الغناء للجيش.. واجب وطني أم دعم للقتال؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
يدور جدل مستمر في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع حول فكرة الغناء للجيش ودعمه أثناء الحرب مقابل رفض الحرب ودعم السلام.
التغيير: الخرطوم
يرى البعض أن الغناء للقوات المسلحة واجب وطني، مشيدين بالفنانين الذين يدعمون الجيش. فيما يعتقد آخرون أن الفن يجب أن يركز على دعم السلام وإنهاء الحرب، رافضين الاصطفاف إلى أي طرف من أطراف النزاع.
الفنانة منى مجدي أوضحت في حديثها لـ”التغيير” أنها سمعت بقرار يصف الفنان الذي يغني للسلام بالخائن، وعلّقت قائلة: “هذه الكلمة كبيرة. دعنا نقول إنه مقصر إذا لم يدعم السلام.”
وأضافت: “من واجب الفنان أن يغني لوقف الحرب، فالفن له رسالة تؤثر بشكل كبير على استمرار الحرب أو توقفها.”
وكشفت منى أنها تعمل حاليًا على إنتاج أغنيات تهدف إلى وقف الحرب، رغم تأخرها بسبب ظروف معينة، مؤكدة أن الفنان الذي يغني لصالح الجيش يدعم الحرب بشكل أو بآخر.
ووصفت مجدي الحرب الحالية بـ”العبثية”، مشيرة إلى أن دعم الحرب أو التغني لطرفي النزاع يعد خيانة للوطن والناس.
عادل التجاني، من جهته، يرى أن الغناء وظيفة طبيعية للفنان مثل الطبيب أو المهندس، وقال: “ليس هنالك سبب يمنع الفنان من الغناء للجيش، فحتى في زمن الرسول الكريم كان الغناء الحماسي يبث الحماس في الجنود.” لكنه أضاف: “الغناء للجيش في الحرب الحالية يعتمد على قناعة الفنان بالقوات المسلحة.”
وأشار عادل إلى أن الغناء الموجه لفترات سياسية محددة قد يضع الفنان في مأزق، ضاربًا أمثلة بأغانٍ من حقبتي مايو والإنقاذ.
وأضاف: “على الفنان أن يبقى للجميع ويتجنب الانحياز السياسي، لأن الحقب تنتهي وقد يجد الفنان نفسه مرفوضًا.”
الدكتورة سلمى منصور، من مؤسسي برنامج “فلنغني للسلام”، انتقدت ما وصفته بـ”الفجور في الخصومة”، وقالت: “سمعنا عن قرارات تمنع الفنانين من الغناء لتنسيقية تقدم و للمدنيين، وكأن الغناء للسلام أصبح جريمة.”
سلمى منصوروأكدت أن هذا التوجه مرفوض تمامًا، مشددة على ضرورة احترام الآراء المختلفة. وختمت بقولها: “لا يوجد عاقل يدعم الحرب، وعلى صناع القرار مراجعة مواقفهم لتجنب تمزيق الوطن.”
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهد السودان استقطابًا حادًا على مختلف الأصعدة، سواء بين القوات المتنازعة أو داخل المجتمع السوداني نفسه.
الحرب التي بدأت في الخرطوم، وانتشرت لاحقًا إلى مناطق دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، أدت إلى أزمات إنسانية مدمرة، حيث تم تدمير البنية التحتية في العديد من المناطق وراح ضحيتها آلاف المدنيين.
هذا الصراع المستمر خلق انقسامًا واسعًا في المجتمع السوداني بين مؤيدين لكل طرف من أطراف النزاع. وباتت السياسة والفن يتداخلان بشكل كبير في هذا السياق، إذ يرى البعض أن دعم الجيش أو قوات الدعم السريع هو واجب وطني، بينما يعتبر آخرون أن أي انحياز لطرف معين يعمق الجروح الوطنية.
هذا الاستقطاب الحاد أثر على كافة مجالات الحياة العامة، بما في ذلك الفن والمثقفين، حيث أصبحوا جزءًا من هذا الصراع الذي يراه البعض حربًا من أجل السلطة والسيطرة، بينما يراه آخرون معركة من أجل الهوية الوطنية.
الوسومالسلام الفن والحرب حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السلام حرب الجيش والدعم السريع أن الغناء
إقرأ أيضاً:
فاطمة حسن لـ "البوابة نيوز": النقد يساعد الجمهور على فهم العمل الفني بشكل أعمق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت الفنانة التشكيلية فاطمة حسن، ان النقد الفني هام جدا للفنان التشكيلي لأنه يساعد الفنان على رؤية عمله من جوانب أخرى ومن منظور مختلف، كما يتيح له رؤية جوانب القوة والضعف.
وأوضحت "فاطمة"، فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أن النقد البناء وسيلة لتحسين تقنيات الفنان سواء في تكوين الألوان أو الأفكار، كما يساعد الفنان على الخروج من النمط التقليدي وتجربة أفكار جديدة.
وتابعت: "النقد الفني يساعد الجمهور على فهم العمل الفني بشكل أعمق، ويساهم في تسويق العمل واكتشاف المواهب الجديدة. والعكس صحيح، فإذا كان النقد الفني متحيزًا أو مجاملًا فلن يساعد الفنان على تطوير ذاته".
وعن ازمات الفن التشكيلي ، قالت الفنانة التشكيلية، انه يحتاج إلى تغطية إعلامية بسبب أزمة التسويق ويحتاج إلى وعي وفهم للجمهور أنه عندما يقتنون لوحة فهي استثمار على المدى الطويل، وأن هناك فارق كبير بين اللوحات الأصلية لفنان ولوحات مقلدة رخيصة للديكور.
وأضافت: "ولأن بعض قاعات العرض تكون مسيطرة على السوق وتحدد أسعار الأعمال الفنية وتوجه الذوق العام، فإن ذلك يقلل من فرص الفنانين المستقلين. ولا يوجد نظام واضح لتسعير الأعمال الفنية، وبعض الفنانين يبالغون في الأسعار أو يقللون منها بشكل يؤثر على قيمتها".
وتابعت: "لا يوجد تقييم نقدي مؤسسي يحدد القيمة الحقيقية للعمل الفني. وطبعًا لا يوجد دعم كافٍ من الدولة لترويج الفن المصري عالميًا سواء من خلال بعثات ثقافية أو مشاركات دولية. وطبعًا ضعف التمويل الموجه لقطاع الفنون التشكيلية مقارنة بالفنون الأخرى".