لجريدة عمان:
2025-03-12@02:34:26 GMT

آليات التفكير في تعزيز المحتوى المحلي

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

يعد المحتوى المحلي أحد الممكنات الداعمة لتنمية الاقتصاد الوطني وازدهاره، وهو مفهوم يشير إلى الخدمات والموارد والسلع المحلية التي تستخدمها الأنشطة الاقتصادية عموما. ويعزّز المحتوى المحلي من قدرات الاقتصاد الوطني وفرص نموّه ونجاحه؛ حيث يسهم في تعظيم القيمة المحلية المضافة، ويوطّن بعض الصناعات وينعكس إيجابا على مؤشرات الاقتصاد الكلي مثل التوظيف والتشغيل من حيث إنشاء المصانع وجلب الاستثمارات وتوليد فرص وظيفية أخرى؛ بسبب متطلبات إنتاج بعض السلع والمواد، والاحتياج للتخصصات الوظيفية الداعمة لعمليات الإنتاج والتصنيع، إضافة إلى توطين بعض الصناعات الضرورية لتعزيز المحتوى المحلي.

ربما تؤدي سياسة المحتوى المحلي إلى ارتفاع الأسعار فجأة بفارق بسيط لمدة قصيرة حتى يستوعب السوق حجم الطلب على السلع والخدمات المحلية، لكن في المقابل سيوفّر عددا من الوظائف ويوطّن بعض الصناعات التي ستحفّز على ظهور منتجات جديدة متنوعة وخدمات تخصصية، إضافة إلى نقل بعض التقنيات اللازمة لعمليات الإنتاج والتصنيع؛ بهدف إجراء مزيد من البحوث والدراسات لتطوير المنتجات المصنّعة محليا، مما سيساعد ذلك على جلب شركات عالمية ذات خبرة واختصاص بإجراء الدراسات والبحوث التطويرية إلى سلطنة عُمان.

خلال الفترة الماضية حظي موضوع المحتوى المحلي بنقاشات واسعة في جميع المنصات الإلكترونية؛ لعدم الفهم الكافي بالمفهوم والتخوّف الذي يخفيه أصحاب العلاقة بالموضوع في رسائلهم التفاعلية، وفي كل الأحوال عدم الإلمام أو الفهم الكافي بالأمر يولّد حالة من القلق والخوف تجاهه، لكن ما أود توضيحه بأن المحتوى المحلي في مجمله إيجابي للاقتصاد وللتجّار، إذا وجدت الإرادة لجميع الأطراف المرتبطة بالأنشطة الاقتصادية لتطويره ونموّه؛ خاصة أن التكلفة الناتجة عن عمليات الإنتاج والتصنيع محليا ستنخفض مع مرور الوقت وستحد من تسرّب الأموال خارج الاقتصاد الوطني في حال تدفّق الأموال بين القطاعات الاقتصادية المنتجة والمصنّعة للسلع والخدمات. وفي رأيي أن تعزيز المحتوى المحلي سيساعد على استيعاب الخريجين ذوي التخصصات المطلوبة في عمليات التصنيع والإنتاج لبعض سلع وخدمات المحتوى المحلي؛ ولذلك فإن فرص تعزيز المحتوى المحلي لا حدود لها، وربما يكون مسارا تنمويا وبعدا استراتيجيا لتنمية القطاعات الاقتصادية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فمثلا شركات المقاولات تسعى إلى تعزيز المحتوى المحلي عبر اعتمادها على بعض المنتجات المحلية والكوادر الوطنية، وشركات الاتصالات وكذلك البنوك وشركات التمويل وهي قطاعات حيوية في تنمية الموارد البشرية. من خلال متابعتي المستمرة لما يتداول في وسائل التواصل الاجتماعي، يتضح أن هناك ازدواجية في الفهم بين المنتج المحلي والمحتوى المحلي، في الحقيقة أن المنتج المحلي يعد جزءًا من المحتوى المحلي، حيث إن المنتج المحلي يتم تصنيعه وإنتاجه في سلطنة عُمان، أما المحتوى المحلي يتكوّن من خمسة عناصر هي القوى العاملة، والسلع والخدمات والموارد والتكنولوجيا، وليس بالضرورة أن تكون جميعها مصدرها سلطنة عُمان لكنها صنعت في عُمان، لذلك تزيد نسبة المحتوى المحلي في المنتجات كلما زاد المكوّن المحلي فيها، لذلك من الضروري تعزيز المحتوى المحلي وتطويره ودعمه؛ فكل منتج محلي يقوم أفراد المجتمع العُماني بشرائه يمثل دعما للمنتج ووعيا بمصلحة الاقتصاد العُماني وإيمانا بالكوادر البشرية العُمانية ودورها في التنمية الاقتصادية، ولنجاح ذلك لا بد أن تتزامن جهود إدارة الموارد مع جهود تعزيز المحتوى المحلي أو ما يعرف بالقيمة المحلية المضافة في بعض البلدان؛ لدور المحتوى المحلي في توفير فرص جاذبة للاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتوليد فرص عمل نوعية وتخصصية لتوطين صناعات المحتوى المحلي، إضافة إلى دوره في تحسّن الميزان التجاري، وتدفق النقد الأجنبي الذي يعد مؤشرا للنجاح الاقتصادي.

