تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عشت الحلم منذ أن وُلد، كنت أعمل فى مؤسسة الأهرام العريقة وقتها، وحينما تأسست مؤسسة «البوابة»، شعرت أننى بحاجة للمشاركة فى هذا الحلم الكبير حتى يرى النور ويزدهر.
نحن جيل حلم بصحافة مختلفة تؤمن بالمواهب الشابة وتفسح لهم الفرصة والمجال لكى يعيشوا حلمهم فى التعبير عن أنفسهم وطموحاتهم فى وطن حر قادر على الصمود والتحدى فى وجه الظلام والتطرف.
نشأت مؤسسة «البوابة» على عقيدة ثابتة ورؤية واضحة لم تكن أبدًا ضبابية أو مشوشة، فقد وضعت على عاتقها هموم الوطن والمواطن.
عكفنا على محاربة خفافيش الظلام وكشف ألاعيبهم وأكاذيبهم وضلالهم، وقفنا فى وجه النار حينما كانوا فى سُدة الحكم، عارضناهم وواصلنا فضح أفعالهم وكشف جرائمهم فى الوقت الذي كان البعض يهادن، ودفعنا الثمن، ولم نخش فى الحق لومة لائم، لم نهادن ولم نلعب على كل الحبال، كان موقفنا واضحا وضوح الشمس من جماعات الظلام وما زال.
بعد معارك كثيرة وحراك سياسى ووعى مجتمعى كبير أسهمت فيه «البوابة» بإلقاء الضوء على المخاطر والتهديدات التى تُحاك ضد الوطن من هذه الجماعات الظلامية جاءت ثورة ٣٠ يونيو لتصحح المسار، وتكون بمثابة الخلاص الأخير من براثن قوى الشر، ثم استمرت «البوابة» فى دعم الدولة المصرية وقيادتها الحكيمة المتمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى؛ الذى وضع روحه على كفه للوقوف فى صفوف المواطنين للدفاع عن مصر والحفاظ عليهم من الضياع، ثم ظل على عهده لهم بأن «مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا» وفقًا لتعبيره الشهير، ها نحن نجنى ثمار هذه الوعود التى باتت حقيقة فى ظل جمهورية جديدة حديثة ومتقدمة تسعى دائمًا لأن تكون رقمًا مهمًا فى المعادلة السياسية فى المنطقة.
دوله تعمل فى كل الاتجاهات وسط تحديات إقليمية ودولية خطيرة وعالم مشتعل بالحروب، لتواصل رسالتها التاريخية كعادتها وتقوم بدورها الإقليمى والدولى وفق سياسة خارجية تقوم علي ثوابتها الوطنية والقومية.
استكملنا الحلم فى مؤسسة «البوابة» بمد جسور التواصل بين الشرق والغرب من خلال مؤسسة جديدة فى قلب العاصمة الفرنسية باريس، صدر عنها موقع إلكترونى جديد تحت اسم "لوديالوج"- الحوار- باللغة الفرنسية ومركز الدراسات حركات التطرف وجماعات العنف - التى وجدت من أوروبا ملاذًا آمنًا بعد فشل مخططها فى الشرق الأوسط - يسمي "سيمو" إيمانا منا بأن الحلم مستمر، ومعركة الوعى ما زالت قائمة فى ميدان جديد لنقل تجربة مصر الفريدة فى محاربة الإرهاب.
مؤسسة «البوابة» ليست مجرد مؤسسة إعلامية وحسب، فهى صرح كبير له رسالة وعى وتنوير، وعندما شرفت بتولي رئاسة تحرير«البوابة» أخذت على نفسي عهدًا بأن أعطى الفرصة لأبناء جيلى، كما أُعطيت لى، كى نصنع سويًا صحافة مختلفة تعبر عنا وتطرح مشاكلنا وهمومنا، وتفسح المجال للتركيز على قطاعات، ربما أهملتها الصحافة التقليدية حتى أعطتها الفرصة لأن تكون ذراعًا منافسة للصحافة على الرغم من عدم مصداقية أغلبية ما ينشر عليها، بالإضافة إلى استعمالها كثيرًا لأغراض هدم مبادئ وقيم المجتمع، وأقصد هنا ما ينشر على «السوشيال ميديا»، والذى بات يتحكم بشكل كبير فى تشكيل الوعى المجتمعى، لذلك كان لا بد لنا من وقفة للتركيز على ما تطرحه هذه الوسائل المتعددة وإعطائه حجمه الحقيقى دون مبالغة أو مغالاة فى الصورة حتى نخلق وعيا مجتمعيا واعيا بقضايا الوطن غير منساق وراء الشائعات والأكاذيب والأخبار التى يقصد منها النيل من عزيمتنا والنيل من بلادنا.
ما زلت أحلم بتقديم المزيد والمزيد للقارئ المصرى والعربى الذى يستحق أن تُقدم له مادة إعلامية تحترم عقله وتسهم فى تنويره وتعطيه الفرصة فى التفكير المنطقى الواعى. تستعد «البوابة» فى الفترة المقبلة لنقلة نوعية كبيرة فى طرح محتواها الإعلامى بشكل يتناسب مع متطلبات العصر الإلكترونية لسهولة الوصول للقارئ، بالإضافة إلى خلق طرق مختلفة لصناعة المادة الإخبارية والإعلامية تسهل على القارئ الوصول للمعلومة الحقيقية فى أقصر وقت ممكن وأسهل وسيلة ممكنة.
