سقوط حلب.. هل يكسر محظورات الأسد؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
بفقدانه كامل مدينة حلب وأريافها على يد الفصائل المسلحة، يكون النظام السوري ورئيسه بشار الأسد تعرض لأكبر الضربات العسكرية منذ استعادته مناطق واسعة في البلاد بدعم روسي وإيراني.
ومع توجه بوصلة القتال من جانب المسلحين المناهضين له باتجاه مدينة حماة، وسط البلاد، تثار تساؤلات عن احتمالات انخراط الأسد في أي مفاوضات متعلقة بالحل السياسي لسوريا، وهو الذي راوغ وابتعد عن طاولتها كثيرا، رغم الدعوات والتأكيدات المتكررة للمضي بذلك.
وباتت الفصائل المسلحة تسيطر الآن على كامل أحياء حلب ثاني أكبر المدن السورية، كما تمكنت خلال الأيام الماضية من السيطرة على كامل الثكنات المحيطة بها والأكاديميات والمطارات، وتواصل عملياتها الآن على أطراف مدينة حماة من الجهة الشمالية.
وفي مؤتمر صحفي، عقد في إسطنبول، قال رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، هادي البحرة، إنهم "مستمرون ولن يتوقفوا إلا إذا التزم النظام بجدية وإيجابية في المسار السياسي"، مضيفا: "جاهزون للحل في سوريا وفق متطلبات الشعب السوري".
وجاء حديث السياسي المعارض بالتوازي مع بيان أصدرته كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، أكدت فيه أن التصعيد الحالي لا يبرز سوى الحاجة الملحة لحل سياسي بقيادة سورية للنزاع، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
لكن الأسد، في المقابل، كان تحدث بلغة مختلفة خلال اتصالاته مع زعماء عرب ومن دول المنطقة، وشدد الأحد أن "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها أيا كان داعموه ورعاتُه"، على حد تعبيره.
ولم يتطرق إلى أي نية للانخراط في المسار السياسي، وتابع: "الإرهابيين لا يمثلون لا شعبا ولا مؤسسات.. يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم".
وتؤكد الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الغربية باستمرار على أن الحل في سوريا لن يكون إلا بتطبيق القرار الأممي 2254، الذي صدر في ديسمبر 2015، وكذلك الأمر بالنسبة للمعارضة السياسية المناهضة للنظام، إذ تصر على ضرورة تطبيقه في بياناتها وعلى لسان شخصياتها.
ويشمل هذا القرار الأممي، الذي تقدمت به الولايات المتحدة، قبل سبع سنوات 16 مادة، وتنص الرابعة منه على دعم عملية سياسية بقيادة سورية، تيسرها الأمم المتحدة، وتقيم في غضون فترة مستهدفة مدتها ستة أشهر حكما ذا مصداقية يشمل الجميع و "لا يقوم على الطائفية".
كما تحدد هذه الفقرة جدولا زمنيا وعملية لصياغة دستور جديد، فيما يعرب مجلس الأمن عن دعمه لانتخابات حرة ونزيهة تجرى عملا بالدستور الجديد، في غضون 18 شهرا تحت إشراف الأمم المتحدة.
معارك سوريا تقطع طريق عودة النازحين اللبنانيين برّا من العراق أكد المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين في العراق، علي عباس، عودة قرابة 4 آلاف لبناني كانوا نازحين بالعراق إلى بلدهم، هل الأسد قابل للتنازل؟يرى الباحث السوري في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، أيمن الدسوقي أن النظام السوري كان ولا يزال ضد فكرة تقديم أي تنازل جوهري أو نوعي، لأنه "يعي أن التنازل الأول سيفتح بابا آخرا من التنازلات، مما سيؤدي إلى تصدّع بنيته".
وعلى أساس ذلك عمل النظام خلال الفترة الأخيرة على أمرين، بحسب حديث الدسوقي لموقع "الحرة".
الأمر الأول: إعادة تشكيل بنية النظام بطريقة تبعد أي مصدر قد يشكل تهديدا أو يتطور ليصل إلى حد تشكيل تيارات داخلية ضده، سواء من "الحلفاء" أو الغرب.
