الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في سوريا
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «قلقه» إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، ودعا إلى وقف فوري للقتال، وفق ما قال الناطق باسمه ستيفان دوجاريك، الاثنين.
وقال دوجاريك في بيان: «على جميع الأطراف بذل ما بوسعها لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، خصوصاً من خلال السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية».
المرصد السوري لحقوق الإنسان
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن حصيلة قتلى المعارك والقصف في شمال سوريا منذ بدأت الفصائل المسلحة هجوماً مباغتاً في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، بلغت 514 شخصاً، بينهم 92 مدنياً.
وأشار «المرصد» إلى سقوط 268 قتيلاً في صفوف الفصائل المسلحة، و154 قتيلاً من قوات الجيش، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
بدوره، قال الجيش السوري، مساء الاثنين، إنه نجح في صد هجوم للفصائل المسلحة بمحافظة حماة، واستعاد السيطرة على عدد من البلدات والقرى.
وقال الجيش في بيان نشرته «وكالة الأنباء السورية»، إنه حرر كامل البلدات والقرى الواقعة على طريق محردة السقيلبية من سيطرة التنظيمات المسلحة، وهي كرناز وتل ملح والجلمة والجبين وحيالين والشيخ حديد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة وقف فوري سوريا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شمال سوريا
إقرأ أيضاً:
السؤال المهم عن سوريا!
صالح البلوشي
في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد الموافق 8 ديسمبر 2024، تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر مُغادرة الرئيس السابق بشار الأسد لسوريا، ودخول قوات هيئة تحرير الشام إلى العاصمة دمشق بعد 14 عامًا من الثورة المسلحة، هذه الثورة التي بدأت سلمية تُطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية، ولكنها سرعان ما تحولت بعد أشهر قليلة إلى ثورة مُسلحة، شاركت فيها جماعات سورية مُنشقَّة عن النظام مثل الجيش السوري الحر، ثم التحقت بها جماعات راديكالية مسلحة جاءت من شرق الأرض وغربها، برعاية دول مختلفة الأفكار والتوجهات، ما بين متطرفة وشديدة التطرف وإرهابية، جميعها شدت الرحال إلى سوريا بحجة الجهاد في سبيل الله أو الدفاع عن الأماكن المُقدسة.
لكن كثيرًا من هؤلاء كانوا لا يعلمون- أو يعلمون- بأنهم في الواقع كانوا يدافعون عن مصالح دول أخرى، استغلت الوضع لوضع موطئ قدم لها في الجغرافيا السورية، مثل روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل وبعض الدول العربية وغيرهم، حتى بزغ نجم تنظيم الدولة الإسلامية الذي كاد أن يبتلع سوريا والعراق معًا لولا تدخل التحالف الدولي ضده من الجو وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" وقوات عشائرية في الأرض استطاعت طرد تنظيم الدولة "داعش" من معظم المناطق والمحافظات السورية التي قامت باحتلالها، ولم يتبق لهذا التنظيم المتطرف إلّا بعض الجيوب الصغيرة في بعض المناطق.
وبينما كانت الفصائل المسلحة تختلف وتدخل في صراع دامٍ بينها وتُكفِّر بعضها البعض، كان النظام في دمشق يتنفس الصعداء وهو يُشاهد اقتتال أعدائه مُتمتعًا بحماية كاملة من روسيا وإيران والتنظيمات المسلحة التي جاءت من خارج الحدود، ناسيًا أو مُتناسيًا أنَّ الحلفاء قد يستغنون بكل سهولة عن حليفهم في حال تغيرت المصالح الدولية ونشأت ظروف أخرى يكون فيها الاستمرار في الدفاع عن الحليف عبئًا ثقيلًا عليها.
هكذا هي الأنظمة الاستبدادية في كل عصر، تعتقد أنها خالدة وتنسى في غمرة الشعور بالقوة والانتصار أن الشرعية تأتي دائما من الشعب وليس من الخارج، وأن الحليف الدائم لها هو الشعب وليس القوى الخارجية، فمشكلة هذه الأنظمة أنها لا تقرأ التاريخ، ربما لانشغالها بأمور الحكم وبناء التحالفات، فلو كانت الحكومة السورية السابقة -مثلًا- وافقت على القرار الدولي رقم 2254 الذي كان يهدف إلى وضع إطار لحل سياسي للأزمة السورية، لجنبت البلاد سنوات الدمار التي أعقبت القرار وما وصل إليه الوضع اليوم، ولكن للأسف ونتيجة لتدخل الأطراف الدولية التي لم تكن تُريد إنهاء الحرب وتريد استمرار الأعمال القتالية بين أطراف النزاع لم تنفذ بنود القرار بشكل كامل.
لقد استطاعت هيئة تحرير الشام الدخول إلى دمشق دون إطلاق رصاصة واحدة والاستفراد بالحكم وإقصاء الفصائل والشخصيات المعارضة الأخرى بالداخل والخارج، وبقيت بعض الفصائل تحتفظ بالمناطق التي تحت سيطرتها وتترقب الأوضاع، بينما تحتفظ الولايات المتحدة وتركيا بوجودهما العسكري، واستغلت "إسرائيل" الفرصة وقصفت ما تبقى من مُقدَّرات الجيش السوري وتوغَّلت في بعض المناطق، ولا تزال تقصف حتى كتابة هذه السطور.
وفي الجانب السياسي لا يزال شد الرحال إلى دمشق مُستمرًا من بعض عواصم الشرق والغرب، ولكن يبقى السؤال الأهم لدى السوريين: هل تُحقق الفصائل المسلحة الأهداف التي حاربت 14 عامًا من أجلها وكلَّفت الشعب السوري أكثر من نصف مليون قتيل وملايين المهجَّرين وتدمير أغلب المُحافظات وانهيار اقتصادي تام للدولة؟
يقول المفكر الراحل عبدالله القصيمي: "مهما كان النَّاس طيبين، فكم هو غباء أن نلتمس الحرية لدى من قفزوا فوق التاريخ بالتآمر والسلاح".
رابط مختصر