الخليج الجديد:
2024-07-07@01:44:31 GMT

كيف رُميت فرنسا تحت القطار في النيجر؟

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

كيف رُميت فرنسا تحت القطار في النيجر؟

كيف رُميت فرنسا "تحت الباص" في النيجر؟

واشنطن لا تنظر بقلقٍ إلى انقلاب النيجر، عكس فرنسا التي تصرّفت بذعر وهي تراقب سقوط مناطق نفوذها الواحدة تلو الأخرى في منطقة الساحل الأفريقي.

هل تبنت واشنطن مقاربة براغماتية في التعاطي مع انقلاب النيجر، وإلقاء حليفتها فرنسا "تحت القطار" وتجنّب التورّط في أزمة جديدة في منطقة الساحل؟

حاولت واشنطن التعاطي بانفتاحٍ على الانقلابيين في النيجر، إذ نفت وجود علاقة لروسيا، أو لمجموعة فاغنر، بالعملية الانقلابية، بعكس ما حاولت فرنسا الإيحاء به.

كان واضحاً الغيظ الفرنسي من خطوة أميركية رأت فيها باريس تشجيعاً للانقلابيين على الاستمرار في نهجهم. ثم أعلنت واشنطن عن تأييدها التوصّل لحلّ دبلوماسي لأزمة النيجر.

لا تستطيع فرنسا التدخّل مباشرة لإطاحة العسكر، لأنّه سيبدو محاولةً من الدولة الاستعمارية السابقة لإطاحة حكومة تعارضها (ولو انقلابية) وتنصيب أخرى موالية لها (ولو منتخبة).

* * *

لم تخيّب الولايات المتحدة في تعاملها مع أزمة الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر أواخر الشهر الماضي (يوليو/ تموز) تقديرات العارفين بسياساتها التي تستمر في تبنّي مقاربة مغرقة في النفعية، مؤدّاها التعامل مع كل من يخدم مصالحها.

منذ الساعة الأولى للإعلان عن إطاحة الرئيس المنتخب، حاولت واشنطن التعاطي بانفتاحٍ واضحٍ على الانقلابيين في النيجر، إذ نفت وجود علاقة لروسيا، أو لمجموعة فاغنر، بالعملية الانقلابية، بحسب ما حاولت فرنسا الإيحاء به لاستنفار الغرب للوقوف في وجه الانقلاب، أخذاً بالاعتبار موجة العداء السائدة ضد روسيا في الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا.

وكان هذا أول مؤشّر على أن واشنطن لا تنظر بقلقٍ إلى التغيير في النيجر، عكس فرنسا التي تصرّفت بذعر وهي تراقب سقوط مناطق نفوذها الواحدة تلو الأخرى في منطقة الساحل الأفريقي، عن طريق انقلابات عسكرية بدأت في مالي (2018) وانتقلت إلى غينيا (2021) ثم بوركينا فاسو (2022) وأخيراً النيجر (2023).

الضربة الثانية التي تلقّتها السياسة الفرنسية التي أطاح الانقلاب حلفاءها في حكم البلد الأفريقي الذي تستورد منه نحو 30% من احتياجاتها من اليورانيوم لتشغيل مفاعلاتها النووية المستخدمة في توليد الطاقة، تمثلت في إيفاد واشنطن ثاني أهم مسؤول في وزارة الخارجية، وهي نائب الوزير، فيكتوريا نولاند، إلى نيامي، عاصمة النيجر، حيث اجتمعت بقادة الانقلاب لحثّهم على التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة.

وكان واضحاً مقدار الغيظ الفرنسي من الخطوة الأميركية التي رأت فيها باريس تشجيعاً للانقلابيين على الاستمرار في نهجهم. بعد ذلك، أعلنت واشنطن بوضوح عن تأييدها التوصّل إلى حلّ دبلوماسي لأزمة النيجر.

ويُعتقد أن الموقف الأميركي ساهم في دفع دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) وفي مقدّمتها نيجيريا، إلى التراجع عن فكرة التدخّل العسكري، وعن المهلة التي أعطتها للانقلابيين للتخلّي عن السلطة وإعادة الرئيس المخلوع، محمد بازوم، إلى السلطة.

في المقابل، كانت فرنسا تدفع فكرة التدخل العسكري وتشجع دول "إيكواس" على التحرّك لإزاحة الانقلابيين، على أن تؤمّن هي الدعم اللوجستي، والغطاء الجوي، مستفيدة من وجود ما يقرُب من 1400 جندي فرنسي في النيجر، في إطار عمليات مكافحة الجماعات المتطرّفة في منطقة الساحل.