ويذهب الأمر الثاني، بحسب الباحث، باتجاه "عدم تقدم تنازلات جوهرية ونوعية للخارج، وإن كان ذلك يتطلب فيجب أن يكون ضمن الصفقة الكبرى التي تملكها الولايات المتحدة الأميركية".
وفي الوقت الحالي يرى النظام السوري المنطقة "في حالة من التحول وإعادة ترتيب الأوراق، وذلك لن يكون بوارد تقديم التنازلات".
ويتابع الدسوقي: "(الأسد) يرى الوضع الراهن كما كان المشهد في عام 2013 لغاية 2016 عندما تقلصت مساحة سيطرته لـ35 بالمئة، وكان هناك قوات للمعارضة في محيط دمشق وجوبر والغوطة الغربية والشرقية".
كما يرى أنه "تجاوز اللحظة السابقة وأنها لن تتكرر. ولو تكررت سيكون هناك قوات ستمنع سقوطه لضمان عدم حدوث تداعيات إقليمية"، وفقا للباحث.
ومن جهته يوضح المحلل السياسي، عمر كوش، أن التقدم الكاسح للفصائل المسلحة وسيطرتها على مناطق لم تسيطر عليها من قبل "سيكون له انعكاسات على أي مفاوضات سياسية، وستفتح أفقا سياسيا".
ويضيف كوش لموقع "الحرة": "لا بد لأي عمل عسكري أن يكون له استثمار سياسي".
في اليوم السادس.. إردوغان يعلق للمرة الأولى على الموقف الجديد في سوريا قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، في أول تعليق على الوضع في سوريا، إن بلاده ستتخذ التدابير اللازمة لـ"عدم الإضرار بأمننا القومي". كيف تفاعل النظام؟وفي الأيام الأربعة الأولى من هجوم الفصائل لم يصدر أي تعليق من رئيس النظام السوري، واقتصر الموقف على بيانات أصدرتها وزارة الدفاع تحدثت فيها عن عمليات "إعادة انتشار" في حلب.
ويعتبر المحلل كوش أن "النظام كان متخبطا كما بدا من الأوامر التي أعطاها بالانسحاب العشوائي والكيفي، الذي يذكّر بهزيمة يونيو 1967 عندما كان الأسد الأب وزيرا للدفاع في ستينيات القرن الماضي".
وبعد عودته من موسكو، وهي الزيارة غير المعلنة التي أكدتها صحيفة "الوطن" شبه الرسمية واجتماعه مع وزير خارجية إيران في دمشق بدأ الأسد باتخاذ موقف متصلب على المستوى الظاهري.
لكن في المقابل يتابع كوش أن معادلته العسكرية (للنظام) "كانت صفرا. الظروف تغيرت ومن يسلم المناطق بسهولة لا يمكن أن يعيدها بسهولة".
ومنذ السبت، يحشد النظام السوري قواته على أطراف مدينة حماة من الجهة الشمالية. وتسعى الفصائل المسلحة لاختراقها الآن، بحسب بياناتها الرسمية.
وعلى صعيد حلب فقد باتت المدينة وكامل أريافها بعيدة عن يد النظام، لأول مرة منذ تحول الحراك السلمي إلى مسلح في سوريا.
ويقول الباحث الدسوقي أن بنية النظام ومواقفه المعلنة قبل أيام وعدة مؤشرات تشي بأنه "أعاد تنشيط ميليشيات كان قد حلها سابقا".
كما بدأ يعمل على توسعة "الدفاع الوطني"، مما يشيب بأنه "لن يقدم تنازلات كبيرة في حلحلة الوضع السوري".
ويعتقد الدسوقي أن "النظام سيسعى لمخارج أمنية عسكرية مؤقتة لحين ما يمكنه امتلاك أوراق قوّة، كتبدل السياق الإقليمي والدولي".
ولم يقدم الأسد على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب في سوريا أي تنازل على صعيد الحل السياسي أو مطالب المتظاهرين.
ومن جهة نظره "لا يمكن الاتفاق مع الشعب، بل مع الدول الكبيرة"، وهو ما صرح به الأسد عدة مرات، كما يشير الباحث السوري.
ومع ذلك يوضح الدسوقي أن ما سبق "لا يعني إلغاء مسار تفاوضي جديد، دون أن يتغير سلوك النظام على صعيد المماطلة وإغراق الأطراف بالتفاصيل".
