الأُمَّـةُ بين الإسلام الدخيل والإسلام الأصيل
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
عبدالله علي الذارحي
لا شك أن أنظمةَ وشعوبَ معظم الأُمَّــة الإسلامية جعلوا الآن من الإسلام عبارةً عن شعائر تؤدَّى، ولا علاقةَ للإسلام بنظام الدولة في الحكم والاقتصاد والعِلم وكل مجالات الحياة؛ بمعنى فصل الدين عن الدولة، وجعل الشعوب تطيع حكامها ولو كانوا مستبدين وظالمين وناهبين للثروة، حتى لو جلدوا ظهورَ شعبهم جلدًا، وسعوا إلى التطبيع مع كيان العدوّ الصهيوني المحتلّ وفتحوا الملاهي، وتخلوا عن كافة قضايا الأمة المصيرية، وغيّروا المناهج الدراسية، وجعلوا من الإسلام المحمدي الأصيل لا يخرج عن نطاق المسجد وأداء العبادات، وَ…!
لا عجبَ فـ بما سبق إسلامٌ دخيل، يريده اليهود والنصارى للأُمَّـة، وأتباع هذا الإسلام ليسوا بمسلمين، وإنما مستسلمون للأمر المفروض عليهم من أعداء الأُمَّــة، ووالله ما أسلموا لكنهم استسلموا، ومثلُهم كمثل الطلقاء الذين تظاهروا عند فتح مكة أنهم أسلموا لكنهم على الواقع استسلموا لواقع جديد فرضه عليهم رسولُ الله “صلى الله عليه وآله وسلم” فأعلنوا الإسلام وأبطنوا الكفر، الأدلة التاريخية على ما سبق كثيرة.
فـقـد صرح بذلك أبو سفيان عندما تولَّى المنسوبُ إليه معاويةُ الحُكمَ، ذهب أبو سفيان إلى قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب (ع) فركله برجله وقال: “إيه يا حمزة إن الأمر الذي قاتلتمونا عليه بالأمس صار بأيدينا، تلقفوها يا بني أمية فو الله لا جنة ولا نار”، فصار ما صار في حكم بني أمية من محاربتهم لأتباع الدين الإسلامي المحمدي الأصيل، تجلى ذلك بوضوح في ملاحقة الأمويين للعلويين والغدر بهم، بداية من اغتيالهم للوصي الإمام علي (ع) ثم تسميمهم للإمام الحسن (ع)، ثم قتلهم للإمام الحسين وآل بيته (ع) بكربلاء، واستمر الغدر بأتباع الإسلام الأصيل منذ ذلك الحين إلى اليوم، وغدر ذوي الإسلام الدخيل بالباطل سيستمر على أتباع الحق، والحق أحق أن يُتبع..
بدليل لو نظرنا إلى الواقع لوجدنا أن العداءَ اليوم من اليهود والنصارى وعملائهم من دعاة الإسلام المغلوط بكافة مسمياتهم، موجَّهٌ لأتباع الإسلام المحمدي الأصيل المتمثل في قادة وأحرار المقاومة، الذين نهجوا نهجَ القرآن الكريم ونبينا محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”، وجعلوا من الدين الإسلامي دينًا ودولةً، وجهادًا وولاءً، وبذلًا وعطاء، وقوة وتضحية وفداء، وأمنًا وسلامًا وتصنيعًا وزراعة، وتقدمًا في كُـلّ مجالات الحياة..
ولك أن تقارن واقع علاقة الغرب والعرب بإيران قبل انتصار الثورة وبعدها للآن، ستجد الفرق واضحًا؛ فواقعها كانت تابعةً لبريطانيا ولا تملك قرارًا ولم يعادِها اليهودُ والنصارى والمتأسلمون، واليوم العداء بكل أشكاله موجَّهٌ لها..
كذلك في حالة مقارنة اليمن قبل انتصار ثورة 21 سبتمبر وبعدها لوجدت أن اليمن كانت حديقة خلفية للسعوديّة وأن السفير الأمريكي كان هو الحاكم الفعلي، ولوجدت أن سببَ العدوان والحصار على اليمن ولبنان والعراق وفلسطين وسوريا والمستضعفين في بعض الدول الإسلامية هو عداء ديني بالمقام الأول..
خلاصة القول:- ما أشبه اليوم بالبارحة:
ففي معركة بدر الفاصلة، برز الإيمان كله للشرك كله واستمر العداء.. والآن المعركة صارت بين الحق وأهله والباطل وحزبه.
