30 نوفمبر.. ذكرى الاستقلال التي تكشف خيانة اليوم
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
شاهر أحمد عمير
يعد يوم 30 نوفمبر 1967 نقطة فارقة في تاريخ اليمن، ففي هذا اليوم المجيد تمكّن الشعب اليمني من طرد آخر جندي بريطاني من أرض عدن، ليعلن انتهاء استعمار دام لأكثر من 129 عامًا، كان ذلك اليوم بمثابة إعلان للحرية والسيادة اليمنية، وشهادة على إرادَة الشعب اليمني وصموده ضد المحتلّ، الذي قدم التضحيات الجسيمة؛ مِن أجلِ كرامته واستقلاله.
اليوم، بينما يحتفل البعض بذكرى الاستقلال، نجد أن هناك من يتنكر لهذا التاريخ، ويخدم أجندات القوى الاستعمارية الجديدة، ما يسمى بـ”حكومة الفنادق” تعد مثالًا حيًّا على هذا التناقض، هذه الحكومة التي تدعي تمثيل الشعب اليمني، تحتفل بذكرى طرد الاستعمار البريطاني من عدن، بينما تقاتل اليوم جنبًا إلى جنب مع التحالف السعوديّ الإماراتي، الذي يضم قوى استعمارية جديدة من بينها أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، هذه الحكومة التي كانت جزءًا من مقاومة الاستعمار البريطاني في السابق، أصبح دورها اليوم معاكساً تمامًا، حَيثُ تقاتل ضد قوات يمنية ترفض الاحتلال، وتدافع عن السيادة الوطنية.
من ناحية أُخرى، تقف حكومة صنعاء وحكومة البناء والتغيير والقوات المسلحة اليمنية موقفًا مبدئيًّا يعكس روح 30 نوفمبر الحقيقية، هذه الحكومة رغم الحصار والمحن، تواصل مقاومة الاحتلال وتدافع عن السيادة اليمنية؛ فالقوات المسلحة اليمنية اليوم تمثل امتداداً طبيعيًّا لنضال الشعب اليمني ضد الاستعمار، وهي تواصل السير على نهج الأبطال الذين قاوموا الاستعمار البريطاني قبل عقود.
إن موقف حكومة صنعاء يثبت أن الاستقلال لا يتحقّق فقط بتطهير الأرض من الاستعمار القديم، بل بالتصدي لأي شكل من أشكال الوصاية أَو الاحتلال مهما كانت الهُــوِيَّة التي يرتديها.
ما تفعله حكومة الفنادق اليوم هو مثال صارخ للازدواجية، فهي تحتفل بذكرى الاستقلال في الوقت الذي تقدم فيه نفسها كأدَاة طيعة في يد قوى الاحتلال، في خطوة تفضح خيانتها وتبعيتها للأجندات الخارجية، هذه الحكومة التي كان من المفترض أن تمثل الشعب، أصبحت اليوم جزءًا من مؤامرة تهدف إلى تمزيق اليمن وتقسيمه، كيف يمكن لحكومة تحتفل بطرد الاستعمار البريطاني أن تبرّر وقوفها إلى جانب التحالف الذي يقصف اليمن ويستهدف المدنيين؟ وكيف يمكن لممثلين عن الشعب اليمني أن يقاتلوا تحت راية المحتلّ ضد أبناء وطنهم؟
إن هذه الازدواجية في المواقف تعكس الفجوة الكبيرة بين الادِّعاءات والأفعال، حكومة الفنادق تحاول تزييف الحقائق والتغطية على مواقفها المخزية عبر استغلال مناسبة 30 نوفمبر، لكنها لا تستطيع أن تخفي حقيقة أنها تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية على حساب الشعب اليمني، وقد باتت هذه الحقيقة واضحة للجميع، بأن هذه الحكومة أصبحت أدَاة بيد قوى الاحتلال، وليس لها من هَــمَّ سوى تنفيذ أجندات الخارج، حتى وإن كان ذلك على حساب استقلال الوطن وتضحيات الشعب.
ذكرى 30 نوفمبر تحمل رسالة هامة للجميع: الاستقلال لا يُمنح، بل يُنتزع؛ فَــإنَّ النضال؛ مِن أجلِ الحرية والكرامة لا ينتهي بخروج جيوش الاحتلال القديمة، بل يستمر في مواجهة أية محاولة جديدة للتدخل في شؤون اليمن.
