بوابة الوفد:
2025-03-16@08:54:57 GMT

درجات الحرارة.. خطر على المحاصيل الزراعية

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

موجات الحر تتوالى.. ودرجات الحرارة تسجل ارتفاعات قياسية غير مسبوقة، ويعتقد الكثيرون أن البشر هم أكثر من يتأثرون بلهيب النار الذى يضرب دولاً عديدة فى العالم، منها مصر.. ولكن الحقيقة هناك من يتأثر أكثر من البشر بارتفاعات درجات الحرارة، وهى المحاصيل الزراعية التى تهدد حرارة الجو بانخفاض كبير فى إنتاجيتها، ما عدا محصول واحد ووحيد هو الذى تسبب له درجات الحرارة العالية نتائج إيجابية كبيرة وهو القطن!

وبخلاف القطن فإن كل المحاصيل الزراعية فى خطر بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة ويصل هذا الخطر لدرجة أن بعض تلك المحاصيل مهدد بالانقراض، فضلاً عن أن هذه التهديدات للمحاصيل تؤدى إلى ارتفاع أسعارها.

وحسب دراسة أجرتها منصة «جلوبال سيتيزن»، المعنية بقضايا المناخ ومواجهة الفقر، فإن 40% من إجمالى المحاصيل الصالحة للأكل عالميا مهددة بالانقراض، نتيجة التغيرات المناخية.

وقالت الدراسة إن قائمة المحاصيل المهددة بالانقراض بسبب الحر تضم الفاصوليا والقرع والفلفل الحار والطماطم والموز والتفاح والخوخ والزنجبيل، فضلا عن العديد من المحاصيل الأخرى.

فى هذا الملف نرصد ماذا جرى للمحاصيل الزراعية فى مصر بسبب الحر، وتداعيات ذلك على المواطن المصرى وعلى أسعار السلع.

--

القمح والذرة وفول الصويا.. الأكثر تضرراً

 

مخاطر التغيرات المناخية متعددة ومتشعبة، ويأتى تأثيرها على المحاصيل الزراعية فى قمة تلك المخاطر.

يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة: إن التغيرات المناخية ستؤدى إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل بشكل عام، وستختلف نسب الانخفاضات من محصول لآخر بحسب مدى تحمل كل محصول للتغيرات المناخية، فالقمح يتأثر بالحرارة وتنخفض إنتاجيته بنحو 19% وكذلك الذرة، أما فول الصويا فتنخفض إنتاجيته 28% بسبب ارتفاع الحرارة.

الدكتور جمال صيام

وأضاف: «تغير المناخ سيزيد من كميات مياه الرى التى تحتاجها كل المحاصيل، مما سوف يخلق مشكلة بسبب أزمة المياه فى مصر، والكارثة أن هناك سيناريوهات تتوقع جفاف هضبة إثيوبيا وبالتالى ستنخفض الموارد المائية لنهر النيل من 55,5 مليار متر مكعب سنويا إلى أقل من ذلك، بل إن هناك دراسات تقول إن مياه البحر الأبيض المتوسط سوف ترتفع، لأن ذوبان جليد القطبين الشمالى والجنوبى بسبب ارتفاع درجات الحرارة سيرفع مستوى مياه سطح البحر بمقدار نصف متر، مما يهدد بغرق أجزاء كبيرة من الدلتا والتى بها مناطق زراعية ضخمة تقدر بـ2 مليون فدان زراعى، كما أن نمو الثروة الحيوانية سيتراجع، فالجاموس يستطيع تحمل الحرارة، ولكن البقر لا تستطيع تحمل الحرارة مما سيقلل من إنتاجية مصر من الثروة الحيوانية.

وأوضح «صيام» أن هناك عدة إجراءات زراعية تجعلنا نتجنب الأضرار السلبية للتغيرات المناخية، منها استنباط أصناف تتحمل الحرارة والملوحة والإجهاد الحرارى والجفاف، مع ضرورة تقليل كمية المياه التى تحتاجها المحاصيل، مثل زراعة المحصول على مصاطب والتى تقلل مياه الرى بنسبة 20%، كما أننا نحتاج إلى إرشاد زراعى مكثف، والتوسع فى الرى الحديث ليكون بديلا للرى بالغمر.