الحق المتمثل في منهج الدين الإسلامي المحمدي الأصيل العلوي الحسيني الثوري المقاوم لهيمنة باطل دول الاستكبار العالمي وعملائه المستسلمين المساومين بجميع قضايا الأُمَّــة.
ولو أنهم يستمعون لخطابات السيد القائد كُـلَّ خميس لعلموا أن الله يأبى إلا أن يُتِمَّ نورَه ولو كره الكافرون، والأيّام بيننا إن شاء الله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الوثيقة التاريخية لشهداء المقاومة عظماء الأمة إلى شبابها ومستقبلها
نوع المقال: وثائقي معياري تاريخييقدم وثيقة علمية وشرعية معيارية كتبت بدماء مؤمنة غالية لغاية وأهداف وسياسات ومجالات عمل الأمة في صراعها مع الطغيان العالمي، كتبها شهداء المقاومة عظماء الأمة الإسلامية، الممثل الحقيقي لأعلام الأمة الأمناء على رسالتها إلى الأجيال التالية من شباب الأمة في العالم كله إلى يوم القيامة.
أهداف المقال:
حفظ وبيان وإعلان ذكر الله تعالى المحفوظ إلى يوم القيامة، المقدم تطبيقا عمليا وميدانيا لآيات الوحي العظيم، في أصعب وأخطر مراحل تمر بها الأمة الإسلامية منذ تأسيسها، والتي أطلق عليها "زمن اختراق عقل الأمة الإسلامية والتدجين والتدليس والدخن وفتنة التبدل المفاهيمي".
عناصر المقال:
أولا: ماهية أعلام وعظماء الإسلام في كل عصر؟
ثانيا: أهمية تعاقب أعلام وعظماء الإسلام في كل عصر؟
ثالثا: لماذا الشباب؟
رابعا: مضمون رسال شهداء المقاومة أعلام وعظماء الأمة إلى شباب الأمة.
أولا: من هم عظماء الإسلام في وقتنا المعاصر والتأصيل العلمي والشرعي لذلك؟
1- هم ممثلو وحَفَظة الوحي العظيم تنزيلا عمليا على الواقع؟
2- الذين يصنعون النموذج المعياري المفاهيمي والتطبيقي الحقيقي لنصوص وتعاليم الوحي الإلهي العظيم القرآن الكريم وينكشف على إثرهم كل:
- متاجر بالدين وبرسالة الإسلام لم يتحمل تبعات الرسالة وتخاذل وتخلى عنها تدريجيا، حتى تحول إلى ممثل تاريخي للدعوة، ومتاجرا بها عابدا للنظام العالمي وللأمن والاستقرار في الدنيا من دون الله تعالى.
- كل مؤدلج تعرض لمناهج الغرب وأصبح يفهم الإسلام من بوابة المنظومة الثقافية الغربية لإدارة العالم.
- ومنافق مدلس مرجف داخل صفوف الأمة، مشرك بالله تعالى بعبوديته وتوظيفه ضمن نظام الكفر العالمي، بمهمة متخف بعباءة الإسلام لشراء وتدجين النخب وإنتاج وإدارة الفتن المتنوعة داخل المجتمعات الإسلامية.
- وبفضل الله تعالى ثم بشهداء المقاومة وبطوفان الأقصى أصبحوا مكشوفين للصغير والكبير المثقف والأمي.
3- هم الثابتون على الحق وحدهم وإن اجتمع عليهم العالم كله، وخذلهم الجميع حتى أمتهم.
4- هم حَمَلة لواء رسالة التوحيد قلبا بقلب ويدا بيد من سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى نوح وموسى وعيسى وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
5- هم إخوان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين بشر بهم؛ لم يأتوا بعد في حياته صلى الله عليه وسلم.
6- هم أعلى طبقات الشهداء، شهداء الميدان..
أولا: من الآيات:
1- "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر: 9). والمقصود بالحفظ نظريا من التحريف وعمليا من التغييب.
2- "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" (إبراهيم: 27).
3- "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا" (البقرة: 143).
4- "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا" (الأحزاب: 23).
ثانيا: من الأحاديث:
ما روى البخاري (7311) ومسلم (156) عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ. وفي رواية لمسلم (1037): لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَة بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ.
قال ابن تيميه: "هذا الحديث حديث ثابت متواتر من جهة استفاضة ثبوته عند الأئمة، ومخرج في الصحيحين من غير وجه وفي غيرهما. وهذا الحديث فيه تقرير لكون الأمة سيدخلها افتراق واختلاف في مسائل أصول الدين، ولهذا وصف عليه الصلاة والسلام هذه الطائفة بأنها الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، وأنهم على أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم" انتهى من "شرح حديث الافتراق" (1/31).
