اعتلت الإمارات سلم المجد..مقال لعبدالله بن زايد بمناسبة عيد الاتحاد الـ53
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
كتب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مقالاً بمناسبة عيد الاتحاد الـ53 لدولة الإمارات، يسلط فيه الضوء على الإنجازات الملهمة والرؤية المتجددة للدولة وقيادتها الحكيمة في مضمار تعزيز تنافسية الدولة على المستوى العالمي في مختلف المجالات.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في هذه المناسبة، التي تمثل رمزاً للوحدة والتلاحم والتعاضد، أنّ "هذا اليوم المجيد يحفزنا للعمل لتحقيق تطلعات القيادة في إحراز المزيد من الإنجازات والنجاحات، وفي تعزيز مكانة الإمارات الرائدة العالمية وترسيخ نهجها الذي يتسم بالاعتدال والحكمة، من خلال التعاون متعدد الأطراف، في سبيل إيجاد أرضية مشتركة لوضع حلول للتحديات المشتركة والنزاعات الإقليمية والدولية، ودعم السلام والاستقرار".وجاء في نص المقال الذي نشرته جريدة "الاتحاد":
نحتفي اليوم بمرور 53 عاماً على تأسيس دولتنا الحبيبة، إن هذا اليوم يمثل رمزاً للوحدة والتلاحم والتعاضد، ويذكرنا برؤية الآباء المؤسسين الذين رسخوا قيم التعاون والتسامح وبنوا أسس الدولة الرصينة وحققوا النهضة والازدهار. هذا اليوم يحفزنا للعمل لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في إحراز المزيد من الإنجازات والنجاحات، مستلهمين مبادئ وأهداف الخمسين المقبلة، خلال سنوات قليلة، اعتلت الإمارات سلم المجد وقمة الإنجاز في مضمار التنافسية الدولية في مختلف المجالات، الاقتصادية والتعليمية والثقافية والبيئية والتكنولوجية.
وأصبحت دولتنا الغالية في ظل القيادة الرشيدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، نموذجاً يحتذى به في التنمية المستدامة والتعايش السلمي، وعززت الإمارات مكانتها الرائدة العالمية، وأثبتت هذه المكانة من خلال استضافتها الناجحة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب28" نهاية 2023، وعضويتها المثمرة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الفترة 2022-2023.
واستمرت الإمارات على نهجها الذي رسخه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في السعي إلى تعزيز العلاقات على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، والبناء على أوجه التشابه والمشاركة في بناء الجسور، وتعزيز التوافق مع الشركاء والأصدقاء. هذا النهج تميزت به الإمارات، وأصبح نبراساً لسياستها الخارجية، حيث تتسم دائماً بالاعتدال والدبلوماسية والحكمة، وتُسخر هذه القيم في إيجاد أرضية مشتركة لوضع حلول للتحديات المشتركة والنزاعات الإقليمية والدولية.
وتسعى الإمارات إلى تعزيز الحوار كسبيل أمثل لحل النزاعات، وتهدف جهودنا إلى دعم السلام والاستقرار، ونزع فتيل الصراعات في المنطقة والعالم، وتلعب الإمارات دوراً مهماً في الوساطة الدولية، وتعاونت دولتنا مع العديد من الدول والمنظمات الدولية في جهود الوساطة، وتحقيق السلام في مناطق مختلفة من العالم. كان آخرها نجاح الوساطة بشأن تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا والتي تعد التاسعة، ويأتي ذلك في إطار ما تتمتع به الإمارات من سمعة دولية كوسيط موثوق به، وفي إطار جهودها المتواصلة لترسيخ الحوار، وتحقيق التوازن والتفاهم بين الأطراف المتنازعة.
دعم الاستقراروفي ظل المنعطفات الخطيرة التي يمر بها العالم اليوم، فإن الإمارات تؤمن بأهمية بناء الجسور، ودعم جهود إرساء الاستقرار الإقليمي والدولي، وخفض التصعيد، والتشجيع على الحوار، وحل الأزمات بالطرق السلمية. ويظل العمل الدؤوب بلا كلل لتقديم الإغاثة العاجلة، وتلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين أساساً راسخاً في سياسة دولة الإمارات الخارجية؛ لأن الإمارات ترى الوقوف مع المحتاجين واجباً إنسانياً وأخلاقياً أصيلاً.
