“البرهان” .. يسير على حقل ألغام
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
واحد من أكبر الأخطاء في التعامل مع الرئيس “عبدالفتاح البرهان” هو التقليل من قدراته، كونُه لا يتعجل المواقف ولا يتخذ قرارات انفعالية مقارنة بالرئيس “البشير” ، كما انه يتحدث لغة المثقفين ، ولا يستخدمُ عبارات العوام كثيراً، هذا لا يجعله أقلَّ فهماً ودراية بالقضايا المطروحة، او يضعه في خانة “المراوغة” ، الرجل يسير على حقل “الغام” ، تحاصره الازمات التي تتطلب الحكمة لا القوة .
لا شك .. أن حرب 15/أبريل بمثابة زلزال عنيف ضرب بلادنا ، وزمن الزلازل يحتاج إلى أقوياء حكماء لا أقوياء فقط.
ليست المرة الأولى التي يخرج فيها سياسي لمهاجمة “البرهان” لأنه لم يتخذ مواقف تخدم مصالحه الفكرية والسياسية،الرجل يخوض معارك داخلية متعددة وأطماع خارجية ، الجميع يتربص به.
الغرب يحاصر سلطته، يدفعه دفعاً إلى مصير “البشير” ، ومن جانبه يحاول إبعاد شبح العقوبات الدولية عن بلادنا، الخليج يطمع في ثرواتنا، “البرهان” يقاوم و يرفض الانصياع للعصا التي تلهب ظهره لكي ينحني ويمنحهم ما يريدون ، “البرهان” ليس كاذباً ولا خائناً، ولا ضعيفاً انما “حكيم ” يحاول اطفاء الحرائق بقدر المستطاع ،بينما تستفيد جهات أخرى من أوراها.
المشهد الأهم في هذه الجدارية السياسية ، ان الرئيس “البرهان” رغم اخطائه، الا انه يعمل على استعادة الدولة، سوف يذهب كل هذا العذاب سدى إذا مضينا في الجدل العقيم، الانتصارات لا تأتي من الخارج. وأكبرها، أن تكون الناس تحت سقوفها.
جهود “البرهان” في استعادة الدولة في هذه الفترة يعكس وعياً وطنياً عميقاً بضرورة تجنب الفوضى السياسية والأمنية مستقبلاً، فالانقسام السياسي على أشدّه، والتمترس الحزبي جاهز لإعادة إنتاج خطاب مواجهة داخلية تداعياتها أقسى من تداعيات حرب ١٥/أبريل .
اللحظة السودانية ليست مناسبة لمحاكمة مرحلة “البرهان”، لأنها لم تصل الى نهايتها بعد ، لكن يجب أن يكون الأبرز في هذه المرحلة خطاب سياسي واقعي، يعمل على تقييم أداء الرئيس “البرهان ” بقدر من الإنصاف ، جميع السياسيين في بلادنا لا يملكون رؤية عن كيف ننقذ وطننا؟ وكيف نبنيه؟ وكيف نعيد الحياة لمؤسساته الدستورية، وفي الطليعة العبور ببلادنا إلى مرحلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
إذاً، “البرهان” وشعبه، وجيشه، وأبناءه المقاتلين في ميدان المعركة ، من شباب الإسلاميين، شباب ثورة ديسمبر ، وعموم شباب السودان أمام امتحان إعادة الحياة لبلادنا ، وبعبارة أخرى، ملء الفراغ الوطني ، وليس التناحر على الفشل السياسي .
“البرهان” عسكري وليس سياسي ، يجيد “المناورة ” ومنهج استنزاف الخصوم والمنافسين، لذلك هو في مرمى سهامهم في كل مرحلة من مراحل حكمه، ولكن الأهم في هذه المرحلة الإقرار بأنه يعمل بجهد عظيم في أن يعود السودانيين إلى ديارهم، تاركين خلفهم ذل مراكز الإيواء والنوم في الشوارع، وتناول وجبات الشفقة.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی هذه
إقرأ أيضاً:
ترامب يقول إنه أجرى مكالمة “جيدة” مع الرئيس الصيني شي بشأن تيك توك والتجارة
يناير 17, 2025آخر تحديث: يناير 17, 2025
المستقلة/- تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عبر الهاتف في أول اتصال مباشر بين الرجلين منذ عام 2021.
قبل أيام من تنصيب ترامب، تحدث ترامب وشي يوم الجمعة لمناقشة تيك توك والتجارة والفنتانيل وتايوان.
قال ترامب في منشور على موقع Truth Social: “كانت المكالمة جيدة جدًا لكل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية. أتوقع أن نحل العديد من المشاكل معًا، والبدء فوراً. الرئيس شي وأنا سنفعل كل ما هو ممكن لجعل العالم أكثر سلامًا وأمانًا!”
تم دعوة شي، إلى جانب زعماء العالم الآخرين، لحضور تنصيب ترامب يوم الاثنين. لكنه رفض، لكن وزارة الخارجية الصينية أعلنت يوم الجمعة أن نائب الرئيس هان تشنغ سيحضر كممثل خاص لشي.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية الصينية إن شي هنأ ترامب على فوزه في الانتخابات وقال إنه يتمنى بداية جيدة للعلاقات الصينية الأمريكية. قال شي إن البلدين يجب أن يحترما “المصالح الأساسية” لبعضهما البعض، وقال إنه يأمل أن تتعامل الولايات المتحدة مع قضية تايوان “بحذر”.
تستعد بكين لأربع سنوات من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي بينما يستعد ترامب لتولي منصبه للمرة الثانية. في ولايته الأولى في البيت الأبيض، فرض ترامب تعريفات جمركية على حوالي 350 مليار دولار من البضائع من الصين خلال ولايته السابقة، مما أدى إلى تعريفات انتقامية من بكين.
التزمت الصين بشراء 200 مليار دولار إضافية من البضائع الأمريكية بموجب اتفاق تجاري تم التوصل إليه في عام 2020. لكن الصين اشترت حوالي 60٪ فقط مما وافقت عليه، وهو الأمر الذي أثاره مرشح ترامب لمنصب وزير الخزانة، سكوت بيسنت، خلال جلسة تأكيده في مجلس الشيوخ يوم الخميس.
وصف بيسنت الصين بأنها “الاقتصاد الأكثر اختلالًا وعدم توازن في تاريخ العالم”.
وعد ترامب بفرض تعريفات جمركية أعلى على السلع الصينية بعد توليه منصبه يوم الاثنين.
ولكن هناك أيضًا مجالات يقف فيها ترامب أقرب إلى مصالح الصين. وذكرت تقارير أن ترامب يفكر في تأجيل حظر تيك توك الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد ما لم يتخلص تطبيق مشاركة الفيديو من استثماراته في شركته الأم، بايت دانس التي تتخذ من بكين مقراً لها. وكانت وزارة الخارجية الصينية قد وصفت في وقت سابق مشروع القانون الأمريكي الذي من شأنه أن يؤدي إلى حظر تيك توك في الولايات المتحدة بأنه “يتعارض مع مبادئ المنافسة العادلة والعدالة”.