مريم الكعبي تشيد بالعلاقات «المصرية - الإماراتية» في ظل قيادة الرئيسين السيسي ومحمد بن زايد
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
أكدت السفيرة مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن العلاقات المصرية - الإماراتية تشهد تناميا مطردا في المجالات السياسية والاقتصادية، والتفاهم المشترك في جميع الملفات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، والتنسيق المستمر في المواقف الدولية، وذلك في ظل العلاقة الأخوية التي تربط قيادتي البلدين الرئيس عبد الفتاح السيسي وشقيقه الشيخ محمد بن زايد.
جاء ذلك في كلمة السفيرة مريم الكعبي في حفل الاستقبال الذي اقامته سفارة دولة الإمارات العربية بجمهورية مصر العربية، بمناسبة عيد الاتحاد الـ53، مساء اليوم الإثنين بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وعدد من الوزراء والسفراء والإعلاميين وكبار الشخصيات.
وقالت سفيرة الإمارات: "لعلنا أمام تاريخ يحكي كيف كانت مصر من أوائل الدول الداعمة لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وإن كنا نؤمن بأن العلاقات بين البلدين تعود لأبعد من ذلك بكثير، فكان لكل طرف منهما مواقف يخلدها التاريخ في نصرة قضايا الطرف الآخر، مضيفة أننا نشهد اليوم توطيدا لأواصر العلاقات بين البلدين الشقيقين في عهد الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية، الذي يسير على نهج الأب المؤسس، وفي ظل العلاقة الأخوية التي تربطه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما أثبتته السنوات الماضية من تنام مطرد في العلاقات السياسية والاقتصادية، والتفاهم المشترك في جميع الملفات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، وتنسيق مستمر في المواقف الدولية".
وأكدت أن الإمارات ومصر، تربطهما علاقات ذات طبيعة خاصة على مدار أكثر من ثلاثة وخمسين عامًا لاعتمادها على دعائم قوية أهمها الوعي والفهم المشترك.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات أكبر مستثمر في مصر وتحتل المرتبة الثالثة كشريك تجاري لمصر، إذ بلغ عدد الشركات الإماراتية المُستثمِرة في مصر نحو 1900 شركة في مختلف المجالات، كما تستثمر الشركات المصرية في الأسواق الإماراتية بعدد من المجالات أيضًا.
وتابعت: نحن اليوم نحتفل برحلتنا الجماعية نحو غدٍ أفضل، لنكرّم روّاد اليوم ونلهم حالمي الغد، متبنّين مفاهيم الاستدامة والعمل الجماعي، حاملين روح الترابط والعمل والإنجاز التي تشكّل أساس تقدمنا.
واستطردت مريم الكعبي: في مثل هذا اليوم، في الثاني من ديسمبر عام 1971، تم الإعلان رسمياً عن قيام دولة الإمارات، ورُفع علم الاتحاد عالياً، وانتخب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - أول رئيس للدولة، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم "طيب الله ثراه" نائباً للرئيس، وفي التاسع من ديسمبر من نفس العام تم تشكيل أول مجلس للوزراء، وانضمت دولة الإمارات في نفس العام إلى منظمة الأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية التعاون الدولي، وتسعى دائمًا لبناء شراكات استراتيجية تعود بالنفع على الجميع، مجددة التزام بلادها بتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة ودعم الجهود الدولية لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة.
وأكدت أن الإمارات تظل نموذجًا يحتذى به في دعم الأشقاء وقت المِحن، وبدا ذلك جليًا، على وقع الأحداث المؤسفة التي شهدها قطاع غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، وواصلت دولة الإمارات توفير المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، فجاءت مبادرة الفارس الشهم 3 المتكاملة براً وبحراً وجواً لتقديم الدعم الإغاثي لقطاع غزة للتخفيف من المعاناة التي يعيشها.
ونوهت إلى أنه تم تقديم الرعاية الطبية لعدد من أبناء القطاع وإقامة مستشفيين لتوفير الرعاية العلاجية، مستشفى ميداني في جنوب غزة بإشراف فريق طبي إماراتي ومستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش، كما أقامت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه، مؤكدة أنه ما كان لذلك أن يتحقق بنجاحه المعهود لولا الشقيقة الكبرى مصر.
وتابعت السفيرة مريم الكعبي قائلة: وبينما نحتفل باليوم الوطني الثالث والخمسين، ننظر إلى المستقبل بثقة وعزيمة تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وإخوانه حكام الإمارات، والتي تسعى الدولة تحت قيادته الرشيدة لأن تكون مركزًا عالميًا للتنمية المستدامة والابتكار، ومساهمًا فاعلًا في الجهود الدولية للتصدي لتحديات العصر مثل التغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي.
