أطلق صالون الإبداع السوداني للثقافة والتنمية نداء السلام والتعايش ونبذ خطاب الكراهية، وذلك خلال احيائه الذكرى الرابعة لرحيل الإمام الصادق المهدي رئيس الوزراء السوداني الأسبق والرمز السوداني الكبير، وقال أحمد يوسف قربين رئيس الصالون، إن فقد الصادق المهدي حكيم الأمة السودانية كان فادحا، وإن صالون الإبداع تقديرا ووفاء لدوره يحيي ذكراه الرابعة بإطلاق نداء السلام والتعايش ونبذ خطاب الكراهية، ووجه التحية لمصر قيادة وحكومة وشعبا.


ومن جانبها، قالت أسماء الحسيني الكاتبة الصحفية ونائب رئيس صالون الإبداع، إن الصالون حرص على إحياء ذكرى الإمام الصادق المهدي بالدعوة للسلام والتعايش ونبذ خطاب الكراهية، الذي هو ليس فقط شعارا يرفع، بل هو منهج عمل وخطة يلتزم بها صالون الإبداع، اعتقادا منه بأن الشعب السوداني الذي عانى طويلا وقدم التضحيات يستحق سلاما حقيقيا وعادلا وشاملا ومستداما، وأنه يجب التعجيل بوقف الحرب لحقن دماء السودانيين ووقف إهدار أرواحهم حربا وجوعا ومرضا وقهرا.


وحذرت الحسيني من خطورة خطاب الكراهية والتحشيد والاصطفاف على أسس جهوية وقبلية وعربية وأيدولوجية وحزبية، وأثرها الكارثي على وحدة السودان شعبا وأرضا، ودعت لرفع رايات السلام والمحبة والإخاء والتعايش، وتجريم اسالة الدماء في كل أنحاء السودان.
ومن جانبها استعرضت رباح الصادق المهدي باسم اللجنة القومية لتخليد ذكرى الإمام الصادق المهدي نهج الصادق المهدي في التسامح والتعايش وعرضت أهم رؤاه ومواقفه المستندة إلى الجهاد المدني، وجنوحه الدائم إلى السلام والحوار والتلاقي والتوافق الوطني.

وقال اللواء فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي في كلمته، تمر علينا ذكرى رحيل الإمام الصادق المهدي وبلادنا تخيم عليها ظلمة الحرب وتكسوها الأحزان ، وتعتصر قلوب شعبها الآلام وهي تفتقد حكيمها وفارسها الذي كان رجل المحبة والسلام ، وقال إن السودان يمر بأزمة وطنية تاريخية غير مسبوقة وأن المخرج منها هو أن نهتدي بخطي إمامنا الحقاني في التمسك بالمبادئ والمحافظة عليها والعمل علي وحدة صفنا الداخلي وصفنا الوطني من أجل إيجاد المخرج الآمن لوطننا الحبيب ، فهلموا الي كلمة سواء لرسم مستقبل أفضل لشعبنا الصابر والمثابر والمتطلع لغد أفضل، ودعا قيادات حزب الأمة وجماهير الأنصار الى الوقوف ضد العنف والحروب والاقتتال والظلم والكراهية والعنصرية والتوحش والتعامل مع ما يمر به السودان من فتنة كبرى بحكمة الحقاني والتصدي لها بروح المسؤولية التاريخية وتجاوز كافة أشكال الإختلاف ، من أجل إنقاذ شعبنا والتقسيم المقيت لوطننا والوقوف الي جانب الضحايا من أبناء شعبنا وعدم الإنحياز لخيارات الحرب والدمار.
ودعا رئيس حزب الأمة القومي كافة السودانيين إلى تجاوز كل الخلافات وتقبل بعضهم بتجرد تام وعمل مخلص وإعلاء المصلحة الوطنية علي المصلحة الحزبية والجهوية وأن نلتف حول موقف وطني موحد ينهي هذه الحرب اللعينة ويرفع المعاناة عن كاهل شعبنا، ويحقق تطلعاته المشروعة في الحرية والعدالة والمساواة والسلام عبر مائدة مستديرة للتوافق على مشروع وطني شامل يضع حلول واقعية لأزمة الوطن، كما دعا قيادات القوات المسلحة والدعم السريع وكل الذين يتقاتلون في الميدان إلى الاستماع لصوت التعقل والحكمة والاقبال علي طاولة التفاوض لإنهاء هذه الحرب اللعينة ، وإتاحة الفرصة للحلول السلمية ، للوصول لحلول تحقق تطلعات السودانيين وتنهي معاناتهم.
أما المفكر المصري الدكتور نبيل عبد الفتاح الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فقدم رؤية عميقة عن دور ومكانة الإمام الصادق المهدي وأفكاره ورؤاه وأطروحاته، كما قدم رؤية من أجل إخراج السودان من أزمته الحالية عبر مقاربة تستلهم حكمة الإمام الصادق المهدي وتجربته في التوافق الوطني.
ومن جانبها، ذكرت انتصار العقلي رئيسة الحزب الناصري السوداني مواقف الإمام الصادق المهدي الداعمة للمرأة وقضاياها، كما قالت إن المرحلة العصيبة التي يمر بها السودان تحتاج إلى تعزيز الوعي وتوحيد الصف الوطني لخلق مجتمع مترابط ينبذ خطاب الكراهية.
فيما أكد محمد الهادي الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي الموحد أهمية وضرورة وحدة القوى المدنية السودانية لتغليب خيارالسلام ووقف الحرب.
وأكد القس جوزيف من الكنيسة القبطية في السودان دور الإمام الصادق المهدي والحركة المهدية في تاريخ السودان، وشدد على مسئولية ودور كل سوداني في تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
وقد شهدت الأمسية إبداعات الشاعر السوداني عبد المنعم الكتيابي، والمبدع اليمني الكبير الدكتور نزار غانم الذي تحدث عن علاقته بالسودان البلد الذي عاش فيه وأحبه، وألقى قصيدته الرائعة "يا مقرن النيلين" التي تعبر عن أشواقه للسودان، التي غناها بصحبة الفنان المصري المبدع محمد وحيد. كما صدح الفنان السوداني الأمين خلف الله بأغاني تراثية، وألقى الشاعر زروق العوض كلمة هيئة شئون الأنصار.

