الحرية حق طبيعي لكل فرد، لكن حين تُمارس بلا قيود أو ضوابط تتحول إلى أداة للفوضى، فالحرية المطلقة حين تتجاهل حقوق الآخرين وقيمهم التي ترسخت في وجدانهم تصبح فوضي مطلقة، وتعرض قيم المجتمع للانهيار. وكما أن التعبير عن الرأي حق أساسي مكفول لكل إنسان فإنه إذا استُخدم للإساءة أو التحريض أو محاولة طمس هوية الآخرين وفرض واقع غير حقيقي بقوة وسطوة انتشار الميديا يتحول إلى تهديد للسلم المجتمعي.
لن يسمح أحد تحت اسم الحرية أن يخرج علينا البعض علي مواقع الفيديو والتواصل بداعي الشهرة وركوب التريند ليعمم حالات فردية وسلوكيات شاذة على المجتمع بأسره، ما زال التعميم فاسدا حين نتحدث عن مجتمع يتخطى الـ 100 مليون شخص، مجتمع له من القيم والموروثات والأعراف ما يميزه عبر تاريخه الطويل الممتد.
إن احترام قيم المجتمع لا يعني تقييد الحرية، بل يعني تمام ممارستها بما يتوافق مع المبادئ الأخلاقية والقوانين، وتحقيق هذا التوازن الذى يُعزز التعايش السلمي بين الأفراد، ويُحافظ على الهوية الأصيلة للشعب، وفي الوقت نفسه يُتيح مساحة للإبداع والتطور لا يمكن إنكار أهميتها. لسنا دعاة جمود ولكن ندافع عن قيم وموروثات تربينا عليها ولا يجوز إغفالها تحت اسم الحداثة وحرية التعبير.
يظل احترام قيم المجتمع من أهم الركائز الأساسية للحفاظ على تماسكه واستقراره. فالمجتمعات تُبنى على منظومة من القيم التي تُحدد معايير السلوك المقبول وتنظم العلاقات بين الأفراد، لذلك يجب تحقيق توازن بين الحرية الشخصية واحترام قيم المجتمع لضمان عدم تحول الحرية إلى فوضى، فالحرية ليست انطلاقًا بلا قيود بل هي مسؤولية تُمارس في إطار يحترم حقوق الآخرين ويحافظ على استقرار المجتمع وأمنه ومستقبله.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قیم المجتمع
إقرأ أيضاً:
تعرف إلى الفرق بين عمليتي ردع العدوان وفجر الحرية في سوريا
حققت فصائل المعارضة السورية تقدما كبيرا على الأرض ضد قوات النظام، وقوات سويا الديمقراطية "قسد" شمالي البلاد خلال الأيام الماضية.
وأطلقت هيئة تحرير الشام التي يتزعمها "أبو محمد الجولاني"، رفقة فصائل أخرى قبل أيام معركة "ردع العدوان"، وتمكنت من السيطرة على محافظة حلب دون قتال يذكر من جانب النظام.
وشكل القائمون على المعركة من طرف المعارضة، غرفة عمليات تحت مسمى "إدارة العمليات العسكرية".
ولاحقا، أطلق "الجيش الوطني السوري" عملية أخرى تحت مسمى "فجر الحرية"، استهدفت المليشيات الكردية المسلحة، وفي مقدمتها "قسد" شمالي شرق سوريا، إضافة إلى قوات النظام.
ونشرح في التقرير التالي المشاركون في كل عملية، وأهدافها:
"ردع العدوان"
المشاركون:
- هيئة تحرير الشام
- الحزب الإسلامي الكردستاني
- الجبهة الوطنية للتحرير
- أحرار الشام
- نور الدين زنكي
أهدافها:
- توجيه ضربة استباقية لقوات النظام في حلب وريفها.
- السيطرة على مناطق واسعة في الشمال السوري بهدف إعادة مئات آلاف المهجرين إليها.
- إبعاد قوات النظام عن مراكز سيطرة المعارضة في إدلب.
ماذا حققت؟
- سيطرت "إدارة العمليات العسكرية" على مدينة حلب بالكامل وأجزاء واسعة من ريفها.
- أطبقت سيطرتها على محافظة إدلب والتي تعد المعقل الرئيسي للمعارضة.
- سيطرت على 7 مناطق وبلدات في أطراف حماة وسط سوريا.
- استحوذت على ذخيرة أسلحة ضخمة، إضافة إلى طائرات في مطاري كويرس ومنغ العسكريين.
"فجر الحرية"
المشاركون:
"الجيش الوطني السوري" والذي يتألف الجيش من ثلاثة فيالق:
الفيلق الأول:
يتكون من مجموعة كبيرة من الفصائل، وأبرزها "لواء الشمال"، و"اللواء 113"، "تجمع أحرار الشرقية"، "جيش الشرقية"، "اللواء 112"، "لواء محمد الفاتح"، "فيلق الشام".
الفيلق الثاني:
أبرز فصائله، "فرقة السلطان مراد"، و"فرقة الحمزة"، و"فرقة المعتصم"، إضافة إلى "جيش الإسلام"، و"فيلق الرحمن".
الفيلق الثالث:
تضم "الجبهة الشامية"، و"لواء السلام"، و"فيلق المجد".
أهدافها:
- إفشال مخططات "قوات سوريا الديمقراطية" لإنشاء ممر بين مدينة تل رفعت وشمال شرق سوريا.
- إضعاف "قوات سوريا الديمقراطية"، وحزب العمال الكردستاني.
- منع "قسد" ووحدات حماية الشعب الكردية من تعويض قوات النظام في المواقع التي انسحبت منها الأخيرة.
ماذا حققت؟
- سيطرت على مدينة "تل رفعت" شمال حلب، وطردت القوات الكردية نحو شرق سوريا.
- قطعت طريق محافظة "الرقة - حلب" ما منع "قوات سوريا الديمقراطية" من إنشاء ممر يربط تل رفعت بمنبج.
- سيطرت على عشرات البلدات شرقي حلب بعد اشتباكات مع قوات النظام.
-