حجة.. تدشين المرحلة السادسة من الالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
يمانيون../
دشنت التعبئة العامة في محافظة حجة، اليوم الاثنين، المرحلة السادسة من الالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة ” طوفان الأقصى” بحضور المحافظ هلال الصوفي.
وفي التدشين، الذي ضم وكيلا المحافظة لشئون الثقافة والتعبئة، حمود المغربي، وشئون مديريات المدينة، أحمد الأخفش، تطرق مسئول الدائرة الثقافية بالتعبئة العامة في الجمهورية، محمد مانع، إلى المسئولية التي تقع على الجميع في نصرة المظلومين والمستضعفين استجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى وتلبية لدعوة قائد الثورة عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وأكد أهمية أن تكون الروحية الجهادية في هذه المرحلة عالية أعظم من المراحل السابقة، منوها بتفاعل أبناء محافظة حجة في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية الباسلة ومحور المقاومة.
فيما أكد مدير أمن المحافظة، العميد حسن القاسمي، أهمية الاستجابة لله وتحريض المؤمنين للتحرك لمواجهة أبشع عدو على مر التاريخ ويرتكب الجرائم الوحشية بحق الإنسانية.
بدوره تطرق الناشط الثقافي، عبدالله النواري، إلى ما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدا خطورة المرحلة الراهنة ودور الجميع في استشعار المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى في نصرة المظلومين والمستضعفين وحشد الجهود للتعبئة والاستنفار.
فيما أكد المسئول الثقافي في ألوية النصر، محمد المدومي، على بذل الجهد أكثر في المرحلة القادمة استجابة لله سبحانه وتعالى، والتزود بهدى الله والقرآن الكريم والتواصي بالحق والتعبئة الروحية والثقافية من باب الحرص على هداية الآخرين، مشيرا إلى عدالة القضية التي يضحي من أجلها الشعب اليمني انتصارا للمظلومين والمستضعفين في غزة ودفاعا عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
تخلل التدشين بحضور مديري المديريات ومسئولي التعبئة والمشاي
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الهُدنة والسلام المفقود
◄ المقاومة اللُبنانية انتصرت على الاحتلال رغم الاغتيالات والعدوان الوحشي
◄ إسرائيل فشلت في القضاء على "حزب الله" ولم تحقق أي هدف من عدوانها
◄ لا سلام في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة
حاتم الطائي
أشرقت شمس النصر في لُبنان بعد صمود فاق التوقعات بصفوف المُقاومة اللبنانية التي بادرت منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة بعد "طوفان الأقصى"، بإطلاق جبهة الدعم والمُساندة، فيما عُرف بـ"وحدة الساحات"، ذلك الوصف البليغ الذي أطلقه الشهيد حسن نصر الله، والذي ظل يُقاوم حتى الرمق الأخير.
انتصرت المُقاومة اللبنانية فعلًا بموافقة كيان الاحتلال الصهيوني على وقف إطلاق النار، ورضوخه للشروط التي فرضتها المقاومة بكل استبسال في معاركها البطولية على مدى أكثر من عام كامل، واحتدمت بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وكبار القيادات في الصفين الأول والثاني، لكن رغم ذلك لم يتراجع الحزب عن مطالبه ولم تضعف قوته؛ بل إنَّ عملية اغتيال القيادات، كانت سببًا في تصعيد غير مسبوق، طال كل بقعة في كيان الاحتلال، حتى إنِّه لأول مرة في تاريخ الصراع، تضرب صواريخ المقاومة غرفة نوم رئيس وزراء الاحتلال.
وقد حاولت إسرائيل في عدوانها على لبنان أن تقضي على "حزب الله"، ولجأت لسلاح الاغتيالات وسياسة الأرض المحروقة، وشنت أعنف الغارات على بيروت والجنوب اللبناني، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا في وقف صواريخ المقاومة، وأخفقت إخفاقًا لا مثيل له في تحقيق أي هدف سعت إليه. ولقد أثبتت الوقائع التاريخية أنَّ المقاومة فكرة لا تموت، حتى وإن مات قادتها. وفي الحالة اللُبنانية، لا يستطيع أي فرد وطني أن يتحدث عن نزع سلاح "حزب الله"؛ إذ إنَّ الضرورة الوطنية اللبنانية لا تقتضي ذلك، ولن نبالغ إذا قلنا إنها لن تقبل بمثل هذا الأمر، باستثناء الأصوات النشاز التي ترقص عادة على دماء الأبرياء وتقتات من الحروب الأهلية، وهي أصوات معروفة في كل زمان، والأهم أن "حلف المقاومة" في المنطقة لن يسمح بذلك مُطلقًا، خصوصًا في ظل نهج "وحدة الساحات".
