بوابة الوفد:
2025-04-05@17:55:43 GMT

الفرق بين حب الحياة وحب الدنيا.. علي جمعة يوضح

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

في حديثه عن الفرق بين حب الحياة وحب الدنيا، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن هناك تباينًا جوهريًا بين مفهوم "حب الحياة" و"حب الدنيا"، موضحًا أن الحياة في المفهوم الإسلامي تشمل الدنيا والآخرة معًا، بينما الدنيا هي مرحلة فانية وليست غاية الوجود.

وقال جمعة: "الحياة في الإسلام ليست مجرد الحياة الدنيوية التي يعيشها الإنسان على الأرض، بل هي رحلة تبدأ بالدنيا وتنتهي بالآخرة، حيث تكون الحياة الحقيقية والخلود الأبدي.

ولهذا فإن عقيدة المسلمين تقوم على الإيمان باليوم الآخر الذي يضمن للإنسان الخلود والنجاة، وهو ما يجعل الدنيا جزءًا مؤقتًا في هذه الرحلة".

 الحياة الدنيا في القرآن

وأضاف جمعة أن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم عن الحياة الدنيا: "وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (العنكبوت: 64)، مؤكدًا أن الدنيا هي مجرد مرحلة مؤقتة يجب على المسلم أن لا يعلق قلبه بها، بل أن يكون قلبه متعلقًا بالحياة الآخرة.

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن من يحب الدنيا فقط ويتعلق بها يكون قد ضيع عليه فرصة الحياة الأبدية التي يعده الله بها، فقال تعالى: "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" (الأنعام: 32). كما نبه إلى أن القرآن الكريم يحذر من أن الانغماس في الدنيا على حساب الآخرة هو نوع من الغفلة: "وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا" (الأنعام: 70).

لإسلام لا ينكر جمال الدنيا

وأكد  جمعة أن الإسلام لا ينكر جمال الدنيا أو ضروريات الحياة، بل يحث على الاستمتاع بما أباحه الله فيها من طيبات ورزق، لكن دون أن يكون ذلك على حساب الآخرة. وقال: "لقد أمرنا أن نحب الحياة الدنيا ولكن من خلال النظر إليها كمرحلة تمهيدية لما هو أكبر وأبقى، وهو الحياة الآخرة. وفي هذا السياق، يشير القرآن الكريم في قوله تعالى: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (الأعراف: 32)، إلى أن المؤمن هو الأحق بالتمتع بنعم الله في الدنيا، ولكن في إطارٍ من الوعي بأن هذه النعم هي زاد للآخرة".

وأشار إلى أن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها البعض هو التوقف عند مفهوم "الدنيا" فقط، متجاهلين أن الحياة الحقيقية التي يحياها المؤمن هي حياة الآخرة، حيث تكون النعم دائمة لا تنقطع.

الحياة الدنيا ليست هدفًا

وفي ختام حديثه، قال الدكتور علي جمعة: "إن الحياة الدنيا ليست هدفًا في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق السعادة الأبدية في الآخرة. وقد فرق الإسلام بوضوح بين حب الحياة بشكل شامل وحب الدنيا التي تمتلئ بالشهوات الفانية. لذلك يجب على المسلم أن يعيش في الدنيا كما يعيش في مزرعة، يبذر فيها بذور الطاعات ليحصد ثمارها في دار الآخرة، حيث الحياة الحقيقية الأبدية".

وأضاف: "المؤمن يعيش بين الدنيا والآخرة، ولا يتخلى عن التمتع بنعم الله في الدنيا طالما أنها لا تلهيه عن الآخرة. ومن هنا يتضح الفرق الجوهري بين حب الحياة وحب الدنيا، فحب الحياة يشتمل على التوازن بين الدنيا والآخرة، بينما حب الدنيا وحدها هو الذي يوقع الإنسان في الغفلة ويبعده عن الهدف الأسمى الذي خلق من أجله".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحياة الدنيا جمعة علي جمعة الحياة الدنيا الحیاة الدنیا فی الدنیا حب الدنیا علی جمعة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ابحث عن اليتيم .. علي جمعة لهذا السبب أوصانا النبي برعايته

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، تحت عنوان:" اليتيم مدرسة أخلاقية"، علمنا ﷺ ما نسميه في أدبيات العصر بالأمن المجتمعي، علمنا كيف نكون أفرادًا في أمة، وأن نعمل سويًّا لصالح المجتمع.