وشددت على أن دولة الإمارات، في كافة المنابر، تبرز ضرورة إعطاء الأولوية للازدهار الاقتصادي والعلاقات بين الشعوب، ودعم التعددية والشراكات وتعزيز التعاون الدولي، وتركز سياستها الخارجية على دعم الازدهار الاقتصادي على المدى الطويل، وتتبنى إستراتيجيات محفزة على التنويع الاقتصادي، حيث تعمل على بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتنوع يعزّزه التقدم العلمي والتكنولوجي.
اقرأ أيضاًمريم الكعبي سفيرة للإمارات في مصر
توقيع اتفاقيتين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 1200 ميجاوات
تخطت 4 ملايين جنيه.. فيفي عبده تتبرع بجلابية «حزمنى يا» (صور)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة الدول العربية محمد بن زايد مريم الكعبي السفيرة مريم الكعبي سفيرة الإمارات بالقاهرة دولة الإمارات العربیة مریم الکعبی بن زاید
إقرأ أيضاً:
مرحلة جديدة في العلاقات التركية المصرية
في عصر العولمة الذي بلغ ذروته اليوم، تظل العلاقات السياسية بين الدول محدودة ما لم تتطور العلاقات الاقتصادية أولاً. ومن هذا المنطلق، نظم “منصة أبحاث واستراتيجيات أوراسيا” (ASAD) “منتدى الأعمال” في مصر بعد تونس. وكان توقيت المنتدى، الذي انعقد قبيل قمة مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية (D-8)، ذا أهمية خاصة.
شهد المنتدى مشاركة نحو 40 رجل أعمال تركي من مختلف القطاعات، بينما كانت المشاركة من الجانب المصري لافتة للغاية، حيث حضرت أكثر من 200 شركة مصرية لعقد لقاءات ومباحثات.
تعد مصر دولة ذات أهمية كبيرة تاريخيًا، إذ تقع في موقع استراتيجي شهد قيام واحدة من أعرق الحضارات في العالم القديم. وقد تم توقيع أول معاهدة مكتوبة في التاريخ، وهي “معاهدة قادش”، بين مصر والحيثيين. ويمكن القول إن ولادة الدبلوماسية المكتوبة حدثت أيضًا في مصر.
مصر بلد تجمعنا بها روابط تاريخية عميقة. كانت رسميًا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية حتى عام 1914. إلا أنها وقعت تحت سيطرة فرنسا بين عامي 1798 و1801، ثم احتلتها بريطانيا في عام 1882، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، أصبحت مصر رسميًا تحت السيطرة البريطانية.
استمر تأثير السلالة التركية في مصر حتى إعلان الجمهورية في عام 1953.
النيل كل شيء بالنسبة لمصر
نهر النيل ليس مجرد مجرى مائي بالنسبة لمصر، بل هو شريان الحياة. رؤية كيف شكّل النيل ليس فقط تاريخ مصر بل حاضرها أيضًا كانت تجربة مدهشة. هذا النهر العظيم ليس فقط وسيلة نقل، بل هو قلب التجارة والزراعة والتفاعل الثقافي، حيث يحتضن كل الديناميكيات التي تؤثر على مصر وحتى إفريقيا. كلما ابتعدنا عن نهر النيل، تصبح الأراضي أكثر تصحرًا. ولهذا السبب، يُطلق على الجزء الخصيب من مصر “البلد الأسود”، بينما يُطلق على الجزء القاحل “البلد الأحمر”.
الاقتصاد المصري يكافح الصعوبات
يواجه الاقتصاد المصري تحديات كبيرة نتيجة عدة عوامل، منها: انخفاض قيمة العملة، تأثيرات الحرب الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا التي تسببت في تباطؤ الاقتصاد العالمي، إضافة إلى التوترات الإقليمية، وعلى رأسها الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وأشار تقرير البنك الدولي عن مصر إلى انخفاض حاد في الاحتياطات الرسمية والأصول بالعملات الأجنبية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي. ومن أجل التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار، لجأت الحكومة المصرية إلى إطلاق العديد من الحزم الاقتصادية. ومع ذلك، عندما لم تكن هذه الإجراءات كافية، طلبت الحكومة دعمًا من صندوق النقد الدولي.
