فعسى اللهُ أن يأتيَ بالفتح أَو أمر من عنده
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
محمد حسين فايع
بعد فشل الحلم الأمريكي الصهيوني في تنفيذ المرحلة الأخيرة للقضاء نهائيًّا على كُـلّ قوى محور المقاومة في المنطقة والعالم الإسلامي وفي مقدمة المحور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وُصُـولًا للسيطرة المباشرة على الموقع الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي والأمني.
وبعد الهزيمة والخسارة المباشرة والاستراتيجية التي منيت بها أمريكا والغرب ورأس حربتهم كيان العدوّ الإسرائيلي أمام محور الجهاد والمقاومة وفي مقدمته المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ها هي قوى معسكر الكفر والنفاق على المستوى الإقليمي والدولي تفتح مساراً شيطانياً عدوانياً رأس حربته المجاميع التكفيرية والتي أعيد تدويرها وتسليحها أمريكيًّا وإسرائيليًّا وسعوديًّا وإماراتيًّا وقطريًّا وتركيًّا من جديد، فيما تم استنفار وسائلهم الإعلامية التي رسموا لها موجهات ومحدّدات إعلامية للعمل على عدد من المسارات ومنها:
أولًا: شيطنة سوريا شعباً ونظاماً وجيشاً وتقديم الجماعات التكفيرية على أنها معارضة سورية شرعية، وهذا ما بدأت تعمل عليه قنوات مثل الجزيرة القطرية والحدث والعربية السعوديّة وسكاي نيوز الإماراتية.
ثانيًا: العمل على شيطنة نظام وجيش وقيادة الجمهورية الإسلامية والعمل في نفس الوقت على إعادة تحريك ما يسمى بالمعارضة الإيرانية وتقديم ذلك الخليط من الجماعات التكفيرية ومجاهدي خلق المجندة على يد الموساد والمخابرات الأمريكية والغربية على أنها معارضة إيرانية شرعية تواجه ظلماً وحرماناً على يد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد بدأت تعمل على ذلك وسائل الإعلام الأمريكية والغربية كقناة الحرة وغيرها من قنوات التبعية والنفاق والتصهين الأعرابي.
ثالثًا: العمل على مسار الشيطنة للمقاومة الإسلامية اللبنانية والفلسطينية ومحاولة تجييش الجبهة الداخلية اللبنانية والفلسطينية برأس حربة هي قوى الارتباط بالأمريكي والإسرائيلي في لبنان وفلسطين.
كلّ ما سبق كانت مسارات مشروعة متكاملة وشاملة كان قد تم استخدامها مراراً، وكانت النتيجة أن مني صناعه وخدامه ومنفذوه بالفشل والهزيمة والخسران، ثم أمام الرأي العام الإقليمي والعالمي تعرى وفضح كُـلّ ذلك المشروع بكل مساراته وبكل قواه وإمْكَاناته وبكل من ورائه من قوى الكفر والنفاق ليصنع في النتيجة وعيًا إقليميًّا ودوليًّا جمعيًّا متعاظمًا، إلى أن أصبح محور الجهاد والمقاومة فاعلًا منتصرًا على طول وعرض المنطقة والعالم الإسلامي وليصبح مساراً ومحوراً تحرّريًّا عالميًّا.
اليوم ها هو معسكر قوى الكفر والاستكبار الأمريكي الصهيوني بخدامه وأدواته التي تمثل قوى معسكر النفاق والارتداد والخيانة والتطبيع يعود إلى نفس المشروع والمخطّط الذي سبق وأن جربوه مرات وفشل وخسر؛ الأمر الذي يبشر بأن معسكر قوى الكفر والنفاق الأمريكي الصهيوني الأعرابي التطبيعي هم أنفسهم من ينفذون المرحلة الأخيرة لنهاية مشروعهم ولوجودهم في المنطقة والعالم الإسلامي وعلى المستوى العالمي، وتلك سنة الله الثابتة وذلك وعد الله الذي لن يتخلف عن الواقع، وصدق الله العلي العظيم القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولياء، بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ، فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِينَ، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ إيمَـانهِمْ، إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ، حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأصبحوا خَاسِرِينَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ، ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أولياء، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
سرايا أولياء الدم العراقية تكشف عن سلاح جديد في استهداف إيلات
في تطور جديد، كشفت ميليشيا "سرايا أولياء الدم" العراقية عن استخدامها لطائرة مسيرة من طراز "شاهد-101" في عملية إطلاق استهدفت مدينة إيلات الإسرائيلية، حيث تم إطلاق الطائرة من قارب صغير في 19 تشريم الثاني / نوفمبر 2023، في تكتيك يعكس تطورًا في استراتيجيات الجماعة.