وأكد أن مراكز البحوث فى مصر تضم باحثين جيدين جدا، ولكن مردودها ضعيف جدا، رغم أن عددهم يقدر بعشرة آلاف باحث، ولكن الميزانية المخصصة لهم ضعيفة، مما يتطلب زيادة المخصصات المالية لتلك المراكز لكى تتمكن من القيام بدورها بشكل جيد.. وقال «الحكومة تخصص لمراكز البحوث مائتى مليون جنيه وهو مبلغ ضعيف للغاية، مؤكدا أن المبلغ المطلوب لكى تقوم مراكز البحوث بعملها يجب أن يرتفع إلى ستة مليارات جنيه، موضحاً أن استنباط أصناف محصولية جديدة مقاومة للحرارة ومقاومة للملوحة يحتاج إلى مبالغ ضخمة.

وأوضح أن مصر لم تعد مصنفة كدولة زراعية، قائلا: مصر تستورد 60% من غذائها، رغم أن الزراعة بدأت فى مصر منذ فجر التاريخ، ولمدة قرون طويلة لم يكن هناك زراعة فى العالم كله سوى فى مصر.

الفلاحين 

وعن أسباب تحول مصر إلى دولة غير زراعية، أكد الدكتور جمال صيام أن مصر لديها تسعة ملايين ونصف المليون فدان زراعى أرض جديدة وقديمة، ومياه النيل خمسة وخمسين ونصف مليار متر مكعب والأرض والمياه ثابتان بينما عدد السكان يرتفع سنويا بمقدار 2 مليون نسمة، موضحا أنه منذ عام 1990 مصر دخلت تحت خط الفقر المائى وهو ألف متر مكعب سنويا لكل فرد، ولكن اليوم أصبح نصيب الفرد 500 متر مكعب.

وأضاف أن عدد سكان مصر وقت قيام ثورة يوليو 1952 كان يبلغ 20 مليون نسمة، ولكن اليوم عدد سكان مصر 110 ملايين نسمة، ومقدر أن يصل فى عام 2050 إلى 180 مليون نسمة، يحدث كل هذا بينما الأراضى الزراعية والمياه ثابتة ولا تزيد.

وأوضح أن مصر تحتاج إلى إرشاد زراعى مكثف، وأن الإرشاد الزراعى يحتاج فقط إلى أبلكيشن على الإنترنت، فكل مزارع فى الوقت الحالى لديه موبايل والمزارع سوف يتفاعل مع الأبلكيشن، مؤكدا أن الدول الأفريقية متقدمة عن مصر فى الإرشاد الزراعى بالموبايل.

وأشار إلى أن الجمعيات التعاونية الزراعية ضعيفة فى الوقت الحالى، وقال «نحتاج إلى قانون التعاون الزراعى، الذى أعلن مجلس النواب مرات عديدة أنه سوف يصدر، ولكن شيئا لم يحدث وظل القانون حبيس الأدراج».

تراجع معدلات الإنتاج.. والقطن الرابح الوحيد

 

حسب الدراسات العلمية فإن التغيرات المناخية تؤثر على الأرض الزراعية بداية من تأثيرها على خواص الأرض الطبيعية والكيميائية والحيوية ومروراً بزيادة انتشار الآفات والحشرات والأمراض وغيرها وانتهاء بالتأثير على المحصول المنتج.

وإذا كانت التغيرات المناخية ظاهرة عالمية إلا أن لها تأثيراتها المحلية نظراً لاختلافات طبيعة وحساسية النظم البيئية فى كل منطقة، ولذا فمن الضرورى تقدير مدى تأثر مصر ومواردها الطبيعية بتلك التغيرات.

دكتور أيمن فريد أبو حديد

وتقول دراسة علمية للدكتور أيمن فريد أبو حديد، وزير الزراعة الأسبق: إن الزراعة المصرية ذات حساسية خاصة للتغيرات المناخية، حيث تتواجد فى بيئة قاحلة وهشة تعتمد أساساً على مياه نهر النيل وتتأثر بالتغيرات المناخية المتوقعة.