اليتم مدرسة أخلاقية

وتابع علي جمعة خلال موضوع خطبته:" في كل إرشاد وتربية، تركه لنا رسول الله ﷺ، علمنا كيف نعيش في مجتمع قوي، فالمؤمن للمؤمن، والمسلم للمسلم، كالبنيان يشد بعضه بعضًا، مضيفا: انظر إلى التشبيه: بنيان يشد بعضه بعضًا، قائم على أساس، وأساسه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.

وأكمل: التي لو فهمنا معناها، لعرفنا كيف نعيش، فإن الله سبحان وتعالى، لما خلق الخلق، لم يتركهم عبثًا، بل أرسل إليهم الرسل، وأنزل الكتب، وأوضح لهم الطريق إليه.

وأكد علي جمعة أن النبي ﷺ يوصينا باليتيم، اليتيم فَقَدَ شيئًا من الاجتماع البشري، فَقَدَ أباه وأمه، وَفَقَدَ الأسرة المعيلة؛ ولكن رسول الله ﷺ يأمرنا برعايته، ويحثنا على ذلك، ويقول: «إن مَنْ وضع يده على رأس يتيم، فله بعدد شعر ذلك اليتيم أجر، وحسنات عند الله». { وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} لا يستكثرن أحدكم هذا.

وأردف: عندما تسمع هذا، تبحث عن اليتيم، إنك أنت الذي تحتاج إليه؛ حتى يغفر الله ذنبك، حتى يعطيك الله أجرك، أنت الذي تبحث إليه؛ لأنه -هذا اليتيم- صاحب الْمِنَّةِ عليك.

وشدد علي جمعة: لو فهمت هذا، لم تتكبر على يتيم، ولم تشعره أبدًا، بأنك اليد العليا؛ بل أنت الذي تطلب منه، من خلال العطاء، والحب عطاء، تطلب منه أن يكون شفيعًا لك عند الله، علمنا المجتمع في الصلاة، وقال: «لينوا في أيدي إخوانكم». يريد أن تكون فردًا في جماعة، و «يد الله على الجماعة». والنبي ﷺ يقول: «إذا رأيتم اختلافًا، فعليكم بالجماعة، وَمَنْ شذ، شذ في النار».

واختتم علي جمعة قائلاً:"مَا الذي عليه الأمة، المجتمع؟ مَا الذي يفيد مصالحنا الآن، وغدًا؟ علمنا أن نلين -حتى في الصلاة- في أيدي إخواننا.

كما أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الشريعةُ قصدت بكفالة اليتيم رعايتَه في جميع شئون حياته ومعيشته مأكلًا ومشربًا وملبسًا ومسكنًا وتأديبًا وتعليمًا وتثقيفًا وزواجًا، وغير ذلك من ضروريات الحياة وحاجياتها، كما يصنع الوالدان بولدهما سواءً بسواءٍ، حتى يصل إلى مرحلة الاستقلال التامة نفسيًّا واجتماعيًّا وماليًّا، بحيث يكون قادرًا على بناء أسرته قائمًا بشئونه مُنفِقًا على نفسه وعلى من يعول.

مقالات مشابهة

  • كيف تكون مسرورا؟.. علي جمعة يصحح مفاهيم خاطئة عن السعادة
  • طريق الشيطان وطريق الرحمن.. علي جمعة يوضح الفرق بين نظرة علماء المسلمين والغرب للنفس الأمارة
  • 3 دعوات مستجابة لا يردها الله أبدا.. علي جمعة: اغتنمها
  • د. التل يوضح الفرق بين قيمة الدولار وسعر صرفه
  • ابحث عن اليتيم .. علي جمعة لهذا السبب أوصانا النبي برعايته
  • “لسنا من الفرق التي تهدر الوقت”.. مدرب الهلال السوداني: احترمنا الأهلي ولدينا فرصة للتعويض
  • علي جمعة: الدنيا متاع زائل فابتغ ثواب الآخرة
  • باحث يوضح هل ستتأثر المملكة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب؟
  • كيف أعرف أن الله قبل صيامي؟ علي جمعة يوضح
  • علي جمعة: كثرة التعلق بالدنيا تُنسي الآخرة كما هو حال الكفار