لماذا تعاني المستعمرات الفرنسية السابقة بأفريقيا من الانقلابات؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
عصفت بدول غرب أفريقيا الناطقة باللغة الفرنسية انقلابات عسكرية
شهدت الدول الأفريقية التي استعمرتها فرنسا في السابق وتحديدا في غرب القارة السمراء، موجة من الانقلابات العسكرية أدت إلى زعزعة الاستقرار السياسي، إذ منذ عام 2020، يرجح مراقبون أن الشعور المعادي لفرنسا ربما قد ساهم في التسبب في الانقلابات التي عصفت بمالي وبوركينا فاسو وغينيا والنيجر قبل أسابيع.
ويرى الحقوقي السنغالي إبراهيما كين، الباحث في "مؤسسة المجتمع المفتوح"، أن المشاعر التي تسعى إلى الانفصال عن النفوذ الفرنسي المتصور، هي مشاعر حقيقية.
وفي مقابلة مع DW، أضاف "لم تتغير نظرة الفرنسيين لسكان البلدان الأفريقية. إنهم دائما يعتبروننا مواطنين من الدرجة الثانية. ويعاملون الأفارقة خاصة من البلدان الفرانكفونية عن نحو مغاير، لذا ترغب بلدان غرب أفريقيا في تغيير هذا الوضع".
لكن في المقابل، يعتقد إيمانويل بنساح، المحلل في الشؤون الأفريقية المتخصص شؤون مجموعة بلدان غرب أفريقيا "إيكواس"، أن المشاعر المناهضة للاستعمار لا يمكن أن تكون السبب الرئيسي وراء موجة الانقلابات الأخيرة.
وفي مقابلة مع DW، أضاف "هناك قضايا استعمارية مرتبطة بالاستعمار الفرنسي والبريطاني في غرب أفريقيا، لكن هذا لا يعني أن كل الدول هذه قد حملت السلاح لمواجهة ذلك، حيث أن الدول الناطقة بالإنجليزية لم تحمل السلاح، ورغم ذلك أنها تتواجد في المنطقة ذاتها".
فقدان الأمل في الديمقراطية
وعلى عكس البلدان الأفريقية الناطقة بالإنجليزية التي تنعم بمناخ سياسي مستقر نسبيا، تعاني البلدان الناطقة باللغة الفرنسية في غرب أفريقيا من ارتداد في الديمقراطية.
وفي ذلك، قال كين "هناك شعور في البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية بأن الفرنسيين يصطفون إلى جانب السلطة بغض النظر عما إذا كانت تحظى بشعبية أم لا؟ ثمة لروابط وثيقة بين فرنسا والحكومات التي في كثير من الأحيان، لا تلقى قبولا من شعوبها". وأضاف أن مدى هذا الغضب يصل إلى الحكومات المدعومة من فرنسا والمنتخبة ديمقراطيا التي تجيز التدخل العسكري.
يشار إلى أن الآلاف في النيجر احتشدوا لدعم المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم، معربين عن استيائهم من الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي النيجيري، أوفيغوي إيجيغو، إن القادة الأفارقة في البلدان التي استعمرتها فرنسا لم يبذلوا جهدا في سبيل تحسين حياة المواطنين رغم أنهم جاءوا إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.
ورأى في مقابلة مع DW أن هذا هو "السبب وراء حدوث انقلابات، يتعين أن نسميها انقلابات شعبوية. وإذا لم تر الشعوب الأفريقية فوائد من وراء الحكومات التي وصلت إلى السلطة عبر الديمقراطية، فلن تقدم هذه الشعوب الدعم الكبير لها في أوقات المحن".
وأضاف "لماذا يجب عليهم الانخراط فقط في عملية ديمقراطية للإدلاء بأصواتهم في انتخابات لا تسفر عن أي تغير؟ أنهم ينظرون إلى الانقلابات باعتبارها وسيلة لإحداث صدمة في النظام ربما قد تؤدي إلى نتيجة أفضل رغم أن الحكومات العسكرية لم تقدم على تحسين حياة الشعوب الأفريقية".