ونحن مقبلون على عام جديد نعاهدكم بأن نكون دائمًا صوت الحقيقة وعنوان للمصداقية، وكل عام وفريق عمل مؤسستى «بيتنا الكبير»، كما نحب أن نسميه بخير ونجاح مستمر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبدالرحيم معركة الوعي البوابة مؤسسة البوابة البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
"البوابة نيوز".. "فيها حاجة حلوة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مر 10 أعوام على انطلاق وتدشين جريدة وموقع البوابة نيوز، الذى يرأس مجلس تحريرها الكاتب والمفكر الدكتور عبد الرحيم على، ومنذ انطلاق البوابة وهى تسعى لتوعية الرأى العام بخطورة التوجهات المتطرفة ومحاربة طيور الظلام، كانت سنوات مليئة بالصراعات والمواجهة الفكرية تحملتها البوابة فى حربها على الإرهاب؛ فضربت البوابة بما قدمته مثالًا عظيمًا وتركت بصمة وأثرًا جليلًا فى بلاط صاحبة الجلالة. وتصدر "البوابة نيوز" عن المركز العربى للصحافة، وهى مؤسسة إعلامية بحثية تأسست مطلع التسعينيات من القرن العشرين، وأسهم المركز بجهد وافر فى دراسة وتحليل حركات الإسلام السياسي، فالمواطن العربى من المحيط إلى الخليج، هو المستهدف عند القائمين على البوابة نيوز، وهى تجمع بين التغطية الخبرية والتنوير الثقافي، وتلتزم بالأصول المهنية والقواعد الأخلاقية، وتراهن على أن يتحول المتفاعل معها إلى فاعل فى الحراك السياسى والاجتماعى والثقافي، دون أن يقنع بالتلقى السلبي.
وأريد أن أؤكد أن البوابة لم تكن سوى مرحلة من مراحل مسيرة الدكتور عبد الرحيم، فالبوابة فكرة بدأت بمواجهة عبد الرحيم الإرهاب فى المنيا بكتاباته المهمة فى ثمانينيات القرن الماضي، ولا يمكننا أن ننسى دور الدكتورة داليا عبدالرحيم رئيسة تحرير البوابة فى المضى قدمًا بالمؤسسة على مدار الأعوام الماضية لتشارك طموح وحروب والدها.
وبدأت حكاية الدكتور عبد الرحيم على فى نهاية ثمانينيات القرن الماضى عندما بدأ العمل الدراسى فى مكافحة التطرف والإرهاب وتنقل بإمكانيات مادية قليلة من شقة إلى أخرى بوسط القاهرة وتتحقق أفكار عبدالرحيم ويكتب هذه الأبحاث التى أحدثت ولا تزال دويًا فى الحياة الفكرية والسياسية.
لا أستطيع أن أنسى مواقف عبدالرحيم من وسط البلد إلى الدقى (أحد أحياء محافظة الجيزة المتداخلة مع القاهرة) فى تعامده مع شارع السودان.. كعادته، دعانى عبدالرحيم وطبعا لم أندهش أن وجدت مصطفى وعادل وتحاورنا طويلا حتى ولدت مؤسسة "البوابة" لننتقل إلى شارع مصدق فى نفس الحى.
من عمق الصعيد وشارع مصدق إلى باريس حيث يكمل عبدالرحيم دور الرواد الأوائل رفاعة الطهطاوى ومحمد فريد وطه حسين فى العبور "من النيل إلى السين" دفاعا عن مصر ضد الإرهاب، ومساندا لثورة الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو بالدعوة والبحث والفعاليات.
لا ينسى موقف عبدالرحيم على فى مقاومة الإخوان أثناء حكمهم وكان أول من كشف خيانة محمد مرسى مما أدى الى تعقبه وتعرضه لمحاولة الاغتيال وتعقب "البوابة" واقتحامها، ولكنه لم يتراجع وكان فى مقدمة الداعين الى فضح الاعتصامات الإرهابية فى النهضة ورابعة، وظل يقاوم الإرهاب من قبل ثورة ٣٠ يونيو وكان أحد أركانها حتى انتصرت.
وننوه بمواقف وكتابات عبدالرحيم فى فضح ذلك وتكذيب "مرسي" وتعرض عبدالرحيم على للمساءلة أمام النائب العام إضافة إلى محاولات قتله واقتحام مقر البوابة التى أسسها وأصبحت علامة بارزة فى الصحافة المصرية، ومن كتاب إلى كتاب مضى عبدالرحيم على فى السير على طريق المقاومة البحثية.
كانت رحلة عصفورنا الذى انتقل من الشرق للغرب قد بدأت بإطلاق عبدالرحيم على فى باريس عام ٢٠١٧ مركز دراسات الشرق الأوسط "CEMO" ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب والتحدث مع الغرب باللغة التى يفهمونها، والذى يعتبر مؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام من خلاص صوت مصرى مترجم بجميع اللغات من مصر البلد الذى يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات فى تاريخ الإنسانية. وقد أسسه الكاتب والباحث وصاحب مؤلفات كثيرة عن الإسلام السياسى ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "البوابة"، عبدالرحيم علي، وتكون رسالته فى أوربا إيصال وجهة نظر الإسلام المعتدلة، توضيح أن الإسلام ليس الإخوان المسلمين، خلق البوابة تجسيد للمقاومة.
وأوكد أن البوابة ليست الأعمال الكاملة نهاية الطريق بل بدايته كما أنها ليست أبحاثا فحسب بل صناعة مقاومين هنا مئات الزهور من الباحثين والصحفيين فى البوابة نيوز.
وفى النهاية أرسل التحية وخالص تقديرى إلى الدكتور عبد الرحيم على وللأستاذة داليا عبد الرحيم ولجميع الزملاء فى البوابة، لا أملك إلا أن أفخر بها، وأكرِّر فعلًا: "فيها حاجة حلوة".