التصعيد الإرهابى فى سوريا يستهدف تقسيم منطقة الشرق الأوسط

فى ظل الصراع الذى يعانيه الشرق الأوسط، وقبل أن تهدأ نيران لبنان بعد العدوان الإسرائيلى على الجنوب، عادة الأزمة السورية من خمولها إلى السطح مرة أخرى، وتصاعدت الأمور بشكل مفاجئ، من قبل الجماعات المسلحة فى حلب، التى استخدمت الرصاص والطائرات المسيرة وجميع وسائل القتال الحديث ضد الجيش السورى، معلنين عن حرب هدفها احتلال مناطق داخل حلب وزعزعة الاستقرار.


بعد تدخل الجيش الروسى إلى جانب القوات المسلحة السورية، للسيطرة على الأمور داخل حلب، انضمت إيران وتركيا إلى النظام السورى فى محاولة للوساطة وإيجاد حل للأزمة وفرض التهدئة بين الجماعات المسلحة والجيش السورى.
ووصف الرئيس السورى بشار الأسد، ما يحدث من تصعيد إرهابى فى سوريا بمحاولات تقسيم منطقة الشرق الأوسط، وإعادة رسم الخرائط من جديد بما يتوافق مع المصالح الغربية، وذلك خلال اتصال مع نظيره الإيرانى مسعود بزشكيان، مؤكداً أنها محاولات لتفتيت الدول العربية وفقاً لمصالح وغايات أمريكا والغرب.
وأعلن الرئيس الإيرانى عن رفض بلاده التام لكل محاولات النيل من وحدة واستقرار سوريا، معتبراً أن المساس بوحدة سوريا هو ضرب للمنطقة واستقرارها ووحدة دولها، مؤكداً استعداد إيران لتقديم كل أشكال الدعم لسوريا.
وعقب زيارته إلى دمشق، توجه وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، إلى تركيا للقاء نظيره التركى هاكان فيدان، معلناً فى مؤتمر صحفى عن اتفاق طهران وأنقرة على ضرورة ألا تصبح سوريا موطناً «للجماعات الإرهابية»، واتهم «المنظمات الإرهابية» فى سوريا بأنها تنسق مع إسرائيل وأمريكا.
وقال وزير الخارجية الإيرانى إن الوضع الخطير فى سوريا سيؤثر على كل دول المنطقة، والموقف الإيرانى تجاه «اتفاق أستانا» متطابق مع تركيا، معلناً عن دعم بلاده للحكومة السورية وجيشها بشكل كامل، داعياً لمشاورات إقليمية بشأن سوريا.
أما وزير الخارجية التركى هاكان فيدان، فقال إنه بحث التطورات فى سوريا مع نظيرى الإيرانى، مؤكداً أن هناك تطابقاً تركياً إيرانياً فى وجهات النظر بشأن «تصفية المجموعات الإرهابية» فى سوريا، مشدداً على دعم أنقرة وحدة الأراضى السورية، واستعداد تركيا للمساهمة فى أى حوار إذا تطلب الأمر.
تخطيط من الولايات المتحدة والكيان
قال إسماعيل كوثرى، قائد فى الحرس الثوى الإيرانى، إن هناك احتمالاً لأن ترسل إيران قوات استشارية إلى سوريا، وهو أمر مرتبط بالتطورات الميدانية، مؤكداً أن هجمات حلب “تهدف إلى قطع طريق الدعم الإيرانى لحزب الله بتخطيط من الولايات المتحدة والكيان الصهيونى، فى فترة وقف إطلاق النار التى تستمر 60 يوماً، وأنه تخطيط مسبق للجماعات المسلحة على مناطق شمال غربى سوريا، فور إعلان وقف إطلاق النار فى لبنان.
وأعلن الحرس الثورى الإيرانى فى بيان: عن رد حاسم من الجيش السورى وجبهة المقاومة على أعمال الصهاينة فى سوريا.
وقال المتحدث باسم الحرس الثورى الإيرانى، إن الكيان الصهيونى يظن أنه سيعوض خسائره فى لبنان وغزة عبر شغل المقاومة فى سوريا، وهدف المسلحين فى سوريا مواجهة محور المقاومة وإضعاف سوريا كأحد أهم أطرافه.
وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية فى سوريا، هى مرتزقة للكيان الصهيونى والولايات المتحدة، تم الدفع بهم لحلب بعد فشل إسرائيل فى تحقيق أهدافها بالقضاء على حزب الله سياسياً أو نزع سلاحه، بعدما أجبرت على الاستسلام أمام عمليات حزب الله الناجحة والمتواصلة، والتاريخ يشهد على إجرام الصهاينة، وهناك احتمال خرقهم وقف إطلاق النار فى لبنان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة وزير الخارجية الإيراني منطقة الشرق الأوسط القوات المسلحة السورية الجيش الروسي فى سوریا

