البوابة نيوز:
2025-04-08@15:20:15 GMT

«البوابة».. تجربة فريدة

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

على مدى سنوات، أثبت موقع وصحيفة "البوابة" أنها واحدة من المنصات الإعلامية الرائدة التى تجمع بين المهنية العالية، والرؤية المستقبلية، والالتزام بنقل الحقيقة. لقد قدمت "البوابة" تجربة إعلامية فريدة، ارتكزت على تقديم محتوى غنى بالمعلومات، ومتوازن فى الطرح، وشامل لمختلف القضايا المحلية والدولية.

بدأت "البوابة" برؤية طموحة تهدف إلى أن تكون مرجعًا موثوقًا لكل قارئ يبحث عن المعلومة الدقيقة والتحليل العميق. ومع مرور الوقت، أصبحت "البوابة" علامة فارقة فى عالم الصحافة الرقمية، مستفيدة من التطور التكنولوجى لتقديم تجربة إعلامية مبتكرة تجمع بين النصوص المكتوبة، والتصاميم الجذابة، والمحتوى المرئى التفاعلي. وعندما أنظر إلى الوراء فى رحلتى المهنية مع موقع وصحيفة "البوابة"، أجد نفسى ممتنًا لكل لحظة قضيتها فى هذا المكان الذى شكّل جزءًا كبيرًا من حياتى المهنية. كانت البداية عندما التحقت بالفريق كسكرتير تحرير، وهو الدور الذى كان يمثل تحديًا وفرصة فى آنٍ واحد.

تجربتى فى «البوابة» بدأت منذ العدد الأسبوعى الأول بالجريدة الورقية فى يونيو ٢٠١٤، قبل أن يتحول إصدار الصحيفة من أسبوعية إلى يومية خلال ٦ أشهر فقط، وعند حدوث هذا التحول خلال تلك المدة لإصدار صحيفة ورقية فهو شىء قمة النجاح.

منذ اللحظة الأولى، أدركت أن مسئولية سكرتير التحرير تتطلب دقة وتنظيمًا لا مثيل لهما. كان عملى يشمل التنسيق بين الأقسام، مراجعة المواد الصحفية، وضمان سير العمل بسلاسة بين المحررين والمراسلين.

وفى هذا الدور، كان عليّ أن أوازن بين الالتزام بالمواعيد النهائية وتقديم محتوى عالى الجودة قبل الطبع وكانت تلك الفترة بمثابة ورشة عمل يومية لاكتساب مهارات التحرير وإدارة الفريق، كما أضافت لى قدرة على التعامل مع الضغط وتجاوز التحديات بسرعة وكفاءة.

مع مرور الوقت، وتقديرًا لجهودى ومساهماتي، انتقلت إلى منصب مدير تحرير بالموقع الإلكتروني، وهو تحول نوعى فى مسيرتى المهنية، حيث توسعت مسئولياتى لتشمل الإشراف الكامل على استراتيجية التحرير، تطوير المحتوى، والتأكد من أن ما نقدمه يعكس رؤية "البوابة" ورسالتها.

كما أن ذكريات العمل مع الفريق هى من أجمل ما أحتفظ به؛ كان الجميع يعمل بروح الفريق لتحقيق هدف واحد، وهو تعزيز مكانة "البوابة" كمنصة إعلامية موثوقة. ولا شك أن الصحيفة تميزت بتغطياتها الشاملة للأحداث الكبرى، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الثقافى والفن والرياضة وغيرها. كما حرصت المؤسسة على تخصيص مساحة للقضايا الاجتماعية التى تهم مختلف فئات المجتمع، مما جعلها منصة تعكس نبض الشارع وتواكب تطلعات الجمهور.

الاستمرارية التى حققتها "البوابة" على مدى السنوات لم تكن محض صدفة، بل نتاج رؤية واضحة وجهود فريق عمل متميز. فمن خلال تبنيها لأحدث التقنيات الإعلامية وتطوير أدواتها بشكل مستمر، استطاعت الصحيفة أن تحافظ على مكانتها وسط المنافسة الشديدة فى مجال الإعلام الرقمي.

إلى جانب ذلك، كان لالتزامها بالمصداقية واحترامها لذكاء القارئ دور كبير فى بناء الثقة وتعزيز ولاء جمهورها.

مع كل إنجاز، تفتح "البوابة" آفاقًا جديدة للتطور والابتكار. فمع دخول العالم عصر الذكاء الاصطناعى وازدياد الطلب على الإعلام التفاعلي، تبدو "البوابة" مستعدة لاستقبال المستقبل بكل تحدياته.

التطلعات المقبلة لا تقتصر على الحفاظ على التميز فقط، بل تشمل التوسع والوصول إلى شرائح أكبر من الجمهور، مع التركيز على تقديم محتوى يلبى احتياجاتهم المتنوعة فى عالم سريع التغير.

إن التجربة التى خاضتها "البوابة" على مدار سنوات هى شهادة على أن النجاح الحقيقى يأتى من العمل الدءوب والالتزام بالقيم. ومع استمرار هذا النهج، لا شك أن "البوابة" ستظل منارة إعلامية تقدم إسهامات قيمة للمجتمع، وتنقل صوت الناس بكل أمانة واحترافية.