وفي سياق متصل، يعتقد الصحفي برام بوستهوموس، الخبير في شؤون غرب أفريقيا، أن موجة الانقلابات الأخيرة تشير إلى "فشل التجارب الديمقراطية التي تحاكي النمط الغربي في منطقة الساحل".
بيد أن هذا لم يكن المسار الوحيد إذ في بعض الحالات، أدى الاقتتال الداخلي بين مكونات الطبقة السياسية الحاكمة إلى حدوث انقلابات حيث ذكرت أنباء أن بازوم كان يخطط لإقالة زعيم الانقلاب الحالي. وفي بوركينا فاسو أسفرت الخلافات بين الجنود إلى حدوث انقلاب ثان في يناير/كانون الثاني 2022 أطاح بالرئيس روش مارك كريستيان كابوري.
الديمقراطية والفقر
وفي سياق متصل، أنحى بعض الخبراء باللوم في الانقلابات الأخيرة على تفشي الفقر في العديد من المستعمرات الفرنسية السابقة.
الجدير بالذكر أنه في عام 2020 جرى التصديق على مشروع قانون يطوي صفحة العملة المعروفة باسم "الفرنك الأفريقي" (CFA) الخاصة بدول غرب أفريقيا والخاضعة للخزانة الفرنسية، وذلك بعد قرابة 75 عاما من ذلك.
وجرى اتهام فرنسا باستغلال الموارد الطبيعية في البلدان التي استعمرتها في السابق بغرب أفريقيا في الوقت الذي كانت تسعى فيه هذه الدول إلى معالجة الأزمات الاقتصادية الحياتية.
وقال الصحفي بوستهوموس إن هذا الأمر يذكي مشاعر الإحباط بين شعوب غرب أفريقيا ما يدفع صوب ضياع إيمانهم بالديمقراطية، مضيفا "لم تعالج الديمقراطية أيا من المشاكل الأساسية التي يعاني منها شعوب غرب أفريقيا مثل العنف والفقر وتردي الأوضاع الاقتصادية".
غياب دور الإعلام ومنظمات المجتمع المدني
من جابنه، يعتقد إيمانويل بنساح، المحلل في الشؤون الأفريقية المتخصص في شؤون منظمة بلدان غرب أفريقيا "إيكواس"، أن الهاجس الأكبر يتمثل في أن البلدان الفرانكوفونية لم تعمل على تطوير أنظمة ومؤسسات حكم مرنة تستطيع مواجهة تحديات التنمية.
وأضاف "إذا نظرنا إلى بلدان مثل غانا ونيجيريا وغامبيا وليبيريا وسيراليون، فبغض النظر عن مدى انتشار الفقر، فإن هذه الدول يوجد بها مجتمع مدني نشيط على أرض الواقع ووسائل إعلام قوية تسعى إلى مساءلة المسؤولين. البلدان الأفريقية الناطقة بالإنجليزية تحقق تقدما كبيرا في هذا المسار على خلاف البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية."
انعدام الأمن في منطقة الساحل
وفي سياق ذاته، أدى الوضع الأمني المتدهور في البلدان التي كانت مستعمرات فرنسية في أفريقيا إلى تأجيج الانقلابات الأخيرة في بوركينا فاسو وغينيا والنيجر ومالي، وعانت منطقة الساحل من موجات تمرد منذ عام 2012 حيث كانت البداية في مالي ثم بوركينا فاسو والنيجر عام 2015 .
وقالت الأمم المتحدة إن انعدام الأمن المتزايد في منطقة الساحل يشكل "تهديدا دوليا" مع تفاقم الأوضاع الإنسانية ما يدفع إلى فرار الآلاف.
وحاولت فرنسا ودول غربية معالجة انعدام الأمن في منطقة الساحل، لكن دون تحقيق أي تقدم، فيما دعت الحكومات في مالي وبوركينا فاسو إلى القوات الأجنبية إلى مغادرة البلاد.
يتزامن هذا مع تعرض "إيكواس" لضغوط للعمل على وقف مسلسل الانقلابات في منطقة غرب أفريقيا، وتمثل رد المنظمة في فرض عقوبات في أغلب الأحوال.