أرى أن هناك فرصا لتنمية المحتوى المحلي في سلطنة عُمان؛ للدعم الذي تقدمه الحكومة للقطاع الخاص من حيث الحوافز والتسهيلات التي أقرها مجلس الوزراء الموقر، والإمكانات البشرية المؤهلة والكفؤة في بعض التخصصات، وأضع مقترحا لدراسة واقع الشركات في القطاع الخاص من حيث قوتها المالية وإمكانية تطورها؛ لتكون قادرة على تلبية متطلبات السوق من السلع والخدمات أو ابتكار منتجات جديدة عوضا عن المستوردة وتقديم خدمات بكفاءة أفضل وفاعلية أكبر، بحيث تؤدي الغرض نفسه وتعزز من المحتوى المحلي.

مع تطور الاقتصاد العُماني خلال السنوات الماضية، أصبح الرهان الآن على شركاتنا الوطنية في نمو المحتوى المحلي عبر تحفيز الإنفاق العام الحكومي بمشاركة القوى العاملة الوطنية والسلع والمنتجات المحلية وتطوير التقنيات وتوطينها؛ الأمر الذي سيساعد على تحسن الميزان التجاري من خلال تصدير المنتجات العُمانية إلى الأسواق العالمية -بإذن الله.

تعزيز المحتوى المحلي يرتبط عادة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وحجمها ومدى قابليتها للتوسع، وتوفّر الموارد اللازمة لمواصلة نموها واستدامة أعمالها، وهي فرصة لدراسة واقعها ودعمها لزيادة أعمالها وأنشطتها بحيث تكون قادرة على تعزيز المحتوى المحلي؛ فالاقتصاد العُماني قادر على الاستفادة من المواد الخام التي يملكها لتعزيز القيمة المحلية المضافة وتوطين بعض الصناعات، إضافة إلى تفعيل المراكز البحثية والتطويرية في القطاعات الاقتصادية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تعزیز المحتوى المحلی المحتوى المحلی فی ن بعض الصناعات إضافة إلى الع مانی

إقرأ أيضاً:

لقاء تشاوري مع مصنعي الحديد والبلاستيك للتعريف بفرص قانون الاستثمار وتوطين الصناعات المحلية

وفي اللقاء الذي حضره رئيس الهيئة العامة للاستثمار ياسر المنصور ، ووكيل وزارة الاقتصاد لقطاع الصناعة ايمن الخلقي ، ورؤساء قطاعات الحديد والبلاستيك ومواد البناء بالغرفة التجارية مروان الوحيشي وعبدالله البروي  مدراء وممثلو الشركات المحلية لتصنيع الحديد والبلاستيك  ، تم مناقشة عددا من المواضيع بشأن تطوير واقع صناعة الحديد والبلاستيك والبدء بعملية توطين المنتجات بشكل تدريجي من خلال الاستفادة من الحوافز الضمانات والحماية التي يقدمها قانون الاستثمار  للمنتج المحلي .

 

و أكد وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات للخروج برؤى مشتركة تعمل على تلمس اوضاع الصناعات المحلية ومتطلبات دعمها وتطويرها وتوطين منتجاتها  ..

وأوضح الوزير المحاقري ان قانون الاستثمار جاء برؤية جديدة في فكر الدولة بدعم ورعاية القيادتين الثورية والسياسية ، ويفتح افاق رحبة امام الرأس المال الوطني من القطاعين العام والخاص للدخول في مشاريع استثمارية بحوافز غير مسبوقة وضمانات كاملة ، واعطى دعما كاملا للصناعات الوطنية وحماية عالية للمنتج المحلي ، بهدف النهوض بواقع القطاع الصناعي في بلادنا  من خلال إدارة سلاسل القيمة وخفض فاتورة الاستيراد .

 

وأشار الى ان حكومة التغيير والبناء اقرت برنامج التحفيز الاقتصادي ، وان توطين الصناعات وحماية المنتجات المحلية يعد من اهم مسارات برنامج التحفيز ، وان التوطين يهدف الى زياده كبيرة في فرص العمل وامتصاص البطالة ،  وكذا توفير منتجات وطنية ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية ومناسبة للمواطنين .