إقرأ أيضاً:

(الإرهاب) حين يصبح (تهمة) لتصفية الخصوم..

 

 

جميعا نعرف معنى (الإرهاب) ونوعه وأشكاله وعلى من يطلق أو تطلق هذه الصفة، لكن منذ سنوات تم استغلال هذا الوصف وتوظيفه من قبل بعض الدول الكبرى ومن يدور في فلكها وإلصاقه بخصوم وطنيين وبحركات تحرر وطنية وضد كل من يناضل من أجل حقه وحق شعبه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير..
لقد أصبحت تهمة (الإرهاب) تطال ليس (الإرهابيين) الحقيقيين، بل أصبحت التهمة تلصق بكل حركة نضال وطني وبكل جماعة تناضل من أجل حق شعبها بالحرية والاستقلال، حتى أصبحت حركات المقاومة في فلسطين تصنف حركات (إرهابية) مع أن كل القوانين والتشريعات الدولية وشرائع السماء والأرض تقر لها بشرعية مقاومة المحتل، توصيف سحب نفسه على كل حركة نضالية تقاوم الهيمنة الاستعمارية وتطال كل نظام أو دولة تدعم حركات المقاومة ضد الاحتلال..!
وهكذا أصبحت المقاومة في فلسطين تصنف حركات  (إرهابية) ومقاومة لبنان كذلك ومعهما صنّف نظام الرئيس بشار الأسد كنظام داعم للإرهاب وصنفت إيران كذلك وقبلهم كان نظام الرئيس صدام حسين في العراق، ونظام العقيد القذافي في ليبيا، وباسم مكافحة الإرهاب تم إسقاط هذه الأنظمة وتحويل دولهم إلى ساحات للإرهاب الحقيقي ويدار من قبل (جماعات إرهابية) حقيقية تنطبق عليها التهمة، لكن المعنيين بالتوصيف والتصنيف لا تعنيهم هذه الجماعات طالما إنها لا تتعرض لمصالحهم ولا تتعرض (للكيان الصهيوني) ولا توجه بندقيتها إليه كعدو يحتل جزءاً من الجغرافية العربية -الإسلامية حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
إذاً، مفهوم مكافحة الإرهاب لا يعني معناه الفعلي، بل يعني مكافحة كل من يقف في وجه الغطرسة الإمبريالية وكل من يتصدى للعدو الصهيوني وكل من يقف أمام مصالح الدول الحليفة لأمريكا والدائرة في فلكها..؟!
وإن كانت أمريكا وحلفاءها ينظرون للمقاومة في فلسطين ولبنان بكونهم جماعات إرهابية، فإن من الطبيعي أن نرى تركيا – مثلاً- ترى (الأكراد) الباحثين عن حقوق شعبهم وحقهم في الحرية والعدالة مجرد مجاميع إرهابية وتعامل الشعب الكردي الذي يعيش تحت سيطرة تركيا ونصف جغرافيا تركيا تقريباً هي أرض كردية وتعداد سكانها يتجاوزون الـ(25 مليون كردي)، تنظر (أنقره) إليهم كشعب إرهابي مشكوك في ولائهم، وتعاملهم كمواطنين من (الدرجة الرابعة) محرومين من أبسط الحقوق بما في ذلك حقهم بالتحدث بلغتهم الأم غير اللغة التركية.. ولم تقف تركيا بغطرستها ضد رعاياها من الأكراد بل يمتد إلى أكراد العراق وسوريا ف( أنقره) تحّرم حصول أكراد العراق وسوريا على أي حق يمكنهم من العيش أحراراً يتمتعون بشخصية اعتبارية وإن في حدود الحكم الذاتي وترى أن حصول أكراد العراق وسوريا على هذا الحق فعل من شأنه أن يشجع أكرادها الأتراك على المطالبة بذات الحق وأن كانت قد قبلت استقلال أكراد العراق بفعل ضغوط حلفائها في واشنطن والغرب والصهاينة فإنه كما يبدو لن تسمح (لأكراد سوريا) أن يتمتعوا بهذا الحق وإن أدى الأمر بها إلى اجتياح سوريا وهي تفعل هذا الآن وأعلنت صراحة أنها على استعداد لدفن أكراد سوريا داخل أراضيهم في سوريا إن لم يسلموا سلاحهم..؟!
