يمانيون:
2025-01-05@05:17:28 GMT

الأُمَّـةُ بين الإسلام الدخيل والإسلام الأصيل

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

الأُمَّـةُ بين الإسلام الدخيل والإسلام الأصيل

عبدالله علي الذارحي

لا شك أن أنظمةَ وشعوبَ معظم الأُمَّــة الإسلامية جعلوا الآن من الإسلام عبارةً عن شعائر تؤدَّى، ولا علاقةَ للإسلام بنظام الدولة في الحكم والاقتصاد والعِلم وكل مجالات الحياة؛ بمعنى فصل الدين عن الدولة، وجعل الشعوب تطيع حكامها ولو كانوا مستبدين وظالمين وناهبين للثروة، حتى لو جلدوا ظهورَ شعبهم جلدًا، وسعوا إلى التطبيع مع كيان العدوّ الصهيوني المحتلّ وفتحوا الملاهي، وتخلوا عن كافة قضايا الأمة المصيرية، وغيّروا المناهج الدراسية، وجعلوا من الإسلام المحمدي الأصيل لا يخرج عن نطاق المسجد وأداء العبادات، وَ…!

لا عجبَ فـ بما سبق إسلامٌ دخيل، يريده اليهود والنصارى للأُمَّـة، وأتباع هذا الإسلام ليسوا بمسلمين، وإنما مستسلمون للأمر المفروض عليهم من أعداء الأُمَّــة، ووالله ما أسلموا لكنهم استسلموا، ومثلُهم كمثل الطلقاء الذين تظاهروا عند فتح مكة أنهم أسلموا لكنهم على الواقع استسلموا لواقع جديد فرضه عليهم رسولُ الله “صلى الله عليه وآله وسلم” فأعلنوا الإسلام وأبطنوا الكفر، الأدلة التاريخية على ما سبق كثيرة.

.

فـقـد صرح بذلك أبو سفيان عندما تولَّى المنسوبُ إليه معاويةُ الحُكمَ، ذهب أبو سفيان إلى قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب (ع) فركله برجله وقال: “إيه يا حمزة إن الأمر الذي قاتلتمونا عليه بالأمس صار بأيدينا، تلقفوها يا بني أمية فو الله لا جنة ولا نار”، فصار ما صار في حكم بني أمية من محاربتهم لأتباع الدين الإسلامي المحمدي الأصيل، تجلى ذلك بوضوح في ملاحقة الأمويين للعلويين والغدر بهم، بداية من اغتيالهم للوصي الإمام علي (ع) ثم تسميمهم للإمام الحسن (ع)، ثم قتلهم للإمام الحسين وآل بيته (ع) بكربلاء، واستمر الغدر بأتباع الإسلام الأصيل منذ ذلك الحين إلى اليوم، وغدر ذوي الإسلام الدخيل بالباطل سيستمر على أتباع الحق، والحق أحق أن يُتبع..

بدليل لو نظرنا إلى الواقع لوجدنا أن العداءَ اليوم من اليهود والنصارى وعملائهم من دعاة الإسلام المغلوط بكافة مسمياتهم، موجَّهٌ لأتباع الإسلام المحمدي الأصيل المتمثل في قادة وأحرار المقاومة، الذين نهجوا نهجَ القرآن الكريم ونبينا محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”، وجعلوا من الدين الإسلامي دينًا ودولةً، وجهادًا وولاءً، وبذلًا وعطاء، وقوة وتضحية وفداء، وأمنًا وسلامًا وتصنيعًا وزراعة، وتقدمًا في كُـلّ مجالات الحياة..

ولك أن تقارن واقع علاقة الغرب والعرب بإيران قبل انتصار الثورة وبعدها للآن، ستجد الفرق واضحًا؛ فواقعها كانت تابعةً لبريطانيا ولا تملك قرارًا ولم يعادِها اليهودُ والنصارى والمتأسلمون، واليوم العداء بكل أشكاله موجَّهٌ لها..

