يمانيون:
2025-03-06@16:57:03 GMT

كيانٌ هش أوهنُ من بيت العنكبوت

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

كيانٌ هش أوهنُ من بيت العنكبوت

محمد الضوراني

الكيان الصهيوني الهش والذي هو أوهن من بيت العنكبوت فظهر حجم هذا الكيان وضعفه أمام قوة الله عز وجل، وعزيمة وثبات المؤمنين في حركات المقاومة وَمحور المقاومة؛ فتعرَّى هذا الكيان الذي يسمي نفسه ويسميه الضعفاء من أنظمة عربية وغيرها بأن يمتلك الجيش الذي لا يهزم وأنه الجيش الذي يمتلك التقنيات العسكرية الحديثة والإمْكَانيات التي يرعب بها العالم والمنطقة؛ فإذا به اليوم يهزم وتُمَرَّغُ أنفُه في التراب أمام حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، واليوم يخرج من لبنان وهو ذليل ضعيف جبان وقد لقّنه الأبطالُ الدروسَ القاسية والهزائم المتتالية.

نشهد هزيمة هذا الكيان كما هزم سابقًا في فلسطين ولبنان؛ ففي هذه المعركة الكبيرة بين الحق والباطل، الحق والمتمثل بالقضية الفلسطينية القضية المحورية والمركزية والرئيسية لكل الأُمَّــة، وامتداد هذا الصراع بين الحق في قضيته وفي مبادئه وفي كُـلّ ما يحملُ من قيم وثقافة وأخلاق إيمانية، وبين الباطل والممثل بمحور الشر الأمريكي الإسرائيلي ومعهم كُـلّ تلك الأنظمة والكيانات والتيارات والثقافات والتوجّـهات التي تدعم هذا الباطل ومحوره الشيطاني الذي سيطر على الواقع العسكري والسياسي والاقتصادي منذ سنوات طويلة.

وبعد (طُـوفَان الأقصى) في السابع من أُكتوبر حدث تغيُّرٌ استراتيجي واضح وجلي غيَّرَ معادلة الردع ومعادلة المواجهة بين الحق والباطل؛ فظهر أهلُ الحق في جهادهم وقوتهم وثباتهم وتمسكهم بالقضية المحورية وهي تحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية ممثلة بالأقصى، وتوجيه البوصلة نحو العدوّ الحقيقي للأُمَّـة الإسلامية وهم اليهود بمؤامراتهم ومكائدهم وأهدافهم الشيطانية لإفساد الأُمَّــة الإسلامية والانحراف بها عن دين الله ومنهج الله.

هذا الطوفان الذي غير الواقع وكشف وعرى الجميع أمام حجم هذه المعركة؛ فمنهم من تحَرّك وكان السباق في مناصرة الشعب الفلسطيني وحمل المشروع التحرّري، ومنهم من انفضح أمام الله -عز وجل- أولاً ففضل السكوت والسكون، بل والدعم للنظام الصهيوني والأمريكي، في حالة من الانحطاط والسقوط الأخلاقي والضعف والهوان، بينما نجد من تحَرّك وفضل أن يكون مع الشعب الفلسطيني كموقف وتحَرّك عسكري وسياسي واقتصادي في محور مقاوم امتد من فلسطين ولبنان والعراق واليمن والجمهورية الإسلامية في إيران، ففي مقدمة الخطوط تحَرّك حزب الله قيادة وأفراداً ومجتمعاً في تبني الموقف الصحيح والمشرف مع إخوتهم في فلسطين، وقدموا في سبيل ذلك التضحيات الكبيرة بخيرة أبنائهم في قضية هي الحق وهي الشرف وهي الرفعة عند الله، واستمر في موقفه رغم الهجمة الصهيونية الإجرامية والأمريكية لإبعادهم عن القضية المحورية وهي القضية الفلسطينية.

واليوم وبعد أن استمر المقاومون في لبنان في مواجهة الصهاينة وتمريغ أنوفهم في التراب نجد أن العدوّ الصهيوني قد أُصيب بالإحباط والهزيمة العسكرية والهزيمة النفسية، هذا الكيان الذي يريد تحقيق دولة “إسرائيل” الكبرى من النيل إلى الفرات لم يستطع الثبات ولم يستطع مواجهة مجاميع من المجاهدين الذين تمسكوا بالله وتوكلوا على الله، لم يستطيعوا أن يستمروا في المواجهة، وهذا نعمة من الله ودرس للأُمَّـة المسلمة أن الله عز وجل من يجب أن نتمسك به ونسير حسب منهجه ونتوكل عليه، وأن يكون موقفنا في هذه الدنيا وفق الحق؛ فمن كان مع الله وتحَرّك وتبنى الحق فالله وعده بالنصر؛ فنحن نشهد النصر الذي كان يعتبر من المستحيلات، نجد النصر والتمكين للمؤمنين، بينما من فضل الجمود والسكوت والاستسلام فهو الخاسر في الدنيا قبل الآخرة.

