يمانيون../
مع كل فشل عسكري وأمني أمريكي وصهيوني تبرز التنظيمات التكفيرية على الساحة وتخرج من تحت الرماد تحت عنوان يفضله الباحثون وهو “استغلال الخواصر الرخوة” بينما العنوان الأدق هو توظيف القنابل الأمريكية الموقوتة.

وليس صدفة أن يخرج الهجوم على حلب في محاولة للسيطرة عليها بعد ساعات من وقف إطلاق النار في لبنان وفشل الصهاينة في احتلال القرى وهزيمة المقاومة عسكرياً، وفشل الضغوط المكثفة سياسياً وعسكرياً على سورية للتخلي عن خيار المقاومة واحتضان فصائلها والتخلي عن دورها السياسي واللوجستي في دعم حركاتها.

وقبل مناقشة الهجوم الحالي على حلب وتعدد رعاته واستعراض أهدافه ودلالاته، لا بد من تأكيد أنه برعاية أمريكية وصهيونية رئيسية لا تخطئها أعين المراقبين، وقد فضحها الإعلام الصهيوني وخاصة إذاعة الجيش “الإسرائيلي” التي فضحت عبر مراسلها نصاً ما يلي: إن”هجوم قوات المعارضة السورية على حزب الله والميليشيات الإيرانية قد يخدم المصالح “الإسرائيلية” إلى حد ما. حزب الله والميليشيات منشغلون بصد الهجوم وليس بالتحضير لأعمال إرهابية ضد “إسرائيل”.

وأضاف: “يوجد في مدينة حلب مركز للبحث العلمي التابع لحكومة الأسد والذي تستخدمه الصناعات الدفاعية السورية وينتج منظومات دفاعية. وقد أعلنت قوات المعارضة السورية بالفعل سيطرتها عليه. ويجب على إسرائيل أن تراقب هذا الأمر بعناية أيضاً لأن رصيداً مهماً وقع في أيدي فصائل المعارضة”.

وبعد ذكر ما قاله الكيان نصاً دون تدخل، فلا بد من إلقاء الضوء على هذه النقاط والعناوين:

1- آلة القتل الإجرامية الصهيونية والأميركية والتي قتلت في غزة ما يقرب من 45 ألف شهيد وفي لبنان ما يقرب من 4000 شهيد، لم تفكر في القضاء على عدد يتراوح بين 3000 إلى 5000 مقاتل من “داعش” في سورية والعراق رغم تدشين تحالف دولي بقيادة أميركا للقضاء عليه!

كما يترك العالم مخيمين بهما عوائل ومقاتلين من داعش من 60 دولة بما يشكل قنبلة موقوتة وخاصة مخيم الهول تحت حماية قوات “قسد” المحمية أمريكياً، دون حل وعرضة لتحرير المخيم وإطلاق هذه الوحوش في أي لحظة يراد إعادة توظيفهم فيها.

2- تزامن تهديدات مجرم الحرب الهارب من الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، لسورية مع الهجوم الذي تقوده ما تسمى “هيئة تحرير الشام” والذي تواطأ العالم على رفعها من قائمة المنظمات الإرهابية وابتلع الكذبة بانفصالها عن تنظيم القاعدة بعد تغيير مسمى جبهة النصرة فقط، يدل بما لايدع مجالاً للشك على أنها إشارة البدء وكلمة السر لبدء الهجوم الذي كان مبيتاً ومخططاً له وينتظر ساعة الصفر.

وهو أمر له دلائل عديدة وليس مجرد شواهد أو استنتاجات، منذ معالجة الكيان لجرحى “جبهة النصرة” الاسم السابق للتنظيم الإرهابي الحالي الذي يقود العدوان.

والأهم هنا هو المصلحة الصهيونية في قطع طرق إمداد السلاح عن المقاومة وريف حلب يعد أحد أهم طرقها، كما يكمن الهدف في إخراج فصائل المقاومة من سورية واستهداف تمركزاتها، وهو ما ناقشه علناً الإعلام الصهيوني وهو ما تستهدفه دوماً طائرات العدو الصهيوني ويبدو أنها وظفت هذه التنظيمات كقوات برية لها بعد فشل القوات البرية الصهيونية في تحقيق أي إنجازات وهزيمتها الفاضحة في لبنان.

