3 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: في خطوة تعكس أهمية الدور العربي في تشكيل سياسات الإدارة الأميركية الجديدة، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تعيين مسعد بولس، رجل الأعمال الأميركي من أصل لبناني، مستشاراً رفيعاً لشؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط. وأشاد ترامب ببولس واصفاً إياه بأنه “داعِمٌ ثابتٌ للسلام في الشرق الأوسط”، ما يشير إلى نية الإدارة المستقبلية تعزيز حضورها في المنطقة عبر شخصيات ذات خلفيات متعددة الأطياف.

يتميز تعيين بولس بخصوصية إضافية كونه والد زوج تيفاني ترامب، ما يعكس الدور المتداخل للعلاقات الأسرية في تشكيل الدائرة المقربة من الرئيس المنتخب. هذه الخطوة جاءت بعد تعيين تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر، سفيراً في فرنسا، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين السياسة وعائلة ترامب.

خلفية وأبعاد التعيين

ولد مسعد بولس في لبنان ويمتلك خبرة ممتدة بين الولايات المتحدة ولبنان. بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الفقه القانوني من جامعة هيوستن، انضم إلى أعمال عائلته في نيجيريا وأصبح رئيسها التنفيذي. بولس ليس مجرد رجل أعمال، بل يمتلك شبكة واسعة من العلاقات السياسية في لبنان والولايات المتحدة، مما يمنحه قدرة على التوسط بين الأطراف المختلفة في المنطقة.

برز بولس خلال الحملة الانتخابية لترمب بدوره في حشد دعم المجتمع العربي الأميركي، خاصة في مناطق مثل ديربورن بميشيغان، حيث ساعد في تحويلها من ولاية زرقاء إلى حمراء. كما التقى بشخصيات بارزة مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في محاولة لبناء جسور تواصل مع القيادة الفلسطينية.

تحديات وآفاق

بولس، الذي يحمل علاقات متشابكة في لبنان تشمل حزب الله وحزب القوات اللبنانية المتناحرين، يمثل نموذجاً نادراً لشخصية قادرة على العمل مع أطراف متعارضة. في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، قد يساهم وجوده في تسهيل قنوات الحوار، خاصة أن ترامب وصفه بـ”صانع صفقات”.

لكن هذه المهمة ليست سهلة، إذ يواجه بولس تحديات تعقيد المشهد السياسي اللبناني والعربي. ويشير الخبراء إلى أن دوره في الإدارة المقبلة قد يكون محدوداً بغياب رؤية استراتيجية واضحة، إلا أن طموحه السياسي وعلاقاته المتنوعة قد يمنحانه القدرة على التأثير في الملفات الشائكة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

استشاري صحة نفسية: تعريف الأطفال بالذكاء الاصطناعي يبدأ بسن الـ 7 سنوات

أكد الدكتور عبد الله أبو عدس، استشاري الصحة النفسية، أن الأباء الآن في مرحلة تلمس الخطوات الأولى في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن تقاطع الطفل مع الذكاء الاصطناعي يبدأ منذ اللحظة الأولى للكلام وعلاقته مع البيئة الخارجية، متابعًا: «يرى الآباء يتعاملون مع الأجهزة الرقمية ويرى المدرس ايضًا يتعامل بالأجهزة الرقمية.. أصبحنا نتعامل مع الذكاء الاصطناعي باعتباره واقع الآن».

ميتا تزيل ملفات الذكاء الاصطناعي من فيسبوك وإنستجرام رئيس هندسة جوجل: الذكاء الاصطناعي يتسبب في انبعاثات كربونية تؤدي لتغيرات بالمناخ   الذكاء الاصطناعي

وأوضح «أبو عدس»، خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامي محمد جاد وآية الكفوري، ببرنامج «صباح جديد»، المٌذاع عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن الجيل الحالي من الأطفال هو الذي سيتعامل مع الطفرة الثالثة والرابعة من الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يقسم لعدد من المراحل، أولهما الآلات التفاعلية والذي يعيش معظم الأطفال في العالم بتأثيرها.