القاهرة: خاص

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإمام الصادق المهدی صالون الإبداع خطاب الکراهیة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيل سيدة الغناء.. ما سر بقاء صوت أم كلثوم خالداً في القلوب

تحل غداً الإثنين الموافق 3 فبراير ذكرى وفاة سيدة الغناء العربي، كوكب الشرق أُم كَلثوم التي التى تعتبر أهم مطربة فى تاريخ الغناء العربى، بل تعد أبرز مغنية فى القرن العشرين الميلادي فقد حلقت في فضاء الشدو والأنغام ورغم الغياب فإنها لاتزال تتربع على عرش الغناء دون منازع.

ولدت لأسرة متواضعة في قرية طماى الزهايرة التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في 31 ديسمبر 1898م أو رسميًا حسب السجلات المدنية في 4 مايو 1908م،  تعلمت بكتّاب القرية، بعد إلحاح منها لكي تتعلم مثل أخيها خالد.

 وكان والدها الشيخ إبراهيم السيد البلتاجى يعمل كمُنشد في حفلات الزواج والموالد .

وبعد أن توفي الشيخ عبد العزيز معلم كتّاب القرية اضطرت للانتقال لكتّاب آخر، فكانت تسير يوميا ثلاث كيلومترات برفقة اخيها خالد للوصول إلى الكتاب وتعلمت تلاوة القرآن من  والدها.

وكانت تسمع والدها يُعلم أخيها خالد القصائد والتواشيح ليساعده في عمله ، ومع التكرار حفظت ما سمعته وبدأت تقليد والدها دون قصد، وعندما سمع والدها ما تعلمته انبهر من قوة نبرتها، فطلب منها أن تنضم معه لدروس الغناء ، وكان أول حفل فيه خمسة عشر شخصا فقط، فغنت وصفق لها الجمهور إلى أن أُشتهروا في القرى المجاورة.

سمعت أم كلثوم لأول مرة صوت الشيخ أبو العلا محمد وهي صغيرة ، وهزها صوته لدرجة سماع اشعاره مئات المرات.