كذلك في حالة مقارنة اليمن قبل انتصار ثورة 21 سبتمبر وبعدها لوجدت أن اليمن كانت حديقة خلفية للسعوديّة وأن السفير الأمريكي كان هو الحاكم الفعلي، ولوجدت أن سببَ العدوان والحصار على اليمن ولبنان والعراق وفلسطين وسوريا والمستضعفين في بعض الدول الإسلامية هو عداء ديني بالمقام الأول..

خلاصة القول:- ما أشبه اليوم بالبارحة:

ففي معركة بدر الفاصلة، برز الإيمان كله للشرك كله واستمر العداء.. والآن المعركة صارت بين الحق وأهله والباطل وحزبه.

الحق المتمثل في منهج الدين الإسلامي المحمدي الأصيل العلوي الحسيني الثوري المقاوم لهيمنة باطل دول الاستكبار العالمي وعملائه المستسلمين المساومين بجميع قضايا الأُمَّــة.

ولو أنهم يستمعون لخطابات السيد القائد كُـلَّ خميس لعلموا أن الله يأبى إلا أن يُتِمَّ نورَه ولو كره الكافرون، والأيّام بيننا إن شاء الله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

حجة: فعاليات ووقفات تربوية بعيد جمعة رجب ونصرة لفلسطين

الوحدة نيوز/ نظمت مدارس محافظة حجة، اليوم، فعاليات ووقفات بعيد جمعة رجب، ونصرة للشعب الفلسطيني.

واستعرضت كلمات الفعاليات ما تمثله جمعة رجب من ذكرى عزيزة على الشعب اليمني، حيث شهدت دخولهم في الإسلام طواعية، وحباً ورغبة والتزاماً وطاعة.

وأكدت أهمية إحياء هذه الذكرى كمناسبة مباركة ومحطة تاريخية خالدة، وصفحة مشرقة من تاريخ شعب الإيمان.

وأشارت إلى أن من أبرز ركائز الهوية الإيمانية هي التحررية والأخلاقية والحضارية، وكهوية جامعة لليمنيين كون الدين الإسلامي هو دين القيم والمبادئ والأخلاق والكرامة.

ونوهت إلى العلاقة العظيمة المتميّزة بين الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله وسلم – وشعب الحكمة، أهل اليمن الذين يجسدون مبادئ الإسلام، وقيمه وأخلاقه، ويذودون عن شرف الأمة.

تخللت الفعاليات، بحضور عدد من القيادات المحلية والتعبوية والتربوية، فقرات وقصائد معبِّرة عن المناسبة.

وبارك بيان الوقفات للقيادة وللشعب اليمني بعيد جمعة رجب، التي تعد من أعظم المحطات في تاريخ اليمنيين؛ لما تحمله من مبادئ وقيم وأخلاق، وآثار نفسية وتربوية.

ودعا البيان شعوب الأمة العربية والاسلامية إلى التوكل على الله والاعتماد عليه، والالتحاق بيمن الإيمان والحكمة الذين يجسدون موقف الحق والانتماء والتوجّه الإيماني الصادق، الذي فيه الفلاح في الدنيا والأخرة، والفوز بنعيم الله الأبدي.

 

مقالات مشابهة

  • الهوية الإيمانية وجمعة رجب.. بوابة اليمنيين إلى الإسلام
  • رمضان عبد المعز: علينا إيصال الصورة الصحيحة عن الإسلام
  • حجة: فعاليات ووقفات تربوية بعيد جمعة رجب ونصرة لفلسطين
  • تنظيم الدولة وسوريا الجديدة | تأكيد على العداء.. هل يشكل خطرا حقيقيا؟ (ملف)
  • علي جمعة: لا حياء في الدين مقولة خاطئة والصحيح لا حرج في الدين
  • حكم الالتزام والوفاء بالعهود والمواثيق في الإسلام
  • مأرب تشهد 14 مسيرة حاشدة إسناداً لغزة
  • الاستجابة لله ورسوله
  • ‏زيف القوة أمام صمود الشعوب وإرادة الحق
  • الشيخ محمود حمودة.. مسيرة علمية في خدمة الأزهر والإسلام