(أنصار الله) في اليمن ينظر إليهم كجماعة (إرهابية) مع أنهم لم يذهبوا ليفجروا في عواصم الدول الغربية ولم يفجروا (أبراج منهاتن) لكنهم فقط يعادون الصهاينة ويدعمون الشعب الفلسطيني ومقاومته في استرداد حقوقهم المشروعة وطرد الاحتلال الصهيوني من وطنهم..؟!
تباينات الصراعات البينية داخل المجتمعات العربية وفشل النخب العربية في احتواء أزماتها الداخلية وتحقيق الوحدة الوطنية وتبني قاعدة لشراكة اجتماعية عادلة تسودها وحدة المواطنة وكفالة الحقوق لكل أبناء الوطن وفئاته وشرائحه الاجتماعية بقدر من المساواة والعدالة، هذا الفشل جعل من السهل تعميم تهمة (الإرهاب) ضد الخصوم الوطنيين وبما يتماشى مع الرغبة الصهيونية -الاستعمارية التي تولّد كل مظاهر العنف والإرهاب فيما بين العرب والمسلمين وقد تناصرهم وتدعمهم ضد بعضهم لكن إذا تعلق الأمر بالكيان الصهيوني أو بمصالح أمريكا والغرب فهذا محرم، ويجعل النضال الوطني عملاً (إرهابيا) يجب مقاومته..؟!
اليوم.. نرى فرحة ما يسمى (بحكومة الشرعية) في اليمن بتصنيف خصومها (أنصار الله بالإرهابيين) وترحب بهكذا قرار وتؤغل في التحريض عليه وتستعجل العالم في تطبيقه مع أن القرارات تضر بأكثر من 70 ٪ من الشعب الذي سوف يتضرر من هذه القرارات ليس (أنصار الله)..!
والمؤسف أن من يزعمون إنهم يكافحون الإرهاب هم من يمارسوا الإرهاب بأبشع صوره، بحق شعوب العالم وأكبر دليل ما تمارسه الحكومة الصهيونية بحق العرب في فلسطين ولبنان وسوريا وبحق كل دول المنطقة، وما تمارسه أمريكا والدول الغربية بحق دول العالم في الوطن العربي وأفريقيا وهو إرهاب دولة منظم وثمة دول أخرى تحذو حذوهم وتضطهد شعوبها والأقليات العرقية فيها تحت هذا الشعار الزائف (مكافحة الإرهاب)..؟!
وحين يصبح إرهابيي سوريا بالأمس حكاماً عليها -اليوم – وشركاء في نادي (مكافحة الإرهاب) فإن ثمة (لعنة) حلت على الأمة والعالم..؟!

مقالات مشابهة

  • التحالف الرباعي.. اجتماع ثانٍ لدول جوار سوريا في تركيا لضبط أمن المنطقة
  • تقرير: تركيا وإسرائيل تقتربان من التصادم في سوريا
  • فيدان يحذر طهران.. معركة تركيا وإيران في سوريا
  • ماهر الأسد والحرس الثوري والحشد الشعبي وراء العمليات الإرهابية في سوريا
  • تركيا وسياسة انتهاز الفرص.. لماذا عرضت أنقرة إرسال جنودها إلى أوكرانيا؟
  • رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يزور تركيا
  • التطورات في سوريا.. "الشرع" يدعو المسلحين إلى تسليم أنفسهم للدولة
  • (الإرهاب) حين يصبح (تهمة) لتصفية الخصوم..
  • تركيا والسعودية تحذران من تصاعد العنف في سوريا وتؤكدان دعمهما للحكومة الانتقالية
  • تركيا والسعودية تحذران من تصاعد التوترات بغرب سوريا