دخل علىّ صديقى حنظلة ليقول لى بصوت عال جدًا أن النادى الذى يُشجعه يتعرض لمؤامرة لصالح ناد آخر، فسألته أى ناد هذا الذى تُشجعه؟ قال لى بسرعة «الزمالك» فقلت له هل تعرف سبب ميولك لهذا النادى؟ فقال: لا أعرف سببًا محددًا، فقلت له: لأنه شبهك يا صديقى، فقال كيف؟ فقلت له: إن الناس دائمًا تميل إلى الأشخاص الأقل قوة، لذلك نجدهم ينحازون إلى الطرف الأدنى، وسبب هذا راجع إلى أن الناس تتعاطف مع الضعفاء التذين تتحطم قلوبهم مرارًا وتكرارًا، مع كل تعثر فى مباراة لكرة القدم أو فى الحياة، فالطفل الذى يتأخر فى الدراسة فى الوقت الذى يجد آخرين يتلقون الدراسة أيسر منه، يميل إلى من فى نفس حالته فيكون من الملائم أن يُشجع الفريق الذى يشبهه أو الأدنى، هذا الفريق الذى يكون فوزه مفاجأة لم يتوقعها الشخص، ومن ثم تكون سعادته سعادة مُضاعفة عن الآخرين الذين يُشجعون الفريق الأقوى دائم الفوز، حيث إن الفوز لهذا الفريق متوقع كونه قويًا.
لم نقصد أحدًا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين حلمى الزمالك الذى ی
إقرأ أيضاً:
العم مصطفى بيومى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الشتاء الماضى فى يوم من أيام مارس الأقرب لقلبي، أجلس فى مقر عملى ولكننى منهكة للغاية أنتظر نشرة منتصف الليل فهى آخر مهمة لى فى هذا اليوم المزدحم.. أعد الدقائق على يدى حتى أعود لأستريح فى المنزل فثقل بطنى وآلام ظهرى لم تعد تُحتمل فها أنا حامل فى شهرى السابع ويتبقى فقط شهران حتى أضع مولودى نوح وفى صمت يتخلله الملل إذ بهاتفى يرن والغريب أن الاسم الذى ظهر على الشاشة لم يهاتفنى فى حياته قط.. ترددت ربما أخطأ فى الاتصال أو ربما هناك عاجل يريد أن يخبرنى به.. إنه عمى مصطفى بيومى هكذا تعودت أن أناديه فهو فى منزلة أبى.. التقط الهاتف وجاوبت فإذا به متحليًا بكل الرقى والأدب والتهذيب الذى من الممكن أن يتحلى به شخص يسألنى: "شاهندة فاضية أكلمك شوية"؟.. وها أنا متلهفة "طبعًا يا عمو اتفضل" فهذا الرجل الهادئ الذى لا يلتفت إلا نادرًا وقلما يتفاعل سلامه هادئ ابتسامته هادئة كلماته قليلة.. ما الذى جعله يتصل بى فى هذا التوقيت؟.. إنها العاشرة و٤٥ دقيقة مساءً ولكننى ربما نسيت تمامًا إنه اليوم العشرين من مارس فغدًا تحتفل مصر بعيد الأم وها أنا قد نشرت منذ قليل مقالة قديمة على حسابى عبر موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك لأمى الحبيبة وفاجأنى عمو مصطفى بأنه قرأها والمفاجأة الأكبر أنه أُعجب بها إعجابًا شديدًا قائلًا: "شاهندة إنتى مبتكتبيش ليه؟ إنتى بتكتبى حلو أوى على فكرة، يعنى مشروع أديبة" وتابع: "أنا قريت المقال وعجبنى أوى إنك طبيعية ومش مثالية فيه.. عبرتى عن حبك لماما ولكن كنتى حقيقية وأجبرتينى أكمل المقالة.. أسلوبك جميل وسلس وسافرتى بيا عبر المكان والزمان، أرجوكى متكسليش واكتبى روايتك ولو محتاجة أساعدك فى أى حاجة أنا موجود".. لا أخفى عليكم شعورى فى هذا اليوم وأنا استمع إلى هذه الكلمات من أديب عظيم وكاتب وروائى كبير كل ما كنت أردده فى هذه المكالمة أنه لشرف كبير حصلت عليه فى هذا اليوم فهذه شهادة ستظل عالقة فى ذهنى متى حييت.. تحول يومى البائس هذا إلى واحد من أسعد أيام حياتى، فيكفى أن أخبركم بهذا السر الذى سيصف لكم مدى فخرى واعتزازى بهذ الاتصال فبعد أن انتهت المكالمة أخذت صورة من سجل الهاتف فمازلت لا أصدق أن الأديب الكبير مصطفى بيومى حادثنى أنا بسنى الصغير وتاريخى البسيط ليبلغنى بهذه الكلمات العظيمة وبعدها هاتفتُ أبى وأرسلت له رسالة مازلت احتفظ بها حتى الآن أبلغته فيها كم أنا فرحة وسعيدة بكلمات العم لى فما كان منه إلا أن قال لى "إنتى عظيمة"..
فطالما سمعت من أبى عن ذكرياته مع أصدقائه القدامى وتحديدًا العم مصطفى بيومى هذا الرجل الذى ينحدر من أسرة صعيدية برجوازية يعشق القراءة والكتابة والأدب والشعر.. هذا الجيل الذى ظل يحتفظ بصداقة امتدت نحو نصف قرن من الزمان جمعتهم السياسة والثقافة والفنون بكل ألوانها ولكن ما أثرى هذا الصداقة هو الأصل الطيب لهؤلاء الذين وُلدوا وترعرعوا على ضفاف نيل صعيد مصر الذى لطالما صنع الرجال وصدر المواهب الفذة.
اليوم رحل عمو مصطفى بيومى كما اعتدت أن أناديه.. رحل عن عالمنا واحد من أنبل وأعظم وأكبر الأدباء المصريين.. ما يحزننى أننا لم نجلس سويًا لنتناقش حول روايتى وأنه لن يحضر توقيعها ولن يشهد على إصدارها ولكننى أعدك عمو مصطفى أن اليوم الذى ستصدر فيه روايتى سأهديها لروحك العظيمة والجميلة.. السلام أمانة لكل الأحبة ولروحك السلام.