3- الدور التركي أوضح من أن تخطئه عين، فهو الراعي الرئيسي للمنطقة الخاضعة لخفض التصعيد والتي يطلق عليها منطقة “بوتين ــ أردوغان” وصاحب المصلحة الحقيقية في السيطرة على حلب، والتي ابتلعت تركيا مساحات من حلب التاريخية وضمتها لها وأهمها لواء الإسكندرون، والتي تعاني من مشكلة اللاجئين السوريين وتحولها لخطر وورقة بيد المعارضة التركية، وتكمن مصلحة تركيا في إعادتهم إلى مناطق تحت سيطرتها، وبعد فشل تركيا في الحصول على تطبيع مع الرئيس السوري لشرعنة النفوذ، وبالتالي جاءت الخطوة كانتقام وقلب للطاولة تحت تقدير تركي بأن هناك انشغالاً روسياً وإيرانياً بالمعارك الكبرى في أوكرانيا ومعركة المقاومة مع الكيان الصهيوني.

4- وفي إطار تمهيد الأرضية لاستلام الرئيس الأمريكي الجديد، يبدو أن هناك تقديماً لأوراق اعتماد أدوار المرحلة القادمة التي أفرزتها نخبة الحرب الأمريكية ووضعت في واجهتها الرئيس ترامب، والذي أعلن عنها في برنامجه الانتخابي بأنه سيوقف الحروب.

ووقف الحروب هنا لا يعني السلام والتسويات بالضرورة بل السعي لتكريس أوضاع قسرية أو نصر حاسم أو إخلال بالتوازنات، بما يعني استسلام الأطراف المناهضة لأمريكا، وهو ما يشمل النفوذ الخارجي الروسي ومحاولة إجباره على تسوية أو مقايضته بملفات إستراتيجية، وكذلك الحال مع محور المقاومة باستنزافه في جبهات أخرى بعيدة عن جبهة الصراع مع الكيان.

وهنا تسعى تركيا وأوكرانيا ودول خليجية ترعى التنظيمات التكفيرية لإبراز أهميتها في الإستراتيجية الأمريكية.

إن عودة سورية منتصرة للجامعة العربية مع احتفاظها بثوابتها وعدم مقايضة نيلها حقوقها الشرعية بتنازلات عن السيادة والخيارات، لاتروق للهيمنة الأميركية بما يجعل إعادة الكرة أمراً لازماً لاختبار موازين القوى بعد حرب طويلة، سطرت خلالها المقاومة صموداً وبطولات أسطورية، وتحت مظنة أن المقاومة ضعفت وتم استهلاكها وبالتالي ستنزوي وتتخلى عن معاركها الخارجية وتفقد وسائل إمداداتها.

ويبدو أن الأعداء نسوا أن معركة التحرير الثاني التي دشنها الشهيد العظيم كانت لحماية المقاومة ودرء الخطر عن لبنان وكانت جزءًا أصيلاً من إستراتيجية المقاومة، ونسيت أن الجيش السوري وقيادته لم يرضخا يومًا لكل عوامل الترهيب والترغيب، ونسوا أن كل هجمة شرسة على إيران والمقاومة يتبعها استنفار ودفاع شرس وصمود أسطوري يقلب الطاولة بما يحول التهديد إلى فرصة وبما يفشل أهداف العدوان في تكريس لمقولة الشهيد العظيم، إن زمن الهزائم ولى ولا عودة بالزمن إلى الوراء.

– موقع العهد الإخباري ـ الكاتب: ايهاب شوقي

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

إبادة داخل السجون.. هكذا يكثف الاحتلال من جرائمه بحق الأسرى

#سواليف

يواجه آلاف #الأسرى #الفلسطينيين في #سجون_الاحتلال، إلى جانب المختطفين من قطاع #غزة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، وجها آخر من أوجه #الإبادة، مع استمرار تصاعد #الجرائم الممنهجة بحقّهم، وغير المسبوقة بمستواها وكثافتها منذ بدء #حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023.