ومفهوم الحديث أنهم أفضل طبقات الأمة فهما وتطبيقا والتزاما بالإسلام، ولا يعني شيئا بالنسبة لغيرهم من المسلمين إنما يلقي الضوء فقط على نوعية وطبقة معينة من المؤمن كما في قوله تعالى "من المؤمنين" (الأحزاب).
2- حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا. قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْد. فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ.قَالَ: فَإِنَّهُ مْ يَأْتُونَ غُرّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ. فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقا، سُحْقا" رواه مسلم (249).
ثالثا: الواقع العملي:
1- يؤكد أنهم الفئة الوحيدة التي تمسكت بكل أسباب القوة والإعداد لمواجهة الكفر والطغيان العالمي، ولم تتخل عن ركن القوة والجهاد وقتال المعتدين ورد العدوان فاحتفظوا بقوتهم وعزتهم، وكانوا خير ممثل حقيقي للإسلام والمسلمين "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (المنافقون: 8).
- قال ﷺ: "إذا تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا". وقال أبو بكر الصديق في خطبة الخلافة: "وما ترك قوم الجهاد قط إلا ذلّوا"، وقال علي رضي الله عنه: "وما غزي قوم في دارهم إلا ذلوا"، فلما ترك العرب الجهاد وتولوا عنه غزاهم العدو المحتل فأخذ أرضهم ونفطهم وفقدوا خلق الرئاسة فاستعبدهم وأذلهم.
2- الفئة الوحيدة التي تحقق انتصارات متتالية على الصهاينة المعتدين وتتحرك بخطوات ثابتة جيلا بعد جيل لتحرير فلسطين والمنطقة.
ثانيا: أهمية تعاقب أعلام وعظماء الإسلام في كل عصر؟
1- المحافظة على الوجود وإثبات الحق.
2- التمايز الواضح البيّن المعلن عن الكفر وأهله، وأن تحول مؤقتا إلى نظام عالمي محكم الأدوات على غالب مجالات الحياة.
3- تحقيق وبيان المفاصلة بين الحق والباطل.
4- بعث الأمل وتحقيق البشارة للمؤمنين.
5- كشف أفواج المتخاذلين والمتاجرين والمنافقين المشركين بالله وبالحق.
ثالثا: لماذا الشباب؟
1- الأكثر نقاء وشفافية، الأقل تلوثا بالتدجين، والمسلمات التاريخية الثابت فشلها.
2- العقول الحيوية الأكثر تحررا وإعمالا للعقل وبحثا عن الحقيقة.
3- البعيدة عن منافع ومصالح وإغراءات وملوثات المتاجرة بالدين.
4- الأقدر نفسيا وذهنيا عن قيود التفكير وكسر الصناديق السواء المظلمة التي يفرضها حراس المعبد، وينطلقون في فضاء التفكير وإنتاج الأفكار والحلول والمبادرات والمشاريع غير المسبوقة والتحول من فقه المتاح إلى الممكنات والمستحيل.
5- الأكثر تضررا من استمرار الضعف والفشل، والأقوى نفسيا في التغيير والإصلاح وامتلاك القوة وتحقيق النصر.
رابعا: مضمون رسال شهداء المقاومة أعلام وعظماء الأمة إلى شباب الأمة
تنهي ما يدعيه البعض مرحلة الاستضعاف والاستسلام للأمر الواقع والتطبيع مع الكيان المغتصب، ليس لفلسطين فقط، بل لكل المنطقة، في ظل اختلال موازين القوة مع النظام العالمي الكافر المحارب لله وللأديان وللإسلام والمسلمين ولكل ما سواه، وتدشين مرحلة جديدة الاعداد والقوة والمواجهة والتحرير، ليس فقط تحرير فلسطين، ولكن تحرير كل المنطقة من النموذج الغربي المحارب للأديان وللحياة.
أولا: مفاهيم وسياسات وأعمال يجب التحرر منها
1- لا للمسلمات الخاطئة حول فارق القوة وحتمية العمل تحت سقف المتاح المسموح به من قبل النظام العالمي، إلى حسن الإعداد والعمل قدر الاستطاعة وتجاوز سقف الممكن إلى المستحيل، وقد قدموا النموذج وفتحوا الطريق للأجيال التالية لتكمل المسيرة.
2- لا وقت للاستقرار والبحث عن الراحة والنوم، بل الفكر والعمل الدائم على نفس منهاج أبو بكر وعمر .
- أبو بكر الصديق: والله ما نمت فحلمت، ولا سهوت فغفلت، وإنني على الطريق ما زغت.