وعلى الرغم من الضربات الثقيلة الموجعة التي تلقاها "حزب الله" بكل غدر وخسة وخيانة، إلّا أنها لم تُضعف من همّة الحزب وكفاءة مقاتليه ولا رغبتهم القتالية العالية والعزم على النصر مهما كان الثمن. ولم يكن استشهاد السيد حسن نصر الله، أيقونة الحزب ورمزه الأوحد منذ نشأته، سوى شرارة أشعلت وقود المعارك، ونقلت الحرب إلى مستوى آخر من المواجهات، تجاوز المُتعارف عليه بأنَّه "قواعد الاشتباك"، والتي انهارت بالكامل باغتيال نصر الله وقيادات الصف الأول والثاني في الحزب، وقصف الضاحية الجنوبية بمئات الآلاف من القنابل والمُتفجرات، واستهداف الحاضنة الشعبية للحزب، وقتل المدنيين والنساء والأطفال، والتهجير القسري للمواطنين اللُبنانيين في جنوب بيروت والبقاع وبعلبك وصُور، وغيرها من مواقع استهدفها جيش الاحتلال بوحشية وبربرية، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني، أو أية مواثيق أو أعراف، وهذا ليس بغريب- بلا شك- فالوحشية الصهيونية مُتأصلة في جذور هذا الكيان الغاصب، وكل صهيوني مُلطّخة يداه بدماء الشعب في لبنان أو فلسطين.
والإحصائيات تكشف لنا طبيعة هذه الحرب الشرسة، والتي استبسل فيها مقاتلو "حزب الله" وجاهدوا بأنفسهم غير عابئين بأي شيء، سوى النصر على عدو خسيس، لا يُراعي إلًّا ولا ذِمّة، ويخرق كل القواعد والمواثيق. ومنذ اندلاع الحرب، أطلق "حزب الله" ما يزيد عن 22 ألف صاروخ ومسيّرة انقضاضية، استهدفت كل شبر تقريبًا في العمق الإسرائيلي، ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، تسقط صواريخ وقنابل المقاومة على كل مدن الاحتلال، وتدفع أكثر من 4 ملايين إسرائيلي للهرب إلى الملاجئ تحت الأرض، ولأول مرة يعترف الإسرائيليون أنهم كانوا غير آمنين حتى تحت الملاجئ، والتي كانت تهتز بعنف جراء سقوط صواريخ المقاومة على الأرض. علاوة على ضرب تمركزات العدو على الحدود مع لبنان، عندما حاول مرات عديدة التسلل والدخول إلى قرى لبنانية، لكنَّ أشاوس المقاومة كانوا لهم بالمرصاد، ودفعوهم أكثر من مرة إلى الفرار كالجرذان.
ولقد كان للصواريخ الباليستية دور حاسم في ردع العدو، لا سيما بعد أن أطلق "حزب الله" صواريخ "فادي 1 و2"، وصواريخ "فاتح" و"ملاك" وغيرها من الترسانة العسكرية الهائلة، التي فشل الاحتلال وعملاؤه في تفكيكها أو ضربها أو إضعافها؛ بل كانت معدلات إطلاق الصواريخ تزيد يومًا تلو الآخر.
إسرائيل باعترافها رسميًا تكبدت خسائر فاقت الخمسة مليارات دولار نتيجة قصف المقاومة للمستوطنات وسقوط آلاف الصواريخ وقصف آلاف المسيرات لعمق الكيان الإسرائيلي، هذا فضلًا عن الخسائر الجسيمة في صفوف جيش الاحتلال، ولن نتحدث عن الخسائر الاقتصادية رغم ضخامتها، ويكفي أن نشير إلى أن كل القطاعات الاقتصادية تقريبًا أُصيبت بالشلل التام، ووصلت مؤشراتها إلى الصفر، مثل السياحة أو التجارة البحرية أو الطيران، خاصة في ظل الإغلاقات المتكررة لمطار بن جوريون أكبر مطارات إسرائيل.
