاب لمصلحتها وأخذت تلوّح به كعصا غليظة فوق رأس العديد من دول العالم الذين يعارضون السياسة الأمريكية، والشيء المؤكد أن لأمريكا سياسة غير واقعية في عالم اليوم المتشابك المصالح فالسياسة الأمريكية تدار حالياً بعقلية الحرب الباردة التي تنتمي لزمان ولّى وإلى غير رجعة. الشيء المثير للدهشة أن أمريكا تكابر على هذه السياسة الخرقاء رغم فشلها وانتقادها من أقرب حلفاءها.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أول مائة يوم من حكم ترامب.. الرئيس الأمريكي يدمر السياسات العالمية
اعتبرت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي الصادر اليوم الثلاثاء، الرئيس الأمريكي سببا من أسباب الدمار السياسي على المستوى الدولي.
قالت المنظمة في تقرير “حالة حقوق الإنسان في العالم” إن الضرر الذي أحدثه ترامب ومازال يفعله كبير .
واعتبرت أن من السمات البارزة" لأول 100 يوم من حكم ترامب" هو تدمير كل ما جرى خلال عقود.
وذكرت المنظمة أن إجراءات ترامب للتراجع عن المكاسب المحققة في مكافحة الفقر العالمي والعنصرية وغيرها من أولويات حقوق الإنسان لم تبدأ مع إدارته الثانية إلا أن الرئيس الأمريكي "يسرّع" الجهود لعكس تلك المكاسب.
ويأتي هذا التقرير ليعبر عن انضمام العدل الدولية إلى رأي غيرها من المنظمات والمؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي الذي اعتبر رسوم ترامب سبب في تراجع النمو في العالم لسنة 2025.
وصرّحت يوليا دوخرو، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا، خلال عرضها للتقرير السنوي للمنظمة الحقوقية، بأن إعادة انتخاب ترامب تُشكّل خطرا يتمثل في "نهاية القواعد والمؤسسات التي أُنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لضمان السلام والحرية والكرامة لجميع شعوب العالم".
وأضافت دوخرو: "بعد مرور مئة يوم على تولي الإدارة الأمريكية الجديدة، تصاعدت الاتجاهات السلبية التي شهدناها في السنوات الأخيرة"، محذرة من أن تقليص "المساعدات الإنسانية يعرض ملايين الأشخاص للخطر".
وفي الولايات المتحدة، من المقرر أن يتم تفكيك وكالة التنمية الدولية، وهي جهة ذات أهمية خاصة بالنسبة لإفريقيا، بحلول الأول من يوليو.
وعلى الصعيد الدولي، أشارت دوخرو إلى وجود اتجاه متزايد يتمثل في أن انتهاكات حقوق الإنسان "لم تعد تُنفى أو تُخفى، بل يتم تبريرها علنا".
وشددت دوخرو على أن هناك تصاعدا ملحوظا في عدد النزاعات على مستوى العالم.
ويُوثق التقرير السنوي، الذي يرصد الأوضاع في 150 دولة، "إجراءات وحشية" لقمع المعارضة، غالبا ما تنطوي على سقوط ضحايا من المدنيين في النزاعات المسلحة، إلى جانب قصور في الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ.