هل يصل حليف روسيا في رومانيا إلى القصر الرئاسي؟.. نخبرك ما نعرفه

صادقت المحكمة الدستورية في رومانيا، الاثنين، على نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها مرشح اليمين المتطرف كالين جورجيسكو، بعد فرز الأصوات، ويتوقع أن يحقق الفوز على وسينافس إيلينا لاسكوني زعيمة حزب الوسط في الجولة الثانية.

ما اللافت في الأمر؟

يعتبر جورجيسكو مؤيدا لروسيا ومعجبا بفلاديمير بوتين، في بلد عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومعارضا لتمويل أوكرانيا، وفوزه سيخلط الأوراق في البلاد خصوصا مع انقسام البرلمان الذي تصدره منافسوه الاشتراكيون الديموقراطيون.

  

مؤخرا

أطلقت السلطات الرومانية حملة واسعة بعد النتيجة المفاجئة التي حققها جورجيسكو، واتخذت سلسلة إجراءات بدءا من إعادة ‏فرز الأصوات وطلب "إجراءات طوارئ" بحق تطبيق تيك توك ومزاعم بوقوع "هجمات إلكترونية".‏

وأمرت المحكمة الدستورية "بالإجماع" بإجراء فرز جديد للأصوات بعد أن نظرت في طلب لإلغاء التصويت قدّمه مرشّح ‏آخر.‏

ورفضت المحكمة طعنا آخر تلقّته "متأخرا" يدين التمويل الغامض لحملة جورجيسكو.‏

وقال المجلس الأعلى للدفاع الوطني بعد اجتماع خصّص للمخاطر السيبرانية حول الانتخابات إن جورجيسكو استفاد من ‏‏"معاملة تفضيلية" من هذا التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة في رومانيا.‏

ودان جورجيسكو محاولة نسب نتائجه الجيدة الى تطبيق تيك توك و"إنكار قدرة الشعب الروماني على التفكير والاختيار وفقا ‏لمبادئه الأخلاقية والمسيحية والديموقراطية".‏

هل يتكرر سيناريو جورجيا؟

على الجانب الآخر من البحر الأسود، تسود فوضى واحتجاجات في جورجيا التي علقت حكومتها محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويتخوف رئيس وزرائها أراكلي كوبيكدز من ثورة كالتي أطاحت بالنظام المؤيد لموسكو في عام 2014.

للمزيد حول ما يحصل في جورجيا:
هل تصحو تبليسي من "الحلم الجورجي"؟.. نخبرك ما نعرفه عمّا يحصل في جورجيا

ماذا قالوا؟

◼ قال رئيس المحكمة الدستورية في رومانيا: قررنا تأكيد نتائج الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وتنظيم جولة ثانية الشهر المقبل.

◼ قالت لاسكوني: شكرا للإصغاء إلى صوت الناخبين الرومانيين وعدم المجازفة بالديموقراطية.

◼ قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة زوريخ السويسرية، ماريوس غينسيا، إن البرلمان المقبل "سيكون منقسما للغاية وبدون حزب مهيمن".

◼ قال النائب عن حزب الخضر، نيكولاي ستيفانوتا: لطالما كانت رومانيا حارسة بوابة حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، وسنحافظ على هذا الدور.

الصورة الأوسع

تصدّر جورجيسكو، الموظف الحكومي الكبير السابق المناهض للقاحات والمعجب بفلاديمير بوتين، الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نتيجة أثارت صدمة في البلاد التي تُعد من الأفقر في أوروبا.

ورغم أن التضخم في رومانيا تباطأ مقارنة بما كان عليه عندما بلغ ذروته في العام 2022 عند 14 %، ما زال أعلى معدل في الاتحاد الأوروبي مع 5,5 % وفق تقديرات المفوضية الأوروبية.

ومع استمرار التضخم في رومانيا، اتجه كثيرون للتصويت لليمين المتطرف بدلا من الاشتراكيين الديموقراطيين.

في نفس الوقت، تحاول رومانيا الحفاظ على مسار التقدم السياسي بعد سقوط النظام الشيوعي والتحول الديموقراطي عام 1989.‏

ماذا ننتظر؟

ينتظر الأوروبيون والرومانيون على وجه الخصوص جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، يتوقع أن يفوز فيها جورجيسكو لتدخل البلد في انقسام سياسي بين رئيس وبرلمان بتوجهات ومختلفة.

المصدر: عربي21