الاحتلال ومن أجل التسويق داخليًا لقرار الهدنة، أعترف على لسان مجرم الحرب بنيامين نتنياهو أن جيش الاحتلال يُعاني من الإنهاك، وأنه بحاجة إلى "إفاقة" ما يؤكد فداحة الخسائر التي تكبدها، علاوة على الهزائم النفسية، في ضوء ما تشير إليه إحصاءاتهم الرسمية إلى أنَّ عشرات الآلاف من الجنود طلبوا الدعم النفسي، من هول ما شاهدوه وواجهوه من معارك طاحنة من المقاومة، سواء في لبنان أو غزة.
ورغم الدمار، الذي قدرت الحكومة اللبنانية خسائره وكلفة إعادة إعماره بأكثر من 8 مليارات دولار، إضافة لضياع أرواح نحو أربعة آلاف لبناني، وجرح وإصابة أضعاف أرقام الشهداء، إلّا أنَّ العودة الفورية لأهالي الجنوب بعد سريان وقف إطلاق النار بسويعات قليلة جدًا، صدمت العدو الصهيوني، وهنا يتأكد الفارق بين صاحب الأرض والمحتل، ويؤكد تجذُّر المقاومة في قلب الحاضنة الشعبية، وهذا الحال شاهدناه من قبل في غزة، وهكذا هو حال المناضلين والمؤمنين بعدالة قضيتهم.. إنهم لا يهابون الموت؛ بل يريدون تحقيق مطالبهم والعيش في سلام وأمان.
لقد فشلت إسرائيل فشلًا ذريعًا في إلحاق الهزيمة بحزب الله، أو إثنائه عن مواصلة الحرب، أو إجباره على الاستسلام ورفع الراية البيضاء؛ بل إنَّ إسرائيل هي التي سارعت لرفع الراية البيضاء باعتراف إعلامهم الذي لا يتكلم في الأمور العسكرية إلّا بإذن من الجيش، حيث تخضع كل الموضوعات العسكرية إلى رقابة مُسبقة.
لم تنجح إسرائيل في حربها، ولم تُحقق أي هدف سياسي أعلنت عنه، فلا هي أوقفت صواريخ المقاومة، ولا استطاعت أن تُعيد سكان الشمال إلى مستوطناتهم، تمامًا كما فشلت في غزة، فلا هي استعادت الأسرى بقوة النيران، ولا قضت على حركة حماس.
والزعم بأنَّ إسرائيل استطاعت "فصل الساحات" غير دقيق بالمرَّة؛ لأنَّ مساندة "حزب الله" للمقاومة الفلسطينية في غزة، لا تتوقف فقط عند إطلاق الصواريخ من الجبهة الشمالية، ولكن تمتد إلى مجالات أخرى من التعاون العسكري والمعلوماتي، ولا ننسى أن المقاومة الفلسطينية لها أذرع مقاومة في جنوب لبنان، تعمل بالتوازي مع "حزب الله". وهنا نؤكد أنَّ المقاومة في فلسطين تُدرك جيدًا أنَّ لبنان على كف عفريت الحرب الأهلية في أي لحظة، وأن ثمَّة أطرافًا لبنانية- في أحسن الظروف- تتواءم أهدافها مع أهداف إسرائيل، من حيث نزع سلاح أي مقاومة وطنية لبنانية، والقضاء على حزب الله تمامًا، لذلك نرى أن موافقة "حزب الله" على اتفاق وقف إطلاق النار ينبُع من إدراكه العميق لإشكاليات الوضع في لبنان، وتعقيداته المرتبطة بالطائفية المقيتة التي تُسيطر على ذهنية بعض الأطراف هناك، وربما لو استمرت المعارك ستقود إلى إشعال فتن داخلية قد تُفضي- لا قدّر الله- إلى حرب أهلية لبنانية جديدة، لإظهار أن "حزب الله" تسبب في دمار الجنوب وإشعال نيران الحرب بين فئات ومُكوِّنات الشعب اللبناني، الذي يرزح أصلًا تحت نِير أزمة سياسية واقتصادية هي الأعنف في تاريخه، في دولة بلا رئيس جمهورية، وبرلمان مشلول الحركة تقريبًا، ومصاعب اقتصادية عنيفة تفتك بالشعب اللبناني.
ويبقى القول إنَّ السلام في لبنان- وكذلك في فلسطين- سيظل مفقودًا ما لم تُفضي أي هدنة إلى مفاوضات الحل النهائي وانسحاب الاحتلال من جميع الأراضي المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتبدأ عمليات إعادة الإعمار في فلسطين ولُبنان، غير ذلك سنظل ندور في حلقات مُفرغة من اللاسلم واللاحرب!
رابط مختصر