بدوره، يرى إيجيغو أن تهديد إيكواس بشن تدخل عسكري محتمل في النيجر أدى إلى إثارة خلافات بين الحكومات الأفريقية ومخاوف بين شعوبها، مضيفا "سوف يتعين على إيكواس الخروج بمسار يحدد الخطوات التي سوف تتخذها للتعامل مع التغيير غير الدستوري في أنظمة الحكم".
ودعا إيمانويل بنساح إلى ضرورة أن تقدم إيكواس على مساعدة المستعمرات الفرنسية السابقة في إنشاء وتعزيز المؤسسات الديمقراطية.
إيزاك كاليدزي / م. ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: فرنسا النيجر رئيس النيجر محمد بازوم غرب إفريقيا انقلاب عسكري التهديد بالتدخل العسكري في النيجر الانقلابات في منطقة الساحل أخبار النيجر فرنسا النيجر رئيس النيجر محمد بازوم غرب إفريقيا انقلاب عسكري التهديد بالتدخل العسكري في النيجر الانقلابات في منطقة الساحل أخبار النيجر فی منطقة الساحل غرب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
iPhone 17 Air الأنحف على الإطلاق .. 5 مزايا فائقة متوقعة
تستعد شركة Apple لإطلاق هاتفها الجديد iPhone 17 Air في سبتمبر 2025، والذي يُتوقع أن يكون الأنحف في تاريخ الشركة.
يأتي هذا الهاتف بتصميم مبتكر ومواصفات تقنية متقدمة، مستهدفًا المستخدمين الباحثين عن جهاز أنيق وخفيف الوزن دون التضحية بالأداء.
يتميز iPhone 17 Air بسمك يبلغ 5.5 ملم فقط، مما يجعله أنحف هاتف ذكي من Apple حتى الآن.
تم تحقيق هذا التصميم الرقيق باستخدام هيكل من التيتانيوم والألومنيوم، مما يوفر متانة وخفة وزن في آن واحد.
ومع ذلك، قد يؤدي هذا التصميم إلى بعض التنازلات، مثل تقليص حجم البطارية ومكونات أخرى.
2. شاشة OLED بحجم 6.6 بوصة مع ProMotionيأتي الهاتف بشاشة OLED مقاس 6.6 بوصة تدعم تقنية ProMotion بمعدل تحديث يصل إلى 120 هرتز، مما يوفر تجربة مشاهدة سلسة واستجابة سريعة.
كما تدعم الشاشة ميزة Always-On Display، مما يتيح عرض المعلومات الأساسية دون الحاجة إلى تشغيل الشاشة بالكامل.
3. كاميرا خلفية بدقة 48 ميجابكسل وتصميم مركزيعلى عكس النماذج السابقة، يحتوي iPhone 17 Air على كاميرا خلفية واحدة بدقة 48 ميجابكسل، موضوعة في منتصف الجزء العلوي من الجهاز.
يختلف هذا التصميم الجديد عن الترتيب التقليدي للكاميرات في أجهزة iPhone السابقة.
4. كاميرا أمامية بدقة 24 ميجابكسلتم تحديث الكاميرا الأمامية إلى 24 ميجابكسل، مما يوفر صور سيلفي أكثر وضوحًا وجودة أعلى في مكالمات الفيديو.
تمثل هذه التحديثات تحسنًا كبيرًا مقارنة بالكاميرات الأمامية في الإصدارات السابقة.
5. معالج A19 وذاكرة وصول عشوائي 8 جيجابايتيعمل الهاتف بمعالج A19 الجديد، المصمم لتحسين الأداء والكفاءة في استهلاك الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الجهاز على ذاكرة وصول عشوائي بسعة 8 جيجابايت، مما يتيح تشغيل التطبيقات بسلاسة ودعم ميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
من المتوقع أن يتوفر iPhone 17 Air بسعر يتراوح بين 900 و1300 دولار أمريكي، مما يجعله خيارًا مميزًا للمستخدمين الذين يبحثون عن تصميم أنيق ومواصفات قوية في جهاز واحد.