باحث: جامعة القاهرة تتبنى خططا لمواجهة الفكر المتطرف والشائعات
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
أكد الدكتور محمد السيد الماظ، أستاذ أصول التربية المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، والباحث في شؤون الإرهاب والتطرف، أن الشائعات تمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه الجامعات في ظل ثورة المعلومات، لافتا إلى أن الجامعات تمتلك دورا محوريا في مواجهة هذه الظاهرة، ليس فقط بحكم دورها التعليمي، بل عبر تنمية عقول الطلاب وتدريبهم على التفكير النقدي والشك المنهجي.
أوضح في تصريحات لـ«الوطن» أن جامعة القاهرة تبنت خططا متعددة لمواجهة الفكر المتطرف والشائعات، منها إطلاق مشروع «تطوير العقل المصري»، الذي يهدف إلى تعزيز التفكير النقدي والعلمي، وهو ما يجعل الطلاب قادرين على تحليل المعلومات بدقة دون الانجراف وراء المغالطات، كما أطلقت الجامعة مقرري «التفكير النقدي» و«ريادة الأعمال»، لتعزيز ثقافة النقد والابتكار، ما يخلق مجتمعا أكاديميا واعيا.
مواجهة الانحرافات الفكريةأشار إلى أن الفكر المتطرف يمثل إحدى الإشكاليات التي تهتم بها المجتمعات الحديثة والمنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية، وهيئات المجتمع المدني في القرن الحادي والعشرين، إذ يمثل بدوره مصدرا للتعصب، والعنف، والإرهاب، وتدمير المجتمعات، وتفكيك النسيج الاجتماعي، ما يهدد أمن وسلامة الأفراد والمجتمعات في كل دول العالم، سواء المتقدمة أو النامية.
وأضاف: أجريت بحثا مؤخرا تحت عنوان «الجامعة ومواجهة الفكر المتطرف.. جامعة القاهرة نموذجًا»، ومن خلال البحث استطيع أن أؤكد أنه في إطار الآليات والإجراءات التي اتخذتها الدولة والجامعات المصرية لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب، فإن جامعة القاهرة وضعت خطة شاملة لتفكيك بنية الفكر المتطرف، بتحديد طرق وآليات تضمن مواجهة الانحرافات الفكرية، وتصويب الأفكار الخاطئة، والتوعية بالأفكار المتطرفة، والتصدي لها لمنتسبي الجامعة من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وعاملين، ضمن خطة جامعة القاهرة للتحول إلى جامعة من الجيل الرابع.
أهمية مواجهة الفكر المتطرفونوه بأن على المستوى التطبيقي والعملي، اعتمدت جامعة القاهرة إلى تبني مجموعة متنوعة من الإجراءات والآليات لتفعيل دور الجامعة في مواجهة الفكر المتطرف، حيث عملت الجامعة على إصدار وثيقة للتنوير، كما حرصت جامعة القاهرة على إطلاق مشروع متكامل لتأسيس خطاب ديني جديد، حيث أخذت على عاتقها تطبيق المبدأ الخامس الذى انطلقت على أساسه وثيقة التنوير حول ضرورة تأسيس تيار عقلاني عربي يفكك الفكر المتطرف، ويقاوم الإرهاب، ويرفض التشدد والتعصب والرجعية، وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة.
الانفتاح على الفنون والثقافةواستكمل: جامعة القاهرة حرصت على الانفتاح على الفنون والثقافة كمكون أساسي تحتاجه كثير من المؤسسات، خاصة الجامعات فى خطابها مع طلابها وشبابها، حيث يمثل هذا الانفتاح إطارًا طاردًا للفكر المتطرف، وتقدم مواسم ثقافية كبيرة، تبين مدى اهتمام الجامعة بالثقافة والفنون للنهوض بالعقل والوجدان معًا، واستضافت الجامعة خلال فعاليات تلك المواسم الثقافية كبار المسؤولين والمفكرين والمثقفين، بالإضافة إلى إطلاق معسكر قادة المستقبل لطلابها على مدار سنوات متعددة، لتأتي كل تلك الجهود لجامعة القاهرة في إطار تفعيل دور الجامعة، كإحدى المؤسسات التنويرية التي يقع عليها الدور الأكبر في مواجهة الأفكار المتطرفة لدى طلاب الجامعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإرهاب التطرف الشائعات مواجهة الشائعات لمواجهة الفکر المتطرف مواجهة الفکر المتطرف جامعة القاهرة
إقرأ أيضاً:
إلغاء منح فيدرالية لجامعة كولومبيا بـ400 مليون دولار.. هذه البداية فقط
بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجامعات التي شهدت تظاهرات طلابية تضامنًا مع غزة العام الماضي، حيث أعلنت، الجمعة، عن إلغاء نحو 400 مليون دولار من المنح والعقود الفيدرالية لجامعة كولومبيا في نيويورك، متهمةً إياها بعدم حماية الطلاب اليهود من المضايقات.