وتضيف الدراسة: «سوف تؤدى الزيادة المتوقعة فى درجات الحرارة وتغير نمطها الموسمى إلى نقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل والحيوانات المزرعية، وكذا إلى تغيرات فى النطاقات الزراعية البيئية، وحدوث تأثيرات سلبية على المناطق الزراعية الهامشية وزيادة معدلات التصحر، وسوف يؤدى ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة البخر وزيادة استهلاك المياه، وحدوث تأثيرات اجتماعية واقتصادية كهجرة العمالة من المناطق الهامشية والساحلية، والارتفاع المحتمل لمستوى سطح البحر وأثره السلبى على الأراضى الزراعية بالدلتا، والارتفاع المحتمل لمستوى سطح البحر وأثره السلبى على الأراضى الزراعية بالدلتا».

وأوضحت الدراسة أنه عند تحليل البيانات المأخوذة من مواقع شاطئية بمصر خلال الفترة من ۱۹۳۰ إلى ۱۹۸۰ وجد أن مستوى سطح البحر ارتفع خلال تلك الفترة بنحو ۱۱,۳٥ سنتيمتر فى مناطق رشيد ودمياط، كما أكدت الدراسات حدوث تراجع فى خط الشاطئ فى العصر الحديث مقارنة بما كان عليه فى القرن التاسع عشر، وتشير التقديرات إلى أن حدوث زيادة تتراوح بين متر ومترين فى مستوى سطح البحر سوف يدمر ريع الأراضى الزراعية فى الدلتا بما يترتب على ذلك من اضطرار 8 ملايين نسمة للهجرة.

وعند دراسة التأثير المتوقع للتغيرات المناخية على إنتاجية الذرة والقمح والأرز، وجد أنها سوف تؤدى إلى تناقص إنتاجية القمح بنحو 18% والشعير والذرة الشامية بنحو ١٩%، بينما سينقص محصول الأرز بحوالى 17%. 

اهتم بعض الباحثين بالعوامل المسببة للأمراض التى قد تصيب المحاصيل نتيجة التغيرات المناخية، حيث ستحدث بعض التبدلات الوظيفية والحيوية فى النبات العائل من ناحية، كما أن تغير مستوى ثانى أكسيد الكربون سوف يؤثر على الوظائف الفسيولوجية للآفات الحشرية من جهة أخرى، ومن ثم تحدث تغيرات هامة فى سلوك الحشرات نتيجة الدفء الحرارى والتغيرات المناخية.

وقد أجريت دراسات المحاكاة المناطق الزراعية المختلفة فى مصر لمدة ٢٥-٤٠ سنة، وأوضحت نتائج هذه الدراسات أن إنتاجية محصول القمح سوف تقل حوالى 9%، إذا ارتفعت درجة الحرارة ٢ درجة مئوية، وسوف يصل معدل النقص إلى ١٨% إذا ارتفعت درجة الحرارة 4 درجات مئوية، وسوف يزداد الاستهلاك المائى لهذا المحصول حوالى ٢٫٥% بالمقارنة بالاستهلاك المائى له تحت ظروف الجو الحالى.

أما إنتاج محصول الذرة الشامية فسوف يقل 19%، بحلول منتصف هذا القرن (عند ارتفاع درجات الحرارة حوالى 3.5 درجة مئوية)، وسوف يزداد استهلاكها المائى نحو 8%.

زراعه القطن

وفى المقابل ستؤثر التغيرات المناخية تغيرات إيجابيا على محصول القطن، وسوف يزداد إنتاجه نحو 17%، إذا ارتفعت درجة حرارة الجو 2 درجة مئوية، وسوف يصل معدل الزيادة فى المحصول إلى 31%، تحت ظروف ارتفاع درجة الحرارة 4 درجة مئوية، ومن الناحية الأخرى سوف يزداد استهلاكها المائى نحو 10%، مقارنة باستهلاكها المائى تحت الظروف الجوية الحالية.

وينخفض إنتاج الذرة الرفيعة حوالي 19%، والاستهلاك المائى له سوف يزداد 8%، بينما ستنخفض إنتاجية الشعير 18%، ويرتفع استهلاكه المائى 2%. أما الأرز فستخفض إنتاجيته بنسبة 11%، مقارنة بإنتاجيته تحت الظروف الجوية الحالية، فى حين سوف يزداد استهلاكه المائى 16%.

ويتأثر محصول فول الصويا سلبيا بشدة تحت ظروف التغيرات المناخية وسوف يصل متوسط معدل النقص على مستوى الجمهورية بحلول منتصف هذا القرن حوالى ٢٨%، واستهلاكه المائى سوف يزداد حوالی 15%.