وحرصت الإمارات، على مدار السنوات، على أن تتبوأ مراكز متقدمة في قائمة أبرز شركاء التنمية على مستوى العالم، وأصبحت واحدة من أكثر الدول المانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية إلى دخلها القومي الإجمالي.
وواصلت الإمارات بناء الشراكات مع الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية لتعزيز القدرة التنافسية لاقتصادها واستدامته واستكشاف فرص جديدة لنمو، وشاركت هذا العام للمرة الخامسة بأعمال مجموعة العشرين، وانضمت إلى مجموعة بريكس، كنتيجة طبيعية لنهج إماراتي يمتد لعقود طويلة، قائم على بناء الشراكات مع الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية، بما يعود بالخير والنفع على الدول والشعوب.
وأثبتت الإمارات أن مستقبل الأمن الإقليمي يعتمد على شراكات قوية متعددة الأطراف والتزام مشترك بتحقيق الاستقرار والازدهار بالطرق السياسية والاقتصادية السلمية، ولتدعيم هذه التوجه أبرمت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة "CEPAs" مع شركاء استراتيجيين كجزء من استراتيجية طويلة الأمد في مسيرتها للتنويع الاقتصادي وتطوير شراكات دولية قوية من خلال التجارة والصناعة والاستثمار، وجرى إبرام 11 اتفاقية، دخلت 6 منها حيز التنفيذ، كما تمّ الانتهاء من التفاوض بشأن 8 اتفاقيات.
لن تألُ الإمارات جهداً في عقد اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة تمهيداً لمزيد من الفرص لشعوب المنطقة، ولفتح آفاق التنمية الاقتصادية الحيوية للشرق الأوسط. وتعد هذه الاتفاقيات أحد السبل لتسريع وتعزيز تجارة الدول، وزيادة سهولة ممارسة الأعمال في جميع أنحاء المنطقة، وفي أسواق أخرى، مثل أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
وفي مجال العمل المناخي، فإن الإمارات تواصل جهودها في تعزيز الاستدامة وحماية البيئة، وإيجاد حلول لهذا التحدي العالمي من أجل مستقبل أكثر استدامة للبشرية، وكنا في طليعة الجهود العالمية المبذولة في هذا الإطار، ولا سيما مع النجاح الكبير الذي تحقق في "كوب28" و"اتفاق الإمارات" التاريخي، والذي يجسد التزاماً عالمياً موحداً بمعالجة تغير المناخ. وفي إطار جهود دولة الإمارات المستمرة لدعم العمل المناخي ورؤيتها في أهمية تفعيل التعاون الدولي في هذا الصدد، شارك وفد رفيع المستوى من الإمارات في "كوب 29"، للمضي قدما في التقدم الذي أحرزه مؤتمر الأطراف "كوب28".
وفي الإطار ذاته، وضمن جهود الإمارات لمعالجة ندرة المياه، أطلقت الدولة هذا العام "مبادرة محمد بن زايد للماء"، بهدف تعزيز الوعي بأهمية أزمة ندرة المياه وخطورتها على المستوى الدولي، وتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجتها، كما تستعد الإمارات إلى استضافة مؤتمر المياه للأمم المتحدة في 2026 بالشراكة مع السنغال، لإيجاد حلول لأزمة المياه العالمية، كما حقَّقت الدولة إنجازاً تاريخياً ببدء التشغيل التجاري للمحطة الرابعة ضمن محطات براكة للطاقة النووية، إذ أصبحت محطات براكة الأربع تنتج حالياً 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء من دون انبعاثات كربونية، وبذلك تصبح المحطات أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في الدولة والمنطقة، ما يدعم تطلعات الدولة بتحقيق هدف الحياد المناخي بحلول 2050.