بهدف "محدد".. إسرائيل تتابع ما يجري في سوريا عن كثب أكد الناطق الإعلامي للجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم الاثنين، متابعته للتصعيد العسكري بين فصائل معارضة وهيئة تحرير الشام ضد النظام السوري مدعوماً بحليفه الروسي. هل انكسرت "التابوهات"؟وقبل الهجوم الحاصل الآن كانت العزلة العربية قد انفكت عن الأسد، دون أن يشمل ذلك مواقف الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة.
ورغم أن المسار العربي الجديد الذي مدّ لرئيس النظام السوري كان وفق متطلبات وشروط أبرزها إعادة اللاجئين، لم يتخذ أي قرار على هذا الصعيد، وفقا لمنظمات حقوق إنسان دولية ومحلية.
لكن في المقابل تختلف ظروف الآن عن السابق على الصعيد العسكري وصعيد الدعم المقدم من حلفاء الأسد، وفق المحلل السياسي كوش.
"الدعم الروسي ليس كما السابق بسبب انشغال موسكو بملف الحرب في أوكرانيا"، بحسب المحلل، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران التي تخوض صراعا كبيرا مع إسرائيل وحزب الله الذي فقد معظم قادته بالحرب التي توقفت قبل أسبوع، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وعلى صعيد المعارضة ما زالت تتلقى دعما كبيرا من جانب تركيا، وهذا الأمر بالإضافة إلى السابق "يجلنا نرجح ونتوقع أن تدفع روسيا الأسد لأن ينخرط بشكل جدي على الأقل بالمفاوضات لإيجاد حل سياسي"، وفق المحلل السياسي.
ويتابع: "كما أن اللاعبون الدوليون (بريطانيا وألمانيا والولايات المتخدة) حملوا النظام مسؤولية ما يجري وقالوا إن ما يحصل يؤكد ضرورة الحل السياسي وفق 2254. بالتالي أصبح مسار أستانة بشكله السابق وراء الظهر، ومن المفترض ان يكون هناك مسار تفاوضي جديد ينخرط فيه الأسد بشكل جدي".
ويمكن أن يتشجع النظام لاستئناف جلسات اللجنة الدستورية السورية، أو يبدي استعدادا للانخراط في صيغ سياسية أخرى مع المعارضة "لكن لا نتوقع حصول أي شيء نوعي من جانبه"، كما يرى الباحث السوري الدسوقي.
ويضيف أن "النظام يحتاج لكسرة قوية، وأن يكون هناك موقف إقليمي ودولي يجبره على التوقف".
وطالما أن الهوامش المتعلقة على صعيد المواقف الدولية والإقليمية متفاوتة "سيظل الأسد يراهن عليها"، ويتابع الباحث: "النظام سيراهن على آخر حجر ورجل في سوريا. شعاره: (الأسد أو نحرق البلد). هذه المقولة كان يسير عليها الأسد، وما يزال".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة النظام السوری فی سوریا على صعید
إقرأ أيضاً:
عاجل. في أول زيارة بعد سقوط الأسد.. فرنسا تعرض تقديم دعم تقني وقانوني لصياغة الدستور السوري الجديد
عرضت فرنسا، يوم الجمعة، تقديم دعم "تقني وقانوني" للحكومة السورية المؤقتة في إطار عملية صياغة الدستور السوري، في خطوة تهدف إلى دعم الانتقال السياسي في البلاد.
اعلانوخلال زيارة رسمية إلى دمشق، أكد بارو استعداد بلاده للعمل مع السلطات السورية من أجل مساعدة البلاد في "رسم مستقبلها السياسي". مشيرًا إلى أهمية إشراك جميع أطياف المجتمع السوري في عملية حوار شامل لضمان التمثيل العادل لجميع الأطراف.
وأضاف بارو في تغريدة له على منصة "إكس" أن فرنسا وألمانيا "تقفان مع الشعب السوري بكل أطيافه"، مؤكدًا على التزام البلدين بتعزيز "عملية انتقال سلمي" تساهم في استقرار سوريا والمنطقة.
جاءت زيارة بارو، برفقة نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، لتكون الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. خلال الزيارة، التقى الوزيران مع أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام.