ويعد محصول عباد الشمس من المحاصيل الحساسة لارتفاع درجة الحرارة وسوف تنخفض إنتاجيته حوالى ٢١% فى شمال الدلتا، و٢٧% فى مصر الوسطى، ٣٨% فى مصر العليا بمتوسط نقص على مستوى الجمهورية حوالى ٢٩%، وسوف يزداد استهلاكه المائى فى المتوسط حوالى ٦%.

محصول الطماطم -أيضاً- من المحاصيل الحساسة جدا لارتفاع درجة الحرارة وسوف تنخفض إنتاجيتها حوالى ١٤% إذا ارتفعت درجة الحرارة ١٫٥ درجة مئوية فى حين أن هذا النقص سوف يصل إلى حوالی ٥١ إذا ارتفعت درجة الحرارة ٣٫٥ درجة مئوية.

وبالنسبة لمحصول قصب السكر فهذه التغيرات سوف تتسبب فى نقص الإنتاجية 24,5%، وزيادة الاستهلاك المائى 2,3%، ونقص فى العائد المحصولى من وحدة المياه حوالى 25,6%.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تهدد أسعار ترفع اسعار درجات الحرارة الحرارة درجات المحاصيل الزراعية المحاصيل انخفاض إنتاجية المحاصيل التغيرات المناخية الجفاف دول العالم العالم دول القطن ارتفاع الحرارة موجة حر قرون مصر الصيف القمح فول الصويا التغيرات أستاذ الاقتصاد الزراعي جامعة القاهرة الزراعية ارتفاع درجة الحرارة التغیرات المناخیة المحاصیل الزراعیة الأراضى الزراعیة درجات الحرارة الزراعیة فى درجة مئویة متر مکعب فى مصر

إقرأ أيضاً:

10 دول تتصدر القائمة... أوروبا تسجل أسرع زيادة في درجات الحرارة عالمياً

أظهرت أحدث البيانات من الأمم المتحدة أن أوروبا هي القارة الأسرع في ارتفاع درجات الحرارة على وجه الأرض، مع تسجيل زيادة ملحوظة في درجات الحرارة خلال العام 2023 مقارنة بالفترة المرجعية (1951-1980).

اعلان

وقد تجاوزت هذه الزيادة 2.5 درجة مئوية في بعض الدول مثل سويسرا وأوكرانيا. في عام 2023، سجلت أوروبا ارتفاعًا في متوسط درجات الحرارة قدره 2.4 درجة مئوية، مما يتجاوز المعدل العالمي البالغ 1.8 درجة مئوية، وهو أعلى معدل يتم تسجيله في التاريخ. وتعد السنوات التسع الأخيرة من عام 2015 إلى 2023 هي الأكثر حرارة على الإطلاق، مما يعزز فرضية أن أوروبا تشهد تغيرات مناخية سريعة ومستدامة.

لماذا تتسارع درجات الحرارة في أوروبا؟

ووفقًا لمجموعة بيانات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) حول التغير في درجة حرارة الأرض، بلغ المتوسط العالمي للتغير السنوي لدرجات الحرارة 1.8 درجة مئوية فوق خط الأساس (1951-1980) في عام 2023. هذا هو أعلى ارتفاع في درجات الحرارة يتم تسجيله على الإطلاق.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن السنوات التسع الأخيرة منذ عام 2015 كانت الأكثر حرارة على الإطلاق. وفي هذه الفترة، شهدت أوروبا أكبر ارتفاع في درجات الحرارة بزيادة قدرها 2.4 درجة مئوية. وبذلك، تكون هذه هي المرة السابعة خلال السنوات التسع الماضية التي تتجاوز فيها درجات الحرارة في المنطقة درجتين مئويتين.

كما تم تجاوز حد 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاقية باريس في جميع المناطق في عام 2023، باستثناء أوقيانوسيا، التي سجلت زيادة قدرها 0.9 درجة مئوية، ما يدل على أن معظم أنحاء العالم باتت تتأثر بدرجات حرارة تفوق تلك التي كان من المتوقع الوصول إليها في المستقبل القريب.

