بوابة الوفد:
2025-04-25@23:36:09 GMT

الفرق بين حب الحياة وحب الدنيا.. علي جمعة يوضح

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

في حديثه عن الفرق بين حب الحياة وحب الدنيا، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن هناك تباينًا جوهريًا بين مفهوم "حب الحياة" و"حب الدنيا"، موضحًا أن الحياة في المفهوم الإسلامي تشمل الدنيا والآخرة معًا، بينما الدنيا هي مرحلة فانية وليست غاية الوجود.

وقال جمعة: "الحياة في الإسلام ليست مجرد الحياة الدنيوية التي يعيشها الإنسان على الأرض، بل هي رحلة تبدأ بالدنيا وتنتهي بالآخرة، حيث تكون الحياة الحقيقية والخلود الأبدي.

ولهذا فإن عقيدة المسلمين تقوم على الإيمان باليوم الآخر الذي يضمن للإنسان الخلود والنجاة، وهو ما يجعل الدنيا جزءًا مؤقتًا في هذه الرحلة".

 الحياة الدنيا في القرآن

وأضاف جمعة أن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم عن الحياة الدنيا: "وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت: 64)، مؤكدًا أن الدنيا هي مجرد مرحلة مؤقتة يجب على المسلم أن لا يعلق قلبه بها، بل أن يكون قلبه متعلقًا بالحياة الآخرة.

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن من يحب الدنيا فقط ويتعلق بها يكون قد ضيع عليه فرصة الحياة الأبدية التي يعده الله بها، فقال تعالى: "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" (الأنعام: 32). كما نبه إلى أن القرآن الكريم يحذر من أن الانغماس في الدنيا على حساب الآخرة هو نوع من الغفلة: "وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا" (الأنعام: 70).

لإسلام لا ينكر جمال الدنيا

وأكد  جمعة أن الإسلام لا ينكر جمال الدنيا أو ضروريات الحياة، بل يحث على الاستمتاع بما أباحه الله فيها من طيبات ورزق، لكن دون أن يكون ذلك على حساب الآخرة. وقال: "لقد أمرنا أن نحب الحياة الدنيا ولكن من خلال النظر إليها كمرحلة تمهيدية لما هو أكبر وأبقى، وهو الحياة الآخرة. وفي هذا السياق، يشير القرآن الكريم في قوله تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (الأعراف: 32)، إلى أن المؤمن هو الأحق بالتمتع بنعم الله في الدنيا، ولكن في إطارٍ من الوعي بأن هذه النعم هي زاد للآخرة".

وأشار إلى أن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها البعض هو التوقف عند مفهوم "الدنيا" فقط، متجاهلين أن الحياة الحقيقية التي يحياها المؤمن هي حياة الآخرة، حيث تكون النعم دائمة لا تنقطع.

الحياة الدنيا ليست هدفًا

وفي ختام حديثه، قال الدكتور علي جمعة: "إن الحياة الدنيا ليست هدفًا في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق السعادة الأبدية في الآخرة. وقد فرق الإسلام بوضوح بين حب الحياة بشكل شامل وحب الدنيا التي تمتلئ بالشهوات الفانية. لذلك يجب على المسلم أن يعيش في الدنيا كما يعيش في مزرعة، يبذر فيها بذور الطاعات ليحصد ثمارها في دار الآخرة، حيث الحياة الحقيقية الأبدية".

وأضاف: "المؤمن يعيش بين الدنيا والآخرة، ولا يتخلى عن التمتع بنعم الله في الدنيا طالما أنها لا تلهيه عن الآخرة. ومن هنا يتضح الفرق الجوهري بين حب الحياة وحب الدنيا، فحب الحياة يشتمل على التوازن بين الدنيا والآخرة، بينما حب الدنيا وحدها هو الذي يوقع الإنسان في الغفلة ويبعده عن الهدف الأسمى الذي خلق من أجله".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحياة الدنيا جمعة علي جمعة الحياة الدنيا الحیاة الدنیا فی الدنیا حب الدنیا علی جمعة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هو الخمار المقصود في القرآن؟.. أمين الفتوى يوضح المعايير وكيفية تطبيقه

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الخمار المقصود في القرآن هو جزء من اللباس الشرعي للمرأة، وأن تطبيقه الصحيح يجب أن يلتزم بصفات محددة في الشكل والهيئة.

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج فتاوى الناس، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: الخمار في اللغة والشريعة هو ما تُغطي به المرأة رأسها وعنقها وصدرها، وهو سترٌ كاملٌ لما أمر الله بستره من جسد المرأة، وليس مجرد غطاء للشعر فقط.

وأضاف: أي قطعة ملابس تحقق هذه الشروط الشرعية تُعد خمارًا أو حجابًا شرعيًا، وهي أن تستر الشعر، والعنق، والرقبة، والصدر، ولا تُظهر شيئًا مما يُعد من العورة، سواء كان ذلك مما يُستقبح كشفه، أو مما يحرم النظر إليه.

وأشار إلى أن الخمار ليس شكلًا محددًا بقدر ما هو وصف لغطاء يستر هذه الأجزاء من جسد المرأة، وبالتالي أي زي أو حجاب يحقق هذه الغاية، يدخل تحت مسمى الخمار الشرعي.

وأكد أن هذا الفهم هو ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، وما طبقوه مع زوجاتهم وبناتهم، وما أقرّه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تعامله مع نساء المؤمنين.

وتابع: المقصود من الخمار ليس المبالغة في الزينة أو الشكل، بل الستر الحقيقي، والالتزام بأمر الله في قوله تعالى: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31]، أي ليُسدلن هذه الأغطية على مواضع الجيب - أي الصدر - سترًا وحياءً وامتثالًا لأمر الله.

مقالات مشابهة

  • مختص يوضح الأسباب التي تدفع الأفراد إلى اللجوء للذكاء الاصطناعي .. فيديو
  • لماذا سورة الكهف الوحيدة التى نقرأها يوم الجمعة ؟
  • دعاء آخر جمعة من شوال.. 6 كلمات مستجابة للرزق وقضاء الحاجة لا تغفلها
  • هل الحجاب قاصر على الصلاة فقط؟.. أمين الفتوى يوضح
  • ما هو الخمار المقصود في القرآن؟.. أمين الفتوى يوضح المعايير وكيفية تطبيقه
  • خبير عقاري يوضح الفرق بين عقد الوساطة الفرعي والعادي.. فيديو
  • سر ميداني.. ما الفرق بين حرب لبنان ومعركة غزة؟
  • ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح
  • فهد الخضيري يوضح أدوية الحساسية التي ترفع ضغط الدم
  • هل تُقبل الصدقة من مال مصدره حرام؟.. الإفتاء توضح الفرق بين التصدّق وتبرئة الذمّة