وفي قطاع الفضاء، تسعى الإمارات لتحقيق طموحاتها في هذا المجال، إذ يعمل مركز محمد بن راشد للفضاء حالياً على تنفيذ 3 مشاريع رئيسية نوعية على مستوى المنطقة والإقليم، وهي القمر الاصطناعي "MBZ-SAT"، ومهمة بناء المستكشف "راشد2"، ومشروع "بوابة الإمارات" في المحطة القمرية. وتعد هذه المشاريع علامات فارقة في مجال اكتشافات الفضاء التي حققتها الإمارات في السنوات الأخيرة في هذا القطاع، وأبرزها إرسال مسبار الأمل إلى مدار المريخ والذي يعد أول مهمة عربية إلى المريخ، ناهيك عن الإنجاز الكبير الذي سجله سلطان النيادي بتسجيل أطول مهمة لرائد فضاء عربي في المحطة الدولية في الفضاء والتي استغرقت 6 أشهر.
تتطلع الإمارات لمواصلة الصعود إلى القمم والريادة والتميز لتعزيز رؤيتها المرتكزة على جعل الدولة مركزاً عالمياً للاستثمارات والابتكار الاقتصادي. وذلك بالتشجيع على إنشاء نظام شامل حاضن لريادة الأعمال، والمختبرات المتقدمة لفسح المجال للفرص الاقتصادية الناشئة. كما تركز استراتيجياتنا على التنوع، المُعزز للتقدم العلمي والتكنولوجي.
ولا شك في أن أحد الدوافع الرئيسية وراء تركيز الإمارات على تطوير التكنولوجيا يكمن في التزامها بمعالجة التحديات المعقدة المتمثلة في المناخ وانتقال الطاقة والأمن الغذائي والصحة، لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً للمنطقة والعالم.
وأولت الإمارات توطين التكنولوجيا أهمية كبرى، من خلال العمل على امتلاك أدوات التقدم والتنمية وإنتاجها وبأيدي كوادرها الوطنية المتميزة، وخاصة في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة والطاقة النووية والفضاء، والتي تشكل قطاعات حيوية ضمن استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة من ناحية، وتعزيز تنافسيتها في الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار من ناحية ثانية.
عيد الاتحاد فرصة لتجديد العهد مع قيادتنا الرشيدة وشعبنا، لاستدامة العمل ومد الجسور لاستشراف المستقبل الزاهر المشرق المتميز بسواعد أبناء الوطن، وللعمل بجد والتزام وثبات من أجل تعزيز مكانة الإمارات في الساحة العالمية، ولجعل قيم التسامح والتعايش والعطاء أساساً لرسالتنا الإنسانية، كل عام والإمارات بخير، ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والنماء والازدهار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عيد الاتحاد الإمارات عيد الاتحاد آل نهیان من خلال بن زاید فی هذا
إقرأ أيضاً:
كأس رئيس الدولة للقدرة.. 25 عاماً من النجاح والتميز
حافظت بطولة كأس رئيس الدولة للقدرة، على مدار النسخ الـ25 الماضية، على مكانتها الرفيعة، وإرثها المستدام، إذ تعد من أهم البطولات على مستوى العالم، بزخمها الكبير، وقيمتها المعنوية، ورمزيتها الكبيرة التي تعزز قيم الوفاء للقيادة الرشيدة.
تنطلق النسخة الـ26 للبطولة في قرية الإمارات العالمية للقدرة في الوثبة غداً الأحد، وسط اهتمام كبير من الفرسان والفارسات بالمشاركة في منافساتها، واستعدادات كبيرة، للحفاظ على نجاحها وتميزها على غرار جميع النسخ الماضية.
وتوج الفارس عمر محمد النيادي باللقب في النسخة الـ25 على صهوة الفرس "آر أو شاي مون"، لاسطبلات الوثبة، محققاً 5:52:11 ساعة، وهو رقم قياسي جديد، وبمعدل سرعة بلغ 27.26 كلم/ساعة.
كما يعد الفارس عبد الله خميس علي سعيد الجنيبي، أول بطل للكأس على صهوة "بن سالو" لإسطبلات الريف بزمن 7:49:46 ساعة، بينما تعد الفارسة ليلى عبد العزيز الرضا، الوحيدة التي فازت باللقب خلال 25 سباقاً.