Annual temperature change compared to the 1951-1980 baseline.أكثر المناطق تأثراً: جزيرة سفالبارد وأوروبا الشرقية

من بين 198 بلدًا و39 إقليمًا، سجلت سفالبارد وجزر جان ماين في النرويج أعلى زيادة في درجات الحرارة في عام 2023، حيث سجلت زيادة بمقدار 3.6 درجة مئوية، وهو الرقم الأعلى عالميًا.

وفي هذا السياق، يقول سيباستيان سيبل، أستاذ الإسناد المناخي في معهد لايبزيغ للأرصاد الجوية: "يجب ألا نبالغ في تفسير إحصاءات درجات الحرارة قصيرة الأجل، مثل السنوية، خاصة بالنسبة للمناطق الصغيرة، بسبب تأثير التقلبات الداخلية".

أما في أوروبا، فقد شهدت كل من مولدوفا وأوكرانيا وأندورا وسويسرا وبيلاروس ارتفاعًا في درجات الحرارة تجاوز 2.7 درجة مئوية مقارنة بمتوسط (1951-1980).

Relatedإيطاليا تستعد لموجة حر قاسية بعد العواصف: درجات الحرارة قد تصل إلى 39 درجةدراسة تُحذّر من انتشار انبعاثات "الزئبق" السام في القطب الشمالي مع الارتفاع المستمر في درجات الحرارةشاهد: الشواطئ الرومانية تعج بالسياح مع ارتفاع درجات الحرارةارتباك في توقعات العلماء بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة خلال العامين 2023 و 2024

في الاتحاد الأوروبي، سجلت رومانيا وسلوفينيا أعلى ارتفاع سنوي في درجات الحرارة عند 2.62 درجة مئوية، فيما احتلت 27 من أصل 49 بلدًا وإقليمًا في أوروبا المراتب الثلاثين الأولى من حيث أعلى زيادات في درجات الحرارة. من بين هذه الدول، كانت فرنسا (2.59 درجة مئوية)، إسبانيا (2.57 درجة مئوية)، روسيا (2.53 درجة مئوية)، وألمانيا (2.44 درجة مئوية).

وكان الاحترار أكبر في غرب وشرق أوروبا، بينما سجلت ثلاث دول فقط من خارج أوروبا ضمن أعلى 30 دولة هي كازاخستان (2.58 درجة مئوية)، المغرب (2.56 درجة مئوية)، وتونس (2.4 درجة مئوية).

هذا يشير إلى أن أوروبا ترتفع درجة حرارتها بمعدل أسرع بكثير من معظم المناطق الأخرى على مستوى العالم. ويُعزى ذلك إلى أن أوروبا، بما في ذلك روسيا، تضم أكبر كتلة أرضية عند خطوط العرض الشمالية، كما يوضح فرانسيسكو توبييلو، كبير الإحصائيين وقائد الفريق في وحدة إحصاءات البيئة في المنظمة.

أيسلندا وفارو الأقل تأثراً

كانت أيسلندا وجزر فارو استثناءات في أوروبا، حيث شهدت أقل ارتفاع في درجات الحرارة مقارنة ببقية القارة، إذ لم تتجاوز الزيادة 0.65 درجة مئوية. وجاءت النرويج والسويد والمملكة المتحدة في المرتبة التالية، مع ارتفاع درجات الحرارة بين 1.2 درجة مئوية و1.5 درجة مئوية.

وتشير ريبيكا إيميرتون، عالمة المناخ في خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (C3S)، إلى أن البلدان المطلة على المحيط الأطلسي عادة ما تكون أقل تأثراً بارتفاع درجات الحرارة، في حين أن البلدان الواقعة في المناطق الشمالية، مثل القطب الشمالي، تشهد زيادات أكبر في درجات الحرارة.

وتضيف إيميرتون أن هذا التباين يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، منها أنماط دوران الغلاف الجوي، والتأثيرات المحيطية، بالإضافة إلى العوامل المحلية مثل الغطاء الثلجي، ورطوبة التربة، والخصائص الجغرافية التي تؤثر في طريقة استجابة هذه البلدان لتغير المناخ.

أوروبا الأسرع في الاحترار عالمياً: حرارة مضاعفة في 10 سنوات

بين عامي 2014 و2023، ارتفعت درجات الحرارة في أوروبا بوتيرة أسرع من أي مكان آخر على وجه الأرض. وفقًا لتقرير كوبرنيكوس حول حالة المناخ في أوروبا، كانت جميع البلدان والأقاليم الـ 15 التي سجلت أعلى زيادات في درجات الحرارة تقع في أوروبا.