وأوضحت وزارات العدل والتعليم والصحة، إلى جانب إدارة الخدمات العامة، أن تخفيض التمويل جاء بسبب "الاحتجاجات المستمرة والمضايقات المعادية للسامية" في الحرم الجامعي.
وستتخذ وزارتا الصحة والتعليم إجراءات فورية لتجميد وصول الجامعة إلى بعض الأموال، رغم أن القضايا المتعلقة بمعاداة السامية لا تزال قيد النزاع القضائي ولم تصدر فيها أحكام نهائية.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلنت الوزارات المعنية عن مراجعة شاملة لأكثر من 5 مليارات دولار من التمويل الفيدرالي المخصص لجامعة كولومبيا، في إطار تحقيقات حول "انتهاكات محتملة للمادة السادسة من قانون الحقوق المدنية" المتعلقة بمعاداة السامية. وتواجه الجامعة ثلاث تحقيقات فيدرالية أخرى في مزاعم مشابهة.
وكانت وزيرة التعليم، ليندا ماكماهون، قد صرحت بأن جامعة كولومبيا قد تخسر التمويل الفيدرالي ما لم تتخذ "إجراءات إضافية لمكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعي"، وذلك بعد احتجاجات طلابية تضامنًا مع غزة.
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية عن فتح تحقيقات جديدة في قضايا معاداة السامية داخل عشر جامعات أمريكية، جميعها شهدت احتجاجات منددة بالحرب في غزة، منها جامعات كولومبيا، وهارفارد، وجورج واشنطن، وجامعة نيويورك، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وبيركلي، وجامعة مينيسوتا.
ترامب ينفذ وعوده
وفي هذا السياق، هدد ترامب في منشور على منصة "Truth Social" بوقف تمويل الجامعات التي تسمح بالاحتجاجات "غير القانونية"، مشيرًا إلى أن الطلاب المتورطين سيواجهون الترحيل أو الاحتجاز بناءً على نوع المخالفة.
SHALOM COLUMBIA: The Trump Admin, led by @USEDgov and the Task Force to Combat Antisemitism (@TheJusticeDept, @HHSGov, & @USGSA), has canceled ~$400M in federal grants to @Columbia over its failure to protect Jewish students from antisemitic harassment. pic.twitter.com/CavoXbhhvx — The White House (@WhiteHouse) March 7, 2025
وكانت لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب الأمريكي قد انتقدت هذه الجامعات في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، متهمةً إياها بـ"التقاعس عن تأديب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين"، واصفةً ذلك بأنه "انتهاك لسياسات الحرم الجامعي والقانون الفيدرالي".
وبدأت فرقة العمل الفيدرالية لمكافحة معاداة السامية، التابعة لوزارة العدل، زيارات ميدانية إلى هذه الجامعات، مؤكدةً أن الحوادث المعادية للسامية استمرت منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
من جانبه، قال مدير اتحاد الطلاب اليهود في جامعة كولومبيا وبرنارد، برايان كوهين: "تعاني جامعة كولومبيا من أزمة معاداة للسامية. وآمل أن يشكل هذا الإجراء الفيدرالي جرس إنذار لإدارة الجامعة وأمنائها لاتخاذ الأمر بجدية، بما يتيح استعادة التمويل ومواصلة العمل الأكاديمي الهام".
يُذكر أن جامعة كولومبيا شهدت أجواء مشحونة عقب تدخل الشرطة لفض احتجاجات الطلاب ضد زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت للجامعة. وتجمع طلاب داعمون لفلسطين في مبنى المكتبة بالجامعة، مرتدين الكوفية الفلسطينية ورافعين العلم الفلسطيني.
وشهدت عدة جامعات أمريكية مظاهرات سلمية استمرت أشهرًا في عام 2024، رافضة للإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وانتقدت الدعم الأمريكي اللامشروط لـ"تل أبيب".