وحافظت قرية الإمارات العالمية للقدرة بالوثبة، على تطورها وهي تخطو بثقة وكفاءة واقتدار في مسارات التطور العالمي عاماً بعد عام، حتى وصلت إلى مكانة عالمية، إذ تستعد بكل ما تملكه من إمكانات، وبنية تحتية متطورة، ومنشآت عصرية، لاستضافة النسخة الجديدة من البطولة، بالإضافة إلى البرنامج المتكامل للندوات التطويرية بمشاركة خبراء من جميع أنحاء العالم.
وتعد البطولة، من أهم محطات سباقات القدرة، ويقام السباق بنظام الفردي، وأيضاً بنظام الفرق "4 فرسان للفريق الواحد"، لإثراء وإضافة المزيد من الإثارة والتشويق، ويمكن لكل 4 فرسان تشكيل فريق، على أن يكمل السباق بثلاثة فرسان على الأقل، ويتم احتساب أفضل زمن لهم، ما يعزز وتيرة التنافس بين المشاركين للفوز باللقب.
وأكد رئيس اتحاد الإمارات للفروسية والسباق اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، أن كأس رئيس الدولة للقدرة، تجمع الجميع حباً ووفاء للقيادة الرشيدة، بشعار لا خاسر في هذه المنافسة، والجميع فائزون في حدث استثنائي، بما يمثله من رمزية وقيمة ومكانة كبيرة وإرث مستدام.
وأوضح أن القيادة الرشيدة تقدم كل الدعم والاهتمام لرياضة الفروسية، وسباقاتها المختلفة، حتى أصبحت واحدة من أهم وأبرز الرياضات في الإمارات، مستندة في ذلك إلى تاريخ طويل من الاهتمام بالخيول، اقتداء بنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دعم هذه السباقات واستدامة استمراريتها عبر الأجيال.
ونوه بحرص اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، على أفضل الممارسات التطويرية، والتعاون مع جميع الشركاء، وتوفير المتطلبات الداعمة لنجاح الفعاليات وفق أفضل المعايير العالمية، لتعزيز السمعة المرموقة للإمارات في رياضة الفروسية على وجه الخصوص.
وقال مدير عام قرية الإمارات العالمية للقدرة مسلم العامري، إن بطولة كأس رئيس الدولة للقدرة بالوثبة، أكبر من مجرد حدث تنافسي يجمع الفرسان والفارسات للتنافس على المراكز الأولى، بدلالة القيمة الكبيرة للحدث الذي يحظى بالاهتمام والمتابعة من داخل الدولة وخارجها، والإرث الكبير لهذه المناسبة التي تجسد الحب والوفاء للقيادة الرشيدة، ووهو ما يعزز في نفوس جميع المشاركين من الفرسان والفارسات، الإصرار والرغبة على الفوز بهذا اللقب المهم والمشرف.
وأكد أن قرية الإمارات العالمية للقدرة في الوثبة، حققت نجاحاً كبيراً في استضافة هذا السباق، وفق أفضل المعايير العالمية، وتواصل تميزها باستضافة النسخة الجديدة وهي تشهد عاماً بعد عام الابتكار والتميز في جميع مرافقها ومنشآتها، لمواكبة التطور العالمي في تنظيم واستضافة الفعاليات المقررة.
من جانبه أوضح مدير الفعاليات في قرية الإمارات العالمية للقدرة بالوثبة محمد الحضرمي، أن بطولة كأس رئيس الدولة للقدرة حققت نجاحات استثنائية خلال 25 عاماً، ما كان شكل دافعاً كبيراً للفرسان والفارسات لنيل شرف الفوز بها.
وأشار إلى أن القرية حريصة على تسخير إمكاناتها لدعم نجاح البطولة خلال النسخ الماضية، وحققت تطوراً كبيراً من خلال المشاريع المبتكرة، ومنها استراتيجية العناية بالخيل ورفاهيتها، والبرنامج العالمي لتدريب الشباب والناشئين، وتأهيل الرسميين، ونظام التوقيت والذكاء الاصطناعي، ومشروع قرية الإمارات العالمية للقدرة المستدام.