توضح ريبيكا إيميرتون، عالمة المناخ في خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، أن درجة حرارة أوروبا ارتفعت بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي، مما جعلها القارة الأسرع ارتفاعًا في درجات الحرارة على كوكب الأرض. وتضيف: "القطب الشمالي هو المنطقة الأسرع ارتفاعًا في درجات الحرارة".

اعلان

تشير الدراسات إلى أن هذه الزيادة السريعة ناتجة عن عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات في دوران الغلاف الجوي التي تساهم في تكرار موجات الحرارة الصيفية. كما يساهم تضخم القطب الشمالي، الذي يعكس فقدان الجليد البحري، في تعزيز انتقال الحرارة من المحيطات إلى الغلاف الجوي. وتعتبر هذه الظاهرة أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بشكل أسرع من بقية العالم.

يستفيد تقرير كوبرنيكوس من خط الأساس للفترة من (1991 إلى 2020)، لكن دون الإشارة إلى التغيرات على المستوى القطري. كما يوضح سيباستيان سيبل، أستاذ الإسناد المناخي في معهد لايبزيغ للأرصاد الجوية، أن المناطق الشمالية، بما فيها أوروبا، تشهد زيادات في درجات الحرارة أكثر من المتوسط العالمي بسبب تضخم القطب الشمالي.

ويوضح الدكتور روبن لامبول، زميل باحث في جامعة إمبريال كوليدج لندن، أن حجم الدول في أوروبا يلعب دورًا أيضًا في هذه الزيادة. ويقول لامبول: "البلدان الأوروبية أصغر حجمًا بالمقارنة مع مناطق أخرى، مما يعني أن تقلبات درجات الحرارة قد تكون أكبر لأن التغيرات لا تُحسب عبر مساحة واسعة".

من جهة أخرى، يشير إيريك كييلستروم، الأستاذ في المعهد السويدي للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، إلى أن انخفاض مستويات الهباء الجوي (أو الضباب الدخاني) في أوروبا قد ساهم في تسريع الاحترار. إذ يعمل الضباب الدخاني على حجب بعض أشعة الشمس مؤقتًا، وعندما ينخفض، يسمح بزيادة درجات الحرارة.

اعلانسفالبارد تتصدر القائمة خلال السنوات الأخيرة

تكشف بيانات العشر سنوات الأخيرة عن أن منطقة سفالبارد في النرويج شهدت أسرع ارتفاع في درجات الحرارة، حيث سجلت زيادة استثنائية بلغت 3.44 درجة مئوية مقارنة بالفترة المرجعية من 1951 إلى 1980، متفوقة بذلك على أي منطقة أخرى.

توضح دانييلا شميت، الأستاذة في كلية علوم الأرض بجامعة بريستول، أن المناطق القريبة من خط الاستواء شهدت زيادة أقل في درجات الحرارة، بينما تشهد المناطق القريبة من القطبين ارتفاعًا أكبر، وهو ما يُعرف بالتضخيم القطبي. وتضيف شميت: "لذا، فإن سفالبارد تشهد زيادة في درجات الحرارة بشكل أكبر من المناطق الأخرى".

تعد دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق من بين الأسرع ارتفاعًا في درجات الحرارة، حيث سجلت بيلاروسيا زيادة بلغت 2.29 درجة مئوية، تليها روسيا بـ 2.27 درجة مئوية، وإستونيا بـ 2.26 درجة مئوية، ولاتفيا بـ 2.24 درجة مئوية، وليتوانيا بـ 2.24 درجة مئوية.

Temperature change in Europe

أما وسط وغرب أوروبا، فقد شهدت هي الأخرى ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة. في ألمانيا (2.14 درجة مئوية)، بولندا (2.15 درجة مئوية)، وسويسرا (2.16 درجة مئوية)، كانت الاتجاهات واضحة، في حين سجلت بلجيكا وهولندا وفرنسا زيادات تتجاوز درجتين مئويتين مقارنة بمستويات 1951-1980.