ووجه عدد من النصائح للأباء، بأنه لابد من تعريف الأطفال بالذكاء الاصطناعي من سن 7 لـ 9 سنوات، وتكون البداية بتعريف الأطفال عن ما هو الذكاء الاصطناعي؟ وتبسيط المفاهيم واستخدام الألعاب، مشددًا على أنه من سن الـ10 سنوات يحصل الطفل على بعض الفرص لتصميم بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنه لابد أن نبدأ بتعليم الطفل بعد سن الـ12 عام تعليم لغة البرمجة المعقدة لكي يستوعب ما يجري حوله.

الذكاء الاصطناعي جزء من نظام التعليم للطلاب

وتابع: «الذكاء الاصطناعي جزء من نظام التعليم للطلاب.. وقد يكون هو المدرس الخصوصي للأطفال ويستطيع قراءة قدرات الطفل الفكرية وتصميم برامج تعليمية لكل طفل على حدى.. وأصبح المعلم ويتلمس نقاط الضعف والقوة للأطفال، وأصبح الذكاء الاصطناعي هو المشرف التربوي ويقيس الديناميكية التعليمية ويضع نقاط الضعف ونقاط القوة».

جدير بالذكر أن حسان عودة، خبير الذكاء الاصطناعي، والباحث بجامعة الشارقة، أكد على أهمية توسع دول الشرق الأوسط في مجالات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه يبلغ إجمالي إنفاق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تكنولوجيا المعلومات 183.8 مليار دولار في عام 2024، ارتفاعا من 176.8 مليار دولار في عام 2023.

وقال خبير الذكاء الاصطناعي  خلال حواره ببرنامج "العنكبوت" ال، إنه من الضروري أن ينتشر التطور التكنولوجي ويتوسع ويكون هناك تبادل للخبرات بين بلدان المنطقة العربية.

 طفرات في منطقة الشرق الأوسط

وذكر خبير الذكاء الاصطناعي أن هناك طفرات في منطقة الشرق الأوسط ، حيث نجح المعهد التكنولوجي في أبو ظبي، في تصميم منافسين لـ ChatGPT ، موضحًا أن تحسين الخدمات الإماراتية بمثابة مثال ونموذج للدول العربية الأخرى، وخاصة في مجالات التعليم والصحة.

ولفت إلى أن  الإنفاق التكنولوجي شهد في الشرق الأوسط نموا سريعا، مدفوعا بالمبادرات الحكومية، واستثمارات القطاع الخاص، والدفع نحو التحول الرقمي عبر مختلف القطاعات، حيث تركز بعض دول المنطقة بشكل أساسي على قطاعات مثل البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والخدمات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والحوسبة السحابية، ومبادرات المدن الذكية.

وأوضح أن عام 2024 شهد تقدمًا مذهلاً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح التقنية الأكثر تأثيرًا في مختلف جوانب الحياة اليومية.

مقالات مشابهة

  • لميس الحديدي عن2024: غيّر موازين القوى وربما خارطة الشرق الأوسط
  • فوضى الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
  • ترامب يختار امرأة لمنصب نائب المبعوث الرئاسي للسلام بالشرق الأوسط
  • ترامب يعين متحدثة باسم الخارجية ونائباً لمبعوثه إلى الشرق الأوسط
  • استشاري صحة نفسية: تعريف الأطفال بالذكاء الاصطناعي يبدأ بسن الـ 7 سنوات
  • 183 مليار دولار حجم إنفاق الشرق الأوسط وشمال افريقيا على تكنولوجيا المعلومات
  • مستشار سابق بالبرلمان الأوروبي: الخطاب الأخير للإدارة السورية سيطرت عليه المقاربة الغربية
  • الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق
  • الأكراد.. رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط
  • هل الشرق الأوسط على أبواب ربيع جديد؟ قراءة في كتابات غربية