مشيرا الى ان وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار تعمل دراسة وتجهيز  قرارات حماية وتوطين لعدد من السلع الجديدة دعما الصناعات  المحلية  ، و بصدد الترتيب لإصدار قرارات لتوطين  والحماية لعدد 15 منتج بعد شهر رمضان وتقديم الحماية الكاملة لها  .

 

 

ودعا وزير الاقتصاد مصنعي الحديد والبلاستيك للانضمام الى هذه القائمة من خلال البدء بوضع قائمة أولية بالمنتجات التي تستطيع تغطية احتياجات السوق المحلية ومن واقع بيانات دقيقة حول القدرات الإنتاجية لكل مصنع ومقارنتها مع فاتورة الاستيراد كما شدد على المواصفات وسعر المنتج للمستهلك باعتبارهما اساس قرارات التوطين والحماية .

 

كما دعا مصانع الحديد والبلاستيك للتحول نحو استخدام الطاقة المتجددة والاستفادة من المزايا التي يقدمها قانون الاستثمار لدعم هذا التحول  والتي  تعد  من اهم الحوافز للقطاع الصناعي والذي يهدف لخفض تكلفة الإنتاج وإنتاج سلع ومنتجات منافسة في الأسواق  .

 

وكشف وزير الاقتصاد عن اصدار قرار بإيقاف استيراد المعجنات والمخبوزات بهدف دعم الاسر المنتجة والمخابز المحليه وحماية منتجاتها ،  مضيفا ان هناك سلسلة قرارات قادمة تهدف لحماية الاسر المنتجة والحرف اليدوية وانعاش هذا القطاع .

 

ونوه وزير الاقتصاد إلى دور الاعلام في التوعية بجودة المنتجات الوطنية وترسيخ ثقافة  الاعتزاز والثقة بمنتج " صناعة  يمنية "  في الوعي المجتمعي .

 

كما أكد وزير الاقتصاد المحاقري العمل على ترجمة مخرجات اللقاء التشاوري  لخطوات عمليه خلال شهر من تاريخه .

 

من جهته أشار وكيل وزارة الاقتصاد لقطاع الصناعة ايمن الخلقي ، حرص الوزارة على تطوير القدرات الإنتاجية للمصانع المحلية وحماية منتجاتها .

وشدد على أهمية توفر بيانات كاملة تساعد على اتخاذ قرارات الحماية ، وأكد على أهمية ثقة المستهلك اليمني بالمنتجات الوطنية ، والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص في هذا الجانب  .

 

 وخلال اللقاء قدم عدد من مدراء وممثلو شركات صناعة والحديد والاسمنت مداخلات وعبروا  عن استعدادهم للتعاون مع الحكومة ووزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار ، معبرين عن شكرهم لما لمسوه من اهتمام حكومي بالقطاع الخاص من خلال قانون الاستثمار وتوجهات حكومة التغيير والبناء ، وبما يجسد الشراكة الحقيقة بين الحكومة والقطاع الخاص .

 

وقد اقر الاجتماع تشكيل لجان من مصنعي الحديد والبلاستيك لإعداد القوائم بالأصناف القادرة على تغطية السوق المحلية بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار و قطاع الصناعة في وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار والغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة والاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية  وتقديم نتائج اعمالها خلال شهر .

مقالات مشابهة

  • الاستثمار: المدن الاقتصادية ستخلق فرص العمل وتطور الصناعات الداعمة للطاقة
  • تستهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية.. تفاصيل اتفاقية حماية الاستثمارات بين مصر السعودية
  • "الشورى" يناقش آليات قياس مساهمة الاقتصاد الرقمي ضمن الحسابات القومية
  • لقاء تشاوري مع مصنعي الحديد والبلاستيك للتعريف بفرص قانون الاستثمار وتوطين الصناعات المحلية
  • نواب: الإصلاحات الجمركية الجديدة تدعم الإنتاج المحلي وتُحفّز الاستثمار
  • خطة النواب: إصلاح الجمارك خطوة نحو تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل أعباء المستثمرين
  • التضامن: تنفيذ مشروع يستهدف تعزيز تشغيل الشباب والنساء بسوهاج
  • وزير المالية: نستهدف مخصصات لبرامج ومبادرات تحفيز القطاعات الاقتصادية خلال العام المقبل
  • الناتج المحلي الإجمالي للسعودية ينمو 1.3% في 2024
  • العلامة مفتاح: لا بد من التحول إلى الإنتاج المحلي للأدوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي