لماذا تحتفي مؤثرات المكياج على تيك توك بتجاعيد الوجه؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
في عصر باتت فيه معايير الجمال غير واقعية، أصبح ملحوظا تشابه ملامح وتقاسيم وجوه العديد من المشهورات على وسائل الإعلام و"المؤثرات" في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن تحولت إجراءات البوتوكس وحقن الفيلر إلى مثابة روتين جديد للعناية بالجمال.
وشاعت هذه الإجراءات التجميلية لدرجة جعلت من النادر عدم استخدام الشخصيات المعروفة لها، حتى بات معظمهن يتمتعن بشفتين منتفختين بشكل ملحوظ، أو جبهة ووجنتين ثابتين تماما بلا تجاعيد حتى أثناء الضحك والكلام.
لذلك في رد على هذه "الظاهرة المزعجة والخطيرة" -وفقا للكثير من السيدات حول العالم- احتفت بعض النساء عبر منصة تيك توك بتغيرات ملامحهن أثناء الحديث والضحك والعبوس وقمن باستخدام التجاعيد الناجمة عن هذه التعبيرات لإنشاء إطلالات مكياج أطلقوا عليها المكياج "المضاد للبوتوكس والفيلر".
ظاهرة غريبة تجتاح "تيك توك"وفي مزيج بين مقاطع فيديو تطبيق المكياج والانتقادات الموجهة لاستخدامات الفيلر والبوتوكس، بدأت المشاركات في الصيحة الجديدة بوضع مستحضرات التجميل بشكل تقليدي في مقاطعهن المصورة، قبل أن يغيرن ملامح وجوههن بالعبوس أو الضحك الشديد لإظهار التجاعيد في مناطق مثل جوانب العينين، والوجنتين، وحول الشفاه، ثم يستخدمن الألوان الداكنة لتظليل هذه التجاعيد وإبرازها في الإطلالة، ما يخلق نمطا تجريديا يعتمد على خطوط البشرة الطبيعية.
إعلانوأدت صيحة "المكياج المضاد للبوتوكس والفيلر" إلى ظهور تقنيات مشابهة متعددة، منها تقنية يتم فيها وضع ظلال العيون عند زوايا العينين الخارجية، ثم يُضغط الوجه لأعلى قبل إضافة ظل أغمق، حيث تخلق حركة تجعيد العينين شكلا يشبه الشرارات النارية على الأطراف، وهي إطلالة لافتة أصبحت شائعة بين "المؤثرات" وخبراء المكياج على الإنترنت.
@dominiqueallisonfinally a trend for my non botox’d face???? ib @Hello Adri @Mei Pang !!! @nyxcosmetics_uk eyeshadow palette
♬ original sound – lea
كما رسمت المشاركات الشفاه بألوان زاهية ثم ثنينها لوضع ظل داكن في الطبقة العليا، ما ينتج تأثيرا متشققا تظهر فيه الشفاه مليئة بالخطوط التي تشبه نقش جلد الحمار الوحشي، وذلك للاحتفاء بمظهر الجلد الطبيعي الذي يتعرض للتجاعيد عند إظهار تعابير الوجه المختلفة.
وبذلك، تحولت هذه الفيديوهات من مجرد حيل مكياج إلى وسيلة لانتقاد الحقن التجميلية والفيلر، واحتفاءً بالحركة الطبيعية للوجه وتحديا لمعايير الجمال السائدة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
رواج المكياج المضاد للبوتوكسويرجع الاحتفاء بالتوجه التجميلي الجديد ببساطة إلى كون هذا الاتجاه لا يناسب الجميع، ولكونه قادرا على فضح المشهورات اللاتي لا يمتلكن ملامح طبيعية.
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا انتشار مئات الأنواع من روتين العناية بالبشرة بصورة طبيعية (شترستوك)فهو يكشف مَن من "المؤثرات" أجرت عمليات نفخ للشفتين أو أجرت عمليات تجميل بالبوتوكس لشد الوجه، لأن من دون التجاعيد الطبيعية والمرونة المعتادة لملامح الوجه ستفشل محاولاتهن في تطبيق هذه الصيحة من المكياج لا محالة.
وتعد التجاعيد العميقة والطبيعية ضرورية لهذا التأثير المخطط الظلي، وعمليات التجميل كما اتضح، تزيل تلك التجاعيد كلها وتمنع ظهورها، ومن هنا تبدأ المتعة الحقيقية للمحتفيات بصيحة المكياج المضاد للبوتوكس في كشف وانتقاد من يرون أنهن لا يحتفين بجمالهن الطبيعي.
إعلانويتضح -بحسب رواد المواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "تيك توك"- أن هناك رفضا متزايدا للمؤثرات ذوات الشفاه الممتلئة والبشرة الناعمة المشدودة بسبب البوتوكس، واللاتي غالبا ما يروجن لمعايير جمال لا يمكن تحقيقها، وباتوا ينجذبون أكثر لهذه اللحظة غير المفلترة والخالية من الحشو والشد.
على سبيل المثال يعلق أحد مستخدمي منصة "إكس" على مقطع من مقاطع المكياج المضاد للبوتوكس: "من المضحك جدا أن نرى المؤثرين يفشلون في اتباع هذه الصيحة الجديدة ويخفقون في تطبيق الإطلالة"، في حين تقول أخرى: "هذا جيد. لا ينبغي اعتبار الشيخوخة شيئا قبيحا أو غير مرغوب فيه".
ميل عالمي متزايد للجمال الطبيعي أدت صيحة "المكياج المضاد للبوتوكس والفيلر" إلى ظهور حركات مشابهة متعددة على شبكات التواصل الاجتماعي (شترستوك)يأتي ذلك في الوقت الذي أصبحت فيه موجات معارضة التجميل في ارتفاع ملحوظ، خاصة خلال السنوات الأخيرة الماضية. ووفقا للجمعية الأميركية لجراحي التجميل، شهد مجال العمليات التجميلية مؤخرا ميلا كبيرا للعودة للمعايير الطبيعية للجمال، حيث لوحظ ارتفاع ملحوظ في عدد النساء اللواتي اخترن إذابة فيلر الشفاه، وهذا يشير إلى تحول في معايير الجمال.
وقد بدأ هذا التيار تحديدا مع الإغلاق العالمي والعزل الاجتماعي بسبب وباء "كوفيد-19" عامي 2020 و2021، حين أصبحت العافية والصحة العقلية أولوية للكثير من الناس، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى الحقن والإجراءات التجميلية المعتادة بسبب القيود على الحركة والرعاية الطبية.
لذلك غمرت وسائل التواصل الاجتماعي منذ ذلك الحين مئات الأنواع من روتين العناية بالبشرة بصورة طبيعية، كما روج رواد "تيك توك" لفوائد الصحة العامة، وتناول الأكل الصحي لتعزيز الجمال من خلال الحرص على صحة الأمعاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التواصل الاجتماعی تیک توک
إقرأ أيضاً:
45 مليون مستخدم لمنصات التواصل الاجتماعي في السعودية والإمارات 2024
أضحت منصات التواصل الاجتماعي أدوات اتصال حيوية لأكثر من 4.6 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، فضلا عن التأثير المتصاعد للمنصات على مجريات الأحداث وتبادل الخبرات ونشر الأخبار والتفاعل معها وباتت تشكل شبكات من العلاقات العابرة للحدود وتحولها إلى مصدر هام للدخل للملايين من الأفراد والشركات وتعبيراً عن توجهات المستهلكين.
وأكد مركز إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية ومقره أبوظبي في ورقة بحثية حديثة أنه من الصعب تخيل العالم الحالي بدون منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن التركيب الهيكلي لهذه المنصات وأهميتها قد تشهد تغيرات كبيرة وسيناريوهات مختلفة خلال السنوات القادمة مستبعداً غياب هذه المنصات خلال الفترة القادمة كما يتوقع أن تشهد هذه المنصات تطوراً وتغيراً ملحوظاً في طبيعتها الهيكلية والوظيفية القائمة حالياً لتظل جزءاً مهماً من المشهد الاقتصادي والإعلامي العالمي.
ويتجاوز عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ال 45 مليون مستخدم العام 2024، بنحو 35.1 مليون مستخدم بنسبة 95.3% من إجمالي مستخدمي الإنترنت في المملكة، فيما يصل العدد إلى نحو 10.73 مليون مستخدم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بنسبة 112% من إجمالي السكان، بسبب امتلاك العديد من السكان لأكثر من حساب على هذه المنصات.
وتعد منصات “تيك توك، يوتيوب، وسناب شات”، المنصات الأكثر شعبية في السعودية في حين تتصدر منصات “تيك توك وفيسبوك” في الإمارات النمو في أعداد المستخدمين وهو ما يعكس الاعتماد الكبير على هذه المنصات في الحياة اليومية للسكان في كلا البلدين.
وبلغ عدد مستخدمي يوتيوب في السعودية العام الجاري نحو 28.3 مليون مستخدم وسناب شات 22.6 مليون مستخدم، كخيار مفضل للشباب ثم إنستغرام بـ 16.3 مليون مستخدم وإكس بـ 16.8 مليون مستخدم ثم فيسبوك بـ 14.6 مليون مستخدما.
وفي دولة الإمارات كان واتساب الأعلى استخدامًا بنسبة 79.6% من مستخدمي المنصات تلاه تيك توك مع 10.73 مليون مستخدم وإنستغرام: 7 ملايين مستخدم ثم إكس حوالي 3.05 مليون مستخدم.
دوافع استخدام
وتُظهر الاتجاهات في الإمارات والسعودية خلال 2024، اختلافًا طفيفًا في دوافع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ففي الإمارات كان التفاعل الاجتماعي السبب الرئيس للاستخدام ثم التسوق والبحث عن المنتجات ثم الترفيه والمحتوى التثقيفي ثم السفر، والمغامرات واللياقة البدنية والموسيقى.
وفي السعودية تعد مشاركة اللحظات الشخصية والتواصل مع الآخرين من الأسباب الرئيسية لاستخدام هذه المنصات يليه الترفيه عبر بث المحتوى الفيديو، خاصة على تيك توك ويوتيوب ثم التسويق والإعلانات يليها سبب متابعة المؤثرين ثم متابعة الأخبار والمعلومات والنقاشات المجتمعية.
وفي كلا البلدين، يعد الفيديو والمحتوى المرئي الأكثر تأثيرًا، مما يعكس شعبية المنصات التي تدعم هذا المحتوى بشكل كبير مثل: تيك توك ويوتيوب حيث تبرز الإمارات عالميًا بمعدل استخدام مرتفع جدًا، بينما السعودية تظهر تفضيلًا ملحوظًا لمنصات الفيديو والمحتوى المرئي.
متوسط الوقت
وأشار “إنترريجونال” إلى أن متوسط استخدام الفرد لمواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات خلال 2024 قد بلغ نحو ساعتين و50 دقيقة يوميًا، وفقًا لتقارير حديثة ما يجعل الدولة تحتل المرتبة الأولى عربيًا والـ 11 عالميًا من حيث مدة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يوميًا، ويُعد “واتساب” و”فيسبوك” و”إنستغرام” من بين أكثر المنصات استخدامًا في الدولة مع مستويات انتشار مرتفعة جداً للإنترنت والهواتف الذكية في، حيث يمتلك 97.6% من السكان هواتف ذكية.
وبلغ متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون في السعودية وفي عام 2024، على مواقع التواصل الاجتماعي حوالي 3 ساعات و10 دقائق يوميًا. ما وضع المملكة ضمن أعلى 10 دول عالميًا من حيث معدل الاستخدام اليومي لمنصات التواصل. وتظهر هذه الإحصاءات أن المستخدمين السعوديين يقضون وقتًا أعلى من المتوسط العالمي الذي يبلغ ساعتين و23 دقيقة يوميًا.
وأظهر إنترريجونال أن سوق الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي شهد نموًا ملحوظًا في الإمارات والسعودية خلال 2024، ففي الإمارات، بلغت قيمة الإنفاق على الإعلانات الرقمية بشكل عام، بما في ذلك مواقع التواصل، حوالي 1.198 مليار درهم أما في السعودية، فيُقدَّر حجم سوق الإعلانات الرقمية بشكل عام بحوالي 7.5 إلى 11 مليار ريال، ما يجعلها من أكبر الأسواق الإعلانية في المنطقة. وتعكس هذه الأرقام الدور الكبير الذي تلعبه منصات التواصل في بث المحتوى والأخبار والمعلومات فضلا عن التسويق الرقمي ما يشير إلى اتساع رقعة انتشار هذه المنصات واكتسابها مزيدا مع المتابعين مع مواصلة الهواتف الذكية والانترنت المتحرك الانتشار في السعودية والإمارات.