Relatedأحمد الشرع: تنظيم انتخابات في سوريا قد يستغرق 4 سنوات.. ترى كم ستطول مدة الفترة الانتقالية في سوريا؟أردوغان: سنقدم كل الدعم اللازم لتحقيق السلام الدائم والاستقرار في سوريازيلينسكي: أوكرانيا تستعد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سورياماذا قال وزير خارجية سوريا الجديد عن العلاقة مع مصر؟من جانبها، أوضحت بايربوك عبر حسابها في منصة "إكس"، أن الزيارة تهدف إلى التأكيد على إمكانية "إطلاق بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا".
وأكدت بايربوك أنه لا يمكن الحديث عن "بداية جديدة" إلا إذا كانت العملية السياسية في سوريا شاملة لجميع فئات المجتمع، بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الدينية.
كما شددت على أن أي عملية انتقالية يجب أن تضمن عدم وجود أعمال "انتقامية" ضد أي فئة من السكان، بالإضافة إلى ضرورة إبعاد التطرف عن العملية السياسية.
ورغم هذه الزيارة الدبلوماسية، لم تقم الدول الغربية بعد برفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد، كما أن تصنيف هيئة تحرير الشام كجماعة "إرهابية" لا يزال قائمًا، على الرغم من أن الولايات المتحدة قد رفعت المكافأة التي كانت قد أعلنت عنها سابقًا على أحمد الشرع، والتي تقدر بنحو 10 ملايين يورو.
في وقت سابق، أشار أحمد الشرع إلى أن إجراء الانتخابات في سوريا قد يستغرق ما يصل إلى أربع سنوات. وأضاف الشرع في مقابلة مع قناة العربية السعودية إن صياغة دستور جديد قد تستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات، حيثُ أن الأمر سيستغرق حوالي عام حتى يرى السوريون تغييرات جذرية على حد تعبيره.
يُشار إلى أن بارو قد زار السفارة الفرنسية في دمشق، التي أعيد فتحها بعد 13 عامًا من الإغلاق. هذه الخطوة تعد علامة على تحسن العلاقات بين سوريا والدول الغربية، التي كانت قد قطعت علاقاتها مع الحكومة السورية خلال الحرب السورية التي استمرت نحو 14 عامًا.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "من الشهادة في سبيل الوطن" إلى "في سبيل الله".. تعديلات تربوية تثير جدلا واسعا في سوريا سوريا تستقبل العام الجديد بالأمل.. احتفالات وتطلعات نحو الحرية والتغيير بعد سنوات من القمع الحرب السورية تترك أحياء حمص مقفرة وخالية من الحياة سورياألمانيافرنسامحمد البشير أبو محمد الجولاني علاقات دبلوماسيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ455: قتلى وجرحى في غزة جراء القصف المستمر والجيش يعلن اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون يعرض الآن Next سلوفاكيا تهدد بقطع الكهرباء عن أوكرانيا ووقف مساعدة لاجئيها بسبب توقف الغاز الروسي يعرض الآن Next سويسرا تنضم إلى دول أوروبية وتمنع لبس النقاب مع بداية العام الجديد وغرامة تتجاوز ألف دولار لمن تخالف يعرض الآن Next "إف بي آي" ينشر فيديو للمشتبه به في زرع القنبلة قرب مكاتب اللجنة الديمقراطية ليلة هجوم الكابيتول يعرض الآن Next فنزويلا تعرض 97,000 يورو مقابل معلومات عن مكان مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس اعلانالاكثر قراءة لحظات مريرة في غزة: تدافع الجائعون على كشك طعام في خان يونس وسط أزمة حادة مصر تكشف عن أول حالة نادرة مصابة بمتلازمة فيكساس.. كل ما يجب أن تعرفه عن هذا المرض! شمس الدين جبار.. ما الذي نعرفه عن المتهم بهجوم نيو أورلينز الدامي؟ دول لا تحتفل برأس السنة الليلة! تعرف عليها سقوط جسم فضائي غامض في كينيا ووكالة الفضاء تبحث عن إجابات.. ما القصة؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبتحقيقشرطةسورياضحاياقطاع غزةالسنة الجديدة- احتفالاتقصفبشار الأسدإسرائيلروسياتعليمالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025