ونظراً إلى موجة العداء الشعبي لها، باعتبارها الدولة الاستعمارية السابقة، لا تستطيع فرنسا التدخّل مباشرة لإطاحة حكم العسكر، لأنّ هذا سيبدو محاولةً من الدولة الاستعمارية السابقة لإطاحة حكومة تعارضها (ولو انقلابية) وتنصيب أخرى موالية لها (ولو منتخبة). وعليه، لن تستطيع باريس التحرّك من دون غطاء أفريقي، لن يتوفّر، على الأرجح، من دون موافقة أميركية.

وتجادل واشنطن بأن التدخّل العسكري محفوف بالمخاطر، وقد يؤدّي إلى انهيار كل منطقة الساحل الأفريقي في ضوء الانقسام داخل "إيكواس" وإعلان دول حزام الانقلابات (مالي وبوركينا فاسو وغينيا) عن استعدادها للتدخّل أيضاً دعماً لقادة الانقلاب في النيجر، في حال تدخّل حلف "الديمقراطيات"، ما يعني تفجّر حرب إقليمية واسعة في المنطقة الغارقة في الفوضى أصلاً.

تمثلت القشّة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى الفرنسيين في إقرار إدارة الرئيس جو بايدن أول أمس الاثنين تعيين كاثلين فيتزغيبون سفيراً فوق العادة لواشنطن في نيامي. وكان مجلس الشيوخ الأميركي أقرّ هذا التعيين يوم 27 يوليو/ تموز الماضي، أي بعد يوم فقط من إطاحة الجيش الرئيس واستلامه السلطة.

ويرى كثيرون أن إرسال سفير إلى نيامي في هذا الوقت تحديداً، رغم موقف واشنطن الداعي إلى إعادة الحكم الديمقراطي وإطلاق سراح الرئيس المخلوع وعائلته، يعد بمثابة اعتراف بشرعية النظام العسكري، لا يقلّل من وطأته "تحجّج" إدارة بايدن بأنها رشّحت فيزغيبون لهذا المنصب في يوليو 2022.

يبدو واضحاً أن واشنطن تبنّت مقاربة براغماتية مكشوفة في التعاطي مع انقلاب النيجر، قرّرت بموجبها إلقاء حليفتها فرنسا "تحت القطار" وتجنّب التورّط في أزمة جديدة في منطقة الساحل، والمحافظة على وجودها العسكري في البلاد.

إذ تملك أميركا أكبر قاعدة مسيّرات في منطقة الساحل تستخدمها في ملاحقة التنظيمات الجهادية، إلى جانب 1100 جندي أميركي، أما الديمقراطية فيمكن الحديث عنها في يوم آخر.

*د. مروان قبلان كاتب وأكاديمي سوري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أفريقيا أميركا فرنسا انقلاب النيجر بايدن ماكرون إيكواس التدخل محمد بازوم منطقة الساحل فی منطقة الساحل فی النیجر

إقرأ أيضاً:

بندر الخيران.. مرفأ للصيادين ومتنفس يعانق زرقة البحر وشواهق الجبال

حظيت منطقة بندر الخيران بولاية مسقط بالكثير من التطوير والتجميل خلال الفترة الماضية؛ لما تقدمه من خدمات للزائر والسائح، فضلًا عن كونها منطقةً لصيد الأسماك، كما تتمتع بمقومات سياحية لوجود متنزه وممشى للبلدة وعلى وجه التخصيص في منطقة الساحل، ليصبح بمقدور السائح ممارسة رياضة المشي في المكان والاستمتاع بهدوء وجمال الخيران.

وبحسب ما أشار إليه رشيد المنطقة عبدالله بن سيف الجابري، فإن المنطقة ستشهد بعض عمليات التطوير والتجميل، لا سيما في متنزه البندر خلال الخطة الخمسية القادمة، موضحًا أنه سيكون ضمن الخطة المستقبلية للبلدة عمل مظلات للساحل، وإنارة الطرق والممشى لرفع درجة الحركة السياحية في منطقة الخيران، خاصة في أيام الإجازات وتحديدًا في منطقة الساحل بحيث يأتي الزائر للاستجمام والتنزه في البحر، ويتم نقل هذا الزائر إلى الشاطئ سواء للاستجمام أو المبيت عن طريق القوارب التي يمتلكها سكان البلدة.

وأكد أن أهالي المنطقة طالبوا بإنشاء ميناء، حيث يمارس أهلها مهنة صيد الأسماك بعدة طرق أشهرها الهيال والمنصب، ويقوم ممارسو هذه المهنة بجمع المصيد من كل الصيادين في البلدة ثم وضعه على متن قارب واحد ويتم أخذ هذه الحصيلة إلى سوق مطرح، ويتم توزيع المبلغ المالي الذي تم الحصول عليه بنسب مختلفة على الصيادين بناءً على ما تم الاتفاق عليه مسبقًا، وقد وفرت البلدة مخازن مخصصة للصيادين لوضع أدوات الصيد الخاصة بهم فيها وحمايتها من التلف.