اعلان

على الرغم من الارتفاع السريع في درجات الحرارة في شمال وشرق أوروبا، فإن جنوب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط شهدت ارتفاعًا أبطأ. على سبيل المثال، إيطاليا (1.81 درجة مئوية)، إسبانيا (1.78 درجة مئوية)، البرتغال (1.65 درجة مئوية)، تركيا (1.59 درجة مئوية)، واليونان (1.29 درجة مئوية) سجلت زيادات أقل من تلك الموجودة في شمال القارة.

وتشرح شميت أن "اليابسة ترتفع درجة حرارتها أكثر من البحر، لأن البحر يستطيع امتصاص الحرارة وتخزينها في أعماقه، ما يعني أنه يستغرق وقتًا أطول لكي يسخن، بينما تسخن الطبقات العليا من اليابسة بسرعة أكبر".

من جهة أخرى، تبقى أيسلندا الأقل تأثرًا بالاحترار في أوروبا، حيث شهدت زيادة في درجات الحرارة أقل من 1 درجة مئوية. تليها المملكة المتحدة (1.28 درجة مئوية)، جزيرة مان (1.18 درجة مئوية)، أيرلندا (1.16 درجة مئوية)، وجزر فارو (1.06 درجة مئوية)، التي سجلت أيضًا أدنى الارتفاعات في درجات الحرارة.

تستند هذه البيانات إلى قياسات تغيرات درجات الحرارة السطحية التي تقدمها وكالة ناسا-جيس.

اعلانGo to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شهر حزيران يسجل رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة.. الأكثر سخونة على الإطلاق عالميا بسبب ارتفاع قياسي في درجات الحرارة.. وفاة نحو 600 حاج على الأقل خلال مناسك الحج في مكة شاهد: موجة حر حادة تضرب الهند وباكستان ودرجات الحرارة تتخطى 50 درجة مئوية اتفاقية باريس للمناخالقطب الشماليأيسلنداأزمة المناخالاحتباس الحراري والتغير المناخياعلاناخترنا لكيعرض الآنNext أرقام صادمة.. 30 ألف يتيم على الأقل في غزة فأي مصير ينتظر هؤلاء؟ يعرض الآنNext تركيا تصرّ: حل حزب العمال وتسليم سلاحه فورًا! يعرض الآنNext وفد درزي سوري يزور مقام النبي شعيب في إسرائيل يعرض الآنNext في اليوم الدولي لمكافحة الإسلاموفوبيا: الأمم المتحدة تحذر من تصاعد التمييز ضد المسلمين عالمياً يعرض الآنNext المملكة المتحدة تعقد اجتماع "تحالف الراغبين" لمناقشة الوضع في أوكرانيا اعلانالاكثر قراءة جنود أوكرانيون يؤدون حركة هاكا تكريماً للجندي النيوزيلندي الراحل دومينيك أبيلين جدل واسع حول الإعلان الدستوري الجديد في سوريا: ترحيب حذر وانتقادات لاذعة ستة تصاميم أيقونية من دوناتيلا فيرساتشي أبهرت عالم الأزياء بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلام العراق يعلن مقتل "أبو خديجة" القيادي البارز في داعش ومن أخطر الإرهابيين في العالم اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلسورياروسياالاتحاد الأوروبيأبو محمد الجولاني دونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا قطاع غزةإيطالياالأكرادبنيامين نتنياهوالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • موعد انتهاء فصل الشتاء 2025| اهلا بالربيع
  • درجة الحرارة تتجاوز 30.. حالة الطقس غدًا الأجد وتحذير من الأرصاد
  • 10 دول تتصدر القائمة... أوروبا تسجل أسرع زيادة في درجات الحرارة عالمياً
  • السودان: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة واستقرار الطقس ليلاً
  • الأرصاد تحذر: رياح نشطة محملة بالرمال وارتفاع في درجات الحرارة
  • المحاصيل الزراعية في العُلا.. تنوّع يثري موائد شهر رمضان
  • تحذير عاجل من الأرصاد بسبب نشاط الرياح اليوم
  • السبت .. ارتفاع آخر على درجات الحرارة
  • هل تصل لــ40 درجة ؟| مفاجأة بشأن طقس الأيام المقبلة.. إيه الحكاية؟
  • كتل هوائية صحراوية.. تفاصيل حالة الطقس وأسباب ارتفاع درجات الحرارة