اليوم، كما كان في الماضي، ما يزال اليمنيون يقاومون الاحتلال بكل أشكاله، ويثبتون أن سيادتهم الوطنية ليست قابلة للمساومة.
الشعب اليمني، بقيادة حكومة صنعاء وقواته المسلحة، يوجه رسالة واضحة إلى العالم: أننا كما طردنا الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967، سنواصل نضالنا لطرد جميع قوى الاحتلال، مهما كانت قوتها أَو دعمها الدولي، ولن نسمح لأية قوة بأن تتحكم في مقدرات وطننا، فنحن أبناء هذا البلد العظيم الذين لا يعرفون الخضوع.
وفي هذه الذكرى، يبقى السؤال: هل ستظل حكومة الفنادق تحاول تضليل الشعب اليمني بتزييف التاريخ، أم ستعود إلى ضميرها الوطني وتدرك أن الاستقلال والسيادة ليسا مُجَـرّد شعارات تُرفع في المناسبات؟ الشعب اليمني سيظل متمسكًا بروح 30 نوفمبر، وسيتابع النضال حتى يحقّق النصر الكامل، ويظل اليمن حرًا مستقلًا، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الوصاية والتبعية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاستعمار البریطانی حکومة الفنادق الشعب الیمنی هذه الحکومة
إقرأ أيضاً:
الرويشان: تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية ظهر جليا في مواقفه العظيمة تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني
الوحدة نيوز/ عُقدت بالجامع الكبير بصنعاء اليوم ندوة ثقافية بمناسبة عيد جمعة رجب – ذكرى دخول اليمنيين الإسلام، نظمتها وزارة الداخلية تحت شعار “الإيمان يمان”.
وفي الندوة أشار نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، اللواء جلال الرويشان، إلى أهمية إحياء ذكرى جمعة رجب لترسيخ الهوية الإيمانية، وتأكيد التمسك بالعقيدة الإسلامية، وإظهار الشكر لله على هذه النعمة.
ولفت إلى أن تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية ظهر جليا في مواقفه العظيمة تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني من جرائم لم يشهد التاريخ لها مثيلًا، في ظل صمت وتآمر دولي، وعربي، وإسلامي.
وأكد اللواء الرويشان أن الموقف الشجاع لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومعه القوات المسلحة والشعب اليمني، في مواجهة الصهاينة والأمريكيين بصلابة وإقدام، وعدم رضوخه لكل التهديدات والإغراءات، يدل على أنه ليس مجرد موقف سياسي، وإنما التزام إيماني تتجلى فيه الحكمة اليمانية، ويبرز إيمان هذا الشعب.
بدوره أوضح نائب وزير الداخلية اللواء عبدالمجيد المرتضى أن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله منح اليمنيين وسام وشرف بوصفه لهم “الإيمان يمان والحكمة يمانية” وهو وسام ترافقه مسؤولية إقامة الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشار إلى أن كثير من قادة العرب والمسلمين اتجهوا لولاية اليهود والنصارى، وصاروا أتباعاً لأعداء الأمة، ينفذون مخططاتهم ويتحركون بحركتهم، مبينًا أن الشعب اليمني تفرد بموقفه ووقف في مواجهة أعداء الأمة، يناصر المستضعفين، ويدافع عن كرامة الأمة، انطلاقًا من تمسكه بهويته الإيمانية.
واعتبر اللواء المرتضى الاحتفاء بجمعة رجب، احتفاء بنعمة الإسلام على هذا الشعب، ما يستدعي التمسك بكتاب الله الذي فيه خير الدنيا والآخرة.
وفي الندوة التي حضرها وكلاء وزارة الداخلية ومستشارو الوزير ورؤساء المصالح، ومديرو عموم الوزارة، وقادة الوحدات الأمنية، وجمع من الضباط والأفراد، أوضح الناشط الثقافي، الدكتور حمود الأهنومي، أن احتفال اليمنيين بعيد جمعة رجب ليس وليد اللحظة، وإنما هو امتداد لاحتفالهم به منذ قرون عديدة، تقديسا لنعمة هدايتهم، وابتهاجا بأسبقيتهم على بقية الشعوب في دخولهم الإسلام.
وعدّ الهوية الإيمانية التي تأسست في جمعة رجب، درعًا حصينًا لليمن أمام كل التحديات، لافتاً إلى أن موقف اليمن الثابت مع غزة وفلسطين يعكس جوهر هذه الهوية، ويؤكد أن الشعب اليمني سيظل وفيا لدينه وأمته مهما تكالبت عليه قوى الطغيان.