ومرت السنين، وكانت أم كلثوم مع والدها في محطة القطار فى عام 1916 حين سمعت صوتا يقول: "الشيخ أبو العلا هنا!" لم تصدق نفسها والحت عليه أن يأتي لزيارة قريتها، وتعرف والدها على الشيخين أبو العلا محمد وزكريا أحمد اللذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان واستقبلوا أبو العلا في منزلهم ثم بدأ الغناء وغنت معه أم كلثوم وبعد سماعه لصوتها اقترح على والدها الانتقال بها إلى القاهرة، رد والدها مندهشا بأنه لا يعرف أحدًا في القاهرة وحاول تغيير موضوع الحديث لكن بعد الكثير من إلحاح أم كلثوم عليه وافق.

وإستقرت نهائياً في عام 1921م وكانت تغني في مسرح البوسفور في ميدان رمسيس بدون فرقة موسيقية. غنت على مسرح حديقة الأزبكية وسمع صوتها عدد من فنانوا عصرها مثل الشيخ علي القصبجي. وفي عام 1923م غنت في حفل حضرته كبار مطربات عصرها وعلى رأسهم منيرة المهدية

كون محمد القصبجي عام 1926 لأم كلثوم فرقتها الموسيقية الخاصة، وأول تخت موسيقي يكون بديلا لبطانة المعممين التي كانت معها دائما، بعدما شنت روز اليوسف هجوما صاعقا على بطانتها، لعل هذا ما جعل أباها يتخلى عن دوره كمنشد وينسحب هو واخوها الشيخ خالد. بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت في زي الآنسات المصريات، وذلك بعد أن توفي الشيخ أبو العلا محمد الذي ترك فيها تأثيرا روحيا عظيما وكان مرشدها في عالم الطرب.

إشتهرت بفناء اناشيد و أغانى وطنيه كثيره الهبت بها حماسة المصريين ودوى صوتها مع الأحداث اللى مرت بها مصر فى عصرها فغنت " ذكرى سعد " و " منصوره يا ثورة أحرار " و " فرحة القنال " و " والله زمان يا سلاحى " وغنت " طوف وشوف " أمام جمال عبد الناصر. 

وتبرعت بحفلات عملتها فى باريس وأماكن أخرى بالعالم  للمساهمة فى المجهود الحربى بعد حرب 1967، كرمتها الدولة المصرية ومنحتها جائزة الدولة التقديرية.

ولقبت  بعدة ألقاب منها: ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل،، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب.

قامت أم كلثوم ببطولة ستة أفلام غنائية، منها “وداد” (1936)، سيناريو أحمد بدرخان وإخراج الألماني فريتز كرامب، وشارك في التمثيل أحمد علام ومحمود المليجي وكوكا، وكان أول فيلم مصري يشارك في مهرجان سينمائي (مهرجان البندقية بإيطاليا)، وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيرًا

اعتادت أم كلثوم أن تحيط حياتها الخاصة بسياج حديدي، ما جعلها في مواجهة مع الشائعات والحكايات المنافية للحقيقة، وبلغ الأمر حد الإساءة والتطاول ، والحقيقة أنها كرّست حياتها للغناء، وسمت بشدوها فوق الوشايات.

تزوجت أم كلثوم من الدكتور حسن الحفناوي، وكان طبيبها الخاص، واستمر زواجهما حتى رحلت كوكب الشرق، فى 3فيراير عام 1975وودعها الملايين من عشاق فنها

مقالات مشابهة

  • ذكرى رحيل عزت العلايلي.. ماذا قال عن فيلم "الطريق إلى إيلات"؟
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • وزير الخارجية السوداني: نقترب من إنهاء الحرب واستعادة السيادة الكاملة
  • الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم
  • وزير الخارجية السوداني "للوفد": الحرب في السودان علي وشك الانتهاء وجيشنا في طريقه لتحرير البلاد
  • وزير الخارجية السوداني: جيشنا في طريقة لتحرير الخرطوم وحسم الحرب
  • ذكرى رحيل أم كلثوم الـ 50.. قصة الأمس واليوم والغد
  • في ذكرى رحيل كوكب الشرق.. أهم المعلومات عن أم كلثوم
  • في ذكرى رحيل سيدة الغناء.. ما سر بقاء صوت أم كلثوم خالداً في القلوب
  • جهد داعم للحوار الفكري ونبذ خطاب الكراهية وتأسيس ديمقراطية مستدامة