يواجه الاقتصاد المصري مشكلة مزمنة تتمثل في العجز التجاري الخارجي، حيث يتضاعف حجم الواردات مقارنة بالصادرات. ومن أبرز وارداته الوقود المعدني والزيوت والآلات والأجهزة الميكانيكية. ورغم ثراء النيل، احتلت مصر المرتبة الخامسة عالميًا في استيراد الحبوب في عام 2023. (انظر الرسم البياني 1)
صندوق النقد الدولي: ترتيب الاقتصاد المصري عالميًا
يتوقع صندوق النقد الدولي أن يكون الناتج المحلي الإجمالي لمصر في عام 2024 حوالي 380 مليار دولار، مما يجعلها تحتل المرتبة 43 كأكبر اقتصاد في العالم من بين 196 دولة. ومع ذلك، يتوقع أن تحتل المرتبة 135 عالميًا من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
يمكن الشعور بهذا التفاوت في العديد من أنحاء العاصمة. فغالبية الشعب المصري تعاني من صعوبات اقتصادية. عند مغادرتنا المطار، لفتت الفوضى والمساحات المهجورة في المناطق السكنية على طول الطريق انتباه الجميع. وواجهنا المشهد نفسه في العديد من مناطق القاهرة. هذا الوضع دفعنا جميعًا للتحدث عن “التطوير الحضري”، خاصة أن تركيا تُعد من رواد قطاع البناء عالميًا، ولكن كونها دولة معرضة للزلازل يجعلنا نتساءل عن أولوية السلامة. عند رؤية المباني في بعض المناطق، من الصعب ألا تفكر في مدى هشاشتها أمام أي زلزال محتمل.
وفي الوقت نفسه، أوضح لنا المرشد السياحي أن هناك مناطق جديدة يتم إنشاؤها في القاهرة. عندما زرنا هذه المناطق لاحقًا، كان الاختلاف في مستوى المعيشة بينها وبين المناطق الأخرى واضحًا للغاية، مما جعلنا ندرك بوضوح عدم المساواة في توزيع الدخل.
السياحة: شريان حياة للاقتصاد المصري
تُعتبر السياحة عنصرًا حيويًا للاقتصاد المصري، حيث تجذب المواقع الأثرية القديمة وسواحل البحر الأحمر زوارًا من جميع أنحاء العالم. إذا حاولنا سرد التراث الثقافي لمصر، فلن يسعنا المجال هنا، وهذا ما يجعل قطاع السياحة من أبرز القطاعات الاقتصادية، حيث يساهم بنسبة تتراوح بين 10% و15% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر فرص عمل لملايين الأشخاص.
كان لنا الحظ في استكشاف جزء صغير من هذا التراث الغني، خاصة في القاهرة والمناطق المحيطة بها. هذه المدينة الساحرة تقدم مزيجًا فريدًا من الآثار القديمة ونمط الحياة الحضري الحديث. تحتاج إلى ثلاثة أيام على الأقل لاستكشاف القاهرة وحدها.
الأهرامات: أعجوبة هندسية
كانت محطتنا الأولى في رحلتنا أهرامات الجيزة. تعتبر هرم خوفو، أحد عجائب العالم القديم، بارتفاع يتجاوز 147 مترًا، تحفة هندسية تتحدى الخيال. ورغم اختلاف أحجام أهرامات خفرع ومنقرع المجاورة، فإنها تترك التأثير نفسه. وأثناء تأملنا لهذه الأهرامات، تبادر إلى أذهاننا السؤال: هل هي من صنع البشر أم أن للكائنات الفضائية دورًا فيها؟ .
إلى جانب الأهرامات، يجذب تمثال أبو الهول الانتباه بصفته رمزًا للغموض والعظمة. صمود أبو الهول أمام الزمن يثير التأمل في الأحداث التي شهدتها هذه الأرض عبر التاريخ.
اقرأ أيضافائدة جديدة مذهلة للقهوة
الجمعة 03 يناير 2025المتحف المصري الكبير: نافذة على الماضي
يقع المتحف المصري الكبير بجوار أهرامات الجيزة، وقد صُمم ليكون أكبر متحف أثري في العالم. ورغم أنه لم يُفتتح بالكامل بعد، فإن الأجزاء المفتوحة منه تقدم لمحة مذهلة عن تاريخ مصر القديمة. يبدأ الزائر رحلته بمواجهة تمثال رمسيس الثاني، الذي يقدم مقدمة مبهرة لعظمة مصر القديمة. يعكس المتحف ببراعة الحرفية المصرية القديمة وفهمها للجمال. إنه ليس مجرد معرض للآثار، بل تجربة تجسد تطور الحضارات ومسيرة التاريخ الإنساني.
خان الخليلي: قلب القاهرة النابض
في قلب القاهرة يقع خان الخليلي، السوق التاريخي الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر. خلال الحقبة العثمانية، كان يُعرف باسم السوق التركي. تجذبك الأزقة الضيقة بروائح التوابل والعطور الغريبة وأعمال النحاس والمجوهرات الذهبية. في خان الخليلي، لا تكتفي بالتسوق، بل تصبح جزءًا من تقليد يمتد لمئات السنين. ورغم سحر المكان، يمكنك أيضًا أن تلمس الإرهاق الذي حل به عبر الزمن، حيث تعاني بعض أجزائه من التدهور.