كل الأمنيات لموقع وصحيفة "البوابة" بمزيد من التقدم والازدهار، وأن تظل دائمًا فى طليعة المؤسسات الإعلامية التى ترسم ملامح مستقبل الصحافة والإعلام. وفى ذكرى ميلاد "البوابة"، أجد نفسى مليئًا بالفخر والامتنان. هذه المؤسسة لم تكن مجرد مكان عمل، بل كانت مدرسة علّمتنى الكثير، وأود أن أوجه تحية لكل من كان جزءًا من هذه الرحلة، من زملاء العمل والقيادات إلى القراء الذين وثقوا بنا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البوابة نيوز كمال فؤاد مؤسسة البوابة نيوز تجربة فريدة البوابة

إقرأ أيضاً:

الإعلام والحرب: ملحقون إعلاميون أم رسالة إعلامية؟ (1-2)

لم ينجح إعلامنا في بناء رسالة ملحاحة للعالم في لغاته تحمله على الاقتناع بأن “الدعم السريع” منظمة إرهابية حقاً

ملخص
لا تزال الصورة في فيديوهات إعلامنا مما تقوم لوحدها، فالصور في فيديو مقتلة “الدعم السريع” لقرية ود أب ونورة في الجزيرة مثلاً مكتفية بذاتها لا ناظم لها مع غيرها، وهي في استقلالها مما يراد لها أن تكون حجة لمفردها على “الدعم السريع”.

أثار تعيين إعلاميين في كل من سفارة السودان في القاهرة وأديس أبابا مسألة الإعلام في الحرب من أكأب زواياها. فقل من اعترض على كفاءة أي من الإعلاميين، لكن ربما غلفوا الاعتراض بإثارة فقه تعيين الإعلاميين في السفارات، فافترق الناس حول من له صلاحية التعيين: هل هو وزير الإعلام الذي فعلها هذه المرة أم وزارة الخارجية؟ وهذه مماحكة ديوانية تحجب عنا مسألة جوهرية هي إذا ما كان للحكومة بالفعل إعلام في مستوى هذه الحرب الدميمة الطويلة لهزيمة قوات “الدعم السريع”. فإعلام الحكومة يقتصر على التبليغ عن الحكومة ومنطلقه هو أنها على حق ومن قال حقي غلب، فلا يتكلف تأليف الناس عليه في رسائل يتوسل عليها بالثقافة الديجيتال التي أخذت بالألباب.

ولاحظ كاتب من قبل هذا التذرع بالحق الأبلج من دون تصميم رسالة إعلامية بليغة تنزل على الناس برصانة في عمل لجنة تفكيك نظام الإنقاذ بعد ثورة ديسمبر .2018. فلأنها على الحق الثوري خلت مؤتمراتها الصحافية التي عقدتها لإعلان قراراتها حول استردادها أموال الدولة من طاقم دولة الإنقاذ من أي حيلة وسائطية. فلم تعرض طوال نشاطها صوراً أو فيديوهات لأي من المنشآت التي استردتها ليقف الناس على حقائق ما كان أُخذ منهم بغير حق، وبالنتيجة تحولت مؤتمرات اللجنة إلى ليالٍ سياسية تفح ثأرية ضد الباطل الذي تلجلج. وانحلت اللجنة بعد انقلاب ديسمبر 2021 كحدث عابر ما ترسخ منها شيء في عقولهم بالصورة التي تعدل آلاف الكلمات، ولم تنطبع رسالتها على أفئدتهم حجة على نظام خرجوا جمهرة لإسقاطه لسبب عظيم هو فساده، وانتدبوا تلك اللجنة للكشف عنه وحساب الفاسدين حساباً عسيراً.
كان من سياسة الحكومة حمل العالم على إعلان “الدعم السريع” جماعة إرهابية، كما نادى بذلك الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد القوات المسلحة السودانية. والتعويل على مثل هذا الإعلان، متى نجح، أن تسقط السردية التي يتذرع بها المجتمع الدولي في النظر للحرب كواقعة بين جنرالين عطشى للسلطان. ومع عسر حمل مجتمع دولي تتخطفه المشكلات حتى زهد في حلها بما اتفق له في ميثاق الأمم المتحدة للمطلوب، إلا أنه لم يتأخر مع ذلك عن إدانة “الدعم السريع” بوتائر متزايدة وعن انتهاكات من الجرم الثقيل في مثل الجنوسايد والاغتصاب والقتل المجاني، فإحصائياً، عدت هيئة لرصد انتهاكات الحروب 1300 انتهاك للدعم مقابل 200 للجيش مهما يكن من دلالة ذلك، ومع ذلك لم ينجح إعلامنا في بناء رسالة إعلامية ملحاحة للعالم في لغاته تحمله على الاقتناع بأن “الدعم السريع” منظمة إرهابية حقاً، بل ربما نافسه إعلام “الدعم السريع” في أخذ العالم لدمغ القوات المسلحة بهذه الصفة بتصويرها كميليشيات للإسلاميين تتنادى “داعش” وغير “داعش” لنصرتها، وهي خطة تلقي بظل شبهة الإرهاب على الجيش حتى لو لم تنجح في كامل مطلبها، فالإرهاب في عالمنا وليومنا قرين بالإسلام.