ومن أبرز هذه الجرائم هي التّعذيب، والتّجويع، والإهمال الطبي، و #الاعتداءات الممنهجة بمستوياتها المختلفة، وعمليات التّنكيل والسّلب، والحرمان، التي تمارس بشكل مستمر، دون أدنى اعتبار للقوانين والأعراف الدولية الإنسانية، والتي أدت إلى استشهاد 45 أسيراً منذ بدء حرب الإبادة، وهم فقط المعلومة هوياتهم، ومن تم الإعلان عنهم.

وأشارت مؤسسات الأسرى أن الآلاف من الأسرى، وتحديداً من يواجهون أحكاماً عالية بالسجون، ومن مر على اعتقالهم أكثر من عام، والمرضى منهم والجرحى، يواجهون تهديداً مضاعفاً على مصيرهم.

مقالات ذات صلة والا: “جنون العظمة” يقود نتنياهو لإعادة الاستيطان في غزة 2024/11/30

وأكدت مؤسسات الأسرى، أن الأسير المريض الذي كان لديه القدرة على تحمل ومواجهة الظروف الاعتقالية الصعبة قبل الحرب، وفي أول الحرب، فعليا لم يعد قادراً على ذلك مع استمرار وتيرة الجرائم بحقّهم وتحديدا الجرائم الطبيّة المتمثلة بحرمانهم من العلاج، والتعمد بنشر الأوبئة والأمراض بين صفوفهم.

ولفتت مؤسسات الأسرى، إلى أنّ المعطيات كافة التي تتعلق بواقع الأسرى اليوم، تؤكّد أن أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى ستتصاعد إن استمر مستوى الجرائم الممنهجة الراهنّة بحقّهم.

حملات اعتقال متواصلة
وبلغت حصيلة حملات الاعتقال أكثر من 11 ألف، فيما بلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النّساء بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أكثر من (435) (تشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من أراضي عام 1948، وحالات الاعتقال بين صفوف النّساء اللواتي من غزة وجرى اعتقالهنّ من الضّفة)، لا يشمل هذا المعطى أعداد النّساء اللواتي اعتقلن من غزة، ويقدّر عددهن بالعشرات.

في حين، بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضّفة، ما لا يقل عن (775)، كما بلغ عدد حالات الاعتقال والاحتجاز بين صفوف الصحفيين منذ بدء حرب الإبادة (136) صحفيا وصحفية، تبقى منهم رهنّ الاعتقال (59) من بينهم (6) صحفيات، و(32) صحفياً من غزة على الأقل ممن تم التّأكّد من هوياتهم.

كذلك، بلغت عدد أوامر الاعتقال الإداريّ منذ بدء حرب الإبادة، أكثر من عشرة آلاف أمر ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحقّ أطفال ونساء.

واستشهد في سجون الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ما لا يقل عن (45) معتقلا ممن تم الكشف عن هوياتهم وأعلن عنهم، من بينهم (27) شهيدا من معتقلي غزة، بالإضافة إلى العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في السّجون والمعسكرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم، إلى جانب العشرات الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميداني.

مقالات مشابهة

  • وحدة الساحات تتحدى الاحتلال من معركة سيف القدس إلى طوفان الأقصى
  • تحرير الشام لم تتلق أي أوامر من تركيا..أنقرة تنفي التورط في الهجوم على سوريا
  • رئيس وزراء فلسطين: قطاع غزة منطقة منكوبة ونتعرض لحرب إبادة
  • أخبار التوك شو|موسى: تركيا متورطة في الهجوم الإرهابي بسوريا..تامر أمين: إمام عاشور بيركز في الرقص
  • أحمد موسى: تركيا متورطة في الهجوم الإرهابي بسوريا.. مستفيدة
  • القوات المسلحة: اليمن سيبقى ناصراً لكل القضايا الوطنية والقومية وجبهة إسناد غزة ولبنان مستمرة ولن يتغير موقفها
  • سخرية الوضع في حلب.. خبير بالشأن السوري يعلق على وضع بشار الأسد ودور تركيا وتقارير سيطرة كاملة لفصائل المقاومة
  • هل انتصرت المقاومة في لبنان؟ وما مصير معركة الإسناد الاستراتيجي؟
  • إبادة داخل السجون.. هكذا يكثف الاحتلال من جرائمه بحق الأسرى