وفي تقرير مفصل نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أكد أن عملية "سرايا أولياء الدم" العراقية بإطلاق طائرة مسيرة من طراز "شاهد-101" تكتيك جديد يستخدم لأول مرة من قبل الجماعات العراقية، حيث تم إطلاق الطائرة المسيرة من زورق بخاري بطول 15 قدمًا في مجرى مائي غير محدد، بهدف شن هجوم على مدينة إيلات الإسرائيلية، وفقًا لما أعلنه التنظيم.
وأضاف التقرير أن الصور التي تم نشرها توضح الطائرة وهي تتحرك عبر مساحة مائية كبيرة نسبيًا، ما يعزز احتمالية أن الممرات المائية التي تم الإشارة إليها قد تكون بحيرات "الثرثار" أو "حمرين" في العراق.
ورغم ذلك، هنالك فرضية أخرى تشير إلى أن الفيديو قد تم تصويره خارج العراق، ربما بتعاون مع الحوثيين في اليمن، خاصة في البحر الأحمر، المعهد أشار إلى أن التنسيق والتهديدات التي تروجها هذه الجماعة تُظهر تطورًا في استراتيجيات الهجمات على أهداف إسرائيلية.
وأشار التقرير إلى أن المثير في العملية هو توثيقها باستخدام طائرة مسيرة رباعية المراوح، التي التقطت صورًا من زاوية علوية أثناء عملية الإطلاق، كما ظهرت الصور المقربة للطائرة التي تم تعتيم أرقامها التسلسلية، وهذا التكتيك يضيف عنصرًا جديدًا لأساليب "سرايا أولياء الدم"، التي تسعى دائمًا لابتكار طرق جديدة وملفتة لتوثيق الهجمات.
ولاحظ المعهد أنه بالرغم من أن هذه العملية قد تم الإعلان عنها في 19 تشرين الثاني / نوفمبر، إلا أنه من المحتمل أن الفيديو قد تم تصويره في وقتٍ سابق، ربما في السابع عشر أو الثامن عشر من الشهر نفسه، وهذا يشير إلى أن الطائرة المسيرة قد أكملت رحلتها قبل يوم من نشر الإعلان، مما يعكس كيفية تقديم الجماعة للمعلومات بأسلوب مُوجه ومُخطط له مسبقًا.
#عفيف_حزب_الله#سرايا_أولياء_الدم pic.twitter.com/fxz4fIcgCT — Sadiq Al-Nabulsi (@SadeqNabolsi) November 19, 2024
وتستمر "سرايا أولياء الدم" في عرض مقاطع فيديو تظهر تنوع الأساليب التي تستخدمها في عملياتها، ما يعكس استراتيجية جديدة تستخدم فيها وسائل الإعلام بشكل مبتكر للوصول إلى جمهورها، مع التركيز على التفاصيل التقنية لكل عملية، مثل طريقة الإطلاق والزي التكتيكي المستخدم من قبل مقاتلي الجماعة.
وتبرز هذه العملية كإشارة إلى التحول التكتيكي في أسلوب العمليات العسكرية للجماعات العراقية، مما يشير إلى مزيد من التصعيد في التوجهات المستقبلية لهذه الجماعات، مع تأكيد على ضرورة مراقبة المزيد من هذه الأساليب على الساحة العسكرية في العراق وفي المنطقة بشكل عام.