لا تزال الصورة في فيديوهات إعلامنا مما تقوم لوحدها، فالصور في فيديو مقتلة “الدعم السريع” لقرية ود أب ونورة في الجزيرة مثلاً مكتفية بذاتها لا ناظم لها مع غيرها، وهي في استقلالها هذا حجة على “الدعم السريع”، ومتى اغتال “الدعم السريع” جماعة أخرى تراكمت على سابقاتها لا تتفاعل معها في سردية قاصدة، فصارت الحرب الإعلامية بين الجيش و”الدعم السريع” سجالاً بالصور عن مرتكب الجرم فيهما. ويكسب “الدعم السريع” من هذه “المجادعة” التي تغطي على حقيقة انتهاكاته التي في بنيته بنهج التنابذ بالصور.
وحتى في سياق التنابذ بالصور ركز إعلام الحكومة على مقاتل المدنيين على يد “الدعم السريع” مع أن صناعة الإرهاب، في رأي الخبراء، قليلة التركيز على قتل الجسد الفيزيائي بقدر ما تريد أن تملي على المدنيين “الإذعان ترويعاً” بزلزلة الدعائم التي أعطت حياتهم معنى في ما قبل. فيضرب الهرج بين الضحايا بالتعذيب والتخريب والابتذال الجنسي والتجويع، فتخور عزائمهم من هول انفراط عالمهم المعتاد. فأنت لا تسيطر على الناس عن طريق التخويف بالقوة، لكن عن طريق الترويع بها، فهجوم الإرهابي على الناس في بيوتهم هو تفكيك لجوهر النواة الإنسانية. فتحويل البيت إلى ميدان معركة مما يسهم في عملية التجريد من الإنسانية لأنك “لن تعود إنساناً إن لم تملك مأوى”. وليس من موضع يؤتى منه أمان الناس اليومي الأساس مثل التجريد من المنزل ضمن أشياء أخرى، فالغرض من الإرهاب هو الفصل بين الناس وإنسانيتهم، وتهديد الأمن الوجودي لكل المجتمع، فمتى ما تحقق نزع الإنسانية عن جماعة عن طريق الإرهاب، فبالوسع الآن “تدجين” الإنسان مثل أي حيوان آخر.

غاب هذا المعنى عن الإرهاب في إعلام الحكومة عن “الدعم السريع” لتركيزه على القتل الجسدي طلباً للاستفظاع، فقلّ من جلس إلى ضحايا الترويع دون القتل وسجل خلجات إذلالهم على يد أفراد “الدعم السريع”. فتجد من الإعلاميين من يكتفي من اللقاء العابر مع هؤلاء الضحايا بمجرد أقوالهم عن استبشاع ما وقع لهم بعمومية بلا تفاصيل، مع إبداء مشاعر الامتنان للجيش الذي أنقذهم في قول الصحافية بجريدة “الغارديان” نسرين مالك ممن احتل بلدهم “ولم يقصد إلى حكمها، بل تجريدها وإرهاب أهلها”.

وليس مثل تفاصيل ما عاناه الناس على يد “الدعم السريع” في الدلالة على زلزلة الإرهاب لمعنى حياة المروعين به. ففي لقاء عابر مع امرأة عاشت الحرب كلها في حي بري بالخرطوم قالت للصحافي إن الجنجويد قالوا لها إنكم بلا رجال، وغبنتها لأنها لم تتعود هذه الإهانة: وكل راجل ولي المرأة. وقالت أخرى إنها اضطرت إلى النزوح إلى حي غير حيها لإيجار منزل مع أن “بيت أبوها قاعد”.
ونواصل

عبد الله علي إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جزر غالاباغوس في الإكوادور.. وجهة بيئية فريدة تغري العلماء والسياح
  • وكالة أمنية إيرانية: حديث ترامب عن لقاء السبت مناورة إعلامية بغطاء دبلوماسي
  • نصية: قدمت للنقابات والاتحادات المهنية مبادرة الاستقرار وبناء الدولة
  • أحمد حاتم يعاتب إعلامية شهيرة.. ما القصة؟
  • الغرف المهنية وموقعها في السياسات التنموية بالمغرب
  • الإعلام والحرب: ملحقون إعلاميون أم رسالة إعلامية؟ (1-2)
  • سعداوي وياسين وليد يشددان على ضرورة إنجاح مشروع البكالوريا المهنية
  • الإعلام والحرب: ملاحق إعلامية أم رسالة إعلامية؟ (1/2)
  • هل حلت مكان فريدة سيف النصر؟ فيفي عبده تردّ لأول مرة
  • خالد البلشي في الإسماعيلية يعد بتحسن الأوضاع المهنية والمعيشية للصحفيين