من جهته، قال علي بن سالم الجابري، أحد سكان المنطقة: «إن هذه الطبيعة الجبلية المتناغمة مع البحر والشواطئ الرملية تنقصها بعض الخدمات المتمثلة في تهيئة الطرق ورصفها والمرافق الصحية المتمثلة في دورات المياه العامة والاستراحات المظللة، فالمرتادون غالبًا ما يكونون عوائل ولديهم أطفال وهذه الخدمات تشكّل ضرورة مهمة وعنصر جذب سياحيًا لهم».

وأوضح أن المنطقة تعاني من امتداد الجزر بما يصل لما يقارب الثمانية كيلومترات لمنطقة بو سرور، فيصبح المواطن غير قادر على الوصول إلى قاربه بطريقة سهلة خالية من الجهد، كما يعاني سكان المنطقة من صعوبة التصرف في أراضيهم الواقعة داخل حدود محمية بندر الخيران، فلا يستطيعون التصرف بها أو تحويلها من أرض زراعية إلى سكنية أو حتى بيعها، وتم الاقتراح بوضع التسهيلات التي تمكّن مالك الأرض من أن يتصرّف بأرضه كما يشاء وبطريقة غير ضارة للبيئة كونها محمية للأحياء البحرية.

وأضاف: «أما بالنسبة للساحل البحري الخاص بقوارب الصيد فإنه يشكّل لوحةً جماليةً أخرى، حيث تتوزع أشجار القرم على جانبي الساحل شرقًا وغربًا في منظر قلّما تجد له نظيرا لا سيما في فترات العصر والفجر وأن تلحظ ذهاب القوارب وعودتها في مشهدٍ آسرٍ يعكس كفاح وسعي الصياد العماني بعفويته وطبيعته ووجهه البشوش، ويبقى التحدي الأكبر في هذا الساحل للصيادين ضيق المساحة وحاجتهم لكبس الساحل ليكون لهم متنفسًا في رفع القوارب إلى اليابسة وإنشاء مرسى عائم في موقع ونقطة يتوقف عندها عند نزول البحر في حالات الجزر كون حالات الجزر البحري تشكل التحدي الأكبر لنزول الصياد للبحر، لذلك يبقى منتظرًا ارتفاع البحر أو استغلال حالات المد ليذهب بقاربه بعيدًا عن الساحل حيث يسهل عليه تحريك القارب والسعي لطلب الرزق».

وعلق الجابري على حركة التنقل في المنطقة التي تتم عن طريق قوارب يمتلكها سكان البلدة بتراخيص تسمح لهم ممارسة هذه المهنة وأخد السائحين من مكان لآخر في أنحاء الشاطئ للترفيه عن أنفسهم والتخلص من الضغوطات والطاقة السلبية، وتكثر في المنطقة الدراجات المائية وما يُعرف باسم «الكاياك» لذلك وجب التنظيم لتجنب الحوادث البحرية.

وأكد أن منطقة بندر الخيران بلدة ساحرة الجمال وزاهية المنظر، وتكون أكثر سحرًا ونضارة إذا رافق كل ذلك توفر الخدمات من تأهيل الطرق المؤدية للمنطقة نفسها أو لتلك الشواطئ الهادئة وكذلك إنشاء المرافق الصحية لتشكّل نقطة جذب ولوحة جمال مكتملة لا سيما في ظل توجه المواطنين وقناعتهم بجدوى وأهمية السياحة الداخلية وكثرة إقبال الناس عليها بما يحقق المتعة المرجوة للزائر واستفادة الشباب في إطلاق المشاريع الخدمية الهادفة للحصول على مصدر دخل وخدمة القطاع السياحي بسلطنة عمان، حيث تقع بلدة الخيران في الجانب الشرقي لمدينة مسقط، وتعد أحد روافد اقتصاد الولاية في مجال الثروة السمكية.

مقالات مشابهة

  • مالي والنيجر وبوركينا فاسو تعلن تأسيس “كونفدرالية دول الساحل”
  • أمريكا ستكمل غداً سحب قواتها من “القاعدة الجوية 101” في النيجر
  • بوركينا فاسو ومالي والنيجر تعلن توحدها ضمن كونفدرالية وتهاجم إكواس
  • بندر الخيران.. مرفأ للصيادين ومتنفس يعانق زرقة البحر وشواهق الجبال
  • تقارير تكشف وجود مقاتلين سوريين في النيجر.. ما علاقة تركيا؟
  • القوات الأميركية تكمل غداً انسحابها من النيجر
  • جيش النيجر يقضي على أكثر من 100 إرهابي قرب حدود بوركينا فاسو
  • حكومة النيجر تقبل إجراء محادثات لإصلاح العلاقات مع بنين
  • أول مدينة مليونية.. أبرز وجهات العلمين الجديدة «بوابة مصر على أفريقيا»
  • التهدئة جنوبا تنتظر لقاءات نتنياهو في واشنطن