- عمر بن الخطاب: ما نمت إلا غلابا حيث يغلبني النوم، في إشارة للعمل المستمر فلا ينام إلا مكرها.
3- لا مجال لرفاهية الحزن والبكاء والرثاء، فالعدو متربص واليقظة والحذر والعمل على مدار الساعة، والجميع في سباق مع الزمن لإنجاز ما يمكن قبل الشهادة.
4- لا مكان للنفوس الصغيرة ولا الإرادات المبتورة والهمم والعزائم الضعيفة.
5- لا لأفكار ومفاهيم الاستضعاف والذل والهوان وقبول التعايش مع الظلم والكفر والطغيان.
6- لا لأنصاف الحلول والتفريط في شيء من حقوق المسلمين.
7- لا للتجزئة وتقسيمات سايكس بيكو والتفكير بمنطق القومية والوطنية المحدودة منزوعة الدين الواحد الجامع لأمة الإسلام التي قامت على العالمية حتى قبل تأسيس الدولة الأولى.
8- لا للطائفية والمذهبية والقبلية وكل ما يقسم ويفكك ويضعف ويحيد بالمسلمين عن بوصلة المصالح العليا للأمة الإسلامية الواحدة وفق مقاصد الدين وفقه الأولويات وإدراك الواقع.
9- لا للعوة للخلف والاستغراق في الواقع، بل التوجه نحو المستقبل والإعداد لصناعته.
10- لا للنخب ولمراكز البحوث المؤدلجة غربيا التي اتخذت من الغرب نموذجا وإلها يجب التوافق معه، والعيش في محرابه ونموذجه بحثا عن استمرار الوجود والأمن والاستقرار.
ثانيا: مفاهيم وسياسات وأعمال يجب التمسك بها
نحو مفتتح عهد جديد طه وافتتحه أعلى طبقات البشر الصادقون من المؤمنين، خطوا لشباب الأمة والاجيال التالية نماذج عالية جدا من الفكر والتخطيط ومكر المكر والعمل الدقيق والثبات والصمود لا يمكن النزول عنها (وثيقة شهداء الأمة لشباب الامة في كوكب الأرض).
1- بناء وحشد النفوس النوعية الكبيرة على قاعدة الاصطفاء الذهني والنفسي والإيماني.
2- صناعة وامتلاك الأحلام والأهداف الكبيرة التي تنطلق من الواجب فعله واستكمال ما حققه وبلغه عظماء المقاومة من نجاح وإنجاز وتقدم كبير نحو التحرير.
3- التحرير ليس مختزلا في تحرير الأرض والمقدسات فقط، إنما تحرير إرادة وعقيدة وفكر وهوية الأمة.
4- العمل وفق رؤية جيو استراتيجية شاملة عابرة لحدود الجغرافيا والواقع والتحرر ومجرد الأمن والاستقرار والتنمية إلى آفاق الأمة الإسلامية الواحدة الرحمة للعالمين من كفر وظلم وطغيان النظام العالم المزعوم.
5- المحافظة والانطلاق من الهوية الذاتية الإسلامية العميقة والظاهرة بكل مفرداتها والإعلان عن ذلك والاعتزاز به والتبشير له لإنقاذ البشرية رحمة للعالمين.
6- تكليف الذات والإعداد والبداية والاستمرار الذاتي وإيقاظ وإحياء الأمة وتحريضها على القتال: "فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسا وَأَشَدُّ تَنكِيلا" (النساء: 84).
7- بحث ورصد وتصنيف وتبويب وتنظيم القوي النوعية الكامنة في الأمة الإسلامية، وتصميم الخطط والسياسات والإجراءات اللازمة لتفعيل كل منها بحسب طبيعتها
8- تصميم البنية العقلية المتكاملة والمتراكمة اللازمة للحرب الجوهر الأساس، حرب العقول وصناعة مكر المكر اللازم للتعاطي مع النظام العالمي "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الأنفال: 30).
9- دخول السباق التكنولوجي العالمي بكل قوة وسرعة والمنافسة السرية المفاجئة للخصم.
10- الحيطة الحذر الشديد والمحافظة على نقاء وطهارة الصفوف من الدخن والاختراق وممارسة أقصى درجات الدقة والحزم والحسم السريع، فما أوتيت الأمة الإسلامية في تاريخها إلا من نقاط الضعف والاختراق من داخلها.
11- المحافظة على العقل والفكر والقيادة الجماعية التي تجسدها مبادئ المؤسسية النظامية التطبيق العملي لقيمة الشورى.
12- المحافظة الصلبة على الثوابت الجوهرية، والسعة والمرونة في التوابع والعارض والفروع.