الحرية حق طبيعي لكل فرد، لكن حين تُمارس بلا قيود أو ضوابط تتحول إلى أداة للفوضى، فالحرية المطلقة حين تتجاهل حقوق الآخرين وقيمهم التي ترسخت في وجدانهم تصبح فوضي مطلقة، وتعرض قيم المجتمع للانهيار. وكما أن التعبير عن الرأي حق أساسي مكفول لكل إنسان فإنه إذا استُخدم للإساءة أو التحريض أو محاولة طمس هوية الآخرين وفرض واقع غير حقيقي بقوة وسطوة انتشار الميديا يتحول إلى تهديد للسلم المجتمعي.
لن يسمح أحد تحت اسم الحرية أن يخرج علينا البعض علي مواقع الفيديو والتواصل بداعي الشهرة وركوب التريند ليعمم حالات فردية وسلوكيات شاذة على المجتمع بأسره، ما زال التعميم فاسدا حين نتحدث عن مجتمع يتخطى الـ 100 مليون شخص، مجتمع له من القيم والموروثات والأعراف ما يميزه عبر تاريخه الطويل الممتد.
إن احترام قيم المجتمع لا يعني تقييد الحرية، بل يعني تمام ممارستها بما يتوافق مع المبادئ الأخلاقية والقوانين، وتحقيق هذا التوازن الذى يُعزز التعايش السلمي بين الأفراد، ويُحافظ على الهوية الأصيلة للشعب، وفي الوقت نفسه يُتيح مساحة للإبداع والتطور لا يمكن إنكار أهميتها. لسنا دعاة جمود ولكن ندافع عن قيم وموروثات تربينا عليها ولا يجوز إغفالها تحت اسم الحداثة وحرية التعبير.
يظل احترام قيم المجتمع من أهم الركائز الأساسية للحفاظ على تماسكه واستقراره. فالمجتمعات تُبنى على منظومة من القيم التي تُحدد معايير السلوك المقبول وتنظم العلاقات بين الأفراد، لذلك يجب تحقيق توازن بين الحرية الشخصية واحترام قيم المجتمع لضمان عدم تحول الحرية إلى فوضى، فالحرية ليست انطلاقًا بلا قيود بل هي مسؤولية تُمارس في إطار يحترم حقوق الآخرين ويحافظ على استقرار المجتمع وأمنه ومستقبله.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قیم المجتمع
إقرأ أيضاً:
الحرية المصري: كلمة الرئيس السيسي بالأكاديمية العسكرية جاءت من القلب للقلب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ثمن حزب الحرية المصري، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة التفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية، بحضور الفريق أشرف زاهر مدير الأكاديمية، مؤكدا أن الكلمة جاءت من القلب للقلب كعادته منذ توليه رئاسة مصر جاء بحب الشعب وخاطبهم بالحب واستمر معهم بالوضوح والصراحة.
وقال النائب أحمد مهني، نائب رئيس حزب الحرية المصري والأمين العام وعضو مجلس النواب، إن الرئيس السيسي تحدث كثيرا عن حرص مصر على السلام وإنه كان ولا زال الخيار الأول لنا، ولذلك كانت جميع تدخلات مصر في القضية الفلسطينية تدعو وتدعم للسلام الشامل والعادل بحل الدولتين وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن مصر بذلت ولا زالت تبذل جهودا كبيرة تجاه الصراعات القائمة بالمنطقة، مؤكدا أن الحزب يجدد دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي ويثق به وفي جميع القرارات التي يتخذها من أجل مصر ومن أجل إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وتابع عضو مجلس النواب، أن الدولة المصرية نجحت في إدارة الشؤون الداخلية رغم التحديات والضغوط الخارجية التي كانت تحيط بالمنطقة، مشيدا بتصريحات الرئيس الخاصة بالاحتياطي الاستراتيجي من السلع الغذائية والاحتياجات الخاصة بالشهر الكريم.