ما لم يحقّقهُ العدوّ في اليمن لن يحقّق في غزة ولبنان
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
صفاء العوامي
الوضع في اليمن وفلسطين ولبنان يعكس تحديات كبيرة تواجه العالم العربي والإسلامي في ظل التدخلات الخارجية والصراعات المحلية، من خلال النظر إلى التاريخ الحديث، نجد أن العدوّ يسعى دائمًا إلى زرع الفتن والفوضى في هذه البلدان؛ بهَدفِ زعزعة الاستقرار وتقويض السيادة الوطنية وقمع حركات المقاومة فيها بكل الوسائل الممكنة سواءً بالحروب الإعلامية وحملات التشويه أَو الحروب الاقتصادية أَو الفتن الطائفية وُصُـولًا إلى الحروب العسكرية المباشرة، والتي تكون جُل أهدافهم فيها هم المدنيين العزل والأطفال والنساء، والبنية التحتية والمنشآت المدنية والحكومية.
ففي اليمن، يُعتبر النزاع الدائر منذ سنوات طويلة مَـا هو إلَّا نتيجة لتدخلات متعددة لدول إقليمية وعالمية تسعى إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية على حساب الشعب اليمني، وسيادته وحريته، ولفرض الوصاية الخارجية عليه، وكان السبب الرئيسي للحرب التي شُنت على اليمن هو تأمين مدللة أمريكا (إسرائيل)، ومع ذلك، وبالرغم من ذلك التدخل الخارجي وتحالف الدول الجارة قبل الغرب، استطاع اليمنيون أن يثبتوا صمودهم وقدرتهم على مواجهة العدوان والظلم القائم عليهم وإبطال كُـلّ تلك المخطّطات التي حيكت ضدهُ، واستطاع مؤخّرًا أن يُقدم مواقف أُسطورية وبطولات تاريخية في مساندة الشعب العظيم الفلسطيني، وإذلال العدوّ الصهيوني وحصاره، وتكبيده الكثير من الخسائر على الكثير من المستويات الاقتصادية والعسكرية والإعلامية وغيرها.
كذلك، هذه الحرب بخططها وأدواتها تظهرُ جليًّا في فلسطين ولبنان، وبالمقابل فَــإنَّ القدرة على المقاومة والصمود والتأييد الإلهي في اليمن تظهر أَيْـضًا في فلسطين ولبنان، حَيثُ يتعرض الشعب الفلسطيني واللبناني لضغوط سياسية واقتصادية وعسكرية من قبل العدوّ الصهيوني وأدواته من العرب المتخاذلين أَو الغرب المساند والمؤيد لما يهدف إليه هذا الاحتلال الغاصب من احتلال أراضيهم ونهب مقدراتهم وتخضيع مقاوميهم وإخماد روحية الجهاد لديهم، يُقابلونه بصمودٍ وثباتٍ ومقاومة لا نظير لها.
من خلال تحليل الوضع في هذين البندين، نستطيع أن نقول بثقة إن ما لم يحقّقه العدوّ في اليمن لن يحقّقه في غزة ولبنان؛ فالشعوب الكريمة والمقاتلة في هذين البندين تمتلك العزيمة والإرادَة الصُّلبة لمواجهة الظلم والتحديات والتصدي لكل من يحاول المساس بكرامتهم وحقوقهم.
إذًا، يجب على العدوّ أن يعيَ أن أي عدوان على اليمن أَو فلسطين أَو لبنان سيواجه مقاومة شديدة وصُلبة من قبل أبناء هذه الشعوب، وأن النضال؛ مِن أجلِ الحرية والعدالة سيظل مُستمرًّا حتى تحقيق النصر واستعادة الحقوق المشروعة.
في النهاية، نقول لكل أبناء اليمن وفلسطين ولبنان الأبطال الذين يواجهون الصعاب بكل شجاعة وإصرار، لكم الشكر والتعظيم والتبجيل، أنتم المجاهدون المؤمنون السائرون على نهج الحبيب المصطفى “عليه وعلى آله أفضل الصلوات”، وهذا ما يجعلنا على ثقة أنكم ستبقون صامدين في وجه أي تحدٍّ يواجهكم وأننا على ثقة بأن التأييد الإلهي الذي يجعل التكنولوجيا المتقدمة والأسلحة النوعية التي يمتلكها العدوّ عاجزة أمام إيمانكم وصبركم واحتسابكم وبسالتكم ستحقّق النصر المحتم.
نحن كشعوب نثق بأن النصر والعدالة لن يُحقّق إلَّا بسواعدكم المباركة، تحت ظل القيادة الحكيمة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الشورى يشيد بحكمة السيد القائد واستشعاره للمسؤولية الدينية والإنسانية تجاه فلسطين
يمانيون../
بارك مجلس الشورى، الإعلان التاريخي للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إعطاء مهلة لوسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أربعة أيام لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.
وأشاد المجلس في بيان صادر عنه الأحد، بحكمة السيد القائد واستشعاره للمسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية في مواصلة نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني المنسجم مع إعلانه منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في وقت تخلى فيه العالم وسكت عن جرائم الكيان الصهيوني الوحشية في غزة.
وأكد البيان أن الإعلان جاء ليؤكد للعالم مدى التزام اليمن قيادة وقوات مسلحة وشعبا بالثبات على الموقف في مساندة ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بكل الوسائل في مواجهة الصلف والغطرسة الصهيونية والأمريكية.
ولفت إلى أن الكيان الغاصب ما كان له أن يتملص عن تنفيذ إتفاق إطلاق النار في غزة ويغلق المعابر امام المساعدات ويواصل ارتكاب جرائمه الفاشية وتدنيس الاقصى لولا الصمت والخذلان المعيب للأنظمة العربية والمجتمع الدولي.
ولفت البيان إلى الجهوزية العالية للقوات المسلحة اليمنية واستعدادها في انتظار انتهاء المهلة لتنفيذ موجهات قائد الثورة واستئناف العمليات العسكرية البحرية لفرض الحصار على الكيان الغاصب حتى إيقاف صلفه وجرائمه ويسمح بدخول الغذاء والماء والدواء إلى غزة.
وحمل الاحتلال الصهيوني وكل من تواطأ معه وفي المقدمة أمريكا مسؤولية استئناف العمليات العسكرية في إطار ما تم إعلانه مسبقا بأن اليمن سيظل يراقب وقف إطلاق النار وسيستأنف عملياته عند أي خرق للاتفاق.
وحيا البيان الموقف الشعبي المسؤول الذي عبر عنه أبناء الشعب اليمني بالخروج المشرف للميادين لمباركة وتأييد إعلان المهلة المعبر عن إرادته ومطالبه بمواصلة مساندة الشعب الفلسطيني حتى نيل حريته وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وطالب رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي بالوقوف أمام التصعيد الصهيوني وإدانة استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع والذي بات يعاني من أسوأ كارثة إنسانية ومجاعة بسبب نقص الغذاء والدواء.
ودعا مجلس الشورى أبناء وأحرار الأمة العربية والإسلامية إلى استشعار المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني والعمل بكل الوسائل المتاحة من أجل دعمه ومساندته ونصرته ضد الكيان الصهيوني.