الكيان الهزيل والضعيف سوف يزول وينتهي والمعركة مُستمرّة بين الحق والباطل وسوف ينتصر الحق برجاله بحركاته بتياراته بدوله بكل من يقف معه هو المنتصر، والآيات بتجلياتها الواضحة للنصر سوف تتحقّق بإذن الله.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذا الکیان بین الحق

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: شعب فلسطين ظل صامدا وشامخا ومتشبثا بأرضه رغم ما تعرض له

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن تضرع المسلمين إلى الله بأسمائه الحسنى لنصرة إخوانهم المظلومين في غزة كان ذا أثر قوي في مدهم بالعون للتصدي لأعدائهم، موضحا أنه ورغم تعرض أهالي غزة طوال هذه الفترة للقتل ليل نهار، قتل طال الأطفال والنساء والعجائز والمرضى، وهدم للبيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس على من فيها، وتدمير منظم ووحشي لم نر له مثيل من قبل في تاريخ الحروب، في هجمات كانت كفيلة خلال شهر واحد أن تبيد شعوبا أخرى وتنهيها عن آخرها، إلا أنهم، وفي معجزة إلهية بفضل دعاء الكثيرين من إخوانهم لهم، ظلوا صامدين أمام أحدث ما أنتجته مصانع الغرب من أدوات قتل وإبادة.

وبيِن الإمام الطيب، خلال حديثه اليوم برابع حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام 2025، أنه ورغم كل ما تعرض له الشعب الفلسطيني طوال وجدناه صامدا شامخا متشبثا بأرضه، ويعود كأنه طوفان وكأن شيئا لم يكن، فبكل تأكيد هذا الشعب هو الذي انتصر، فقد كان في مخيلة الصهاينة أن أهالينا في غزة لن يستطيعوا تحمل كل ذلك وأنهم بعد شهر أو شهرين ستخضع لهم غزة محروقة ومنتهية، لكن هذا لم يحدث، رغم أن هذا الشعب لا سلاح معه ولا نصير إلى جواره سوى دعوات إخوانهم لهم بالثبات والنصر.

وأكد شيخ الأزهر، أن صمود الشعب الفلسطيني لم يكن صمودا عاديا، بل كان صمودا مليئا بالشموخ والتحدي، ولا تفسير لذلك إلا أن الله قد استجاب لدعوات الضعفاء ليل نهار بأن يقف الله معهم، وهذا هو أثر الاتجاه إلى الله سبحانه وتعالى في مثل هذه المواقف بالدعاء والتضرع، وفي تاريخنا الكثير من المواقف المشابهة، ومن ذلك قوله تعالى: " إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الذين كفروا"، فهذا ليس أمرا خياليا ولكنه مصدق بالقرآن الكريم، لافتا أن قتال المسلمين هو دفاع عن عقيدة وحق، ودائما ما ينصف التاريخ أهل الحق وينصرهم على أهل الباطل، وقد رأينا بأعيينا ما تعرض له أهل غزة وهم أهل الحق من ظلم وقهر، بل مرت علينا لحظات لم نكن نستطيع مشاهدة ما تراه أعيننا على الشاشات من قتل وتقطيع وذعر ومشاهد، ولم نكن نتخيل حدوثها في القرن الواحد والعشرين، بعد أن وعدونا بأن هذا القرن هو قرن الديمقراطية والسلام والحرية وحقوق الإنسان، فإذا بالعدوان على غزة يؤكد أنه قرن العبودية الأولى.

وأوضح الإمام الطيب أنه ليس شرطا أن يكون العبد على وعي بمعاني أسماء الله الحسنى للدعاء بها، بل يكفي أن يرددها فقط في دعائه، مصداقا لقوله تعالى "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"، فلم يقل اعلموها أو افهموا ثم ادعوا بها، فيكفي الدعاء بها دون فهم معانيها، فذلك يتطلب دراسة متخصصة، مبينا أن أسماء الله الحسنى لها تأثير متى ذكرت على نطقها الصحيح، سواء فهمها من يقولها أم لم يفهمها، فكل اسم منها له تأثير معين، ولها أسرار بمجرد نطقها من قلب حي متدبر يذكر الله ويخافه، ومن ذلك ما ورد في الأثر أن الكون كله هو أثر هذه الأسماء.

واختتم فضيلته أنه ليس شرطا في الدعاء أن يكون باسم من أسماء الله الحسنى، بل يجوز الدعاء بغير الأسماء الحسنى مصداقا لقوله تعالى: "ادعوا ربكم تضرعا وخفية"، فلم يربط الدعاء هنا بأسماء الله الحسنى، كما أن الكثير من دعوات النبي "صلى الله عليه وسلم" لم تكن مصحوبة بأسماء الله الحسنى، ففضل الله وعطاؤه واسع لمن يتعرض له، سواء كان بالدعاء بأسماء الله الحسنى أو بغيرها، شريطة أن يعتقد الداعي أن الله أصبح هو الظهر الوحيد له.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يدعو لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين

شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

شيخ الأزهر بمؤتمر الحوار الإسلامي: «موقف أمتينا العربية والإسلامية ضد تهجير الفلسطينيين مشرف»

مقالات مشابهة

  • محافظ كفرالشيخ: الأزهر رمز للتسامح والهوية الإسلامية والثقافية
  • طوفان انتصار.. لا انكسار
  • من هو ملك الجن الأحمر الذي يحارب صابر في مسلسل المداح؟ 5 آيات تحفظك من شره
  • الوحش الذي أرعب العالم: من هو محمد شريف الله الذي أعلن ترامب عن اعتقاله أمس
  • شيخ الأزهر: شعب فلسطين ظل صامدا وشامخا ومتشبثا بأرضه رغم ما تعرض له
  • حين ينقلب الولاء لله ورسوله وأوليائه إلى عبودية للشيطان
  • أمين مجمع البحوث الإسلامية: رمضان شهر الضبطية المتكاملة للقلب والجوارح
  • أمين البحوث الإسلامية: رمضان شهر الضبطية المتكاملة للقلب والجوارح.. صور
  • «الشؤون الإسلامية» تطلق حملة «زكاتك من المجتمع إلى المجتمع»
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي